في لندن فقط 1700 مسجد وهابي و100محكمة شرعية

الأربعاء 05/أبريل/2017 - 11:50 ص
طباعة في لندن فقط  1700
 
نشر معهد جيت ستون الأمريكي تقريرا على موقعه الإليكتروني، يرصد فيه تحول المدينة الإنجليزية إلى أكثر التجمعات للمسلمين في أوروبا، بل قد إنها أصبحت إسلامية أكثر من عدة دول إسلامية مجتمعة، ووصل التقرير أنه وبغض النظر عن الاتجاهات الحالية، فإن الإسلام الذي يزاحم المسيحية في إنجلترا سيكون دين المستقبل للمدينة.
وفقا لما ذكره التقرير نقلا عن صحيفة "سبيكتاتور" فإن مسجدين من أصل 1700 مسجد في بريطانيا يتبعان التفسير الحداثي للإسلام، بينما تتبع بقية المساجد الفكر الوهابي، مقارنة بالولايات المتحدة التي تبلغ فيها نسبة المساجد التي تنشر للإسلام الحداثي 56٪، ويسيطر الوهابيون على 6% من مساجد المملكة المتحدة، في حين تسيطر طائفة الديوبندية على 45٪ من المساجد.
في البداية رصد التقرير المظاهر الشكلية التي تعكس انتشار الإسلام بشكل كبير وواسع في العاصمة الإنجليزية العريقة، والتي رصدها في ثلاث نقاط: الأولى هي قيام التجمعات للجاليات الإسلامية بشراء الكنائس المهجورة وتحويلها إلى مساجد لخدمة مسلمين لندن، من هذه الكنائس كنيسة الحياة المتحدة، وكنيسة القديس بطرس "سانت بيتر"، كذلك كنيسة الميثودية، أما المظهر الثاني الذي رصده التقرير أن التحويل لم يقتصر فقط على الكنائس وإنما امتد إلى أهالي لندن، حيث اعتنق العديدين الإسلام، أما المظهر الثالث هو قيام المصلين بالصلاة في شوارع لندن بسبب اكتظاظ ساحات المساجد بالمصلين خاصة في يوم الجمعة.
وتعد انتشار المحاكم الشرعية في لندن المظهر الرابع لاكتساء لندن بالطابع الإسلامي، حيث تمتلء لندن بالمحاكم الشرعية، حيث هناك رسميا 100 محكمة إسلامية شرعية، وقد جاء ظهور هذا النظام القضائي الموازي بفضل قانون التحكيم البريطاني ونظام تسوية المنازعات البديلة؛ وتستند هذه المحاكم الجديدة إلى رفض قيم حقوق الإنسان مثل قيم الحرية والمساواة التي هي أساس القانون العام الإنجليزي؛ أما المظهر الخامس والأخير هو محاولة الجاليات الإسلامية بالحصول على تصريح من بلدية مدينة بريمنجهام، ثاني أكبر مدينة إنجليزية، وذلك لاستخدام مكبرات الصوت في رفع الآذان ثلاث مرات في اليوم.
تشير التقديرات أنه بحلول عام 2020، سيصل عدد المسلمين الذين يصلون إلى 683 ألف على الأقل، في حين أن عدد المسيحيين الذين يحضرون الوعظ الأسبوعية سوف ينخفض إلى 679 ألف، ويقول سيري بيتش الأستاذ بجامعة أكسفورد: "إن المشهد الثقافي الجديد للمدن الإنجليزية يتغير بالفعل، في حين أن المشهد المسيحي المتجانس مع ديانة الدولة بدأ في التراجع".
بينما يرى كيث بورتيوس وود، مدير المجتمع العلماني الوطني، إن نصف المسلمين البريطانيين لم يبلغوا سن 25، في حين أن ربع مسيحيين بريطانيا فهم يبلغون أكثر من 65 عاما، وأنه في غضون 20 سنة أخرى سيكون المسلمين أكثر نشاطا في الحياة العامة عن المسيحيين.
منذ عام 2001، هناك 500 كنيسة من عدة طوائف تحولت إلى منازل خاصة، وخلال نفس الفترة، كانت المساجد البريطانية تنتشر بشكل كبير، وأنه ما بين عامي 2012 و 2014، انخفضت نسبة البريطانيين الذين يعرفون أنفسهم بأنهم من الأنجليكيين من 21٪ إلى 17٪، أي بانخفاض قدره 1.7 مليون شخص، في حين أنه وفقا لدراسة استقصائية أجراها معهد ناتشن الاجتماعي للبحوث، فلإن عدد المسلمين تزايد عن مليون مسلم، كما سينخفض عدد المتدينين المسيحيين خلال جيل واحد ليصبح أقل ثلاث مرات من عدد المسلمين الذين يذهبون بانتظام إلى المسجد يوم الجمعة.
من الناحية الديموغرافية، اكتسبت المدن بريطانيا وجها إسلاميا يتزايد ويأخذ أشكالا واضحة، من هذه المدن برمنغهام، برادفورد، ديربي، دوسبوري، ليدز، ليستر، ليفربول، لوتون، مانشستر، شيفيلد، غابات ويلثام وبرج هامليتس، في دراسة تم إجراءها في لندن عام 2015، أظهرت أن الاسم الأكثر شيوعا في إنجلترا هو محمد، بما في ذلك الاختلافات الإملائية المختلفة له.
ويرى التقرير أن التغيير الديموغرافي والثقافي للمدينة الإنجليزية العريقة لندن قد بدأ بالفعل، فالمدينة أصبحت هجينا ثقافيا وديموغرافيا ودينيا حيث تتراجع فيه المسيحية أمام الإسلام الذي يتقدم بشكل كبير ومستمر، حيث تشهد أغلب المدن البريطانية الهامة نسبة كبيرة من المسلمين على سبيل المثال فإن نسبة المسلمين في مانشستر تبلغ 15.8٪ من إجمالي نسبة السكان، أما برمنغهام فتبلغ فيها نسبة المسلمين 21.8٪، وبرادفورد 24.7٪، كما أن نصف أطفال مديني برادفورد وليستر مسلمون، ولا يحتاج المسلمون إلى أن يصبحوا الأغلبية في المملكة المتحدة؛ فإنها تحتاج فقط تدريجيا إلى أسلمة أهم المدن؛ ووفقا لدراسة استقصائية من مركز المعرفة، فإن ثلث المسلمين في المملكة المتحدة لا يشعرون بأنهم "جزء من الثقافة البريطانية".

شارك