"بن سلمان" يجتمع بقبائل اليمن قبل معركة الحديدة.. واتساع خلافات "الحوثي صالح"

الخميس 06/أبريل/2017 - 07:11 م
طباعة بن سلمان يجتمع بقبائل
 
اجتمع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بقبائل اليمن، مع اقتراب حسم معركة ميناء الحديدة وتقدم الجيش اليمني في تعز، في وقت تتسع فيه الخلافات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الميداني، تجري الاستعدادات على أشدها وتتواصل التحضيرات في صفوف قوات التحالف العربي في انتظار لحظة الصفر والانطلاق لتحرير الحديدة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين يمنيين أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي حشدت لاستعادة ميناء الحديدة لواءين مجهزين ومدربين.
وحسب ما نقلته الوكالة، فإن اللواء الأول يتمركز في منطقة ميدي (230 كلم) شمال مدينة الحديدة، أما اللواء الثاني فيتحصن خارج منطقة الخوخة (130 كلم) جنوب المدينة، وذلك بهدف وضع حد لعمليات تهريب السلاح واحتكار شحنات الإغاثة.
وعلى ضوء تقديم الشرعية اليمنية وثائق وأدلة إلى الأمم المتحدة، قالت إنها تثبت تورط الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة في تهريب السلاح واحتكار توزيع المساعدات وتوظيفها في المجهود الحربي، تبدو عملية استعادة الميناء من الميليشيات أمراً غير مستبعد، بل ربما يكون وشيكاً.
الأهداف من وراء العملية كبيرة بحجم أهمية الحديدة ومينائها الاستراتيجي الذي يستخدمه الحوثيون لتهريب السلاح والبضائع والاستيلاء على المساعدات الإنسانية القادمة إلى اليمنيين.
مراقبون للشأن اليمني يؤكدون أن المعركة لن تكون سهلة فهي ستشكل فارقا قويا في مسار استعادة الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح إذ يحتاج الأمر إلى قطع مسافات كبرى داخل مناطق نفوذ الحوثيين وما تتطلبه من معارك قد يطول أمدها بطول المقاومة الحوثية.

الخبراء والمحللون العسكريون يؤكدون حتمية إسراع الحكومة الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي، في تحرير الحديدة ومينائها لأسباب ودوافع إنسانية فهو المنفذ الأهم لتمرير المساعدات الإنسانية الدولية، ويعد الميناء من أهم قنوات التمويل والإمداد للانقلابيين الذين يسيطرون على المساعدات الإنسانية ويتحصلون على أموال الضرائب والرسوم الجمركية في اليمن.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد  ألمحت إلى اهتمامها بدعم التحالف العربي في اليمن لتوطيد العلاقة مع دول الخليج العربي بعد تراجعها في عهد سلفه أوباما.
فيما حققت القوات التابعة للشرعية في اليمن، اليوم الخميس، تقدمًا ميدانيًا جديدًا، في مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، حسب مصدر عسكري.
وقال العقيد عبده حمود الصغير، قائد عمليات اللواء 17 مشاه في تعز، إن ” قوات الجيش اليمني سيطرت على تلة الرادار الجبلية، وأجزاء مع تلة القارع، مع سيطرتها على أجزاء من شارع الخمسين، شمال غربي المدينة.
وأضاف أن” 13 من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، قتلوا في معارك اليوم، مع سقوط جرحى آخرين، في حين قتل اثنان من أفراد الجيش الوطني، وجرح 6 آخرون.
وتابع المسؤول العسكري أن ” المعارك بين الجانبين مازالت مستمرة”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
كما تشهد منطقة ميدي شمال غرب محافظة حجة الحدودية حرب شوارع بين قوات الجيش الوطني والميليشيات، بعد تمكن الجيش من الدخول إلى معظم أحياء المدينة خلال الـ48 ساعة الماضية والسيطرة على المباني الحكومية، تحت غطاء جوي ومدفعي من قوات التحالف العربي.
وأفادت مصادر محلية باستمرار الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في وقت أحكم الجيش حصاره للمدينة من الجهة الجنوبية والشرقية وقصف خطوط الإمداد لما تبقى من مقاتلي الميليشيات داخل المدينة.
كما ذكرت مصادر عسكرية أن بوارج التحالف قصفت، فجر الأربعاء، مواقع للانقلابيين في سواحل منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، في حين نفذت طائرات التحالف غارات عدة على مواقع وتجمعات للمتمردين شمال مديرية المخا.
كذلك دفع الجيش الوطني وقوات التحالف بتعزيزات جديدة إلى جبهة الساحل الغربي، حيث وصل قبل يومين لواءان عسكريان لأبناء محافظة الحديدة تم تدريبهم على أيدي قوات التحالف قبل الانضمام إلى قوات الجيش التي تقاتل في جبهتي المخا وميدي.

السعودية وقبائل اليمن:

السعودية وقبائل اليمن:
وفي اطار استعداد التحالف للحسم في اليمن، استقبل ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الأربعاء، كبار مشايخ القبائل اليمنية.
عقب ذلك ألقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، كلمة رحب فيها بالحضور في بلدهم الثاني، ونقل لهم تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و ولي عهده الامير محمد بن نايف، موضحًا عمق الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيين مؤكدًا في كلمته: أن المملكة تنظر لليمن على أنه العمق الاستراتيجي للأمة العربية، اليمن هي عمق العرب، هي أساس العرب، هي أصل العرب، كل جذورنا وكل اعراقنا ترجع في الأخير لليمن.
وقال ولي ولي العهد السعودي: أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس في عمق وصلب العرب، جمهورية اليمن الشقيقة، وذلك ما دعا كل العالم العربي أن يستنفر لما يحدث في اليمن، وانقلبت الطاولة في السنة ونصف الأخيرة ليس فقط في اليمن بل في كل العالم العربي والإسلامي، بسبب أنهم ارتكبوا خطأ، أنهم لمسوا وفكروا أن يلمسوا عمق العرب، دولة اليمن.
وأضاف: رجال اليمن ليسوا في حاجة لمساعدة أشقائهم فهم إذا استنفروا ووقفوا سوف يقضون على العدو ولن يقفوا حتى يكونوا في عقر دار العدو، لكن لا نستطيع نحن إخوانكم في السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان والأردن والمغرب أو جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي أن نرى استنفار ووقفة للرجل اليمني دون أن نكون بجانبه ونحن معكم في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا كما كنا في السابق وكما سنكون في المستقبل.
وقال: وبحول الله وقدرته وعزيمة الرجال أمثالكم فكل عدو مدحور في اليمن وفي كل مكان آخر، أنا لي الشرف أني أكون بين هؤلاء الرجال وبين أساس العرب وعمق العرب والقبائل العربية اليمنية، شرف لي واعتز أني أكون اليوم بينكم وأعمل معكم اليوم، وإن شاء الله المستقبل مزدهر، وإن شاء الله هذي خطوة فيها عز وشموخ لليمن وللعرب، وسوف يذكر التاريخ كل ما سوف تقومون فيه وما ستقومون فيه، و كما ورثوكم أجدادكم وآباءكم تاريخ مشرف سوف تورثون ابناءكم وأحفادكم تاريخ مشرف بإذن الله.
وأضاف: أنا أشكركم وسعيد أني استقبلكم اليوم، واليمن والسعودية والعالم العربي واحد، وانتم بين اخوانكم وأهلكم وإن شاء الله إلى الأمام ومستقبل زاهر.
من جانبه، ألقى الشيخ مفرح بحيبح، كلمة باسم مشايخ القبائل اليمنية عبر خلالها عن “الشكر للسعودية لاستجابتها لرغبة مشايخ القبائل اليمنية للالتقاء بالقيادة السعودية”.
وأشار الشيخ مفرح إلى “ما حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تقدم في تحرير الأراضي اليمنية حتى أصبحت على أبواب صنعاء، بمساندة قوات التحالف العربي”.
كما تقدم بالشكر للسعودية على “الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”.
حضر اللقاء  مساعد وزير الدفاع السعودي محمد العايش ورئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع  فهد العيسى وعدد من كبار المسئولين من مدنيين وعسكريين.

الدور الامريكي وحرب القاعدة:

الدور الامريكي وحرب
وعلي صعيد اخر تواصل الولايات المتحدة حربها ضد القاعدة، يا قياديان في تنظيم القاعدة بينهما قريب لزعيم سابق لفرع الجماعة في اليمن في غارتين نفذتهما طائرتان من دون طيار في وسط وجنوب اليمن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصادر أمنية قولها: إن القيادي الجهادي خطاب الوحيشي، ابن شقيق زعيم "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" ناصر الوحيشي الذي قضى في ضربة اميركية في 2015، قتل في احدى الغارتين.
واضافت ان الطائرة التي يرجح انها اميركية استهدفته منتصف ليل الاربعاء الخميس عندما كان على متن دارجة نارية في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء في وسط اليمن.
وتابعت المصادر أن القيادي المحلي الاخر قتل في ضربة مماثلة عندما كان على متن دراجة نارية في منطقة خبر المراقشة في محافظة ابين الجنوبية.
من جهتها، قالت مصادر إعلامية يمنية إن البحرية الأمريكية استهدفت، بصواريخ “كروز”، تجمعاً لعناصر تنظيم “القاعدة” بمنطقة “خبر المراقشة” في محافظة أبين”، دون أي تأكيد رسمي من الجانب الأمريكي.
وليست هذه المرة الأولى التي تقصف بوارج حربية مناطق متفرقة في محافظة أبين، حيث سبق أن سقطت صواريخ بالقرب من قرية “القوز” القريبة من مديرية “مودية” بمحافظة “أبين” اليمنية.
وأحدثت تلك الصواريخ حالة من الذعر بين سكان المناطق المستهدفة، والتي يحتار أهلها في تحديد مصادر الصواريخ وأسباب الانفجارات الناجمة عنها كل مرة، قبل أن تتوارد المعلومات.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنه تم تنفيذ أكثر من 70 غارة جوية في اليمن منذ 28 فبراير. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من تعزيز التنظيم نفوذه مستفيدًا من الفوضى الناجمة عن الحرب في البلاد، وتخشى من هجمات للقاعدة على الأرض الأمريكية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الشهر الماضي أن إدارة ترامب أعطت الضوء الأخضر لضربات جوية أو عمليات كوماندوس في اليمن بدون طلب إذن مسبق من البيت الأبيض.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيان لها الخميس أن عدد من تم إخفاؤهم قسراً يقترب من 3 آلاف مواطن. ويأتي على رأسهم "وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي والسياسي محمد قحطان والقياديان ناصر منصور هادي وفيصل رجب وهؤلاء الأربعة تم ذكرهم في قرارات مجلس لأمن الدولي كما حوت قوائم المختطفين الكثير من الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية".
وبحسب البيان، فقد دأبت ميليشيات الحوثي وصالح على تكميم الأفواه واعتقال المعارضين أو من يشتبهون في أنه ضدهم وحولوا أكثر من 400 مرفق حكومي وخاص (مدارس ومراكز طبية ومرافق حكومية ومنازل خاصة) إلى أماكن للاعتقال والاحتجاز والتعذيب.
ورصدت الوزارة وفاة 73 شخصا تحت تعذيب الميليشيات الانقلابية التي استخدمت كل ما لا يمكن تصوره من أساليب التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية.
وجاء في البيان "وفي الوقت الذي يقف العالم بمؤسساته الدولية والإقليمية والوطنية مطالبا بإيقاف هذه الأعمال الإجرامية والإفراج الفوري عن كل المعتقلين تعسفيا إلا أن هؤلاء لا يزالون بنفوسهم وأوهامهم المريضة وغيهم المتواصل مستمرون في قبح إجرامهم وتواصل الاعتقالات والتعذيب والامتهان بل وتعدى هذا قيامهم بمحاكمات غير شرعية وبعيدة كل البعد عن العدالة لـ 36 معتقلا مدنيا وهو انتهاك آخر ويعد تقويضا لجهود ومساعي عملية السلام الدولية في الإفراج عن كافه المعتقلين والمخفيين قسرا".
يذكر أن تقديرات لمنظمات حقوقية كانت أعلنت سابقاً أن عدد المعتقلين والمخفيين قسراً على يد الميليشيات بلغ حوالي 10 آلاف.
فيما ذكر تحالف دعم الشرعية في اليمن، في بيان، أنه يدرك خطورة الوضع الإنساني في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، مشيراً إلى أنه يبذل أقصى ما يمكن فعله لتأمين إمدادات الغذاء والدواء لليمنيين.
وأكد البيان مشاطرة التحالف العربي الأمم المتحدة قلقها من وضع  ميناء الحديدة، لا سيما لجهة استيلاء ميليشيات الحوثي على قوافل المساعدات الإنسانية، وتوظيفها في مجهودها الحربي.
وأوضح التحالف أنه طلب من الأمم المتحدة ممارسة سلطتها الرقابية على ميناء الحديدة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، مؤكداً وجود موانئ أخرى مثل عدن والمكلا وعدد من المطارات والمنافذ.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي،  دعا وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى بلاده، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى عدم “استمرار تجاهل قضية المعتقلين في سجون الحوثيين، معتبرا أنها” أساس بناء الثقة”.
وقال المخلافي في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “أدعو سعادة الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام  عدم استمرار تجاهل قضية المعتقلين في تقاريره ومساعيه فهي أساس بناء الثقة”.
واعتبر المخلافي أن تعنت الانقلابين (في إشارة للحوثيين وقوات صالح)، في جولات المشاورات وحتى الآن، حول قضية المعتقلين “لم يقابله موقف أممي يتناسب مع حجم القضية وما تمثلة من انتهاك لحقوق الإنسان”.

وأشار المخلافي إلى أن استمرار احتجاز وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب، والسياسي محمد قحطان، والآلاف من المعتقلين “جريمة تكشف أن الانقلابيين لا يريدون السلام ويجب أن تحظى بأوسع إدانة ومتابعة”.
ورأى المخلافي أن الإفراج عن القادة العسكريين والسياسي قحطان وآلاف المعتقلين والمخفيين قسريًا في سجون الحوثي “مسؤولية أولى للمفوضية السامية لحقوق الإنسان الأممية ومنظمات حقوق الإنسان”.
وجاءت تصريحات الوزير اليمني، بالتزامن مع حلول الذكرى الثانية لاعتقال الحوثيين للسياسي اليمني وعضو الهيئة العليا لحزب “التجمع” اليمني للإصلاح الإسلامي محمد قحطان، وإخفائه قسريًا دون أن تعرف أسرته مصيره منذ عامين.
ووصف المخلافي قحطان بأنه “رمز لمقاومة الانقلاب، ورمز لإجرام الحوثي وصالح في حق المدنيين واعتقالهم وإخفائهم قسرياً.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد الخلافات بين الحوثي وصالح، يتجه الانقلابيون لتفعيل قانون الطوارئ، الذي سيتم من خلاله سحب الصلاحيات من السلطة التشريعية والقانونية، وإسنادها إلى التنفيذية، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي كبير على الواقع الحقوقي في اليمن في حالة إقراره، خاصة أنه يتضمن موادا تنتهك وبشدة كثير من الحريات.
وأعاد الانقلابيون يوم أمس الثلاثاء، تسمية رئيس وأعضاء مجلس الدفاع الوطني، وذلك تمهيدا لإعلان قانون الطوارئ في البلاد.
فيما نفى مصدر في الحكومة المشكلة من جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اليوم الخميس، استقالة رئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور من منصبه.
وكان «المصدر أونلاين» نشرا خبراً عن وكالة «الأناضول» التركية، أمس الأربعاء، والتي هي بدورها نقلت عن مصدر قوله، إن رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليًا، عبد العزيز بن حبتور، قدّم استقالته من منصبه، احتجاجًا على تدخلات الحوثيين في عمله.
وأضاف إن بن حبتور «قدّم استقالته إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، احتجاجًا على اقتحام الحوثيين، للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات».
لكن وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي يسيطر عليها الحوثيون، نقلت عن مصدر آخر في الحكومة قوله، إن «رئيس الوزراء، مستمر وماض في أداء واجبه الوطني في قيادة حكومة الإنقاذ، بما يمليه عليه ضميره تجاه وطنه وهو يواجه أشرس عدوان وحصار».
فيما فاجأ المحامي الخاص بالرئيس اليمني السابق علي صالح الجميع بكشفه عمّا أسماه "مخطط" قادم يعدّه الحوثيون للانقلاب على شريكهم في السلطة بالعاصمة صنعاء "صالح".
وتساءل محمد المسوري عن مصير ورقة التحالف بين المؤتمر والحوثيين، في ظل ما يستجد من أحداث خطيرة، مؤكداً أن الحوثيين عقدوا النية على الإطاحة بهذا الاتفاق وبالشراكة مع صالح، تماماً كما قاموا بنسف اتفاق "السلم والشراكة" الذي أبرموه مع مختلف الأحزاب السياسية إبان اجتياح العاصمة صنعاء قبل عامين.
وقال المسوري: لطالما حاولنا الكذب على الناس بأن هناك تحالف وجبهة داخلية موحدة، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، حتى ان الحشد الأخير في ميدان السبعين كان من طرف واحد فقط.
كما وصف ورقة الاتفاق بين صالح والحوثيين بأنها "حبر على ورق" نتج عنهما تشكيلان سياسيان "الحكومة والمجلس السياسي" واللذان كانا مجرد "ديكور" و "ظاهرة صوتية" لخداع المجتمع الخارجي.
واعترف محامي صالح بأن الحكومة والمجلس السياسي المواليان للإنقلاب لم يحظيا بأي اعتراف داخلي أو خارجي، خاصة من قبل الحوثيين الذين اتهمهم بالاستيلاء على السلطة والتخاطب بشكل منفرد مع المجتمع الدولي، وعقد لقاءات ومشاورات "سرية" في "ظهران الجنوب" السعودية.
واستطرد: أصبح المشرف الحوثي وزيرا أو نائبا أو وكيلا أو مديرا عاما وحتى العناصر المسلحة لازالت متواجدة في مواقعها إلا ما ندر.
وتابع: كل أولئك لا يتلقون توجيهاتهم من المجلس السياسي أو الحكومة وإنما من الحاكم الأول محمد علي الحوثي وتحت بصر ونظر وإشراف ورضى الحاكم الأعلى. وأصبح الوزراء المطلوب منهم القيام بمهامهم منشغلين بحماية الوزارة بل وحماية أنفسهم من الجماعات المسلحة التي تسعى لفرض قراراتها الباطلة والمنعدمة بالقوة. وأصبحت قرارات المجلس السياسي والحكومة وتوجيهاتهم أضحوكة يتداولها الشارع اليمني ساخرا منها أمام التحدي السخيف والإحتقار المشين لها جراء رميها في سلة المهملات من أولئك.
ويشهد التحالف بين المؤتمر والحوثيين انهياراً وتفككاً غير مسبوق، في ظل خطابات متصاعدة من الطرفين بتخوين الآخر، كان أبرزها خطاب عبدالملك الحوثي الأخير، والذي وصل حد وصف ناشطي "المؤتمر" بأنهم "طابور خامس" داعياً الى اعتقالهم وإقصائهم من الوظائف العامة.

الجنوب اليمني:

الجنوب اليمني:
وعلي صعيد اخر أدلى محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي بتصريحات خطيرة تتعلّق برؤيته لمستقبل اليمن السياسي بعد انتهاء الحرب ضد المليشيات الحوثية وقوات صالح. 
وأوضح الزبيدي في حوار أجراه مع صحيفة "الاتحاد" الإمارتية أن حرب المقاومة من محافظات جنوب اليمن في مناطق شمالية لا يحمل دلالات بشأن الوحدة بقدر ما هو ترجمان لدور ما أسماه بـ "المقاومة الجنوبية" في دعمها "الشعوب الأخرى" من التسلط والاستبداد، بحسب ما يدعيه.
ولم يغفل الزبيدي مهاجمة حزب التجمع اليمني للإصلاح، متهماً إياه بالاشتراك مع الحوثيين وصالح في اجتياح ونهب محافظات جنوب اليمن.
وفي موقف أكثر وضوحاً طالب الزبيدي باستفتاء شعبي على خياري الوحدة والإنفصال، مشيراً الى أن القضية الجنوبية ليست قضية حقوقية يتم حلها بتعويض المتضررين، ومحذراً على أنها حق سياسي "ثابت" لن يستطيع أحد الغاءها من المسرح السياسي، بحسب زعمه.
وتأتي تصريحات "الزبيدي" الأخيرة لتتصادم بشكل جلي مع  توجهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والذي يقود خيار الدولة الاتحادية كأحد أهم مخرجات الحوار الوطني، فيما يتعلق بالشكل السياسي للدولة القادمة، ما يثير علامات استفهام كبرى حول مدى التنسيق والانسجام والانضباط والتراتبية داخل معسكر الشرعية.

الإمارات و سقطرى:

الإمارات و سقطرى:
وعلي صعيد اخر  نفى محافظ سقطرى، سالم عبدالله السقطري ما تداولته تقارير إعلامية إخوانية من مزاعم  عن تنازل الحكومة اليمنية عن جزيرة سقطرى لصالح الإمارات، مؤكدا أن “ما يتم تداوله” في هذا الإطار “عار عن الصحة”.
وشدد في تصريح لصحيفة “عدن الغد” المحلية على أن “الإمارات تقوم بدور إغاثي وتنموي كبير في سقطرى”.ومن جانبه أكد القيادي بالحراك الجنوبي في سقطرى محمد العوش، أن الإمارات لها دور إيجابي بارز في النهوض بجزيرة سقطرى من جميع الجوانب، سواء كانت إغاثية أو تنموية أو اقتصادية أو تأهيلية” منوها في الوقت ذاته إلى أن “الإمارات قدمت لسقطرى ما لم تقدمه الشرعية ذاتها”.
وقال العوش في تصريح صحفي إن إنجازات الإمارات أزعجت الإخوان الذين يكنون حقداً دفيناً للإمارات، بسبب محاربتها للإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة؛ وهو ما دفعهم للنيل من دورها ومكانتها العالية في نفوس المواطنين”.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن إماراتيين متواجدين في اليمن، “وضعوا أيديهم على مساحات واسعة من شواطئ وأراضي جزيرة سقطرى”، في الوقت الذي كانت فيه تقارير مماثلة سابقة ذكرت أن “الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عمل على تأجير الجزيرة للإمارات”، إلا أن مكتب الرئيس نفى الأمر.
وجزيرة سقطرى هي أرخبيل مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كيلومترا جنوب شبه الجزيرة العربية، ويشمل الأرخبيل جزيرة رئيسة هي سقطرى إضافة إلى ثلاث جزر أخرى هي درسة وسمحة وعبدالكوري، فضلا عن جزيرتين صخريتين أخريين، ولهذا الأرخبيل أهمية إستراتيجية كبيرة بسبب موقعه وإطلالته على المحيط.

المشهد اليمني:

مع فشل مسعي المبعوث الأممي في التوصل الي جولة جدية لمفاوضات في اليمن، وتأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، علي مخرجات الحوار الوطني  والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 2216، كمرجعية للحل في اليمن، تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن في العام الثالث لبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن.. ليثبت مرة أخري أن السلاح أقوي علي الأرض من حمائم السلام.

شارك