"الضربات الأمريكية لسوريا" فى الصحف الأجنبية

السبت 08/أبريل/2017 - 10:02 م
طباعة الضربات الأمريكية
 
سيطرت الضربات الأمريكية فى سوريا على عناوين الصحف والمواقع الأجنبية، فى ضوء ما تعنيه هذه الضربات من تغير الموقف الأمريكي من أزمات الشرق الأوسط وخاصة الأزمة السورية، وما سيترتب على ذلك من ردود أفعال مختلفة مستقبلا.

الضربات الأمريكية
مصير الأسد
من جانبها ركزت صحيفة الجارديان على تداعيات الضربات الأمريكية لسوريا، وفى تقرير لها أكدت انه مع شهر أبريل الجاري بدأ بداية جيدة للرئيس السوري بشار الأسد، مع مرور ستة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية التي بدا أنه من غير المرجح أن ينجو منها، والحرب لا تزال مشتعلة ولكن قوات الأسد والميليشيات الموالية له والميليشيات الأجنبية التي تدعمه لها اليد العليا، وبدا أن البيت الأبيض استبعد أي محاولة لتغيير النظام".
شددت على أن القوات السورية قصفت خان شيخون في إدلب، متسببة في قتل العشرات بغاز السارين. وبعد ذلك بيومين وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيه ضربة صاروخية إلى القاعدة الجوية التي قال إن الأسلحة الكيمياوية مخزنة فيها".، والاشارة إلى أن روسيا وسوريا تزعمان أن غاز السارين مصدره مخزون للمعارضة المسلحة للأسلحة الكيمياوية ضربته القوات الحكومية بشكل عرضي.
وقال بيتر فورد، وهو سفير بريطاني سابق في سوريا للصحيفة "الأسد ليس مجنونا، وعندما لوح ترامب بغصن الزيتون صوبه، أصبح استخدام الأسلحة الكيمياوية أمرا غير مرغوب فيه".
ولكن جراهام-هاريسون تقول إن "مكاسب الأسد منذ عام 2015 جاءت بطيئة ومكلفة، وعلى الرغم من فوزه في معارك مهمة، إلا أن نهاية الحرب ما زالت بعيدة".
فى حين قال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن استخدام السلاح الكيمياوي يبدو خيارا جذابا لزعيم تنفد خياراته العسكرية، وقال لانديز "أعتقد أن الأسد يريد النصر لكنه يملك جيشا منهكا.
تمت الاشارة إلى أن استخدام القنبلة النووية في هيروشيما وناجازاكي ساعد الولايات المتحدة على حسم الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم تكن لأي من المدينتين قيمة عسكرية. فهل كان الأمر لإحداث الصدمة والفزع؟"
أضاف جراهام-هاريسون أن استخدام غاز السارين رفع مستوى الوحشية، ولكن الأسد شعر بالثقة بعد أن قال البيت الأبيض إن حكمه "واقع سياسي علينا قبوله". وربما جعله هذا يعتقد أن فرص اتخاذ اجراءات ضده ضئيلة للغاية.

الضربات الأمريكية
ضربة الفجر
بينما نوهت صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "توماهوك في الفجر"، وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط، وفى تقرير بعنوان "العالم في حاجة لزعامة صارمة". وتقول الصحيفة إن صورايخ توماهوك الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية أطلقت القوة الكاملة لقوة عظيمة ضد "دولة مارقة".
أكدت الصحيفة إن الضربة الجوية كانت استخداما مناسبا للقوة دفاعا عن مبدأ إنساني. وتضيف أن الأسبوع الماضي أظهر تغيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، وستتضح تبعات ذلك في العالم بأسره، موضحة إن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية أكد أن السياسة الأمريكية العامة لم تتغير. ويمكن عبر ذلك أن نستنتج أن الأسد لديه الضوء الأخضر للنصر في الحرب في سوريا، طالما قام بذلك بأساليب يقبلها الغرب أخلاقيا.
اعتبرت الصحيفة أن الضربة الصاروخية لم تكن إجراءا حربيا، بل استعراضا للقوة، والاشارة إلى أنه من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية كانت تهدف لمعاقبة الأسد بعد استخدامه غاز الأعصاب (السارين) ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيمياوية.
نوهت أن ترامب ترك الخيارات مفتوحة لما قد يحدث بعد ذلك، إذ لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب كلما شن الأسد هجوما على المدنيين، أو إذا كانت تعتزم التصعيد بينما يرسم ترامب سياسته في الشرق الأوسط للأعوام القادمة.
اعتبرت الصحيفة أن الضربة الصاروخية كانت أيضا بمثابة تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قدم نفسه على أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم ما يدعى الدولة الإسلامية، ويبدو أنه اعتقد أن ذلك يعطيه موقعا متميزا أمام الولايات المتحدة، وأدى الهجوم الصاروخي إلى تحجيم روسيا، التي ما عادت القوة الوحيدة المتحكمة في المجال الجوي السوري.

الضربات الأمريكية
غياب الحقائق
فى حين كشف الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودز ان هناك غياب للحقائق على الأراضي السورية، لكن من الواضح أن إدلب كانت مجرد مناسبة، كانت الذريعة لهذه الضربة العسكرية، التي لها خلفيات أخرى من الناحية الجيواستراتيجية. والأمر يتعلق بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول المطالب الروسية والإيرانية الخاصة بالسلطة في سوريا. وما زالت حكومة ترامب لا ترضى بقبول إيران كعامل قوة في المنطقة"
شدد خلال مقابلة مع شبكة "دويشته فيله" الألمانية على أن الولايات المتحدة ترى في روسيا أكبر عدو لها من الناحية الجيوسياسية في هذه اللحظة، وأنها تقود بطريقة مُبَطّنة حربا على اثنين من مسارح الحرب: في أوكرانيا، ولكن خصوصا في سوريا، ونظام الأسد قد استعاد كل المدن الكبرى، وكان آخرها شرق حلب في ديسمبر 2016. وإذا أردتَ، فيمكنك أن تقولَ إن الأمريكان خسروا هذه الحرب، هذه المواجهة مع روسيا مرة أخرى في سوريا.
نوه الآن هناك مراكز نفوذ في السلطة في واشنطن لديها على ما يبدو استعداد لإعادة هذا التطور إلى الوراء من خلال المواجهة في سوريا. وعلينا ألا ننسى أنه بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 أبريل ، تريد الولايات المتحدة البدء بهجوم بري بالقوات الخاصة الأمريكية. وهناك بالفعل 400 جندي أمريكي متمركزون في سوريا، في اتجاه الرقة، عاصمة "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا، وسينجحون في فتح الرقة. وماذا إذن؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ ومن الذي سيمارس السلطة هناك؟ وماذا ستكون المطالب القادمة؟ هل هناك إرادة في إقامة منطقة حظر جوي؟ وسيكون ذلك بمثابة تكتيك تدريجي لن يوافق عليه الروس، لأن فرض منطقة حظر جوي يعني أن الطائرات الروسية أو السورية لن تعود قادرة على الانطلاق. وبالتالي فإن هذا سيعني المواجهة على أي حال. ولا يمكننا في الوقت الحالي أن نتوقع الطريق، الذي يمكن أن يسير فيه ذلك التطور، ولكن على كل حال فمستوى الإنذار هنا باللون الأحمر.

شارك