عمليات الإنزال الجوى .."سلاح" واشنطن الأكثر"أمناً" فى المستنقع السوري

الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 03:39 م
طباعة عمليات الإنزال الجوى
 
 على خلاف المشاركة البرية الواسعة التى دائما ما تجلب الخسائر الفادحة تستخدم الولايات المتحدة الامريكية عمليات الإنزال الجوى كوسيلة أكثر "أمناً" للتدخل فى المستنقع السوري وهو ما تمثل فى عملية إنزال جوى تم تنفيذها منذ ساعات للتحالف الدولي الذى تقوده واشنطن للحرب على داعش  فى سوريا والعراق وهى  ثاني عملية إنزال جوي في دير الزور خلال شهر. 
عمليات الإنزال الجوى
ونفذت طائرات تابعة لطيران التحالف ثاني عملية إنزال جوي خلال شهر بين باديتي الميادين والبوكمال شرق دير الزور، حيث حلق سرب مروحيات حربية حربية في سماء الريف الشرقي بشكل واضح، ما أدى لاستنفار عناصر تنظيم الدولة داعش  ورجح ناشطون انها استهدفت محطة "التي تو" في بادية الميادين بالريف الشرقي التي تعتبر المحطة إحدى نقاط الإمداد العسكري وتحوي مخازن سلاح وعددا كبيرا من عناصر تنظيم الدولة، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات عنيفة بالقرب من باديتي الصالحية وغرانيج واتجهت مؤازرات عسكرية تابعة لتنظيم داعش  من البوكمال والميادين للبادية الواقعة بين المدينتين، كما أغلق التنظيم كل مقاهي الأنترنت في المدينة وحولها وشن حملة اعتقالات طالت عشرات المدنيين لأسباب مجهولة. 
 وقد سبق هذة العملية عملية إنزال جوي  تمت فى  السادس من شهر  ابريل  2017م  نفذت عدد من الطائرات المروحية الأمريكية، عملية إنزال جوية لقوات التحالف، في منطقة منجم الملح الممتدة بين بادية ( التبني والطريف) بأقصى الريف الغربي لدير الزور، وجرى  الإنزال الجوي شرقي بلدة التبني وبالتحديد فوق (قرية البويطية) غرب منجم الملح، وقرية الطريف، حيث يوجد عدة طرق برية تؤدي إلى المنجم وإلى طريق عام ديرالزور الرقة ونفذت الإنزال قوة مفترضة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، واستهدفت قياديين من التنظيم، وتأتي رمزية مكان الإنزال أنه منجم الملح الذي  يعد من أهم المقرات الأساسية لإدارة شؤون التنظيم، كما يوجد فيه معسكر تدريب لأشبال الخلافة وسجن تحت الأرض، حيث جاءت حوامات "الأباتشي" من جهة البادية( يعتقد من العراق) واستمرت بالتحليق بالطيران لمدة قصيرة من الزمن قبل أن تهبط تدريجياً، وامتدت عمليتها لأقل من ساعة . 
 وسبق أن كشف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يوم الاحد 8-1-2016م عن عملية إنزال في منطقة الكبر بريف دير الزور الغربي، وذلك بواسطة أربع مروحيات "آباتشي"، وبمساندة طائرتين حربيتين، حيث استمرت عملية الإنزال بين الساعة الـ2:45 بعد الظهر والساعة الرابعة مساء، وشوهدت مروحيات حربية قادمة من جهة الشمال، وحلقت فوق المنطقة الواقعة بين قريتي الكبر والجزرة في ريف دير الزور الغربي وبدورها  أكدت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصاراً بـ"قسد" والتي تشكل "وحدات الحماية" الكردية عمودها الفقري أكدت أنها شاركت في عملية الإنزال التي نفذتها طائرات قرب محطة المياه في قرية الكبر، وأدت لمقتل 17 عنصراً لتنظيم "داعش" وأسر آخرين بينهم قيادي.
 وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، جيف ديفيس، الاثنين، تفاصيل العملية  قائلا " أن عملية الإنزال استهدفت قيادييْن في تنظيم الدولة، ولم يكشف عن هويتهما ونعم، كان هناك عملية  بالقرب من دير الزور، وكانت عملية (ناجحة) ركزت على قادة في تنظيم الدولة، ونفذتها فرقة استهداف تابعة للجيش الأمريكي و أن العملية كانت "روتينية"، نافياً في الوقت نفسه "تحرير رهائن أو اعتقالات" في هذه العملية، وفق شبكة "سي أن أن" الأمريكية و تخللها قتال "عنيف" قرب محطة المياه في قرية الكبر غرب دير الزور،  وأن الهدف من العملية "ليس فقط تصفية القياديين، إنما جمع المعلومات لعمليات أخرى و أن حصيلة القتلى التي تحدث عنها النشطاء "مبالغ فيها".
 
عمليات الإنزال الجوى
ويبدو أن التحالف الدولي  بقيادة الولايات المتحدة اصبح يتخذ مثل تلك العمليات أسلوبا له حيث أعلنت السلطات في  أقليم كردستان العراق عن عملية إنزال مشتركة مع القوات الأميركية فى وقت سابق  في منطقة القائم قرب الحدود العراقية السورية الخميس حيث قتلت قياديا في تنظيم داعش وأكد مجلس الأمن في إقليم كردستان في بيان القيام بعملية "مشتركة بين المديرية العامة لمكافحة الإرهاب التابعة للإقليم وقوة أميركية خاصة في منطقة القائم قرب الحدود العراقية السورية وأن القوة تمكنت من "قتل سامي جاسم محمد الجبوري الذي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه ضمن 15 آخرين، كونه يشرف على عمليات تمويل تنظيم داعش من خلال بيع النفط والغاز" وقال إبراهيم الجغيفي أحد قادة مقاتلي العشائر في قضاء  حديثة غرب الرمادي  إن معلومات مؤكدة تشير إلى أن مقاتلي داعش بدأوا بإخلاء مقراتهم في قضاءي عانة وراوة متّجهين نحو قضاء  القائم ومن ثم إلى سوريا  كما بدأوا بإخلاء مقراتهم من المعدات والأسلحة  وبذلك يكون آلاف  من المقاتلين من داعش  قد اتخذوا  من القائم ملاذاً سرياً لهم خاصة قادة التنظيم الذين هربوا من  الرمادي و  الفلوجة وهيت في الفترة الأخيرة.
 بالاضافة الى ذلك أعلنت الولايات المتحدة  في منتصف  2016، عن اعتقال مسؤول النفط في تنظيم "الدولة" المعروف بـ "أبوسياف" واعتقال زوجته، وذلك بعد أن نفذ عملية إنزال جوي على حقل العمر النفطي قرب مدينة الميادين شرق دير الزور وتعد تلك العملية من أبرز العمليات التي قامت بها القوات الخاصة الأمريكية  خاصة وأنه كان مسئولًا عن العمليات المالية وعمليات بيع وتهريب النفط والغاز للتنظيم الإرهابي، وأن العملية تمت بناء على توجيهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأنهم اعتقلوا خلال الاشتباك زوجة أبو سياف الملقبة بأم سياف وتم إيداعها في معتقل خاص داخل العراق.
كما قامت  القوات الأميركية والكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني  بتنفيذ  عملية إنزال فى عام 2015م  بمحافظة كركوك الخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس  بالإضافة إلى مداهمة القوات الخاصة الأمريكية سجنًا يسيطر عليه تنظيم "داعش" الإرهابي لإنقاذ 70 رهينة، شمال العراق وقد سيطرت القوات الخاصة الأمريكية على مدخل السجن وغرفة الرهائن المكبلين من قبل إرهابيي التنظيم قبل إعدامهم، وقد أسفرت عملية القوات الأمريكية الخاصة في مدينة "الحويجة" عن مقتل 20 إرهابيًا من داعش وتحرير 70 رهينة ومقتل جندي أمريكي.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان   يبدو على خلاف المشاركة البرية الواسعة التى دائما ما تجلب الخسائر الفادحة تستخدم الولايات المتحدة الامريكية عمليات الإنزال الجوى كوسيلى    أكثر "أمناً"  للتدخل  فى المستنقع السوري    وان هذة العمليات الخاصة التى  يشنها  الـ"سي آي إيه" والقوات الخاصة  الامريكية  على "داعش"   وبعد تكرارها يبدو ان واشنطن ايقنت انها الأكثر "فاعلية"  من الضربات الجوية ولذلك  لم تكتفى   بها   بل طورت جزء من هذة  الحرب  بالعمليات  الخاصة للقوات الخاصة الأمريكية داخل أراضي التنظيم الدموي والتى دائما ما تكبده خسائر  كبيرة فى الارواح والعتاد  و يجعلها  جزءًا من الحرب  المعلنة التى  تريد كشف تفاصيلها للعالم  من أجل دحر التنظيم الدموى  .

شارك