أعلن الإرهابي وجدى غنيم انشقاقه عن تنظيم الإخوان الإرهابي، مشيرا إلى أنه جمد عضويته نهائيا حتى تعود للوضوح والشفافية في القرارات والمواقف.

وجاء نص خطاب غنيم للإخوان كما يلى: إخواني الأعزاء في جماعة الإخوان.. يعلم الله مدى حزني وأسفى وأنا أبلغكم بقراري النهائي بتجميد انتمائي لجماعة الإخوان حتى تعود إلى ما تربينا عليه من ثوابت وحتى تعود إلى الوضوح والقوة والشفافية في القرارات والتصريحات والمواقف فللأسف وضعتنا الجماعة في مرمى السهام والانتقاد بتصريحات ومواقف لا تليق بتاريخ الجماعة ولا بمكانتها. 

وتابع: يعلم الله كم جاهدت نفسى كثيرا لأصبر وأتحمل ما خالفت فيه الجماعة ما ربتنا عليه ولكنى عجزت.. استحلفكم بالله ألا يراجعني أحد في قراري وأسأل الله العلى العظيم أن يوفقنا جميعا إلى الخير وأن يصلح حالنا حتى نستحق نصره الذى وعدنا. 

من جانبه قال هشام النجار الباحث في الحركات الإسلامية، إن استقالة وجدى غنيم من تنظيم الإخوان في الوقت الحالي تؤكد تصاعد الخلافات الداخلية بين جبهتي محمود عزت القائم بأعمال المرشد ومحمد كمال الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله منذ فترة.

وأوضح النجار أن هذه الاستقالة سينتج عنها انشقاق عدد كبير من قيادات الإخوان وشبابهم خلال الفترة المقبلة نظرا لما يتمتع به وجدى غنيم من شعبية داخل التنظيم المتطرف.

ودائما كان غنيم يبحث، عن "الفرقعات" ويتكلم كأنه القائم وحده على الحق، لكن هذا الموقف من المفترض ان له ابعاد متعددة حيث ترجع الخلافات بين وجدي غنيم وقيادات مختلفة داخل جماعة الاخوان الى ما قبل اغسطس 2015، والقرار القطري بترحيل بعض القيادات الإخوانية الموجودة على اراضيها ومن بيتهم وجدي غنيم في محاولة منها بضغوط دولية للتقارب مع مصر حينها، الا ان هذا التقارب لم يكتب له النجاح، وفي اغسطس 2015، احتدم الخلاف بين وجدى غنيم الذى تزعم تيار تكفير السلطة في مصر وأنصارها من جهة،

وعصام تليمة مدير مكتب القرضاوي السابق الذى دعا لعدم التوسع في استخدام التكفير، من جهة أخرى.

وكشف مصدر مقرب من جماعة الإخوان أن وجدى غنيم رفض الصلاة خلف عصام تليمة، في اسطنبول بعد أن ظهر الخلاف بينهما على شاشات الفضائيات الموالية لجماعة الإخوان.

وأوضحت المصادر أن هناك مساعي لحل الخلاف الدائر بين الطرفين، لافتة إلى أن الجماعة ترى أن هذا الخلاف سيؤثر كثيرا على شعبياتها أمام أنصارها.

كما شن الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية المقرب من جماعة الإخوان عبد المقصود، هجوما على مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق، مشيرا إلى أن وجدى غنيم أكبر سنا من تليمة، ولا ينبغي أن يهاجمه فهو أكثر علما من تليمة.

وأضاف عبد المقصود على أحد القنوات التابعة لجماعة الإخوان موجها كلامه لتليمة: "أنت تنتقد الشيخ وجدى غنيم وترفض تكفيره للنظام، وتزعم أنه لا يجوز تكفير معارضي الإخوان لأن محمد مرسى لم يطبق الشريعة ولكن مرسى لم يُمكَّن خلال سنة كي يطبق الشرعية، ومحاسبته تتم إذا تم تمكينه".

وتابع الداعية المقرب من جماعة الإخوان أن على تليمة أن يتوقف عن انتقاد وجدى غنيم، فهو لديه علم كبير بالشريعة.

من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان، حينها إن ذلك يبين حقيقة أن الخلاف اتسع وضم في الفترة الأخيرة الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية المقرب من جماعة الإخوان.

وأضاف البشبيشى أن هذا الخلاف يؤكد مدى تلاعب الإخوان بالدين، فعدم صلاة شخص وراء شخص معين بسبب خلاف معه ليس من الدين في شيء، موضحا أن هذا الخلاف يكشف أن الجماعة مستعدة لقول شيء ثم فعل نقضيه.

وأشار القيادي السابق بجماعة الإخوان، إلى أن هذا الخلاف سيشتعل خاصة مع استمرار هجوم عبد المقصود على تليمة، في الوقت الذى سيرد فيه أنصار مدير مكتب القرضاوي السابق على وجدى غنيم وعبد المقصود.

وفي نفس الشهر ايضا اغسطس 2015، وما ان أنهى وجدى غنيم معركته مع عصام تليمة، إلا واشتعلت معركة أخرى بين الإخوان وحلفائها من جديد، وتبادل كلاهما الاتهامات حول من هو سبب فشل الإخوان وتحالفها في الخارج، حيث شن أنصار للإخوان هجوما عنيفا على وجدى غنيم فيما رد عدد من الإسلاميين المناصرين لـ غنيم عليهم. ففي البداية، 

شن وائل قنديل أحد حلفاء الإخوان، هجوما عنيفا على وجدى غنيم، قائلا في مقال له على أحد المواقع الإخوانية، إن دعوات الإخوان للاصطفاف لن تنجح في ظل وجود أشخاص مثل وجدى غنيم، تصر على مهاجمة المعارضين، وتهاجم أيضا وجود سيدات في قنوات الإخوان كمذيعات.

وأضاف قنديل في مقاله "أن تسمع خطابا من أحد المشايخ التليفزيونين يتحدث فيه عن الإخوان وكأنهم شعباً مغايرا لبقية الشعب، فيشن هجوما كاسحاً على القنوات التي تستعين بالعنصر النسائي في العمل الإعلامي، تقليداً لقناة الجزيرة، بل ويصف ذلك صراحة بأنه "قلة أدب"، قبل أن يتساءل في أسى "إيه الفرق بيننا وبينهم".

وتابع "أزعم أن هذا الخطاب، فضلاً عن أنه عنصري، ويمارس تمييزا مهيناً ضد المرأة، فإنه لا يخدم إلا المعسكر المضاد للثورة، ذلك أن من يسمعه، ويعده تعبيراً عن المعسكر الداعي إلى التوحد والاصطفاف، لن يقترب خطوة من فكرة استعادة معادلة ثورة يناير".

وكان وجدى غنيم الداعية الإخوانى، شن هجوماً عنيفاً على قنوات الإخوان في تركيا بسبب ظهور مقدمات برامج، واصفاً ذلك بقلة الأدب، كما هاجم أنصار الإخوان الذين لا ينتمون للتيار الإسلامي.

وفى المقابل رد ممدوح إسماعيل أحد حلفاء الإخوان في تركيا، ومحامى الجماعة الإسلامية، في تصريحات على صفحته على "فيس بوك": "لا يا وائل والله إن الشيخ وجدى مجاهد – على حد زعمه -"، مضيفا وائل قنديل كتب أن الاغتسال قبل الاصطفاف وظننت من العنوان أنه يتكلم عن تطهير الصف، إلا أنى فوجئت أنه يهاجم الشيخ وجدى غنيم، ويصفه بالشيخ التليفزيوني ومحل هجومه هو نقد الشيخ وجدى لظهور امرأة في قنوات الإخوان والمصيبة أنه يقول "إن الشيخ بأفعاله يسئ للإخوان، والشيخ وجدى غير معصوم وكان من الممكن بليبرالية أن تناقش رأيه وترد عليه بدليل لكن الهجوم يدل على خلل وفساد في الرأي، وحقيقة لابد أن نغتسل من كل كارهي الإسلام والفرق أن الشيخ وجدى داعية ووائل قنديل ليبرالي".

اذا المعركة قديمة بين جناحي الاخوان "الصقور، المنتمين لمحمد كمال" و"الذئاب، المنتمين لإبراهيم منير ومحمود عزت" هذا الصراع الذي يدفع فاتورته بعض الدول ذات المصالح، فجناح الصقور القريب من قطر والكويت وتركيا والذي يعتني بالمكاتب النوعية التي تقوم بتنفيذ العمليات الارهابية في الداخل المصري مثل كتائب حلوان وغيرها، اما مجموعة الذئاب بقيادة منير وعزت بحكم قربها من دوائر صنع القرار الدولية والتي تقيم في لندن فتتعامل حسب ما يتراءى للوضع الدولي فلا تريد ان يزج اسم الجماعة على قائمة المنظمات الارهابية فتقوم بتنفيذ ما يطلبه الغرب منها، ولان وجدي غنيم واعوانه قادة مجموعة الصقور كانوا يقيمون في قطر ويقيمون الان في تركيا فانهم ينفذون ايضا ما يطلب منه بغض النظر عن المحنة التي تعانيها الجماعة سواء كانت على المستوى الداخلي او الخارجي، هذا الخلاف انما يؤكد ان هذه الجماعة كان لابد لها ان تفش في حكم مصر لأنها لا تملك استراتيجية في التعامل سوى المصلحة الفردية لمجموعة من القيادات الانتهازية التي تبحث عن مصلحتها الشخصية، فلا تبحث عن دين او وطن او شعب.