اجتماع الخرطوم الاستخباراتي.. هل تنجح دول أفريقيا في مواجهة الارهاب ؟

الثلاثاء 04/أبريل/2017 - 01:40 م
طباعة اجتماع الخرطوم الاستخباراتي..
 
حذرت أجهزة استخبارات إفريقية من «مثلث الرعب» في القارة السمراء،و هي "المقاتلين الارهابيين الأجانب والمرتزقة والمنظمات المارقة تشكل مثلث الرعب في افريقيا"، ياتي في ظل التنافس القوي بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” في جلب المقاتلين واستمالة الجماعات المسلحة المحلية لتحقيق نفوذ في القارة السمراء، الي جانب تهديد الجماعات غير الجهادية للأمن في أفريقيا.

اجتماع استخبارات:

اجتماع استخبارات:
فقد اجتمع عشرات الضباط من أجهزة الاستخبارات في ثلاثين دولة افريقية الاثنين في الخرطوم لبحث استراتيجية مواجهة "مثلث الرعب" في القارة.
وقال محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام ويختتم غدا الاربعاء، إن "المقاتلين الارهابيين الأجانب والمرتزقة والمنظمات المارقة تشكل مثلث الرعب في افريقيا".
وأضاف أمام ضباط أجهزة الاستخبارات من السودان ورواندا وأوغندا واثيوبيا ومصر وجنوب افريقيا خصوصا أن العوامل الثلاثة "ساهمت في عملية استقطاب للمجتمع في افريقيا".

العائدون من "داعش"

العائدون من داعش
من جانبه قال أحد الضباط المشاركين في المؤتمر إن الاف الشبان الافارقة المنضوين في المجموعات الجهادية مثل تنظيم "داعش" يشكلون تهديدا حقيقيا لبلدانهم.
وقال شيملس سيمايات المسؤول في اللجنة الافريقية للاستخبارات والأمن ومقرها أبوجا، والتي تساعد الاتحاد الافريقي في مواجهة التهديدات الأمنية إن "بين 20 إلى 40 بالمئة من المقاتلين الارهابيين الأجانب عادوا إلي بلدانهم من سوريا والعراق ومناطق أخرى بعد أن شاركوا في القتال إلى جانب الدولة الاسلامية".
وأوضح أن عددا كبيرا من هؤلاء يحملون جوازات سفر غربية ما يمكنهم من التنقل عبر القارة الافريقية، مضيفا "هذا يتطلب اهتماما عاجلا علينا التحرك بسرعة تجنبا لمفاجآت".
كما أكد أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن المقاتلين يتحركون باتجاه بعض الدول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.
وقال سيمايات إن "هذه الدول أصبحت محط أنظار تنظيم "داعش".
وقال مسؤولون إن عشرات الشبان السودانيين التحقوا بالتنظيم المتطرف خلال السنوات الماضية ويقاتلون في صفوفه في ليبيا والعراق.
وفي الفترة الأخيرة، أعلنت أجهزة إعلام سودانية مقتل العديد منهم بعضهم من طلاب الجامعات.

ابرز الجماعات الجهادية

ابرز الجماعات الجهادية
تواجه بلدان افريقيا جماعات إسلامية مسلحة عدة مرتبطة احياناً فيما بينها، وابرزها حركة الشباب الصومالية وجماعة بوكو حرام في نيجيريا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، وتنظيم "انصار الاسلام والمسلمين" في مالي،  وتنظيم"انصار الاسلام" في بوركينا فاسو، و تنظيم "انصار بيت المقدس" حليف تنظيم "داعش" في سيناء، و تنظيم "المرابطون" في منطقة الساحل الإفريقي الذي بايع تنظيم "داعش" في مايو2015،  وهناك ايضا جماعة "الموقعون بالدم" التي اسسها الارهابي الجزائري مختار بلمختار.
وستزيد عودة المقاتلين الأفارقة من بؤر التوتر من حجم التهديدات وتطرح على حكومات المنطقة المضطربة اصلا المزيد من التحديات الأمنية. لقد أصبح التنافس بين تنظيمي “القاعدة” و”داعش” ظاهرا للعيان بعد أن كان خفيا في جلب المقاتلين واستمالة الجماعات المسلحة المحلية، وقد انتقل التنافس إلى مستوى آخر هو إنجاز العمليات المسلحة وتبنيها واستثمارها إعلاميا من أجل كسب المزيد من الملتحقين والمتعاطفين. 
وفي ليبيا أنصار الشرعية الليبية ومجلس شورى مجاهدي درنة وتنظيم الدولة الإسلامية
وقد أصبحت إفريقيا تتحول إلى مسرح تنافس محموم بين “تنظيم الدولة” و”تنظيم القاعدة”، فبالرغم من الاختراقات التي حققها تنظيم “داعش” إلا أنه لم يصل بعد إلى ما تحظى به “القاعدة” من ولاءات من طرف الجماعات المسلحة هناك. وترتفع حدّة التنافس بشكل متصاعد بسبب عدم اعتراف أي طرف بشرعية الطرف الآخر، حيث اعتبر تنظيم “داعش” على لسان الناطق الرسمي باسمه “أبو محمد العدناني” أن: “شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات في المناطق التي يمتد إليها سلطان الخلافة، تعتبر باطلة.” في إشارة إلى بطلان الجماعات التابعة ل”القاعدة” في إفريقيا بعد ظهور جماعات تعلن الولاء ل”تنظيم الدولة”، بينما يعتبر تنظيم “القاعدة” أن “داعش” مجرد فصيل منشق عنه وأن “خلافة البغدادي” لا شرعية لها.
ولقد نسج “تنظيم القاعدة” علاقات وثيقة مع القبائل في إفريقيا وتعايش معها باعتبارها قبائل محافظة ولم تكن تعاليم التنظيم الإسلامية غريبة عليهم، حيث تمكن من الانصهار في شمال مالي وتحالف مع “الأزواد” وتوسع في الصومال ومناطق عديدة من الصحراء الإفريقية، كما أن سياسته البعيدة عن الاصطدام مع دول المنطقة باستثناء بعض العمليات التي كانت موجهة ضد المصالح الغربية مكنته من حشد المزيد من التأييد رغم الانشقاقات التي عرفها، عكس تنظيم الدولة “داعش” الذي يريد التوسع على حساب دول المنطقة ومهاجمة أنظمتها مما يجعل منه هدفا مزدوجا من الجماعات المسلحة التابعة ل”القاعدة” وكذلك جيوش دول المنطقة.

الميليشيات المسلّحة غير الجهادية

الميليشيات المسلّحة
الي جانب الجماعات الجهاديّة في افريقيان توجد العديد من المليشيات المسلحة والانفصالية والتي تؤدي الي اشتعال الصراع وعدم الاستقرار في اغلب دول القارة السمراء، ي مقدمتها مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية، وهي تشكلت بعد الانقلاب الذي نفذته حركة سيليكا عام 2013 والّتي أطاحت من خلاله بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي ونصبت بدلا منه ميشيل جوتوديا ليكون أول رئيس مسلم لأفريقيا الوسطى، لكنه لم يستمر في الحكم سوى عشرة أشهر، حيث اضطر إلى الاستقالة في 10 يناير 2014 بعدما عجز عن احتواء أعمال العنف والفوضى التي أصبحت تعم البلاد، ثم خلفته كاترين سمبا بنزا، وانطلقت ميليشيات "الأنتي بالاكا" من مهاجمة مسلحي حركة سيليكا إلى مهاجمة المدنيين عامة.
ووبحسب تقرير سابق لصحيفة لوموند الفرنسية نشرته في شهر أبريل 2015، فإنّ مليشيات الأنتي بالاكا، المتكونة في أغلبها من مقاتلين مسيحيين، مارست كل أنواع الجرائم في القرى المنتشرة بشمال إفريقيا الوسطى.
وهناك ايضا مليشيا "جيش الرب بأوغندا" التي تاسست في 1986  وهي مجموعة عسكرية تعمل في شمال أوغندا وجنوب السودان لإسقاط حكومة أوغندا، ويذكر أن قصة إنشاءها تمت بسبب حلم "أليس أوما" أو "لاكونيا" المرأة التي اعتقدت أن الروح المقدسة أبلغتها بضرورة الإطاحة بالحكومة الأوغندية، وبدأ منذ ذلك الوقت الخوض في قتال مسلح. 
واتهمت جديش الرب بقتل حوالي 100 ألف شخص وخطف 60 ألف طفل وتسببوا في نزوح مليونين ونصف شخص خلال الـ 27 عاما الأخيرة، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة في تقريرها لعام 2013.
وهناك جيش" نظام الهوتو" المعروف "بأنتيرا هاموي" والذي نفذ أكبر إبادة جماعية فى إفريقيا حدثت فى القرن العشرين" مجزرة رواندا عام 1994"، نفذتها جماعة جيش نظام الهوتو المعروف بأنتيرا هاموي والتي قتلت ثمانمائة ألف فرد من التوتسي، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. 
وهناك الجبهة المتحدة الثورية فى سيراليون، وهي جماعة مسلحة سعت للسيطرة على مناطق إنتاج الألماس، وأدخلت البلاد فى حرب أهلية استمرت 11 عاما وأودت بحياة ما يزيد على خمسين ألفا خلال السنة الأولى وحدها، وكان نشاطها يقوم على ممارسة الابتزاز لتوفير حاجتها المالية، ثم لجأت إلى الأساليب الإجرامية والإرهابية وحرب العصابات لمحاربة الحكومة وبث الذعر بين الجماهير، وتوسع نشاطها وامتد إلى ليبيريا وغينيا.

المشهد الافريقي

المشهد الافريقي
اجتماع  الأجهزة الاستخباراتية الأفريقية ، ياتي في ظل الجهود الاقليمية والدولية لمواجهة الارهاب والجماعات المسلة،و التي تهدد الاستقرار والأمن فيأقريقيا والعالم.
جهود الأجهزة الامنية توقع علي مدي الثقة والتعاون فيما بينها في مواجهة الجماعات الارهابية والانفصالية، بالاضافة الي مدي قدرة حكومات هذه الدولة علي التنمية ومواجهة البطالية وتحسين الوضع  الاقتصادي، بالاضافة الي مساواة في الحق بالحرية والعقيدة والثقافات المحلية المتنوعة داخل الدولة الأفريقية الواحدة، الجانب الأمني والإستخباراتي مهم جدا في مواجهة الارهاب والمليشيات المسلحة، ولكن أيضا تحسين الوضع الاقتصادي واحترام الدستور الوطني ودعم الحريات  والاستقرار السياسي يدعم ويقوي الرابط الوطني لدي ابناء الشعب الافريقي، فهل سينجح اجتماع الخرطوم الاستخباراتي في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة؟.

شارك