الإرهاب يعيش في قلب القاهرة.. ويكفر الدستور والديمقراطية ونظام الحكم

الأحد 09/أبريل/2017 - 04:44 م
طباعة الإرهاب يعيش في قلب
 
في حواره مع البوابة نيوز تحت دعوى التوبة والاصلاح والانفصال عن الجماعات الارهابية، يبث محمد عبدالرحيم الشرقاوي، الشهير بـ«أبو عبدالرحمن الإلكتروني» أفكاره المتطرفة ففي بداية الحوار لا يعترف بالدستور المصري ولا حتى ما يطلق عليه البعض "الدستور الاسلامي" فردا عن سبب خلافة مع أحمد عشوش يقول "الاختلاف كان بسبب قوله بـ«الدستور الإسلامي»، وأنا أرى أنه لا يوجد ما يسمى« مشروع للدستور الإسلامي»، فتعريف الدستور أنه القواعد المنظمة للتشريع من دون الله، وكان «عشوش» يحضر مشروع الدستور الإسلامي ويناقش الإخوة في ميدان التحرير فيه. فكرة المساواة التي تطرحها الدساتير، فكرة مستحيل تطبيقها، فهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وكذلك لا تستوى المرأة بالرجل ولا تستوى الحسنات ولا السيئات والعالم والجاهل."
وفي هذا الخطيب العديد من الأفكار الإرهابية والمتطرفة، حيث انه لا يعترف بالدستور تحت دعوى الحاكمية التي نادى بها امام المتطرفين "سيد قطب"، ونعلم جميعا ان مبدا الحاكمية الذي أسس له ابو الأعلى المودودي وطبقه سيد قطب وتوسع فيه هو الذي انتج لنا العديد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة والتي عملت على القتل في الساحة المصرية فترات طويلة بداية من منتصف سبعينيات القرن الماضي حتى قرب نهايته تقريبا، ليس هذا فقط بل يقوم أبو عبدالرحمن بالتأصيل للعنصرية وخطاب الإقصاء بين المرأة والرجل وبين ابناء الوطن الواحد المختلفين دينيا ليس فقط بل المختلفين في درجة الايمان وكأنه يعيدنا الى عصر الاضطهاد الديني والتفتيش عن النوايا والقلوب، مقدما حديثه بإخراج آية قرآنية من سياقها وادخالها في سياق مغاير تماما "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" مما يؤكد على الفهم القاصر للآيات القرآنية.
عدم الاعتراف بالنظام الديمقراطي:
كبقية الفصيل السلفي الجهادي منه والعلمي.. الخ مسمياته يرفض ابو عبد الرحمان الديمقراطية حيث يقول عنها " النظام الإسلامي لا يأتي بالأصوات ولكن يأتي بالصفات.
الجيش والشرطة أجهزة ليست قائمة على فكرة الأصوات والنظام الديمقراطي، ومن هنا فالاختيار بالصفات والمؤهلات هي الأقوى عندهم، وهذا يتفق مع النظام الإسلامي، ومن خلاله يسهل التعامل مع فكر الجيش والشرطة، وعند اختيار سيدنا أبى بكر كان اختياره من أجل الصفات التي حباه الله بها وعلاقته بالنبوة." ويستطرد " كان اختيارا، ولكنه ليس اختيارا للأمة كلها، هو اختيار أهل الحل والعقد وتم عرضه على الأمة، وقد اعترض الأنصار، وقالوا منا أمير ومنكم أمير، قال أبو بكر الأمر في قريش.
أبو بكر أول من أسلم وشهد كل الغزوات وأنفق جميع ماله في سبيل الله، وأول من صدق بالدعوة، وهنا تم اختياره بهذه الصفات تعلم العلم من الرسول، فالإسلام قائم على العلم.
كذلك لو درست قصة صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي وعماد الدين زنكي، ستجد صفاته هي التي أهلته لقيادة الأمة بحربه للصليبيين والفاطميين.
هل صوت «بائعة الجرجير» يتساوى مع طبيب أو أستاذ الجامعة، قصة طالوت وجالوت، وقوله تعالي: «وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ. قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ»، وهنا يسقط مبدأ الاختيار.
ما حدث في مجلس الشعب الخاص بالإخوان، هل وقع اختيار أحد من أهل العلم والدراية الشرعية والعلمية ووضع في مكانه حتى محمد مرسى، هل فيه صفات الرئاسة لا يعلم شيئا لا في الشرع ولا السياسة ولا العسكرية ولا الجهاد، ومن هنا كان رفضي للإخوان لأن الأمور سوف تسوء ويأتي الوبال والدمار بسببهم." يؤكد هنا ابو عبد الرحمان من مقر اقامته في قلب القاهرة انه لا يعترف بالنظام الديمقراطي، وان هذا النظام هو سبب الوبال والدمار، فقد توقف تفكير هؤلاء عند لحظة تاريخية في الماضي يريدون ويعملون على اعادة البشرية لها مرة اخرى ويقومون بكل ما أتاهم من قوة لتنفيذ هذه الامنية، فهم يريدون حكم الخليفة ظل الله في الأرض الذي فوق الحساب وتحريم الخروج عليه حتى لو جلد ظهرك.
وحينما سأله المحاور عن نصيحته إلى الشباب للبعد عن التطرف والغلو في الدين؟ قال "عليهم بالاطلاع على كتاب «الأحكام السلطانية» للماوردي، وأحكام الجهاد في الفقه، وهل ما تصنعه أيها الشاب يعد موافقا للشرع والدين، وهل طبقت شروط نصر الله للمؤمنين، واحرص على ألا تعمل بالوكالة وتورد بالوكالة للقتال إلى أية جهة، وكن في يقينك قوله تعالى: «وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا»، والإثم يقع على القيادات التي تورد هؤلاء الشباب حسن النية إلى الجهاد."
والكتاب الذي ينصح الشباب بقراءته يعد من أخطر الكتب وأكثرها تطرفا من الاسطر الاولى فهو لا يعترف بإمامة إلا من قريش ففي شروط الإمامة يقول الماوردي " وَأَمَّا أَهْلُ الْإِمَامَةِ فَالشُّرُوطُ الْمُعْتَبَرَةُ فِيهِمْ سَبْعَةٌ: أَحَدُهَا: الْعَدَالَةُ عَلَى شُرُوطِهَا الْجَامِعَةِ.
وَالثَّانِي: الْعِلْمُ الْمُؤَدِّي إلَى الِاجْتِهَادِ فِي النَّوَازِلِ وَالْأَحْكَامِ.
وَالثَّالِثُ سَلَامَةُ الْحَوَاسِّ مِنْ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَاللِّسَانِ لِيَصِحَّ مَعَهَا مُبَاشَرَةُ مَا يُدْرَكُ بِهَا.
وَالرَّابِعُ: سَلَامَةُ الْأَعْضَاءِ مِنْ نَقْصٍ يَمْنَعُ عَنْ اسْتِيفَاءِ الْحَرَكَةِ وَسُرْعَةِ النُّهُوضِ.
وَالْخَامِسُ: الرَّأْيُ الْمُفْضِي إلَى سِيَاسَةِ الرَّعِيَّةِ وَتَدْبِيرِ الْمَصَالِحِ.
وَالسَّادِسُ: الشَّجَاعَةُ وَالنَّجْدَةُ الْمُؤَدِّيَةُ إلَى حِمَايَةِ الْبَيْضَةِ وَجِهَادِ الْعَدُوِّ.
وَالسَّابِعُ: النَّسَبُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ لِوُرُودِ النَّصِّ فِيهِ وَانْعِقَادِ الْإِجْمَاعِ عَلَيْهِ، وَلَا اعْتِبَارَ بِضِرَارٍ حِينَ شَذَّ فَجَوَّزَهَا فِي جَمِيعِ النَّاسِ، لِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ احْتَجَّ يَوْمَ السَّقِيفَةِ عَلَى الْأَنْصَارِ فِي دَفْعِهِمْ عَنْ الْخِلَافَةِ لَمَّا بَايَعُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ عَلَيْهَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ» فَأَقْلَعُوا عَنْ التَّفَرُّدِ بِهَا وَرَجَعُوا عَنْ الْمُشَارَكَةِ فِيهَا حِينَ قَالُوا مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ تَسْلِيمًا لِرِوَايَتِهِ وَتَصْدِيقًا لِخَبَرِهِ وَرَضُوا بِقَوْلِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تَقَدَّمُوهَا».
وَلَيْسَ مَعَ هَذَا النَّصِّ الْمُسَلَّمِ شُبْهَةٌ لِمُنَازِعٍ فِيهِ وَلَا قَوْلٌ لِمُخَالِفٍ لَهُ. اه
وهنا يتضح جليا ارتباط هذه الجماعات بالمملكة الوهابية السعودية، فادعائهم انهم قرشيون يجعل الإمامة فيهم الى انتهاء الزمان ويرث الله الأرض ومن عليها، وهذا ما ينفي صفة المواطنة القطرية ويكون الانتماء لهذا الحاكم وهذه الدولة التي في مخيلاتهم، ويستطرد الماوردي الذي يستند له هؤلاء المتطرفون القتلة بقوله " وَالْإِمَامَةُ تَنْعَقِدُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا بِاخْتِيَارِ أَهْلِ الْعَقْدِ وَالْحَلِّ.
وَالثَّانِي بِعَهْدِ الْإِمَامِ مِنْ قَبْلُ: فَأَمَّا انْعِقَادُهَا بِاخْتِيَارِ أَهْلِ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ، فَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي عَدَدِ مَنْ تَنْعَقِدُ بِهِ الْإِمَامَةُ" فليس هناك دور للمواطنين في اختيار حكامهم وبعد اختيار الإمام ينتهي دور أهل الحل والعقد فرأيهم بعد ذلك غير ملزم للإمام ظل الله في الأرض حيث لديهم ان الامام يحكم بمشيئة الله وطالما ليس هناك دستور فالإمام هو الدستور وهو المنظم بين السلطات لأنه يملك جميع السلطات الدينية والزمانية.
هكذا يقطن الإرهاب في قلب القاهرة بجوار دار القضاء العالي، يعيش حرا طليقا ناشرا أفكاره بين العامة وضعاف العقول والمتعاطفين مع كل ما هو اسلامي، بعيدا عن أية مراقبة او أية مراجعة ومناقشة لهذه الأفكار التي يروج لها والتي لها مفعول السحر على السباب الصغير الذي لا يريد سوى الحياة، فتتحول هذه الارادة الى ارادة الموت ويصير قنابل موقوتة تنفجر حينما يعطي لها أحد شيوخ الارهاب الأمر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا ينتشر الارهاب؟ والاجابة بسيطة جدا لأنه بعيش بين ضلوعنا.
للاطلاع على الحوار كاملا اضغط هنا:

شارك