مع عقد أول مؤتمر جماهيري في عهد ترامب.. تساؤلات حول مستقبل الإخوان في أمريكا

السبت 15/أبريل/2017 - 04:18 م
طباعة مع عقد أول مؤتمر علي رجب
 
شهدت مدينة "بالتيمور" بولاية ميرلاند الأمريكية، انطلاق المؤتمر السنوي للجمعيات والمنظمات الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان، ليكون أول تجمع لتنظيم الإخوان في ولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ياتي ذلك وسط دعاوي تصنيف جمماعة الإخوان الأم كتنظيم ارهابي.. وهو ما يضع تساؤلات حول مستقبل تنظيم "الإخوان" الارهابي.

 

مؤتمر جمعيات الإخوان:

مؤتمر جمعيات الإخوان:
و انطلقت الجمعة 14 أبريل 2017، بولاية ميرلاند، أعمال الدورة الـ41 للمؤتمر السنوي للدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA) بالتعاون مع الجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، في أكبر تجمع بالولايات المتحدة.
وتختتم غدا الأحد، أعمال الدورة الـ41 للمؤتمر السنوي للدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA) بالتعاون مع الجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، وهما من أبرز الجمعيات الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان في الولايات المتحدة.
وشارك مئات الأكاديميين وعلماء دين ومحاضرون، في عقد المؤتمر الذي يستمر يومين في مدينة بالتيمور من ولاية ميريلاند، تحت شعار "رسالة موسى وعيسى ومحمد المقدسة".
وتعد أبرز المشاركين ليندا صرصور، الأمريكية من أصل فلسطيني، والتي قادت إحدي التظاهرات النسائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير الماضي، احتجاجا على خطاب ترامب بحق المرأة.
وقال رئيس الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية جاويد صديقي، في كلمته الافتتاحية، إن "المؤتمر يشكل فرصة ثمينة للغاية لجميع المسلمين من أنحاء العالم، والمنطقة على وجه الخصوص".
وأضاف رئيس الجمعية الإسلامية الأمريكية أزهر عزيز، إن "الولايات المتحدة تمر بامتحان صعب جدًا في الوقت الراهن"، مشيرًا إلى "ضرورة التزام جميع المسلمين بإرادة قوية ومشتركة".
وخلال حديثها لمراسل الأناضول، أعربت مسلمة أمريكية من أصول إثيوبية عن سعادتها بتنظيم مثل هذه الفعالية الكبيرة في الولايات المتحدة، مؤكّدة أنها تشارك فيها كل عام.

الإخوان في امريكا:

الإخوان في امريكا:
بدأ تواجد الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية، عقب تأسيسها في مصر بسنوات قليلة، فقد نشرت جريدة "الإخوان اليومية" بمناسبة الاحتفال بالعيد السنوي الأول للأخوات المسلمات من أمريكا عام 1948م، يوضح العلاقات القوية بين الجماعة الأم والفرع في أمريكا.
فقد وجهت سكرتيرة الأخوات المسلمات بنيويورك، نداءً إلى قيادات الجماعة الأم في مصر تخبرهم بفتح اكتتاب عام في أمريكا والقاهرة لإنشاء مقبرة للمسلمين والمسلمات بأمريكا، حتى يكون هناك مكان خاص لدفن المسلمين، وإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال المسلمين اللغة العربية والدين.وقامت بنقل الرسالة السيدة سعاد الجيار، إحدى الأخوات بالجماعة للإسهام في هذا الاكتتاب بمبلغ جنيه مصري.
في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي تم تأسيس الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية، التي تعتبر فرع جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإحدى أهم أذرع وأدوات الجماعة للسيطرة على مقاليد الأمور في الولايات المتحدة وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي. بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وانديانا وميتشيجان، فأسست رابطة شباب المسلمين في عام 1963.
وفي عام 1981 تحول إلى الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية "ISNA" التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية، والتي أسست جزئياً بدورها من قبل جماعة الإخوان، وتم تقديم الدعم لها من قبل قيادات التنظيم الدولي للإخوان وفي مقدمتهم  الشيخ يوسف القرضاوي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.
والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA)، تم اعتمادها رسميًا في عام 1971م، وبدأت في العمل الفعلي منذ عام 1968م، وهي القاعدة الشعبية الإسلامية الرسمية في أمريكا الشمالية، وهي فرع عن رابطة الطلاب المسلمين (MSA)، تأسست الرابطة من قبل المهاجرين من شبه القارة الهندية، وأكثر أعضائها الذين يمثلونها هم من أصول جنوب آسيوية، وفي المقام الأول من الجنسيات الباكستانية والهندية.
وفي 1993 تم تأسيس الجمعية الإسلامية الأمريكية مؤسسة مدنية غير ربحية تأسست عام 1993م، تعتبر إحدى أكبر المؤسسات التي تتبع الإخوان المسلمين في أمريكا، وهي جمعية دعوية تعمل في مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو 1000 عضو عامل، وأكثر من 100 ألف من الأنصار والمشاركين، وتنتشر من خلال نحو 60 فرعًا، في 35 ولاية، يرأسها الدكتور عصام عميش رئيس الجمعية الإسلامية الأمريكية وعضو الاتحاد الإسلامي لشمال أمريكا.
وفي الكتاب يسرد جواندولو, كيف قام الإخوان مع بداية الثمانينيات بتشكيل الأسر في جميع أنحاء الولايات المتحدة, وكيف كانت مهمة كل أسرة تأسيس نفسها في المنطقة والتأثير علي اكبر عدد من المحيطين من السكان, والاهتمام بالقادمين الجدد التابعين للجماعة الي الولايات المتحدة ومتابعة شئونهم, هذه الاسر شكلت جيوبا صغيرة, للقيام بأنشطة علي نطاق ضيق, منها انشاء المدارس والمساجد والعيادات والملاجئ, لتوسيع نفوذهم داخل المجتمع, وقبلها كان دور تأسيس عدة منظمات ومؤسسات من ابرزها واولها رابطة الطلاب المسلمين(MSA) التي أسسها الإخوان ما بين عامي1962-1963, والتي تعتبر من اهم المؤسسات التي نجحت في اختراق الجامعات الامريكية, وخرج منها حاليا نحو600 رابطة طلابية, ثم خلال الثمانينيات تم تأسيس العديد من هذه المؤسسات لتصل كما يري المحلل الي اكثر من الفي كيان تابع للاخوان.
وكشف تحقيق حول رابطة الطلاب المسلمين عن وجود صلة بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين. وذلك في وثيقة بعنوان “مذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية”، حيث تسرد “المنظمات الصديقة” للإخوان المسلمين في الصفحة 31 من الوثيقة. وتأتي رابطة الطلاب المسلمين رقم اثنان في القائمة المكونة من 29 جماعة تابعة للإخوان المسلمين. واستهلت قائمة الجماعات التابعة للإخوان في المذكرة التفسيرية بجملة “تخيل لو أنها كلها تسير وفق خطة واحدة”.

دعاوي تصنيف الإخوان:

دعاوي تصنيف الإخوان:
وفي وقت سابق ذكرت تقارير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس بجدية تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وتجريم أي اتصالات سياسية أو تتعلق بالبيزنس مع الجماعة السنية الدولية بموجب القانون الأمريكي.
الخطوة قد ينظر إليها باعتبارها انتصارا للمعسكر الجمهوري الأمريكي (المحافظين) الذين طالموا توجسوا من علاقات الإخوان الخارجية، والتي تمتد عبر القارات الخمس، وفقا للموقع الرسمي للجماعة.
الإخوان معروفة بنشاطها الاسياسي والاجتماعي، ورعاية الجهود المستندة على الدين والتعليم ومشروعات الخير في أنحاء العالم.
وفي يناير الماضي، تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز بمشروعي قانون مع زميليه الجمهوريين، مايكل ماكول وماريو دياز بالارت، تحت شعار "حماية الأمريكيين من الإرهاب الإسلامي المتطرف الموجه ضد أمريكا" والهدف هو محاسبة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني باعتبارهما "جهتان تحرضان على نشر الأيديولوجيا الإسلامية العنيفة بهدف تدمير الغرب."
ويحتاج كل مشروع قانون إلى تقرير خاص يظهر ما إذا كانت المعايير القانونية تنطبق على الحرس الثوري والإخوان لتصنيفهما جماعات إرهابية أجنبية، بما يسمح للولايات المتحدة باتخاذ خطوات ضدهما وخاصة على صعيد حظر تمويلهما.
ووصف كروز الإسلام المتطرف بأنه "تهديد للحضارة" معتبرا أن مخاطره ارتفعت خلال حكم الرئيس باراك أوباما بسبب سياساته التي قال إنها تعاونت مع الإخوان المسلمين وأشاحت بنظرها عن نشاطات الحرس الثوري.
وبالنسبة لمشروع القانون الخاص بالإخوان المسلمين، تشير الوثيقة إلى أن واشنطن سبق أن أدرجت أشخاصا وشركات على صلة بالإخوان ضمن قوائم الإرهاب، مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي، ولكنها لم يسبق أن صنفت التنظيم الأم نفسه على تلك القوائم. وتتهم الوثيقة الجماعة بأنها تعتزم هدم الحضارة الغربية من الداخل.
السيناتور دياز من جانبه أعرب عن "فخره بالعمل مجددا مع كروز"، متهما تنظيم الإخوان المسلمين بأنه "يواصل دعمه للجماعات الإرهابية المسؤولة عن العنف حول العالم" وفق تعبيره. 
ويعد المشروع المقدم مؤخرًا لإدراج الإخوان كجماعة "إرهابية" هو الخامس من نوعه، فخلال الخمس سنوات السابقة كان يقدم للكونجرس مثل هذا المشروع بشكل سنوي، إلا أنه كان يقابل بالرفض، حسبما أشارت الكاتبة أبيجيل هاوسلوهنر في تقرير لها بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
الكاتبة أشارت إلى أن كلا من تيد كروز، العضو الجمهوري عن ولاية تكساس، وماريو دياز بلارت، العضو الجمهوري عن ولاية فلوريدا،  هما من قدما المشروع إلى الكونجرس بهيئتيه، وطالبا بتصنيف الجماعة  كمنظمة إرهابية أجنبية ، بدعوى اعتناقها "أيديولوجية إسلامية عنيفة تستهدف تدمير الغرب".
المشروع المقدم يحظى بدعم غير مسبوق من صناع القرار داخل البيت الأبيض، وهو ماكشف عنه وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، والذي اعتبر جماعة الإخوان عدوًا، وذلك خلال كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، إلا أنه لم يطلب بإدراجها على قوائم التنظيمات الإرهابية.
تيلرسون لفت إلى أن الأولوية الأن أمام واشنطن هي دحر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، لكنه في نفس الوقت أشار أن الدور سيأتي لاحقًا على الإخوان، مضيفًا: "إبادة تنظيم الدولة سوف تسمح لنا أيضاً بزيادة اهتمامنا بالعملاء الآخرين للإسلام المتطرف، مثل تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين وبعض العناصر داخل إيران".

مستقبل الإخوان في امريكا:

مستقبل الإخوان في
يبدو ان الجمعيات والتنظيمات المحسوبة علي تنظيم الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية تسير علي نهج ، الجمعيات الإخوانية في اوربا، بالانفصال عن التنظيم الأم، فقد ويبدوا أن التخوفات التي أبداها أعضاء الإخوان بشأن تضييق الخناق عليهم دوليًا في عهد ترامب باتت حقيقة واقعية، وهو ما جسده قرار اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الانفصال على جماعة الأخوان المسلمين، وذلك خلال اجتماعها الدوري الذي عقد بمدينة اسطنبول بمشاركة 56 عضوًا من أعضاء الاتحاد.
 فهل ستسير  جمعيات الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية علي نهج نظيرتها الأوربية بإعلان الإنفصال عن الجماعة الام  مع تضييق الخناق علي الإخوان وتقديم أكثر من مشروع قانون يطالب بتصنيفهم كجماعة ارهابية.. ام ان هناك خطوة اخري قد يقبل عليها القائمين علي المؤسسات الإخوانية في أمريكا؟

شارك