فك الارتباط بين حماس والاخوان بين الوهم والحقيقة

الثلاثاء 04/أبريل/2017 - 03:36 م
طباعة فك الارتباط بين حماس
 
بعد الحصار المحلي والدولي لجماعة الاخوان الارهابية وضعف الموارد المالية بسبب التضييق على حركة انتقال الاموال من والى الدول العربية وخاصة مصر التي بها قيادات الجماعة ومكتب ارشادهم قبل الزج بهم في السجون في قضايا مختلفة، حاولت العديد من التنظيمات او افرع الجماعة فك الارتباط مع التنظيم الام وكانت بدايات فك الارتباط بمراجعات حزب النهضة التونسي بقيادة الغنوشي وبعده بقليل قام بإعلان فك الارتباط مع الجماعة اتحاد المنظمات الاسلامية في اوروبا بقيادة عمر لصفر، ثم فرع الجماعة في الاردن والان حركة حماس، التي كانت المسئول الاول عن تدريب المكاتب النوعية المسلحة التي كانت تحت قيادة محمد كمال. ولقد  
أثارت الوثيقة السياسية الجديدة التي كشفت عنها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" جدلا واسعا في الأوساط السياسية خاصة وأن الوثيقة ولأول مرة منذ تأسيس الحركة تجاهلت جماعة الإخوان، وأعلنت فك الارتباط معها، كما شددت أن الحركة لن تتدخل في شئون الدول العربية في ظل سعيها لتعظم فقط دورها داخل فلسطين كحركة مقاومة هدفها الأول والأخير هو مصير دولة فلسطين فقط. حيث اعلنت "حماس الانتهاء من صياغة المسودة النهائية لوثيقتها السياسية الجديدة، ووزعتها على قيادات مكتبها السياسي وأعضاء مجلس الشورى العام، تمهيدا للإعلان عنها خلال أيام في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية، الدوحة، وذكرت مصادر في الحركة أن أهم ما تناولته الوثيقة الجديدة هو فك ارتباطها بالإخوان.
ولم تشر الوثيقة التي لم تعلن رسميا بعد إلى وجود أي رابط تنظيمى بين حماس وحركة الإخوان، وهى نقطة أساسية ومهمة، تؤكد حماس من خلالها أنها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية، وإن كانت حركة إسلامية بالمعنى الفكري، كما ستؤكد الوثيقة الجديدة على عدم تدخل الحركة في شؤون أي دولة، في مسعى لتوجيه رسالة إلى عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر، كما تؤكد الوثيقة الجديدة لحركة حماس أن نضالها سينحصر ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتتبع في هذا النضال كافة الوسائل بما فيها الكفاح المسلح، أي أنها تلتزم بالحقوق التي يتيحها القانون الدولي للشعوب الخاضعة للاحتلال.

فك الارتباط بين حماس
وقال محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس الفلسطينية تمثل تحولا كبيرا ولها دلالات هامة فلأول مرة تنفصل الحركة عن جماعة الإخوان سياسيا لافتا إلى أن هذه الوثيقة ليست مناورة من حماس على الإطلاق وإنما هي رؤية حقيقية تأتى بعد أن أدركت حركة المقاومة الفلسطينية، أن جماعة الإخوان محاصرة بشدة في كل دول العالم حاليا.
وأضاف العرابي أن لقاء مسئولي حماس بمسئولين من مصر مؤخرا كان له دور فعال لدى الحركة حيث تدرك حماس حاليا أنها لا يجب أن تخسر مصر كحليف قوى ومؤثر في القضية الفلسطينية وإحدى أهم الدول المجاورة لها كما أن معظم قادة حماس يروون الآن أن المفاوضات خطوة مهمة كما أن الحركة الفلسطينية تعلم جيدا قوة تأثير الدولة المصرية في القضية الفلسطينية.

فك الارتباط بين حماس
فيما يرى أحمد سعيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أنه بالقطع هناك وضع متأزم تعانى منه الجماعة في كل دول العالم فحتى لو لم تتخذ أمريكا على سبيل المثال قرارا رسميا بتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية إلا أنه يكفى أن الرئيس المصري حين يتعامل مع نظيره الأمريكي فإننا نتعامل مع شخص مقتنع بشدة أن هذه الجماعة إرهابية.
وأشار سعيد إلى أنه لا يمكن الحكم على وثيقة الإخوان الجديدة إلا بعد قراءة متأنية لما تم الإعلان عنه وبحث دوافعه ثم بعد ذلك نبلور رأيا نهائيا بشأن هذه الوثيقة.

فك الارتباط بين حماس
من جانبه قال عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الأهم فيما تطلقه حماس من وثائق سياسية أو بيانات إعلامية هو ترجمتها إلى حقيقة على الأرض حيث إذا كانت حماس جادة في هذا الشأن فعليها أن تبرهن مساعيها للانفصال عن الإخوان إلى واقع.
وأضاف ربيع، أن الإخوان كثيرا ما يعلنون في شعارات لهم مواقف معينة ولكن في الحقيقة لا يعملون إلا بمبدأ السمع والطاعة فقط ومما لا شك فيه أن هذه الوثيقة قد تمثل وضع استراتيجي جديد تبحث عنه الحركة أو وضع جديد على جماعة الإخوان في ظل حالة التفكك التي تعانى منها في الوقت الحالي إلا أن السوابق تؤكد أن دائما ما يجرى على الأرض هو ما يمثل أفعال الإخوان وليس ما يعلنوه فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.

فك الارتباط بين حماس
ولا شك ان حركة حماس تحاول بقدر ما الابتعاد عن ما تعانيه جماعة الاخوان محليا ودوليا بهذه الوثيقة، الا ان هناك مؤشرات كبيرة تقول بان خالد مشعل القيادي الحمساوي مرشح بقوة من قبل الكويت وقطر وتركيا لقيادة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان، حيث يتمتع خالد مشعل بمكانة جيدة داخل صفوف حركة الاخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، إلى جانب علاقته القوية مع المسؤولين في تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، أكبر قوى داعمة للتنظيم الدولي، لذلك يتم تجهيزه من قبل الاخوان في الكويت لتولي منصب الامين العام للتنظيم الدولي للإخوان بديلا عن ابراهيم منير الذي طالته انتقادات كبيرة بخصوص إدارته للأزمات، وفي حال اختيار مشعل للمنصب الجديد سينعكس بلا شك على حركة "حماس" التي عانت خلال الفترة الأخيرة من قلة التدفقات المالية، بينما تشير العديد من المؤشرات إلى أنه من المؤكد أن حركة "حماس" كانت تجهز مشعل إلى ذلك المنصب، خاصة أنها أصدرت بيانات أكدت فيه أن المكتب السياسي للحركة بناء على نقاشات داخلية استقر على حُسم مصير مشعل السياسي في الحركة عبر احترام النظام الداخلي للحركة وعدم ترشحه لرئاسة حماس لفترة ثالثة، رغم ان اللائحة لم تقف حائلاً في حالات سابقة مشابهة تخص استمرار قيادات حمساوية كبيرة في مناصبها. 
وأشارت "بوابة الحركات" في تقرير سابق نشر خلال مطلع فبراير الماضي 2017، إلى أن حماس مصره على استغلال نفوذ مشعل الخارجي واستغلاله في مواصلة العمل السياسي من مقره في الدوحة حتى بعد خروجه من رئاسة المكتب السياسي، وأن مشعل يحظى بمكانة سياسية مهمة في المنطقة، ولديه علاقات إقليمية واسعة، لذلك فإن الحركة تواصل تكليفه القيام بملفات مهمة، لذلك لا يمكن الجزم ان مشعل سيختفي من المشهد السياسي للحركي بعد تركه لمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة.
ومن هنا يتضح ان حركة حماس تحاول بقدر ما تستطيع ادارة ازمتها السياسية وملف ارتباطها مع جماعة الاخوان بحكمة لا تخسر بها اهم دولة بالنسبة لها في المنطقة وعلى صعيد اخر محاولة السيطرة على التنظيم الدولي للجماعة بتشجيع من قطر والكويت وحليفتها تركيا.

شارك