خارجية ترامب .. إرث أوباما الفاشل

الثلاثاء 11/أبريل/2017 - 01:52 م
طباعة خارجية ترامب .. إرث
 
نشر معهد جيت ستون الأمريكي دراسة حول الاتجاهات الفكرية لمستشاري وموظفي إدارة ترامب في وزارة الخارجية الأمريكية، مشيرة إلى أن التعيينات سادها كثير من التناقضات الفكرية بين موظفيه ومستشاريه، مسترشدا بما ورثه من موظفين فاشلين تركوا كإرث من إدارة الرئيس السابق أوباما لينتقلوا إلى إدارة ترامب.
وأشار التقرير إلى أن هناك إرث موجود داخل الخارجية الأمريكية ورثها ترامب من إدارة أوباما، خاصة المسؤولون عن الشأن الإيراني، مثل سحر نواوزادة، كريس باكماير، وريكس تيللرسون، وغيرهم، فمثلا تم تعيين سحر نواروزاده، مسؤولا عن تخطيط السياسات في إيران والخليج الفارسي بوزارة الخارجية الأمريكية،  بعدما شغلت منصب مدير الشؤون الإيرانية بمجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما، وكانت مهمتها الرئيسية في مجلس الأمن القومي آنذاك المساعدة في التوسط في صفقة إيران النووية، هو وعملت في السابق في المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، وهي إحدى جماعات الضغط  ذات التأثير على نطاق واسع، والتي ترى من نفسها كجماعة لمواجهة الدكتاتورية الإسلامية في إيران.
على الرغم من اتهام أمير بصيري الباحث والناشط السياسي الإيراني، لنواروزادة بالفشل في إدارة الملف الإيراني في عهد أوباما، في مقال رأي نشره بصحيفة "واشنطن ايكزامنير" في 16 مارس، قال فيه:"إن سياسة أوباما الفاشلة في إيران هي دليل واضح على الضرر الذي لحق بالتهدئة والتقارب للشعب الإيراني وشعوب الشرق الأوسط وتضرر المصالح الأمريكية. الفشل المزمن والمتكرر الذي تسببته أمثال نواروزادة وزملاؤها".

أما كريس باكيمير، فكان مسؤولا في إدارة أوباما عن إقناع الشركات متعددة الجنسيات بالقيام بأعمال تجارية مع إيران؛ أما الآن فكريس أصبح هو المسؤول الأعلى رتبة المختص بالملف الإيراني والمسؤول عن سياسة وزارة الخارجية تجاه إيران، بعدما كان يشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإيرانية تحت إشراف ريكس تيلرسون وزير خارجية ترامب. 
أيضا يعد توماس أ.شانون، الابن، عمل سكرتيرا للمسؤول عن ملف الشؤون السياسية بالخارجية الأمريكية؛ وكان توماس شانون قد حذر المسؤول الرابع في وزارة الخارجية الاميركية من إلغاء الاتفاق مع إيران، لأنه سيؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط؛ مشيرا إلى أن أي جهد للابتعاد عن الصفقة سيفجر كافة الشرور في المنطقة، وسيكون من الصعب احتواءها مرة أخرى". ومن المتوقع أن يقود شانون جهودا لإحباط أي صفقة أو مفاوضات مع الجانب الإيراني بشأن ملفها النووي؛ ويرى منتقدو الاتفاق إن تجارب إيران الصاروخية المستمرة أعطت ترامب سببا آخر لتمزيق صفقة سلفه مع النظام الإسلامي.
وفي نفس السياق تم توسيع صلاحيات المكلف بها مايكل راتني، والذي كان يشغل منصب كبير مستشاري وزير الخارجية السابق جون كيري فيما يخص ملف السياسة السورية، ولكن في إدارة ترامب تم توسيع دور راتني في وزارة الخارجية ليشمل قضايا إسرائيل وفلسطين، في يوليو 2016 كشفت اللجنة الفرعية الدائمة المعنية بالتحقيقات في مجلس الشيوخ أن راتني، والذي كان يشغل القنصل الولايات المتحدة في القدس بين عامي 2012 و 2015، أنفق مبلغ 465 ألف دولار أمريكي كمنحة أمريكية لحركة "صوت واحد"، وهي جماعة ليبرالية شنت حملة سرية لتشويه وإزالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الوزير بنيامين نتنياهو من منصبه، اعترف راتني في التحقيقات لمحققي مجلس الشيوخ بأنه حذف رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على معلومات حول علاقة إدارة أوباما مع المجموعة غير الربحية.

في 30 مارس لهذا العام 2017، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية إنها ستسمح لجبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، المعروف بتشجيع قتل واغتيال إسرائيليين، بعقد سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى بالولايات المتحدة حول عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
وكان قد حكم على الرجوب بالسجن 15 عاما في سبتمبر 1970 بالسجن مدى الحياة بعد تفجير حافلة تابعة للجيش الاسرائيلي قرب الخليل، ولكن تم أطلاق سراحه في تبادل للأسرى عام 1985، إدارة ترامب أصدرت بيانا عرف باسم "بيان أنودين" قالت فيه: "إن الحكومة الأمريكية لا تؤيد كل المواقف والبيانات التي يدلي بها السيد رجوب، ولكنه شارك منذ وقت طويل في جهود السلام في الشرق الأوسط، كما أيد علنا التوصل لحل سلمي غير عنيف للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وما زلنا نضغط على مسؤولين حركة فتح، بمن فيهم الرجوب نفسه، للامتناع عن أي تصريحات أو أعمال يمكن اعتبارها تحريضا أو إضفاء الشرعية على استخدام الآخرين للعنف ".
الموقف الذي دفع لورانس ج. هاس الكاتب الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية، بانتقاد إدارة ترامب لاحتضانها لرجوب قائلا: "إن احتضان الرجوب يثير تساؤلات عميقة حول ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب لديه سياسة متماسكة تجاه إسرائيل أم لا، ولكن الأمر الأكثر احتمالا، أن سياسات ترامب مفككة ناشئة من مراكز القوى المتنافسة الموجودة في جميع أنحاء إدارته والتي ترى إسرائيل والتحالف الأمريكي الإسرائيلي في طريقين مختلفين تماما"، بينما يعتقد المؤرخ دانييل بايبس أن إدارة ترامب تتبع خطى أوباما في التحول ضد المصالح الإسرائيلية. 

شارك