بين طنطا والاسكندرية ..مبررات ذبح مسيحي الشرق الاوسط

الإثنين 10/أبريل/2017 - 01:26 م
طباعة بين طنطا والاسكندرية
 
انتهت منذ قليل صلاة جناز سبعة من شهداء الكاتدرائية المرقسية بالأسكندرية وهم:
1- الشهيد جرجس غطاس عطا الله
2- الشهيدة حنان لمعي درياس
3- الشهيد ميلاد نظيم جرجس
4- الشهيدة الطفلة لوسيندا كريستيان كمال
5- الشهيد بيشوي عبد الملاك عيسى
6- الشهيد نسيم فهيم بخيت
7- الشهيد ابراهيم جرجس باخوم
أقيمت الصلاة في دير الشهيد مارمينا بمريوط وشارك فيها عدد كبير من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة والرهبان وشعب غفير امتلأت به الكاتدرائية بالدير .. والآباء المطارنة والاساقفة هم أصحاب النيافة:
الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية والأنبا بطرس الأسقف العام والأنبا دانيال أسقف المعادي والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس والأنبا مارتيروس الأسقف العام لمنائس شرق السكة الحديد والأنبا إرميا الأسقف العام والأنبا ثيؤدوسيوس أسقف وسط الجيزة والأنبا كيرلس آفا مينا والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة والأنبا زوسيما أسقف أطفيح والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات والأنبا انجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية. ومن سكرتارية قداسة البابا القمص أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل. وكانت مصر قد اعلنت الحداد 3 أيّام على ضحايا تفجيري كنيستين في البلاد، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات، حيث قدّرت وزارة الصحة والسكان المصرية أن 43 شخصًا قتلوا وأُصيب 119 آخرون في الانفجارين.
وبحسب قناة العربية، فإنّ وزيري الداخلية والعدل سيمثلان أمام البرلمان المصري لاستجوابهما حول الإعتداء الإرهابي الذي ضرب الكنيستين المصريتين.
وعلى خلفية الهجومين، أصدر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار قرارًا بإقالة اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية، وتعيين اللواء طارق حسونه بدلاً منه، وكذلك إقالة عدة قيادات بجهاز الأمن الوطني.

هواجس المسيحيين
ويبقى القول إن هناك هواجس حقيقيّة تقلق المسيحيين في المنطقة، ولبنان تحديدًا، بعد تفجيري مصر، هواجس يغذيها تنظيم داعش، وكذلك النظام في سوريا الذي يدّعي بأنه حامي المسيحيين في الشرق بمواجهة القوى التكفيريّة.
عن وضع المسيحيين اليوم في ظل التهديد بأحزاب إسلاميّة متطرفّة، يؤكد النائب سليم سلهب أن وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحوّر حول عدم رؤية موحدّة تجمعنا، ولكن كتكتل تغيير واصلاح لدينا موقفنا، وهو ضد التطرّف الديني مهما كان الدين ومن أي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال ومع الوصول إلى دولة مدنيّة أكثر من كوننا دولة طائفيّة ذات طابع ديني حتى لو كان طابعًا معتدلاً.
هل فعلاً هناك خوف على مسيحيي لبنان، كما هُدّد مسيحيو المشرق ككل في سوريا والعراق وأخيرًا في مصر؟ يؤكد سلهب أن الخبرة علّمتنا بعد الأحداث التي جرت في العراق، حيث كان الجيش الأميركي متواجدًا، وهو أقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج على مسيحيي العراق، وما الذي حصل معهم، أكبر جيش في العالم لم يستطع أن يحمي الأقليات المسيحيّة الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقلياّت إلى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل، لأن ما يحصل اليوم حرب طائفية مذهبيّة مع مختلف الفرقاء، وهو أمر مخيف، أن تدخل كل الأحزاب والطوائف بحرب في ما بينها، من أجل أن تبقى اسرائيل دولة يهوديّة مرتاحة على وضعها، ولا أحد عند العرب يطالب بما يضرها.

لأنهم أقليّة
لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الأوسط، وكان آخره في مصر؟ يجيب سلهب لأنهم أقليّة، واليوم أصبحوا ضعفاء، إن كان في الإدارة أو الحكم أو السياسة، والضعيف دائمًا مُستهدف أكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا صامدين إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الدول العربيّة، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الإدارة والقرار السياسي، ولا نزال نتعاطى بأمورنا السياسيّة، بينما في دول أخرى الأقلية المسيحيّة لا تتعاطى بأي شأن سياسي، ولا يُنتخبون بل يتم تعيينهم، وهذا يعني أن لا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الأدنى، لذلك نشهد أن الأقليات المسيحيّة في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء.

الغرب
وفي ظل غياب أي دعم غربي لمسيحيي المشرق، يرى سلهب أن دول الغرب لا يهمها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب والقول إنه سيحمينا كمسيحيين، إذا استطعنا وضع أنفسنا بموقع تكون للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع أنفسنا بموقع يكون الغرب بحاجة إلينا اقتصاديًا ولهم مصالح عندنا.
هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟ يرى سلهب أن الأمر يعود إلى كيفية تصرّف المسيحيين في لبنان خصوصًا، إذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن أن يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال أخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق لمواقعهم ونفوذهم ويقول الكاتب والمفكر العربي  ميشيل حنا الحاج في مقال نشره المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الأربعون شهيدا أو أكثر الذين سقطوا في كنيسة مار جرجس في طنطا، وقرب الكنيسة المرقسية في الاسكندرية، هم الشهداء الحقيقيون وليسوا مفجري القنبلتين، فهؤلاء هم مجرمون.
وانا منذ أسبوعين او أكثر  وقبل وقوع هذين التفجيرين، بدأت اعمل على كتاب جديد لي  هو السادس منذ تقاعدت وعنوانه:  “الانتحاريون..شهداء ام مجرمون”   وأحاول الآن الحصول على قائمة تضم العدد الأكبر من التفجيرات الانتحارية  التي نفذتها داعش أو النصرة، وأكون شاكرا لمن كان لديه معلومات دقيقة  وتاريخ مؤكد  مما نشر عن عمليات كهذه، أن يتكرم ويزودني بها، علما انني توجهت بطلب مماثل لمركز حقوق الانسان المعارض المتواجد في بريطانيا لتزويدي بقائمة كهذه، ولكني لا اتوقع منه ان يفعل لكونه بمعارضته، يتعاطف الأعمال المسلحة في سوريا التي تقتل الأبرياء.
وأنا أعجب لمبررات داعش بالعمليات الانتحارية هذه. فقد قتلت الكثير من الأبرياء لا لشيء الا لكونهم يخالفونهم في الدين أو في الطائفة. فقد قتلوا الآفا من المسيحيين العراقيين في الأعوام الثلاثة الماضية، كما قتلوا الآلاف من الشيعة. ويكفي ان نذكر مذبحة قاعدة “سبايكر” عندما تم تنفيذ حكم الاعدام قتلا  في أكثر من 1700 جندي عراقي  لا لشيء الا لكونهم  شيعة او مسيحيين  او ازيديين، ولكن أكثريتهم كانوا من الشيعة. لقد  قتلوا أيضا العشرات من الأزيديين  والأزيديات، وأحلوا لأنفسهم اغتصاب الأزيديات وبيعهن رقيقا في سوق العبيد.
والآن، بل منذ عامين أو ثلاثة، وضعوا نصب أعينهم  تفجير كنائس المسيحيين في مصر الحبيبة للعرب وللعروبيين، علما بأنه بات يحلو لهم التفجير في كل مواقع العبادة، الا مواقع العبادة اليهودية (وانا لا اقول ذلك رغبة مني في مشاهدة تفجير لموقع عبادة يهودي، فأنا استنكر التعرض لكل المذاهب الدينية: المسيحية، الشيعية، الأزيدية واليهودية بل والبوذية أيضا). فالمعروف عنهم أنهم قد فجروا الكثير من الحسينيات الشيعية في العراق، ومرة في الكويت، ومرات في شرق السعودية حيث الكثافة الشيعية والكثير من الحسينيات. كما فعلوا الشيء المماثل في الكنائس المسيحبية في العراق، وفي مواقع العبادة الأزيدية، متناسين  قول الرسول (ص) المحذر من التعرض للقسيسين او لأناس  يصلون  ويتعبدون في صوامعهم.  فهذا الجزء من أقوال الرسول (ص)   قد تناساه اصحاب الدولة الاسلامية، مما يجعلني أتساءل ان كان العلم الأسود  هو رمز للسنة أم لقلوبهم السوداء ضد جميع من يخالفهم في الرأي والعقيدة.
امر آخر  يتضح تدريجيا للمراقبين، وهو اعتقادهم بأن الله  هو اله المسلمين…ليس كل المسلمين، بل السنة منهم فحسب، وبهذا يبررون تفجيرهم للكنائس والحسينيات ومعابد الآخرين (باستثناء اليهودي منها)، متناسين بأن أولئك المتعبدين في الحسينيات المفجرة ، أو الكنائس أو معابد الأزيديين المفجرة، انما فيها أناس يتعبدون الى الله تعالى ، الاله الواحد الأحد الذي تؤمن به كل الديانات الموحدة، ولا يقتصر الايمان به على طائفة السنة. فهو بالتالي اله العالمين وليس  اله المسلمين وحدهم، علما بأنني لا أقصد كل الأخوة السنة، فالكثيرون منهم يؤمنون بالاسلام   العادل والمعتدل، الذي يعترف بالآخر  ويتقبله ، بل ويقدر بأن الله هو اله العالمين وليس اله المسلمين وحدهم.
فهل بعد ذلك يمكن القول أن  اللانتحاريين مفجري الكنائس والحسينيات  ومواقع العبادة الأخرى، هم   شهداء وأن تفجيرهم لأنفسهم وضعهم في الطريق الى الجنة حيث الحوريات. أنا أعتقد أن طريقم هي الى النار الملتهبة…الى الجحيم حيث لا حوريات ولا ما يحزنون.  أما الشهداء الحقيقيون فهم أولئك الذين قضوا في تلك التفجيرات سواء كانت تفحيرات في كنائس ، أو في حسينيات، أو في أي مواقع عبادة أخرى هي مواقع عبادة للاله الواحد الأحد الذي هو اله كل العالمين وليس اله  المسلمين وحدهم.
نصيحة أخرى أود توجيهها للجماعات التي تعد نفسها لتنفيذ عمليات انتحارية قادمة: لا تتوقعوا الذهاب الى الجنة، وأود أن أطمئنكم بأن الجنة لا تحتوي على حوريات بانتظاركم لتحقيق رغباتكم الجنسية الأرضية والدنيئة، فتلك من ظواهر الحياة البشرية على الأرض. أما الجنة فهي الجنة ،أي مكان للعبادة والتعبد الى الله … الاله الواحد الأحد والذي لا شريك له، وليس موقعا لتحقيق رغباتكم تلك مع سبعين حورية او أكثر لا وجود لهن في الجنة، وان وجدن، فهن لسن متعطشات للجنس كما يوهمونكم، بل جل همهن التعبد الى  الله تعالى، فهن ملائكة ولسن حوريات ذوا ت رغبات شبيهة بالأرضية  بالمعنى الذي يصفونه لكم عنهن.

شارك