بعد إعلانها أولوية قتال الإرهاب.. تبعات إعلان أميركا تغيير استراتيجيتها في سورية

الأحد 02/أبريل/2017 - 07:22 م
طباعة بعد إعلانها أولوية
 
بعد نحو ثلاثة أشهر من تولي الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مهام منصبه، أعلن البيت الأبيض على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، تغيير أولويات الولايات المتحدة في سورية، وأن تركيزها بات ينصب على ضرورة هزيمة تنظيم "داعش" لا إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
تصريحات تيلرسون وهيلي، لاقت انتقادات واسعة كونها نسفت هدفا لطالما تمسكت واشنطن به طويلا لإنهاء حرب دخلت عامها السابع، فيما برر البيت الأبيض تغيير المواقف بقول المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، في إفادته اليومية، "فيما يتعلق بالأسد، يوجد واقع سياسي علينا أن نقبله فيما يخص موقفنا الآن"، ملقيا باللوم على عدم قدرة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما باستغلال فرص كثيرة وإقناعه بالتنحي. 
بعد إعلانها أولوية
وأضاف سبايسر: "أمامنا فرصة، وينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. الولايات المتحدة لديها أولويات راسخة في سورية والعراق، وأوضحنا أن مكافحة الإرهاب، وبصفة خاصة هزيمة الدولة الإسلامية، تأتي في مقدمة تلك الأولويات".
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تغير وجهة نظرها تجاه الأسد ومصيره خاصة أن إدارة الرئيس السابق راك أوباما اتخذت في نهاية عهده مواقف تؤكد أن جهودها لم تعد كمنصبه بشكل رئيس على إنهاء ولاية الأسد، بل بدأت تقتنع بمخطط الروس وهو تسخير الجهود لقتال التنظيمات الإرهابية، وترك الشعب السوري هو من يحدد مصير الأسد. 
لكن اتجاه أميركا إلى فتال التنظيمات الإرهابية لا يعني أنه ستتوقف عن تقديم الدعم المسلح للعناصر المسلحة التي تطلق عليها "معتدلة"، إذ انها تريد أن تحفظ لنفسها موضع قدم متميز في سورية على الأرض، وهذا لن يتم لها إلا عبر استمرار تدفق السلاح على تلك العناصر، ويبدو ان الاكراد هم لأكبر الفصائل المسلحة التي تحاول أميركا الاعتماد عليها في حربها، خاصة ان الكثير من الجماعات المسلحة في سورية تنتمي لجماعة الإخوان، وترامب لا يقبل التعامل مع تلك الجماعة ويدرس تصنيفها إرهابية.
بعد إعلانها أولوية
رئيس وفد الهيئة العليا إلى مفاوضات جنيف، نصر الحريري، استبعد إمكان التوصل إلى حل سياسي من دون مشاركة الأميركيين، مؤكدا أن إدارة أوباما لم تكن معنية على الدوام بإنهاء الصراع السوري وإزاحة الأسد، ولم تقدم على فعل أي شيء لتحقيق الانتقال السياسي.
وحذر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين من "أن بقاء الأسد في موقعه يعني أننا مشتركون معه ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مجازرهما التي أدت إلى سقوط أكثر من 400 ألف قتيل سوري، وتسببت في 6 ملايين لاجئ".
وإذ اعتبر ماكين أن "هذا يعني أننا سنعزز تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، وإرهابيين آخرين كبديل أوحد لدكتاتور حاربه الشعب السوري على مدى 6 أعوام"، أعرب عضو مجلس الشيوخ البارز ليندسي غراهام عن "مخاوفه من أن يكون موقف الإدارة الحالية أكبر خطأ منذ أن فشل أوباما في التصرف، عقب وضع الخط الأحمر ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية".
بعد إعلانها أولوية
وقال غراهام، في بيان مماثل، "أن تتصور الأسد قائدا للشعب السوري، هو أن تتجاهل المجازر التي ارتكبت من قبل نظامه ضد الشعب بالجملة"، مشدداً على أن "تركه في السلطة سيكون مكافأة عظيمة لروسيا وإيران". 
وعلى الأرض، اتبعت قوات النظام والميلشيات الموالية له أسلوبا جديدا على عدد من الجبهات في محافظة درعا، حيث أرسلت تعزيزات إلى النقاط الحساسة في المحافظة، بالتزامن مع رفع المتاريس الترابية وبناء تحصينات جديدة.
وفي دمشق، استقدمت قوات الأسد حشودا عسكرية إلى الجبهات العسكرية شرق الغوطة الشرقية، في خطوة لتجديد محاولات الاقتحام، وإحراز تقدم عسكري على حساب فصائل المعارضة في المنطقة.

شارك