دراسة أمريكية تكشف: الإخوان يتاجرون بالشريعة على إنها "العدالة الاجتماعية"

الأحد 02/أبريل/2017 - 02:54 م
طباعة دراسة أمريكية تكشف:
 
نشر موقع معهد "جيت ستون"، والمتخصص في دراسات وأبحاث السياسة الدولية، مقالا للباحث والمحامي جوديث بيرجمان، تحت عنوان "جماعة الإخوان المسلمين .. المتاجرة بالشريعة على أنها العدالة الاجتماعية"، أوضح فيه الكاتب كيفية تلاعب جماعة الإخوان المسلمين، بأوساط السياسة الأمريكية، وأيضا متاجرتهم بـ"الشريعة" على انها مفهوم للعدالة الاجتماعية.
ودلل بيرجمان على كلامه بقيام الإخوان المسلمين بتكليف جهاد الحداد، المتحدث الرسمي للجماعة، بإعادة كتابة تاريخ الجماعة الإرهابي، وذلك لإقناع المجتمع الأمريكي أن الجماعة تدعو إلى التسامح والتنوع وليس الحكم والسلطة، متناسين أن هدف المنظمة هو الحكم باسم الشريعة الإسلامية في كل مكان، حتى إذا اقتضى الأمر باستخدام الجهاد المسلح.
ونشر الباحث مقتطفات من مقال الحداد الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يناير هذا العام 2017، قائلا: "نحن لسنا إرهابيين"، حيث قال: "إن فلسفة الإخوان المسلمين مستوحاة من الفهم الحقيقي للإسلام الذي يؤكد قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، ونحن نعتقد أن إيماننا هو في حد ذاته تعددي وشامل وأنه لا أحد لديه ولاية إلهية أو الحق لفرض رؤية واحدة على المجتمع، فلا يوجد أكثر من التزامنا القاطع بعدم استخدام العنف، وإصرارنا المستمر على المقاومة السلمية، على الرغم من العنف غير المسبوق للدولة تجاه الجماعة".
واستخدم الحداد لكلمة "الإيمان"، كتسمية بديلة لكلمة "الإسلام"، في محاولة منه لتجنبها/ متغاضيا عن شعار الجماعة المعلن وهو:"الله هدفنا؛ والرسول زعيمنا، والقرآن قانوننا؛ والجهاد هو طريقنا؛ الموت في سبيل الله هو أملنا الأعلى".
كما عدد الكاتب أهداف جماعة الإخوان المسلمين في أسلمة أوروبا والغرب من خلال مقولات جاءت على لسان يوسف القرضاوي، الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، ورأى الكاتب أن الجماعة تقوم – بشكل غير مباشر – بترسيخ وزرع الدعوة الإسلامية، وتهديد المجتمعات الغربية، ونشرها لتلك الدعوة بطرق "غير عنيفة" وذلك من خلال برنامج "الشريعة والحياة" والذي يقدمه القرضاوي، وهو أحد البرامج الأكثر شعبية في الجزيرة، وتصل نسبة مشاهدته إلى ما يقدر بنحو 60 مليون مشاهد حول العالم، الأمر الذي يعد استدعاء إسلامي للغزو "غير العنيف للأراضي غير الإسلامية"؛ وهو الهدف الذي أعلنه القرضاوي منذ أكثر من 15 عاما في مؤتمر جمعية الشباب العربي الإسلامي في طليطلة، بولاية أوهايو، وبالتحديد عام 1995، قائلا: "سنحكم على أوروبا، وسوف نغزو أمريكا، وليس من خلال السيف ولكن من خلال الدعوة".
أيضا من مقولات القرضاوي، التي سردها كاتب المقال تسجيل عام 2007، قال فيه القرضاوي: "أن الهدف من هذا الفتح "السلمي" يتكون أساسا من إدخال الشريعة الإسلامية إلى بلد جديد تدريجيا، وفي فترة زمنية تزيد عن الخمس سنوات، قبل تنفيذه بالكامل" الشريعة التي من شأنها القضاء على حرية التعبير والتي تعد من "قوانين الكفر"، حيث تشمل الشريعة نهاية الخطاب الحر تحت "قوانين التجديف". وقمع المرأة، حيث يقدر ميراثها بنصف الرجل سواء في الشهادة في المحكمة أوالميراث؛ تعدد الزوجات، إلى جانب دعوات قتل اليهود واضطهادهم.
وقد شرح القرضاوي في التسجيلات التلفزيونية كيف تشمل الشريعة أيضا قطع يدين السارق، وقتل المرتدين والمثليين جنسيا، فضلا عن ضرب النساء كوسيلة "لتأديبهم".
واستنكر المقال موقف صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تهتم ظاهريا بـ "الأخبار المزيفة" للجماعة، دون النظر والتدقيق في تاريخها، بل أن الصحيفة ليس لديها أي مخاوف بشأن جعل صفحاتها منابر دعائية مباشرة للحداد وجماعته.
وأشار المقال إلى دراسة صدرت مؤخرا عن معهد الشرق الأوسط لبحوث وسائل الإعلام، حذرت فيه من محاولات الجماعة المستمرة لعمل لوبي ضاغط لدى إدارة ترامب والكونغرس وصناع القرار في الولايات المتحدة، وذلك للتراجع عن قانون إدراج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية والذي من المقرر أن يتم إقراره هذا العام، القانون الذي عرضه السيناتور تيد كروز بداية هذا العام.
ووفقا لتقرير وزارة الداخلية والديمقراطية، فإن جهود الضغط التي يبذلها الإخوان المسلمين تشمل ما يلي:
-إطلاق حملة إعلامية واسعة النطاق، بما في ذلك توظيف شركات قانونية أمريكية، والتواصل مع الصحافة في الولايات المتحدة، ونشر محتوى إعلامي يهدف إلى تحسين صورة الجماعة في الغرب، لا سيما في الولايات المتحدة، وذلك من أجل تقديم الجماعة على إنها حركة أيدلوجية سلمية وليس تنظيم إرهابي.
-الضغط الذي تقوم به منظمة هيومن رايتس ووتش، والذي من المفترض أن تكون أهدافها البحث عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وليس من يسيئون لحقوق الإنسان، وذلك من خلال سعي المنظمة في التأثير على صناع القرار الأمريكيين بعدم إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
-كما أشار التقرير إلى أن العضو البارز بالجماعة طارق أبو السعد أعلن أن في إطار جهوده لتحسين صورته في الولايات المتحدة "أن جماعة الإخوان تعتمد على عائلات أمريكية محددة وهم أيضا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، والتي لديهم صلات وثيقة بالإدارة الأمريكية، والاتصال بمنظمات حقوق الإنسان للمساعدة في تحسين صورة الجماعة في واشنطن ".
-على الرغم من أن حماس – بحسب ما جاء في المادة الثانية من ميثاق تأسيسها- هي "واحدة ذراع الإخوان المسلمين في فلسطين"، لإلا أن المؤشرات في الآونة الأخيرة تشير إلى أنها تعمل حاليا على ميثاق جديد، تعلن فيه أنها ليست جزءا من الجماعة.
-ومن الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر الغرب يمتلك جرأة مطلقة، للتخلي عن قيمه والدفاع عن قيم الجماعة، خاصة وأن جماعة الإخوان المسلمين سوقت نفسها باعتبارها حركة تدعو للعدالة الاجتماعية وتؤمن بالتعددية ولا تتسم بالعنف!
-التقرير رصد تحركات محمد سودان القيادي البارز في الجماعة، والذي تحدث في أواخر يناير إلى عدد من السياسيين الأمريكيين ومسؤولي وزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس والأكاديميين، لشرح التاريخ اللاعنفي للحركة منذ إنشائها في عام 1928.
-وأشارت الدراسة نقلا عن موقع" إيلاف "السعودي أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بدفع 4.8 مليون دولار في 5 فبراير لهذا العام 2017، لشركة ضغط أمريكية في مقابل مساعدتها على إقامة علاقات مع مسؤولين داخل إدارة ترامب لتحسين صورتها في وسائل الإعلام الأمريكية، وتحديد لقاءات مع مسؤولي الإدارة الأمريكية المنتخبة الجديدة، لتقديم وثائق عن سوء معاملة الحكومة المصرية للحركة وأعضائها، ونشر مقالات في وسائل الإعلام الأمريكية، وتوفير منصات لمسؤولي الجماعة في وسائل الإعلام الأمريكية بتنوعاتها المطبوعة والتليفزيونية، وأوضحت الدراسة أن عناصر قريبة من إدارة أوباما ساعدت الحركة على توقيع العقد مع هذه الشركة، التي تضم رسميا شخصيات قريبة من حملة أوباما الانتخابية وهيلاري كلينتون، ووفقا للدراسة فإن الشركة توظف العشرات من موظفي البيت الأبيض ووزارة الخارجية السابقين الذين لديهم علاقات واسعة مع الأعضاء من الكونغرس ومراكز البحوث السياسية والاستراتيجية في الولايات المتحدة ".

شارك