العالم يبكي شهداء مصر

الثلاثاء 11/أبريل/2017 - 01:03 م
طباعة العالم يبكي شهداء
 
الحزن يكبر مع الايام والارض لا تبلع الدم فيظل يصرخ الي الله طالبا الانتقام من الظلمة ومازال العالم وكنائسه ومؤسساته تتوجع لتفجيرات كنيسة مارجرجس بطنطا والمرقسية بالاسكندرية حيث  شارك مواطنون في بيت لحم، بوقفة تضامنية مع الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت كنيستين في جمهورية مصر العربية.
واحتشد المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها القوى الوطنية وفعاليات بيت لحم ومؤسساتها الوطنية الإسلامية والمسيحية، أمام كنيسة المهد، تقدمهم مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون المسيحية زياد البندك، وممثل عن سفارة مصر لدى فلسطين، ومستشار حراسة الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين.
ورفع المشاركون يافطات كتب عليها عبارات التنديد والاستنكار لما حدث في مصر، منها "لا لقتل الأبرياء باسم الدين". وأعربوا عن استنكارهم الشديد لارتكاب مثل هذه الجرائم ضد أبرياء عزل يؤدون شعائرهم الدينية، مطالبين بتعزيز وحدة الشعوب العربية في مواجهة الإرهاب الذي يسعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي والوحدوي، كما أضاءوا الشموع تعبيرًا عن التضامن والوحدة ونبذ الإرهاب.
أعربت البطريركية اللاتينية في القدس، كما وجميع الكنائس في الأرض المقدسة، عن استنكارها للاعتداء الغاشم أثناء الاحتفالات بأحد الشعانين على مصلين في كنيستين، رافعة الصلاة من أجل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والأقباط.
كما وأعربت البطريركية عن تضامنها مع جميع عائلات الشهداء وقربها منهم. وقالت في بيانها عبر موقعها الرسمي: "ليشفع لنا هؤلاء الشهداء أمام ربنا يسوع المسيح من أجل أن يحل السلام في البلاد والمنطقة".
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد تبنى المسؤولية عن هذين التفجيرين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس في طنطا، وكنيسة مار مرقس في الإسكندرية بالتزامن مع قداس الشعانين الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني، وقد خلفا عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين.
شجب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الإعتدائين الإرهابيين على كنيستي مار جرجس في مدينة طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية موجهًا تعازيه الحارة إلى الجمهورية العربية المصرية، وإلى الكنيسة المصرية بشخص البابا تواضروس الثاني، شاكرًا الرب على نجاته من تفجير الكنيسة المرقسية.
واذ سأل غبطته الله الرحمة لنفوس الشهداء الأبرياء الذين شاركوه بداية هذا الأسبوع المقدس آلامه الخلاصية وهو سيشركهم حتمًا في قيامته، آملاً الشفاء العاجل للجرحى. ودعا الكاردينال الراعي المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته حيال ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان ولكرامته وحريته الدينية في منطقة الشرق الأوسط.
في سياق متصل، أكد النائب البطريركي الماروني، المطران بولس صيّاح، لصحيفة الجمهورية اللبنانية أنه "لم يعد ينفع الاستنكار والإدانة للأحداث الإرهابية التي يسقط ضحيتها أبرياء، بل إن هذا الأمر يتطلب أولاً من الدول والجماعات التي تموّل الإرهاب وقف هذه الأعمال، من ثم تحرّك المجتمع الدولي للقضاء على هذه الظواهر".
وأضاف صياح "إن شهداء مصر هم قديسون لنا في السماء، وهم البذور التي تنمو في الكنيسة"، داعيًا الأقباط إلى "عدم اليأس والانجرار إلى القتال، بل التمسك بالأرض التي دفعوا ثمنها دمًا مثلما دفع مسيحيو لبنان من تضحيات من أجل بقائهم أحرارًا".
دانت البطريركية الكلدانية بشدة الاعتداءات الرهيبة التي طالت المصلين في كنائس مصر يوم أحد الشعانين، وتنضم إلى الأخوة الأقباط بالصلاة عن راحة أنفس الشهداء والشفاء العاجل للجرحى والأمان في مصر.
وقالت في بيانها: "إن المشكلة الحقيقية هي مشكلة الفكر الذي يحرض على التكفير، والتخوين، والإقصاء والقتل، والذي أخذ ينتشر كالسرطان في كل مكان مهددًا الجميع، لذا يستوجب النظر بشكل استثنائي وجدي إلى هذا الموضوع الخطير من قبل المجتمع الدولي".
وتابعت: "للمنابر الدينية والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام دور أساسي في توعية الناس بمصيرهم وتوحيد صف المعتدلين والمنفتحين في إشاعة ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر واحترام مبادئ حقوق الإنسان وتفعيل قيم العيش المشترك لإسكات صوتُ الكراهيّة والسلاح والقتل والدمار والتهجير والخوف والقلق. هذا هو الأمل الوحيد".

شارك