موسكو تواصل انتقاد واشنطن والمعارضة السورية بافشال الحلول السياسية

السبت 15/أبريل/2017 - 06:17 م
طباعة موسكو تواصل انتقاد
 
تتواصل الاتهامات الروسية لواشنطن والمعارضين للحكومة السورية بافتعال الأزمات والمشكلات، وعدم التقدم فى ملف التسوية السياسية للأزمة والسورية، فى ظل نقل كثير من المعلومات غير المؤكدة عن الأوضاع فى سوريا لتضليل الرأى العالم العالمى.

موسكو تواصل انتقاد
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف  "قرأت خبرا عن تصريحات الجنرال الهارب، ومنها يتضح أنه غادر سوريا في 2013 وفي ذلك العام تم التوصل إلى الاتفاقات الروسية – الأمريكية في لاهاي ونيويورك حول نزع الترسانة الكيميائية السورية بعد انضمام دمشق إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية".
ذكر لافروف أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) استلمت في عام 2014 من الحكومة السورية معطيات وبيانات عن مخزونات الأسلحة الكيميائية. وبلغ الحجم الكلي للمواد الكيميائية التي يجب إتلافها في حدود 1.3 ألف طن. أما الجنرال الفار فيؤكد أن الحجم الكلي كان في حدود ألفي طن، ولكن لماذا صمت هذا الجنرال 3 سنوات؟ 
أضاف الوزير الروسي: "لذلك أعتقد أن أي شخص عاقل يدرك أنه تم تحفيز هذا الجنرال بالسوط أو الجرزة".
كانت صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت مقابلة مع العميد السوري زاهر الساكت الذي زعم أن الرئيس السوري بشار الأسد تمكن من إخفاء مئات الأطنان من الأسلحة الكيميائية وبالذات السارين.
على الجانب الآخر كشفت تطرقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" إلى مباحثات موسكو بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة؛ مشيرة إلى أنها جرت على خلفية تفاقم الأوضاع السياسية بين البلدين.

موسكو تواصل انتقاد
نوهت إلى انه أُجريت في موسكو مؤخرا محادثات بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وريكس تيلرسون، وتم ذلك على خلفية تفاقم الأوضاع السياسية بسبب الهجمة الكيميائية على مدينة خان شيخون، التي أودت بحياة أكثر من 80 شخصا، حيث اتهمت واشنطن القوات الحكومية السورية بتنفيذها، واتهمت روسيا بالتغطية على أعمالها. وفي الـ 7 من الشهر الجاري، شنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا على قاعدة الشعيرات الجوية السورية، من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي. الحكومة السورية نفت علاقتها بالهجمة الكيميائية، والخارجية الروسية استنكرت الهجمة الأمريكية.
اهتمت الصحيفة بالمحطات الرئيسة في تصريحات الوزيرين لافروف وتيلرسون عن المحادثات، التي بدأت بحادث صغير، منوهة إلى المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الصحفيين الأمريكيين عند دخول لافروف وتيلرسون إلى القاعة أخذوا يصرخون بصورة هستيرية من جميع الجوانب: "سيد لافروف، سيد لافروف...". "حتى أن المبنى ارتج لأنه لم ير مثل هذا "البازار" خلال مئة سنة... ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن سألهم سيرجي لافروف: "من علَّمكم هذا السلوك؟" "أنتم إما معنا، أو ضدنا"
بحسب لافروف، اتخذت واشنطن خلال شهرين مجموعة خطوات وإجراءات متناقضة وأدلت بتصريحات ملتبسة بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على سبيل المثال حيال الهجمة الصاروخية غير الشرعية على سوريا. ودعا لافروف الزملاء الأمريكيين إلى عدم السماح بتكرار هذه الأعمال. مشيرا إلى أن روسيا كسابق عهدها تقف إلى جانب الحوار البناء وتعارض الإجراءات الراديكالية؛ مضيفا أنه لا يجوز للبلدين الدخول في أحلاف مغلقة، وهذا "تعرفه جيدا واشنطن".
ووافق تيلرسون لافروف الرأي على أن اللقاء يجري في الوقت المناسب. مع أن لافروف كان يقصد تصريحات تيلرسون بشأن الإنذار.
واتفق الجانبان في النهاية على تشكيل مجموعة عمل تكون مهمتها تحسين العلاقات بين البلدين. فقد قال لافروف: "نحن سنكلف أشخاصا تكون مهمتهم اكتشاف مواضع الصعوبات، وأين يسيء أحدنا إلى الآخر، وهل هذا صحيح. لكي نحدد من دون عاطفة وأزمات مصطنعة، الأمور المهيجة، التي تراكمت في علاقاتنا خلال السنوات الأخيرة، وخاصة خلال سنوات حكم أوباما".
بينما قال تيلرسون: "علينا أن نعمل كل شيء من أجل استعادة الثقة بين بلدينا ووقف تدهور علاقاتنا. يجب أن تكون هناك اتصالات بين القادة السياسيين والعسكريين".، وناقش لافروف مع تيلرسون حادثة الهجمة الكيميائية في مدينة خان شيخون السورية، ولاحظ استعداد الولايات المتحدة لمساندة إجراء تحقيق دولي بشأن هذه الحوادث.
أكد الوزير الروسي أن روسيا "لا تسعى لتبرئة أي شخص، وتصر على إجراء تحقيق موضوعي في حادثة إدلب".

موسكو تواصل انتقاد
أشار تيلرسون إلى أن موقف البلدين من الهجمة الكيميائية في إدلب لا يزال متباينا، وقال: "لقد تحدثنا عن المسائل المتعلقة بسوريا، عن تلك المجالات التي تتطابق فيها وجهات نظرنا. نحن إلى جانب سوريا موحدة مستقرة، لا مكان فيها للإرهابيين. ومن الواضح أن هذا الموضوع هو نقطة الخلاف بيننا، لأن روسيا تصر على إجراء تحقيق موضوعي".
وبعد انتهاء اللقاء توجه الوزيران إلى الكرملين للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، حيث كان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد أعلن سابقا عن إمكان استقبال الرئيس الضيوف "إذا اعتقدوا بضرورة تقديم تقرير عن نتائج المحادثات".، وأكد بوتين خلال اللقاء أن روسيا مستعدة للعودة إلى العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن منع الحوادث في سوريا، كما صرح لافروف عقب انتهاء اللقاء.
أما بشأن نقاط الاختلاف بين روسيا والولايات المتحدة، فقد شدد بوتين على رغبة روسيا في إقامة حوار بناء، وقال لافروف: "نحن واقعيون، وندرك أن تجاوز مثل هذه الحواجز يتطلب بذل جهد كبير. ولكن سنبذل هذا الجهد عندما نلاحظ تحركا مماثلا من جانب زملائنا الأمريكيين. وقد أكد الرئيس بوتين هذا الموقف اليوم".
من جانبه قال تيلرسون، "لقد أمضينا مع الرئيس بوتين ساعتين. والوضع الحالي هو في أدنى مستوياته. وإن مستوى الثقة في الحضيض. ومع ذلك لا يمكن لأعظم دولتين نوويتين البقاء في هذا الوضع".  
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تزال فيه ردود الأفعال فيه على الضربات الأمريكية لسوريا مستمرة، حيث يري مراقبون أن عملية القصف الصاروخي لقاعدة الشعيرات السورية تشكل انتهاكا للقانون الدولي ويلزم شجبها، حيث إن مثل هذه السابقة قد تصبح بداية لأعمال ظلم أكبر مستقبلا.

موسكو تواصل انتقاد
وقال الكاتب كيرستن كنب " سنوات ونظام الأسد يرتكب أفظع جرائم الحرب بحق شعبه، وإلقاء البراميل المتفجرة، والتعذيب في أقبية المعتقلات، والاشتباه في القيام بضربات كيميائية. ومن الصعب تحمّل فكرة بقائه في السلطة بعد مرور أكثر من ست سنوات على أعمال العنف الفاضحة هذه.، غير أن الأكثر إحباطاً من ذلك هو أن التعامل مع تلك الانتهاكات لايتم بالوسائل التي يتيحها القانون الدولي، كما فعل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من خلال ضربته الصاروخية لقاعدة الشعيرات الجوية السورية. ويعتبر أغلب الخبراء في القانون الدولي أن تلك الضربة كانت عبارة عن انتهاك للقانون الدولي. قد يمكن تفهم سبب الضربة من الناحية الأخلاقية، بيّد أنها لا تحظى بتغطية من القانون الدولي.
أضاف بقوله " ما فائدة القانون الدولي إن لم يستطع منع حاكم من ارتكاب جرائم بحق شعبه؟ ألا يفتح، القانون الدولي بذلك الطريق للاستغلال الفظيع له؟ أو هل يعمل القانون الدولي حتّى على التغطية على تلك الجرائم؟، معتبرا أن مشكلة القانون الدولي تكمن كأي قانون آخر، في النواقص الجوهرية التي تعتريه، تلك النواقص التي لا يمكن التخلص منها. القانون الدولي جاء نتيجة تسويات قانونية على المستوى الدولي، ويخضع القانون الدولي على الدوام للكثير من المداولات والتفاهمات الجديدة.
وعلى الرغم من كل نقاط ضعفه التي لا يمكن التخلص منها، فقد قدم القانون الدولي وفعل الكثير. فبغض النظر عن الاستثناءات المؤلمة فقد ساهم وبشكل رئيسي بالتغلب على قانون الغاب. وفي تلك الحالات تم التوصل لتوافق عام ينظم النزاعات حسب قواعد قانونية مشتركة. معظم الدول تلتزم بتلك التوافقات. غير أن بعضهم  يمكناعتبارهم مستهترين بالقانون الدولي. ونظام الأسد واحد من أولئك، الذين لا يولون أي اعتبار للقانون الدولي.
أضاف " على أي حال قد يكون من الأصح لو تم الحفاظ على معايير القانون الدولي؛ فضربة ترامب لم تكن على مستوى الانتهاكات التي يقوم بها الأسد يوميا. إذ أن ترامب انتهك المعايير الدولية وخرق القانون الدولي من داخله: فهو لم يكن بموضع الدفاع عن النفس، ولم يكن لديه كذلك تفويض من الأمم المتحدة.
ندرك مدى خطورة هذا الخرق للقانون الدولي من سوابق حدثت في السنوات القليلة الماضية. فلم يحظَ كل من التدخل الأميركي في العراقي 2003 وضم روسيا للقرم عام 2014 بتغطية القانون الدولي. التدخل الأميركي والضم الروسي للقرم تعبران عن شريعة الغاب عندما يتم تجاهل القانون الدولي. كما إن كل الاعتذارات والتبريرات، كما تبين في في العراق والقرم، تشكل فقط محاولة لإعادة العمل بشريعة الغاب المنتهجة في ماضي الزمن. وإذا سادت شريعة الغاب مجدداً، فسيعني ذلك أن المجتمع الدولي يقوم بحفر قبره بيديه.
على صعيد أخر كشف  نشطاء سوريون بأن فصائل المعارضة المسلحة تعرقل استكمال تنفيذ اتفاق البلدات الأربع، إذ لا تزال الحافلات متوقفة عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وتمت الاشارة إلى أن قافلتي مضايا والخارجين من الفوعة وكفريا، لا تزالان متوقفتين عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، حيث تنتظر قافلة مضايا بدء تحركها نحو محافظة إدلب، فيما تنتظر قافلة الفوعة وكفريا دخولها إلى مدينة حلب.
وتأخر عملية استكمال الجزء الأول من المرحلة الأولى من اتفاق البلدات الأربع جاء بسبب استياء هيئة تحرير الشام من عدم إخراج مقاتلي الزبداني وأسرهم المتبقين فيها مع قافلة مضايا، وعمدت الهيئة إلى إيقاف استكمال تنفيذ الجزء الأول من هذه المرحلة، وأكدت المصادر أن هيئة تحرير الشام لا تزال مصرة على إعادة نحو 100 من الفوعة وكفريا ممن خرجوا ضمن قافلة أمس، وإرجاعهم إلى بلدتيهم بريف إدلب الشمالي الشرقي، حتى يتم إخراج مقاتلي الزبداني والمتبقين من المدنيين فيها.
وكشفت تقارير عن وجود تغيير في خطة تنفيذ الاتفاق يقضي بدخول حافلات الزبداني ومضايا من جنوب مدينة حلب باتجاه إدلب، بعد أن كان من المقرر دخولها من قلعة المضيق في ريف حماة باتجاه إدلب، وذلك بسبب رفض بعض فصائل المعارضة المسلحة عبور هذه الحافلات من ريف حماة لوجود خلافات بين الفصائل حول هذه القضية.
وينص الاتفاق على دخول حافلات كفريا والفوعة إلى حلب وحافلات الزبداني إلى إدلب في وقت متزامن.

شارك