الأطفال تحت قصف الاستغلال الإرهابي لجماعة "بوكو حرام" في إفريقيا

الأربعاء 12/أبريل/2017 - 03:28 م
طباعة الأطفال تحت قصف الاستغلال
 
لا تزال جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تنشط في إفريقيا، تتبع أساليبها الهمجية في القتال، حيث باتت الجماعة تنتهج نفس طريقة التنظيم الإرهابي "داعش"، باستغلال الأطفال في العمليات الإرهابية، حيث ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم الأربعاء 12 أبريل 2017،  أن استخدام متشددي جماعة بوكو حرام للأطفال كمفجرين انتحاريين زاد في 2017.
الأطفال تحت قصف الاستغلال
ويشكل الأطفال ما يصل إلى 1.3 مليون من 2.3 مليون شخص شردهم الصراع. علي مدار المرحلة الماضية.
وأفادت المنظمة في بيان لها اليوم، إنه في الدول التي تقاتل فيها بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد، وهي نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، استخدمت الجماعة الإسلامية المسلحة 27 طفلا في هجمات انتحارية في الشهور الثلاثة الأولى من العام.
وأضافت المنظمة أنه كان هناك تسع حالات في نفس الفترة من العام الماضي وأن 30 طفلا استخدموا لتنفيذ تفجيرات طوال عام 2016، وكان معظمهم فتيات.
ووفق متابعون فإن الأطفال أصبحوا  محل اشتباه من قبل قوات الأمن حتى أن نحو 1500 طفل تم اعتقاله خلال العام الماضي في كل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد، واعتبرت ماري بويرير، المسؤولة في اليونيسيف، هؤلاء الأطفال بمثابة ضحايا وليس مشاركين في تلك الهجمات، ووصفت خداعهم أو الزج بهم في مثل هذه الأفعال بالأمر "المشين".
وظهرت بوكو حرام بقوة منذ أكثر من ثماني سنوات دون علامة تذكر على نهايته وأودى بحياة ما يربو على 20 ألف شخص.
وباتت الحركة معروفة على مستوى العالم بعد خطف أكثر من 200 فتاة من بلدة تشيبوك في شمال شرق نيجيريا في 2014، وصادف الجمعة الماضي مرور ثلاث سنوات على تلك الواقعة.
ويتزامن صدور تقرير الأمم المتحدة في هذا الصدد مع الذكرى الثالثة لاختطاف تشيبوك، الذي قامت فيه بوكو حرام باختطاف 276 فتاة من طالبات المدارس، الكثير منهن أجبرن على الزواج من مقاتلي الجماعة، فيما نجح العشرات في الفرار، وتم تحرير 21 في أكتوبر الماضي بعد مفاوضات.
ماري بيير بويريه المديرة الإقليمية ليونيسيف لغرب ووسط أفريقيا قالت إن هؤلاء الأطفال ضحايا لا جناة، إجبارهم أو خداعهم لارتكاب مثل هذه الأعمال المروعة غير مقبول.
ووفق التقرير فإن فتاة عمرها 16 عاما من تشاد فقدت ساقيها بعد تخديرها وإجبار بوكو حرام لها على المشاركة في محاولة هجوم انتحاري على سوق مزدحم.
وعلى الرغم من نجاة الفتاة فإن أسرتها رفضت إعادتها إليها في بادئ الأمر "خوفا من الوصمة"، وتحتجز السلطات الأطفال الذين يفرون من بوكو حرام أو تنبذهم مجتمعاتهم وأسرهم.
وأبلغت متحدثة باسم يونيسيف أن نحو 370 طفلا لا يزالون قيد الاحتجاز بعدما أطلق الجيش النيجيري الاثنين سراح 593 شخصا بينهم أطفال عقب تبرئتهم من وجود صلات لهم ببوكو حرام.
القرير أشار إلي رفض المجتمع لهؤلاء الأطفال وإحساسهم بالعزلة واليأس قد يجعلهم أكثر عرضة لوعود الشهادة من خلال قبول المهام الخطيرة والدامية.
وقالت يونيسيف إن استجابتها للأزمة "لا تزال تعاني من نقص شديد في التمويل" مما يؤثر على الجهود الرامية إلى توفير الدعم المتعلق بالصحة النفسية والاجتماعية ولم شمل الأسر وإتاحة التعليم والمياه الآمنة والخدمات الطبية.
ولم تحصل المنظمة العام الماضي سوى على خمسي 154 مليون دولار ناشدت جمعها، وتقول الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى مساعدات إنسانية قيمتها 1.5 مليار دولار لمنطقة بحيرة تشاد هذا العام ولم تتعهد الدول إلا بمبلغ 457 مليون دولار بحلول أواخر فبراير.
الأطفال تحت قصف الاستغلال
وقتل ما لا يقل عن 14 ألف شخص على يد المتشددين في نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر منذ عام 2009، ووفقا للأمم المتحدة، فر ما يقدر بنحو 2.7 مليون شخص في المنطقة من ديارهم بسبب بوكو حرام.
يذكر أن الجماعة الإرهابية، اختطفت 18 فتاة خلال هجومين على قرى في شمال شرق نيجيريا في أول أبريل الجاري، وفق وكالة "فرانس برس".
ونقلت الوكالة أنذاك عن أحد السكان قوله "مسلحو بوكوا حرام قدموا من مخيم ممان نور بسيارات شحن صغيرة في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي و اختطفوا 14 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 17 عاما و أصغر".
وتقوم القوات الحكومية في تشاد منذ أوائل فبراير الماضي بالمشاركة مع قوات نيجيريا والنيجر، بمحاربة الجماعة الإرهابية "بوكو حرام"، التي لا تزال تقوم بهجمات على الحدود ردا على الحملة العسكرية.
وتنشط جماعة "بوكو حرام"، في نيجيريا منذ سنوات، و ترفض نمط التعليم الغربي، وتطالب بتطبيق الشريعة في جميع أنحاء البلاد، كما تقف الجماعة وراء معظم الأعمال الإرهابية في نيجيريا.
وفي منتصف مارس الماضي، ظهر أبو بكر شيكاو، زعيم تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي، في مقطع فيديو يدعو فيه مقاتليه للسيطرة على قارة أفريقيا، ووفق ما أفادت صحيفة "ديلي بوست" النيجيرية فأن القيادي شيكاو دعا ميليشياته إلى مواصلة التمرد ضد الحكومات الأفريقية الديمقراطية التي تحكم معظم القارة حتى تقع تحت سيطرة الجماعة، وخص بالذكر دول بنين والكاميرون وتشاد والنيجر ومالي ونيجيريا.
وأظهر شيكاغو عضلاته خلال الفيديو، حيث تفاخر باستعراض بطاقات هوية شخصية وأسلحة وإمدادات خاصة بقوات الجيش الكاميروني، بعد أن نجح مقاتلو "بوكو حرام" في الاستيلاء عليها، وأكد شيكاو خلال الفيديو الذي استمر مدة 27 دقيقة، على أن رجاله لن يتراجعوا عن مواصلة زحفهم، مهددا بعض زعماء العالم.

شارك