الرقة السورية.. بين "دموية" داعش و"عنصرية " قوات الحماية الكردية

الخميس 20/أبريل/2017 - 03:56 م
طباعة الرقة السورية.. بين
 
 يبدو أن محافظة الرقة السورية لم يعد لديها أكثر من خيارين هما القبول بدموية تنظيم  داعش أو عنصرية  قوات الحماية الكردية  التى تتحضر لابتلاع الرقة عبر مظلة "المجلس المدني".
الرقة السورية.. بين
قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا باسم (قسد) والتى تعد ميليشيا  كردية بالاساس، أعلنت  عن تأسيس "مجلس مدينة الرقة المدني"، وذلك بالتزامن مع سيطرتها على حي في مدينة الطبقة شمال غرب المحافظة وقال الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية العميد طلال سلو في بيان صدر  يوم الثلاثاء 18-4-2017م  "نحن على ثقة تامة بقدرة المجلس على تحمل مهامه وواجباته لخدمة أهلنا في الرقة، ولا سيما بعد الجهود الجبارة، التي بذلت إلى الآن من قبل لجان هذا المجلس وأن لجنة تحضيرية عقدت "لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر مدينة الرقة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارة مدينة الرقة".
وفي السياق، نقلت وكالة "د ب أ" الألمانية للأنباء، عن مصدر مسؤول في المعارضة لم تسمه قوله، "إن تشكيل مجلس يتحكم به الأكراد رغم عدم وجود لهم في مدينة الرقة، وذلك من خلال 10 أعضاء يتألف منها المجلس بينهم اثنان أكراد، ولكن في الحقيقة الاثنان هم من يتحكمون في المجلس كما يحصل في باقي المجالس التي تم تشكيلها في المناطق التي يستولي عليها الأكراد من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لـ "جبهة ثوار الرقة"، محمود الهادي، إن أبناء الرقة لم يكن لهم حضور في المؤتمر ولم يمثلوا في المجلس، معتبراً أن المؤتمر كان "شكلياً" وأن الأعضاء جرى تعيينهم بشكل مسبق، فضلاً عن أن الرئاسة لا يمثلها "أبناء الرقة " نافيا دعوتهم إلى المؤتمر، مؤكداً أنهم يرفضون آلية تشكيل المجلس، والذي يعتبر "حقا لأبناء المحافظة، في اختيار لجنته التحضيرية وأعضاء المؤتمر"، وتابع: "لن نتعامل مع هذا المجلس المطعون في شرعيته، والذي فرض فرضاً على شعبنا ويؤسس لصراع مستقبلي في المنطقة"، على حد تعبيره.
إلى ذلك،  أعلنت ميليشيا (قسد)، السيطرة على حي الإذاعة، وتقدمها باتجاه دوار العلم في مدينة الطبقة، التي تحاصرها الميليشيا منذ أسبوع، تمهيداً لاحتلالها بحجة طرد تنظيم  داعش.
الرقة السورية.. بين
في المقابل، أكدت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم مقتل ستة عناصر من عناصر ميليشيا الوحدات الكردية، وإعطاب آلية إثر وقوعهم في حقل للألغام خلال محاولتهم التقدم جنوب شرق مطار الطبقة العسكري بريف الرقة كذلك شنّ التنظيم  هجوماً على قرى عجيل شرقي وغربي والسويدية الكبيرة، ومزرعة الصفصاف، من جهة قرية هنيدة، في ريف الرقة الغربي، كما قصف بقذائف الهاون مواقع "قسد" في قريتي عايد الصغير والكبير، جنوب الرقة، أسفر عن تدمير آليتين لها في عايد صغير.
 قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل مليشيا وحدات الحماية الشعبية أساسها قد بدأت   فى أكتوبر 2016م  عملية "غضب الفرات" الرامية إلى السيطرة على محافظة الرقة، بحجة طرد تنظيم  حيث باتت على مقربة من المدينة من الجهتين الشمالية والغربية، وسيطرت مؤخراً على مطار الطبقة العسكري بمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفى  2017-04-15  أعلنت  عن بدء عناصرها اقتحام مدينة الطبقة غربي الرقة بمساندة من طائرات التحالف الدولي ايضا  وأشارت "قسد" في صفحتها على "فيسبوك" إلى أن ميليشياتها بدأت اليوم السبت باقتحام الأحياء الشرقية والغربية من مدينة الطبقة، وتمكنت بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة من السيطرة على حي عايد الصغير غربا والإسكندرية شرقا بمساندة طيران التحالف الدولي لإكمال السيطرة على ما تبقى من مناطق في ريف الرقة الشمالي.
وأضافت في بيانها أن "قوات التحالف الدولي ستشارك في المعركة من خلال التغطية الجوية والاستشارة الفعلية على الأرض، ويتم التقدم على محورين شرقي وغربي، بهدف السيطرة على عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة" وكانت طائرات التحالف الدولي ارتكبت خلال الأسابيع الماضية سلسلة من المجازر بحق المدنيين في ريف الرقة أثناء تغطيتها الجوية لميليشيات "قسد" خلال الاشتباكات مع تنظيم الدولة. إلى ذلك، نزحت عشرات العائلات من قرية هنيدة باتجاه دير الزور هرباً من قصف التحالف الدولي، واشتداد الاشتباكات بين تنظيم الدولة وميليشيات قسد.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان  محافظة الرقة  السورية لم يعد لديها أكثر من خيارين هما القبول بدموية تنظيم  داعش  او عنصرية  قوات الحماية الكردية  وكلا الخيارين مر.  

شارك