هل تشكل خسارة "داعش" للموصل "بداية" لتحالف "براجماتى " بين التنظيم الدموى والقاعدة؟

الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 01:51 م
طباعة هل تشكل خسارة داعش
 
 يبدو ان  خسارة "داعش"  لمقر خلافته المزعومة "الموصل" ستشكل  "بداية"  لإعادة مراجعة تحالفات التنظيم الجهادية  وهو الامر الذى ربما يدفع الى تحالف "براجماتى " بين التنظيم الدموى وتنظيم القاعدة  حاضنته الاولى فى العراق.
هل تشكل خسارة داعش
هذا الاحتمال لايبدو بعيد المنال فقد كشف  عنه  نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، عن معلومات تؤكد بدء محادثات بين تنظيم  داعش و  القاعدة بشأن تحالف محتمل مع تضييق  القوات العراقية الخناق على مقاتليه في  الموصل وإنه حصل على المعلومات من مصادر عراقية وإقليمية مطلعة، تفيد بانطلاق المناقشات بين التنظيمين، حيث يدور حوار بين ممثلين عن البغدادي وآخرين عن  الظواهري بهدف تحالف التنظيمين.
برزت اختلافات وخلافات بين داعش والتنظيم الأم القاعدة مع تغيير طريق الإدارة والتجنيد واستغلال الموارد الحديثة، وهذا طبعا يعود، بحسب خبراء الجماعات المتطرفة بشكل كبير، إلى الفارق الزمني والتقني أثناء صعود كل من التنظيمين المتطرفين.
 وعلى الرغم من جدية هذة المعلومات  تبقى  4 فروق رئيسية  كحائل لهذا التحالف بين تنظيمي القاعدة وداعش رغم التطابق الأيديولوجي والصلات العميقة التي تجمعهما،  وتتمثل  تلك الفروق فيما يلي:
1- التجنيد
كان تنظيم القاعدة يضع شروطا لانضمام المقاتلين في صفوفه، ويخضعهم لاختبارات الخلفية الدينية والولاء بناء على التطرف الفكري الممنهج كما تدريبات عسكرية قاسية بينما يضم تنظيم داعش إلى صفوفه كل من بايع زعيمه، سواء ممن أقلع حديثا عن المخدرات أو لديه سوابق إجرامية أو من تعاطف مع التنظيم سريعاً ليكلف فورا بتنفيذ عملية نوعية.
2- الإنترنت
هل تشكل خسارة داعش
الفرق بين التنظيمين في التعاطي مع الإنترنت شاسع، حيث كانت استفادة القاعدة من الإنترنت محدودة واقتصرت على بعض المنتديات والنوافذ، وهو أمر تجاوزه داعش باستغلاله جميع الثورات المعلوماتية والتطبيقات الحديثة للحشد والتجنيد، وأسس مجموعات للمحادثات وشبكة مراسلات للتجنيد عبر موقع تويتر، المساحة الزرقاء الأكثر إغراء واستثمارا من قبل التنظيم.
3- الوحشية
تمثلت الأعمال الوحشية التي نفذها تنظيم القاعدة بالقتل والاغتيال والعمليات الانتحارية، لكن داعش تجاوز كل هذا وأكثر من عمليات قطع الرؤوس وحرق الأسرى أو إغراقهم أحياء. كما أدخل الأطفال في عمليات تنفيذ الإعدامات أمام الكاميرات عالية الدقة ليشاهدها الملايين عبر الإنترنت.
4- "الدولة"
 وهو الاختلاف الأبرز بين التنظيمين  حيث لم يصدر عن تنظيم القاعدة على مدى عقدين ما يشير إلى نيته في احتلال أراض أو قضم مناطق وعزلها والتمدد فيها، فيما أراد داعش على العكس أن يتشبه بالدول عبر إقامة مؤسسات سياسية ومالية وقضائية وفرض قوانين صارمة على السكان.
هل تشكل خسارة داعش
 وكان القيادي في تنظيم القاعدة أبوعزام الأميركي  قد كشف عن أن  هناك خلافات فكرية وأيدولوجية بين تنظيمي القاعدة وداعش، وحذر أبوعزام تنظيم داعش بعقاب إلهي قاسٍ على جرائمهم وهمجيتهم التي لا يقبلها الإسلام، مثل قيامهم بقتل عامل الإغاثة البريطاني "آلان هينينغ"، الذي أكد أن الإسلام يمنع ذلك، قائلاً إنه ذهب إلى سوريا لمساعدة الناس، ولا يستحق أن يموت.
ولكن من المفارقات أن يثني القيادي المتطرف على هجوم تنظيم القاعدة على برجي مركز التجارة العالمي، الذي أسفر عن مقتل 3000 مواطن أميركي مدني، ليؤكد أن القاعدة وداعش يشتركان في معظم الأفكار المتطرفة، ولكن الخلافات بينهما لا تعدو أن تكون حول رؤية كل طرف لطريقة القتل الهمجي والهيمنة على الأرض، لبناء حلم وهمي ذلك الحلم الذي زاد هوة الشرخ السياسي بينهما وليس الخلاف الفكري كما يعتقد البعض .
جاء ذلك في حوار صحافي أجراه "آدم بيرلمان"، الذي ولد في ولاية كاليفورنيا الأميركية، ولكنه أصبح يعرف لاحقاً باسم "عزام الأميركي"، بعد فراره إلى منطقة الشرق الأوسط والانضمام لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي أدلى به في مقابلة مع مجلة "الجماعة" التابعة لتنظيم القاعدة قبل أن يقتل في قصف جوي أميركي بطائرة من دون طياروقال أبوعزام إن جرائم داعش ضد مقاتلي جبهة النصرة لا يمكن ببساطة أن نغفلها أو ننساها، ويجب وضع حد لها، لأن الله لن يغفر لمرتكبي تلك الجرائم البشعة أو من يشجع عليها أو حتى يبررها على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن الجهاد ليس لعبة فيديو، فالقتل له عواقب في الدنيا والآخرة، وقتل أتباع القاعدة وتجويعهم في الأسر عمل غير إنساني ونسي أنهم يقومون بنفس الأفعال مع الشعب السوري أيضاً. 
هل تشكل خسارة داعش
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان  خسارة "داعش"  لمقر خلافته المزعومة "الموصل" ستشكل  "بداية"  لإعادة مراجعة تحالفات التنظيم الجهادية  وهو الامر الذى ربما يدفع الى تحالف "براجماتى " بين التنظيم الدموى وتنظيم القاعدة  حاضنته الاولى فى العراق. 

شارك