اتفاق إخلاء "المدن الخمسة" .. هل يتحول الى بداية للصراع بين الفصائل المسلحة بسوريا

السبت 15/أبريل/2017 - 02:14 م
طباعة اتفاق إخلاء المدن
 
يبدو اتفاق ما يسمى بـ"المدن الخمسة " سيتحول الى  بداية للصراع بين الفصائل المسلحة بسوريا بعد تنفيّذ  إخلاء آلاف المدنيين من "الزبداني ومضايا" في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وذلك ضمن الاتفاق المتعارف عليه باسم "المدن الخمس"، الذي تم التوصل إليه بين "هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام " تحت مظلة "جيش الفتح" من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بعد مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
اتفاق إخلاء المدن
فيما قامت 65 حافلة  بنقل  المهجرين من "مضايا وبقـّين" بريف دمشق، وعددهم نحو 3150 شخصاً، بينهم 400 مقاتل في صفوف المعارضة من مضايا، بالوصول  إلى منطقة الراموسة في مدينة حلب، على أن يتم نقلهم في وقت لاحق من  يوم الجمعة 14-4-2017م  إلى المناطق المحررة في إدلب كما وصل  نحو 5 آلاف شخص من بلدتي "الفوعة وكفريا" المواليتين بريف إدلب، بينهم ألف وثلاثمئة من عناصر الميليشيات الشيعية إلى منطقة الراشدين غربي حلب.
من جهة أخرى، دخلت قوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبنانية رسمياً إلى بلدة مضايا بعد ساعات من خروج أهلها، في حين من المقرر إجلاء نحو 150 مقاتلاً من الزبداني المجاورة في وقت لاحق ويأتي ذلك ضمن الاتفاق المتعارف عليه باسم "اتفاق المدن الخمس"، الذي تم التوصل إليه بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام من جهة، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بعد مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
اتفاق إخلاء المدن
ويتضمن الاتفاق مايلى : 
1- إخراج قرابة 3000 شخص من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال ( الراغبين فقط)
2- إخراج كامل كفريا والفوعة على دفعتين.
3- إخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام معظمهم من النساء.
4- إدخال مساعدات بالإضافة إلى هدنة في مناطق جنوب دمشق وأولها مخيم اليرموك المحاصر.
5- بعد مدة شهرين يتم إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال.
6- -حل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا.
7- هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلخ وبروما لمدة 9 شهور تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي.
وتمت قبل أيام عملية تبادل للأسرى بين "جيش الفتح" والميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة بإشراف الهلال الأحمر، حيث تم بموجبها تسليم جثث لقتلى من عصابات الأسد وحزب الله والعديد من أبناء كفريا والفوعة كانوا معتقلين لدى القوى الأمنية التابعة لجيش الفتح، في حين أفرجت الميليشيات الشيعية عن  19 أسيراً بينهم مقاتلون من الفصائل العسكرية، وذلك تطبيقاً للمرحلة الأولى من الاتفاق.
اتفاق إخلاء المدن
 ورفض مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام "عماد الدين مجاهد"، لموقع أورينت نت في مستهل حديثه  الاتهامات وحملات التخوين التي لاحقت الاتفاق، مشدداً على أن كافة بنوده "واضحة"، في حين عاتب الصحفيين على التعاطي مع هذا الاتفاق من الجهة التي  يرغبون في التركيز عليها، عبر محاولتهم كشف كل شيء على الإعلام قبل تحققه على الأرض وأن الاتفاق سُمي باتفاق "المدن الخمس، وذلك بعد إصرار وفد "جيش الفتح" المفاوض إدخال "مخيم اليرموك" بجنوب دمشق إلى بنوده، الأمر الذي رضخ له الجانب الإيراني وفق تعبيره، مشيراً إلى أن الاتفاق يشمل مقاتلي "الهيئة" في اليرموك وليس مقاتلي تنظيم الدولة.
يكشف "مجاهد" أن عملية التفاوض بدأت قبل سنة ونصف، مؤكداً أن بعض اللقاءات كانت في الدوحة، كانت جلسات تفاوض مباشر بين "جيش الفتح" وميليشيا "حزب الله" اللبنانية عبر وساطة قطرية من جانب آخر، تتخوف جهات سورية بأن يكون يتضمن الاتفاق الذي رعته قطر بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام " تحت مظلة "جيش الفتح" ، والجانب الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى، بنود سرية تشمل ملفات لا علاقة لها بسوريا، ولا سيما الإفراج عن المختطفين القطريين لدى ميليشيا الحشد الشيعية في العراق.
المسؤول في "هيئة تحرير الشام" يجزم بأن الاتفاق "لا يتضمن أي بند يخص سراح المختطفين القطريين لدي الميليشيات الشيعية في العراق، وحتى لم يتم مناقشة هذا الملف في جلسات التفاوض، ولكنه استدرك بالقول "قد يكون هناك تفاهمات إيرانية-قطرية حول هذا الأمر حملة الانتقادات والإدانات وحتى التخوين التي شنتها جهات وشخصيات سياسية وعسكرية سورية، على الاتفاق وأطرافه ورعاته وصفها المسؤول في "هيئة تحرير الشام" بـ"المشاغبة"، والصادرة عن شخصيات أبعدهم هذا الاتفاق عن الواجهة السياسية، فعملوا على مهاجمته وتشويهه، وفق تعبيره.
اتفاق إخلاء المدن
وأضاف "من يحق له رفض الاتفاق أو الموافقة عليه هم أهل مضايا والزبداني ومخيم اليرموك لا غيرهم، فهم الذين يتأثرون بالقبول من عدمه، وهم من أخرج عدة بيانات ومظاهرات وفيديوهات يفوضون جيش الفتح بإتمام الاتفاق، مردفاً "نحن نعمل لأجل استنقاذ أهلنا المحاصرين، وإخراجهم أحب إلينا من كل شيء، ونسخر قواتنا وجهدنا للحفاظ على دم واحد منهم، وهذا الاتفاق لولا تفويضهم وموافقتهم لما أقدمنا عليه ولا تفاوضنا مع العدو الإيراني أو تحدثنا معه".
 وعلى الجانب الاخر أجمعت شخصيات عسكرية وسياسية، على أن "الاتفاق يهدف إلى تمكين المشروع الإيراني في المنطقة، ويؤسس لتقسيم سوريا، وتدمير مدينة إدلب بعد أن يتم وصفها بـ"الإرهاب"، إلى جانب أنه "يسهم في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، وتشييع دمشق وحصر السنة في مكان واحد وهو مانفاه مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام"  ، وقال "بالنسبة لتطبيق مشروع إيران، لا أدري لماذا الآن استفاق الناس على مشروع إيران وكانوا نياما أثناء إفراغ أكثر من 15 ألف مسلم سني من الوعر، ومثلهم تقريباً من وادي بردى والغوطة الغربية"، وتساءل أيضاً "لماذا سكتوا هناك وتكلموا هنا؟ ووجه "مجاهد" وجه سهام انتقاداته أيضاً إلى المعارضة السياسية التي رفضت هذا الاتفاق، الذين اعتبرهم "لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمثلون الشعب السوري أساساً"، وأضاف "ذهبوا إلى أستانا مرتين وإلى جنيف 5 مرات ولم يستطيعوا أن يخرجوا أسيراً واحداً أو يدخلوا سلة إغاثية واحدة إلى المسلمين المحاصرين، وقاموا بالتوقيع على هدنة شاملة في كل أنحاء سوريا ولم يلتزم النظام والروس والتزموا هم فقط وجيش الفتح لم يفاوض عن الثورة بأكملها، أو عن حق لم يملكه، فاوضنا لإخراج أهلنا في مضايا والزبداني وأخذنا التفويض منهم بذلك، فهم أصحاب الكلمة في هذا الملف، ولو قالو لنا الآن نحن مستعدون على الصمود والثبات وأوقفوا الاتفاق لأوقفناه".
اتفاق إخلاء المدن
في المقابل يشار إلى أن هيئة تحرير الشام قامت بهدنة محدودة في مناطق معينة، بينما كان مقاتلوها يقاتلون النظام في حماة ودمشق ودرعا ومناطق أخرى، واستطاعوا فك أسر أكثر من 1500 أسير عبر هذا الاتفاق كما استغرب مراقبون عدم إصدار الائتلاف الوطني لقوى الثورة السوري والهيئة العليا للمفاوضات خلال الأيام القليلة إلى ساعة إعداد هذا التقرير، أي بيان يعقب على الاتفاق، الذي تضمن تهجير نحو 10 آلاف سوري من مناطقهم، سوى بيان "يتيم" أصدره المكتب الإعلامي لـ"الائتلاف" في تاريخ 29 من الشهر المنصرم، الذي رفض من خلاله لأي خطة تستهدف تهجير المدنيين في أي مكان من أنحاء سوريا، واصفاً الاتفاق بأنه مشاركة في التغيير الديمغرافي، وخدمة لمخططات النظام الإيراني.
    مما سبق نستطيع التأكيد على انه  يبدو أن  أتفاق   مايسمى بـ"المدن  الخمسة " سيتحول الى  بداية للصراع بين الفصائل المسلحة بسوريا بعد تنفيّذ  إخلاء آلاف المدنيين من "الزبداني ومضايا" في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، وذلك ضمن الاتفاق المتعارف عليه باسم "المدن الخمس"، الذي تم التوصل إليه بين "هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام " تحت مظلة "جيش الفتح"  وهو ما رفضته العديد من القوى المعارضة فى سوريا . 

شارك