قاعدة "تمنهنت" الجوية.. صراع يتجدد بين الجيش الليبي وميليشيات الوفاق

الخميس 06/أبريل/2017 - 12:33 م
طباعة قاعدة تمنهنت الجوية..
 
مع الهجوم الذي شنه الجيش الليبي علي قاعدة "تمنهنت" الجوية، ساد هدوء اليوم الخميس 6 أبريل 2017، بعد يوم من القتال بين قوات تابعة للجيش الوطني الليبي وميليشيات القوة الثالثة التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
قاعدة تمنهنت الجوية..
وتمكنت قوات تابعة للواء المجحفل الـ12 بقيادة العقيد محمد بن نائل من دخول القاعدة يوم وليل أمس الاربعاء، بعد أن شن سلاح الجو التابع للجيش الوطني بضع غارات جوية استهدفت محيطها، وسيطرت على أجزاء السور الخلفي، فيما لا يزال مدرج هبوط الطائرات تحت سيطرة القوة الثالثة.
من جانب آخر طالبت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق رئاسة الأركان العامة التابعة لها باتخاذ إجراءات فورية للدفاع عن قاعدة تمنهنت الجوية واعتراض وتدمير الطائرات التي قصفتها .
وأكدت الوزارة في بيان أصدرته أمس ضرورة حماية الوحدات العسكرية المتمركزة بالقاعدة والمكلفين بحمايتها .
وشهدت المنطقة حركة نزوح كثيفة للسكان جراء احتدام المعارك أمس الأربعاء فيما تم تعليق الدراسة في مدارس المنطقة.
وتعد السيطرة على قاعدة تمنهنت الواقعة ضمن حدود بلدية وادي البوانيس شمال مدينة سبها، خطوة إستراتيجية، كون القاعدة، إضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية،  كانتا محطة لتزويد الميليشيات التي شنت هجوماً على الهلال النفطي الشهر الماضي بالدعم والعتاد.
وبالأمس أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، انطلاق العمليات العسكرية البرية الفعلية، للسيطرة على قاعدة تمنهنت، حيث قال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش أحمد المسماري عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إن عملية تحرير قاعدة تمنهنت في سبها بدأت وبمشاركة القوات الجوية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن العائلات القاطنة في قاعدة تمنهنت الجوية تمكنت من الخروج، ظهر الأربعاء، عقب الاشتباكات.
وتسيطر على قاعدة تمنهنت الجوية منذ يناير 2014 القوة الثالثة وهي قوة احتياطية ينحدر مقاتلوها من مدينة مصراتة وتتبع المجلس العسكري بمصراتة.
 ويتهم سكان الجنوب القوة الثالثة بممارسة أعمال انتقامية ضدهم باعتبار أن أغلبية القبائل في منطقة الجنوب كانت ضد إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي كانت مدينة مصراتة من أول المدن التي ثارت ضده.
وسبق أن خرج سكان مدينة سبها يناير الماضي في مظاهرة طالبوا فيها برحيل القوة الثالثة عن الجنوب، كما طالبوا بعودة مؤسسة الجيش وتسليمها واجب حماية الجنوب ومؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة.
واستنكر المتظاهرون آنذاك استعانة الميليشيات المسلحة بالمقاتلين الأجانب للدفاع عن بقائها في قاعدة تمنهنت الجوية، مؤكدين استعدادهم للدفاع عن إقليم فزان بجانب قوات الجيش المتمثلة في اللواء 12 مجحفل.
ويضع القائد العام للجيش خليفة حفتر نظره على الجنوب منذ أن تمكن من استرجاع الموانئ النفطية من قبل ميليشيا ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي".
وكان الجيش الليبي قد أعلن نهاية مارس الماضي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة "الرمال المتحركة" تهدف إلى السيطرة على المناطق الواقعة خارج سيطرته وتطهير الجنوب الليبي من الميليشيات.
واستبق الجيش الإعلان عن العملية البرية بشن ضربات جوية على قاعدة تمنهنت.
 وقال جمال التريكي آمر القوة الثالثة إن مرافق قاعدة تمنهنت الجوية تعرضت أمس الأربعاء لغارات جوية نفذتها طائرة تابعة لقوات حفتر.

قاعدة تمنهنت الجوية..
وأضاف التريكي أن الأضرار كانت مادية فقط، دون تسجيل أي إصابات في صفوف القوات المتمركزة في القاعدة”. وأوضح أن “القوة الثالثة لا تزال تسيطر على قاعدة تمنهنت وستعمل على التصدي لأي هجوم بري.
وتعد قاعدة تمنهنت الجوية هي ثاني أكبر قواعد جنوب البلاد العسكرية بعد قاعدة الجفرة، إذ تحتوي على مطار لتسيير حركة النقل الجوية المدنية، بالإضافة إلى منشآت عسكرية ومخازن، وتقع على مقربة من مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في مدينة سبها رفضها لكل المحاولات التي تسعى إلى جر المنطقة الجنوبية للحرب الأهلية والنزاعات المسلحة.
وفي سياق مواز، بحث رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، مع السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيف بيروني، سبل المساهمة في حل الأزمة السياسية والتعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة. وقال المستشار الإعلامي لرئيس المجلس، عبد الحميد صافي، إن صالح طالب السفير الإيطالي بتفهم بلاده للموقف السياسي الحالي، مؤكد أن الجهات الشرعية في ليبيا تتطلع إلى مواقف إيجابية من جانب إيطاليا التي تحترم القانون والدستور.
وأضاف الصافي، أن السفير الإيطالي أكد تطلع بلاده للتعاون مع الجهات الشرعية في ليبيا الممثلة في البرلمان والجهات المنبثقة عنه. وأوضح الصافي، أن صالح أوضح للجانب الإيطالي عودة البرلمان لاستئناف الحوار السياسي من خلال مجموعة من الضوابط والشروط والثوابت الأساسية، والتي يجب على الجميع مراعاتها في حل الأزمة وخلق توافق. 
بدوره، قال عضو مجلس النواب، أبو بكر بعيرة، إنه غير متفائل ببعث الحوار من جديد في ظل التهديدات التي تعيشها البلاد ، معتبراً أن منطلقات الحوار هذه المرة كانت غامضة، وأن الضرورة الآن تستدعي الوقوف مع الجيش في محاولة لإنهاء الخلاف الليبي - الليبي .
ودعا ليو دوشرتي السياسي البريطاني رئيس مجلس المحافظين البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في مقال نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، حكومة بلاده لدعم قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ومجلس النواب في طبرق لإحلال السلام، وقال إن قوات الجيش الوحيدة القادرة على تحقيق الاستقرار في البلاد. 

شارك