موسكو تواصل الحلول السياسية للأزمة السورية وتنتقد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية
الخميس 20/أبريل/2017 - 07:40 م
طباعة
المعارضة السورية
تتواصل المحاولات الروسية لانعاش الحلول السلمية للأزمة السورية، فى ضوء تصعيد المعارضة من تحركاتها والضغط على العواصم الغربية للاسراع فى الاطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، وتجاهل محاولات الأمم المتحدة فى عقد اجتماعات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة.
من جانبه أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تأجيل اللقاء الثلاثي روسيا وأمريكا والأمم المتحدة في جنيف مؤكدا في الوقت الذى يلتقي فيه نائب وزير الخارجية الروسي جغينادي جاتيلوف، موضحا انه يجري لتحضير لمفاوضات جنيف واجتماعات أستانا على أن يعقد لقاء ثلاثي بمشاركة الولايات المتحدة في وقت لاحق.
أضاف: الاثنين سألتقي جاتيلوف الذي سيأتي هنا من أجل مناقشة اجتماعات أستانا وجنيف، وسيكون ثنائياً بين الأمم المتحدة وروسيا"، موضحاً أن "الاجتماع بوجود الولايات المتّحدة لم يلغ بل تأجل ،هناك نية لعقد الاجتماع الثلاثي".
كان من المقرر أن يلتقي ممثل الاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة في جنيف في 24 أبريل المقبل.
بينما قال يان إيجلاند، مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة إن كل الأطراف السورية أبدت استعدادها للسماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى دوما وأماكن أخرى في الغوطة الشرقية. وأضاف "من المهم للغاية أن نصل إلى الغوطة الشرقية."
المعارضة تفشل جهود الحلول السياسية
على الجانب الأخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تصريحات ممثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام السارين في خان شيخون تثير العديد من التساؤلات، وقال إيجور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تشكلت كمنظمة موضوعية ونزيهة للرقابة على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وأن تصريحات أحمد أوزومجو، ممثل هذه المنظمة، حول استخدام السارين في خان شيخون تثير العديد من التساؤلات".
أكد كوناشينكوف أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تتحمل مسؤولية كبيرة لأن كافة تصريحاتها واستنتاجاتها يجب ألا تكون فرضيات مسيسة بل سردا لحقائق مؤكدة باستخدام الوسائل العلمية، مشددا على أهمية أن تكون كافة هذه الاستنتاجات متوفرة لإعادة التأكد منها.
نوه المسؤول العسكري الروسي: "هذا التصريح المتسرع لأوزومجو يعرض للخطر المنظمة بأكملها. ففي حال تم فعلا استخدام السارين في خان شيخون، كيف يمكن للمنظمة أن تفسر تحرك الدجالين من "الخوذ البيضاء" في سحابة السارين دون وسائل الوقاية؟".
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف إن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غير قادرين على تنفيذ التحقيق بشكل كامل بسبب "مناورات سياسية" داخل هذه المنظمة الدولية.
أكد كوساتشوف أن أي خطوات مقابلة ردا على ما حدث في خان شيخون يجب أن تعتمد على استنتاجات موضوعية للخبراء وليس على تصورات جيوسياسية معينة، مشيرا إلى أن خطوات واشنطن خرجت عن نطاق القانون الدولي.
وفى صعيد أخر قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية، بثينة شعبان إن الروس أعطوا فهما أن العدوان الأمريكي على سوريا لن يتكرر.
قالت شعبان "فهمنا من الروس أن العدوان الأمريكي الأهوج على سوريا لن يتكرر، ولا أعتقد أن روسيا وأمريكا تريدان أن تدخلا في حرب عالمية ثالثة، لذلك ما حدث هو لتعزيز الموقف التفاوضي الأمريكي على الساحة السورية".
أكدت أن هدف الضربة الأمريكية على سوريا سياسي بحت، وردود الأفعال تثبت فشله في تحقيق أهدافه، موضحة أن حادثة خان شيخون مفبركة، وسوريا خالية من الأسلحة الكيميائية، كما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في يونيو 2014.
وعرضت شعبان ملفا يحتوي أبحاثا علمية دقيقة صدرت عن أساتذة كبار وعلماء في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، حول الكذب في حادثة خان شيخون، ويؤكدون أنها قضية مزيفة وضعت من أجل استهداف الحكومة السورية سياسيا.
دى ميستورا
أشارت إلى ما كتبه الباحث "تيودور بوستل"، الذي درس الموضوع بالخرائط ودرجة الحرارة وسرعة الرياح، وأكد أن هذه الحادثة مدبرة ولا يمكن أن يكون للحكومة السورية أي يد فيها، موضحة أن الدليل الآخر والأهم، هو أن سوريا طالبت بلجنة تحقيق من منظمة الأسلحة الكيميائية ومن الولايات المتحدة، ولا تضع أي شروط سوى حقها بالاطلاع على الأطراف التي تشارك بالتحقيق، متسائلة "لماذا لم تشكل اللجنة".
ويري محللون أن هناك معلومات عن مخطط لاستهداف سوريا وإسقاطها، وضع منذ عام 1986 لضمان أنها لن تنادي بالعروبة ولن تكون سندا لفلسطين، ولفتت إلى سلوك الإعلام الغربي وفبركته لحقيقة الأحداث في سوريا، وقالت: "للأسف في معظمه هو ملك للسعودية وموجه من قبل أعداء القضية والمقاومة والصمود.. وما لدينا سنعرضه في الإعلام السوري".
أضافت: "لم نخض هذه الحرب كلها ونضحي لكي تقرر الولايات المتحدة ماذا تريد في سوريا.. نحن الذين سنقرر شكل سوريا المستقبلية وليس الولايات المتحدة"، مؤكدة أن: "سوريا لن تقبل بأقل من استقلال الإرادة ووحدة وسلامة أراضيها وإيمانها بحق المواطنة، ولا يوجد الآن حديث عن أي سلطة انتقالية على الإطلاق".
أشارت شعبان إلى أن العدوان على مطار الشعيرات جاء بعد إنجازات الجيش العربي السوري والهزائم التي تلقتها التنظيمات الإرهابية على عدة جبهات، وبعد أن اصبحت روسيا العامل الفاعل بتسوية الأزمة في سوريا سواء في اجتماعات أستانا أو جنيف، واصفة الانطباع عن عجز سوريا وحلفائها عن فعل أي شيء بالنسبة للعدوان بالخاطئ.
يأتى ذلك فى الوقت الذى استُكملت المرحلة الأولى من عمليات إجلاء مسلحين ومدنيين من مناطق سورية محاصرة في إطار اتفاق البلدات الأربع، وذلك بعد 4 أيام من توقفها إثر تفجير استهدف حافلات تقل مدنيين، وأشارت تقارير إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من "اتفاق البلدات الأربع" الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة وخروج الدفعة الأخيرة من مسلحي مدينة الزبداني وبلدة سرغايا ومحيطها، بالتزامن مع مغادرة دفعة جديدة من أهالي كفريا والفوعة للبلدتين نحو مدينة حلب مؤقتا.
استمرار المعارك فى سوريا
وتم إنجاز الاتفاق أنهى بشكل كامل التواجود العسكري المسلح في ريف دمشق الغربي، بعد أعوام طويلة من خروج عدد كبير من بلداته عن سلطة الدولة، تخللها تصعيد ومعارك متكررة، ويشير الانتهاء من المرحلة الأولى، رغم المخاطر التي هددت نجاحها إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمع حافلات قادمة من كفريا والفوعة السبت الماضي، إلى إصرار الجهات الضامنة على إنهاء ملف البلدات العالق منذ أعوام.
ونقلت مصادر في الهلال الأحمر السوري، الذي يشرف على عملية الإجلاء في البلدات، أن الحافلات نقلت نحو 3 آلاف شخص من بلدتي كفريا والفوعة، مقابل خروج حوالي 300 مسلح من الزبداني مع عائلاتهم.
يأتي إتمام هذه الدفعة بعد أخرى مشابهة الجمعة الماضي، ضمت قرابة 5 آلاف شخص، بينهم 1300 مسلح من كفريا والفوعة، و2200 شخص، ضمنهم نحو 400 مسلح من بلدتي مضايا والزبداني.