العقوبات الأمريكية ضد الحزب .. لبنان و"حركة أمل" في مواجهة "حزب الله"

الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 11:49 ص
طباعة العقوبات الأمريكية
 
كشفت تقارير اعلامية عن تصاعد الصراع بين حركة امل الشيعية بزعامة رئس البرلمان اللبناني نبيه بري، وحزب الله بقيادة الامين العام للحزب حسن نصرالله علي اوقاع اقتراب فرض عقوبات امريكية وخليجية ضد الحزب  خلال الأسابيع المقبلة، وسط ترقب لبناني وعربي لعقوبات واشنطن ضد حزب الله في محاولة لتفادي تاثيرها علي الوضع الاقتصادي اللبناني.

مخاوف من العقوبات:

مخاوف من العقوبات:
خلال الأسبوع الماضي نقلت وكالات صحفية خبراً مفاده أنّ هناك تنسيقاً أميركياً خليجياً لجهة إصدار دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية، لائحة سوداء جديدة ضد حزب الله من دون أن توضح إذا كانت هذه اللائحة ستطال أشخاصاً ينتمون أو قريبون من أحزاب لبنانية حليفة لحزب الله، قد تكون حركة أمل واحدة منها.
وذكرت صحيفة "النهار اللبنانية" قبل أيام مضمون ورقة تقول إنّها ستصدر عن الخزينة الأميركية، ويجري تداولها لدى أوساط مصرفية وسياسية لبنانية، وتتضمن عقوبات على جهات متعاونة مع حزب الله وأشارت إلى وجود أفراد ستصدر بحقهم عقوبات ينتمون إلى حركة أمل.
وتعطي المصادر أمثلة على ذلك في قائمة الشركات والأشخاص الذي قال تقرير “النهار” اللبنانية يوم امس إنهم مشمولون في العقوبات، ومنهم حركة أمل والحزب السوري الاجتماعي والتيار الوطني الحر الذي يؤمن (كما قال زعيمه ، الرئيس اللبناني ميشال عون) أن حزب الله مقاومة وطنية ينبغي الحرص على إدامة سلاحها.
المعلومات المبدئية التي جرى تداولها خلال الأيام القليلة الماضية، تقول إن الهدف السياسي الأمريكي من التعديلات التي يجري الآن دراستها وصياغتها، كتعديلات على لائحة العقوبات 2015 كانت فرضت على حزب الله بعد إدراجه كتنظيم إرهابي، هي أهداف سياسية تتقصّد ايران بالمرتبة الأولى وذلك كإجراء “ناعم” بديل أو استباق لأي مواجهات أخرى منتظرة من طرف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب المعلومات التي وصلت للحكومة اللبنانية من خلال أحد نواب محافظ مصرف لبنان (المركزي) كان موجوداً في واشنطن الأسبوع الماضي، فإن هناك مشروعي قرار يجري التحضير لهما في الكونجرس الأمريكي. الأول مقدم من سيناتور ولاية فلوريدات ماركو روبيو، والثاني من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إد رويس، وكلاهما يستهدفان تعديل لائحة عقوبات 2015 بتوجهات تطال إيران وشبكة مصالحها الخارجية التي أضحت لها امتدادات مباشرة وغير مباشرة في العراق بشكل أساس، وفي عديد العواصم العربية وغير العربية.
من جهة أخرى، اشارت صحيفة الاخبار اللبناني، إلى أن التعديلات الجديدة تحظر التعامل مع كل من "قناة المنار وإذاعة النور، والمجموعة اللبنانية للإعلام، أو توفير التقنيات اللازمة لتشغيلها وبثها، إضافةً إلى "بيت المال وجهاد البناء وأي تابع لهما".
وعلى صعيدٍ متصل، كشفت مصادر لبنانية لموقع "بيروت أوبزرفر" أسماء الشركات التابعة لحزب الله، التي من المقرر أن تشملها العقوبات الأمريكية، من بينها شركة الرائد التي تدير حساباتها في بنك لبنان والمهجر، وشركة تيلتاك وورلدوايد التي تدير حساباتها في بنك عودة وفي بنك لبنان والمهجر، وشركة بيتون بلوس التي تدير حساباتها في بنك إنتركونتيننتال IBL وفي بنك لبنان والمهجر، وشركة أطلس هولدينغ التي تدير حساباتها في بنك سوسييتيه جنرال.

أزمة التمويل واعتقال قاسم تاج:

أزمة التمويل واعتقال
وفي هذا السياق يجدر الانتباه إلى أنّ بعض المتابعين يربطون بين عملية اعتقال رجل الأعمال قاسم تاج الدين الشهر المنصرم في المغرب من قبل الإنتربول، وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية، وبين تسريب مضمون قرارات عقابية تطال أفراداً أو مؤسساتٍ تابعة أو قريبة من حركة أمل, خصوصاً أنّ تاج الدين، وهو رجل أعمال شيعي يعمل في أفريقيا وله مشاريع في لبنان، هو من بلدة حناوية في قضاء صور، وله علاقات ككثير مع رجال أعمال شيعة في حركة أمل، وبالرئيس نبيه بري، فضلاً عن علاقته بحزب الله.
وحسب موقعه "جنوبية" إذا صحت المعلومات التي أشارت إليها وسائل الإعلام عن ملامسة العقوبات الأميركية حركة أمل، فلا بد من الإشارة إلى أنّ الحركة لم تكن لتتوقع مثل هذه الخطوة، وهي لذلك أقل قدرة من حزب الله على تحمل تبعات مثل هذه الإجراءات، لا سيما أنّها تستند في مواردها المالية على نفوذها في السلطة من خلال الرئيس نبيه بري، وعلى مساعدات مالية تصلها من رجال أعمال لبنانيين في لبنان وخارجه، من ضمن شبكة مصالح متبادلة وامتيازات توفرها حركة أمل لهم بسبب نفوذها على الأجهزة الرسمية. كما أنّ الرئيس نبيه بري، بالنسبة إلى عدد كبير من رجال الأعمال المذكورين، هو الاحتياط الذي يمكن أن يشكل لهم الحماية فيما لو تفاقمت العقوبات المالية على حزب الله.

تصاعد التوتر بين أمل وحزب الله:

تصاعد التوتر بين
في خضم هذه الأجواء والأسئلة الدائرة حول طبيعة العقوبات التي يمكن أن تلامس حركة أمل أو تطالها، كان لافتاً خلال الأيام الأربعة الماضية مؤشران، الأول: يتمثل في الإشكالات التي حصلت بين عناصر من أمل وحزب الله  في ثلاث بلدات محاذية للحدود مع اسرائيل في قضاء مرجعيون. البلدات هي ميس الجبل، التي شهدت إطلاق نار الأسبوع الماضي من قبل أحد مسؤولي حزب الله وعضو البلدية، باتجاه نجل رئيس البلدية على خلفية اتهامات بالفساد والهدر في البلدية. ثم وقع اشتباك بالسلاح الأبيض ليل الأحد الماضي، بين مجموعتين واحدة من حركة أمل وأخرى من حزب الله في بلدة رب ثلاثين، سقط خلالها ستة جرحى من حزب الله قبل أن يتدخل الجيش اللبناني. وفي بلدة مركبا أيضا وقعت مواجهة قبل أيام في النادي الحسيني، خلال إحياء مناسبة مشتركة لفقيدين واحد ينتمي إلى أمل والآخر لحزب الله، بحسب "موقع جنوبية".
أما المعطى الثاني فهو مشاركة حركة أمل وممثل عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في احتفال أقامته السفارة السعودية داخل منزل السفير، ضمن ندوة عن الإمام موسى الصدر، وبالتنسيق مع مؤسسات الامام الصدر، التي ترأسها السيدة رباب الصدر. كان النائب والقيادي في أمل أيوب حميد ممثلاً الرئيس نبيه بري، فيما مثل المجلس الشيعي مدير الأوقاف الشيخ حسن شريفة. علما أنّ المجلس الشيعي كان امتنع، من دون اعتذار، عن المشاركة في حفل أقامه السفير في المكان نفسه قبل نحو شهرين، وبدعوة من السفارة السعودية جمع رؤساء الطوائف في لبنان.

وفد لبناني في واشنطن:

وفي محاولة لاستباق العقوبات الأمريكية ضد حزب الله وصل العاصمة الأمريكية واشنطن وفد من البرلمان اللبناني، لبحث العلاقات بين البلدين، وملف العقوبات الأمريكية الجديدة على "حزب الله"، والمتوقع إعلانها خلال أيام.
ويضم الوفد البرلماني اللبناني عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر وعضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب الآن عون وعضو كتلة "المستقبل" النائب باسم الشاب، للمشاركة باجتماعات الربيع للعام 2017 لصندوق النقد والبنك الدوليين. 
وذكرت صحيفة النهار اللبنانية، أن الوفد البرلماني اللبناني سيلتقي خلال زيارته إلى واشنطن، عدد من المسؤولين الامريكيين لبحث العلاقات اللبنانية – الأمريكية وخصوصًا البحث في ملف العقوبات الأمريكية الجديدة على "حزب الله" التي يمكن الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة.
كما سيلتقي الوفد بعدد من القيّمين على المؤسسات الدولية المانحة الحاضرة في هذه الاجتماعات، إضافة إلى لقاء بعض مسئولي صندوق النقد والبنك الدولي للبحث في كيفية رفع الدعم المالي للبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين.

المشهد اللبناني:

تتفاعل مسألة العقوبات الأميركية على "حزب الله"، ولم يعد بمقدور اللبنانيين التهرب منها ومن الإجراءات التي تفرضها، بدأت المصارف اللبنانية باتخاذ إجراءات جديدة توصف بالأكثر شفافية لحماية نفسها ومودعيها من أي عقوبات امريكية قادمة.
من جانبه تعد حركة أمل هي الأكثر تضررا من أي عقوبات امريكية قادمة في ظل علاقتها مع حزب الله بإعتبارهما ينتميان الي بيئة مذهبية واحدة، ف لذلك تسعي الي اتخاذ خطوات لابتعاد  عن الحزب وهو ما شدته الأيام الماضية.
خلافات المتصاعدة بين أمل وحزب الله ، هي تهدف علي المدي القريب تتفادى العقوبات الأمريكية، لكنّ الهدف الأبعد هو الإعلان رسميا أنّ مرحلة ما بعد بشار الأسد  في سوريا ، تحاول امل الظهور بالحليف الشيعي الموالي للغرب والعرب في لبنان وداخل الطائفة الشيعية، بما يحافظ  علي كيان الحركة من الانصار والتمزق تجاه العقوبات الأمريكية القادمة وتصاعد الخطاب الأمريكي والخليجي ضد ايران وحزب الله .

شارك