الدعوة السلفية ومحاولات "ساذجة" للتنصل من فكر الإرهاب!

السبت 22/أبريل/2017 - 06:24 م
طباعة الدعوة السلفية ومحاولات
 
في حوار لأحد قياداتها على صفحات "البوابة نيوز".. هذا الحوار الذي يعد في المقام الأول دعاية للدعوة السلفية التي انتجت لنا العديد من الإرهابيين في الداخل والخارج، فلا يستطيع أحد من قيادات هذه الدعوة انكار فتاوى برهامي والحويني وغيرهما في التحريض على الشيعة والأقباط والمرأة، ولم ينسى ولا يستطيع قيادي او منتسب لهذه الدعوة محاضرات محمد عبد المقصود، أو عبد المنعم الشحات التي تكفر المؤسسات والديمقراطية ولا تعترف بنظام الحكم وتعده من الجاهلية، كل هذا وغيره من تلك الفتاوى التي تؤسس للإقصاء الأخر ومعاداته طبقا لعقيدة الولاء والبراء التي يعتقدها السلف منشور على مواقع الدعوة السلفية وكتبهم وصحفهم، ورغم كل هذا يحاول القيادي السلفي أحمد هلال وعلى صفحات البوابة نيوز تجميل صورة السلفيين ويدعي انهم الاقدر على مواجهة الفكر التكفيري، ذلك الفكر الذي أنتجته الدعوة السلفية ومرجعيتها الوهابية.
وفي رد القيادي السلفي أحمد هلال على اتهام السلفيين بأنهم أساس انتشار فكر التكفير قال: "السبب وراء اتهام السلفيين أنهم سبب الفكر التكفيري هو انتساب التكفيريين للسلفية زورًا وبهتانًا، وإذا حاكمت هذا الفكر لضوابط التكفير وموانعه وشروطه لوجدتهم أبعد الناس عنه، لذلك نقول لا يثبت هؤلاء التكفيريون أمام المناظرة العلمية لمنهجهم" وما يقوله هنا القيادي السلفي مخالف للحقيقة تماما اذ يؤكد الشيخ أحمد البهي الداعية الأزهري ان السلفيون هم سبب التطرف" مضيفًا: "عندما تحدث عملية إرهابية تجد الضالعين فيها مرجعيتهم سلفية، ولن تجدهم صوفيين أو أزهريين أو حتى علمانيين وليبراليين وأن أغلب العناصر التي تعتنق الأفكار المتطرفة وتنضم لداعش تمر من خلال التيار السلفي لأنه بوابة للتطرف".
وأضاف: "السلفية لديهم أشياء خطيرة أبرزها مفهوم الولاء والبراء الذى لم يتراجعوا عنه قيد أنملة فهم يحرمون تهنئة غير المسلمين ويعتبرون محبتهم حرام شرعا، وينتقون من التراث ما يوافق أفكارهم فقط لا غير، وعقيدة الولاء والبراء من أخطر أبواب المعتقد؛ لأنّها أحد أبواب التكفير التي ولج منها الخوارج قديمًا ومن سار على طريقتهم ممن جاء بعدهم لتكفير المجتمعات وتدمير الممتلكات بشُبَهٍ واهيةٍ كعش العنكبوت فهذه المسألة من أدقّ المسائل وأخطرها ولا سيما عند الشباب؛ لأن بعض الشباب يظن أنّ أي شيء يكون فيه اتصال مع الكفار فهو موالاة لهم ؛ حسب ما تعلموه من الخطاب الوهابي.
وفي رده عن تحريم السلفيون لبناء الكنائس في مصر قال: "بناء دُور العبادة محكوم بموازنات الشرع في البناء والإبقاء، وفي هذا خلاف عريض، والراجح في البناء هو الاحتكام إلى موازنات الواقع ومراعاة حال القوة والضعف والمآلات المترتبة على ذلك." وهنا فقط نقوم بتذكير القيادي السلفي بتلك الفتاوى التي نجدها منتشرة على السنة الدعوة السلفية وحزب النور في معاداتهم للأخوة الاقباط شركاء الوطن، حيث يخرج علينا قياداتهم وكبار مشايخهم في كل مناسبة يحرمون علينا مشاركاتهم مما اوجد هوة اجتماعية ومزق اللحمة الوطنية التي كانت بين ابناء الشعب الواحد فرأينا كنائسهم تحرق ويتم الاعتداء عليهم تحت دعوى ان موالاتهم كفر، فكم عانى الشعب المصري ومازال يعاني من هذه الفتاوى التي تستند على مرجعيات متعصبة ولا تؤمن أصلا بالوطنية. 
وتاريخ التيار السلفي مع الأقباط يستعصى على أي قدر من الانتهازية السياسية، فمنذ نشأة التيار في مصر على يد مجموعة من طلاب الجامعات في السبعينيات وهم ينظرون إلى المسيحيين على أنهم «كفار» وليسوا شركاء في الوطن، وهو ما تؤكده فتاوى منظري السلفية في مصر أمثال الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وياسر برهامي، وأبو إسحاق الحوينى وغيرهم من حاملي هذا الفكر الوهابي.
يحفل موقع «صوت السلف» بفتاوى أجمع عليها أعضاء الدعوة السلفية تقوم على أن «غير المسلم» لا يجوز له أن يتولى الولايات العامة مثل قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه، ولا يجوز أن يشتركوا في القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أي منصب في القضاء ولا أي وزارة، وأن المساواة المطلقة بين مواطني البلد الواحد قول يناقض الكتاب والسنة والإجماع.
وهو ما عبرت عنه الكثير من الفتاوى التي أصدرها مشايخ السلفية، أمثال برهامي، والحوينى، والمقدم، مستندين في فتاواهم إلى إصدارات ابن القيم وابن تيمية، ومشايخ السلفية السعودية الذين تبنوا الفكر الوهابي، أمثال «ابن عثيمين» و«ابن باز» بحق الأقباط، في نواح كثيرة سواء بناء دور العبادة، وتهنئة الأقباط بأعيادهم، ودفعهم للجزية، وإلقاء السلام، وغيرها من الفتاوى التي تنافى سماحة الدين الإسلامي.
ويذهب قادة السلفية إلى تحريم بناء الكنائس بشكل قاطع، وفى هذا المعنى يقول أبو إسحاق الحويني: «في ميثاق عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغي لها أن تجدد، ويسخر ممن يقول إن من حق النصارى التبشير بدينهم في الفضائيات ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان»، وهو ما أكده الشيخ السلفي فوزى عبدالله، بقوله: "يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم في الدار؛ لأن فيه استخفافًا بالمسلمين.
ولم تقتصر فتاوى السلفيين على ذلك، بل وصلت إلى وجوب فرض «الجزية» على الأقباط، بل ووجوب قتالهم حتى يسلموا، وذلك حسب ما ورد في كتاب «فقه الجهاد» لنائب رئيس الدعوة السلفية: «إن اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"، وأكد على ذلك قول «الحويني» عن الجزية، في خطبته عن «الولاء والبراء»، "يجب أن يدفعها المسيحي وهو مدلدل ودانه".
وفي رده على ان حرب على السلفيين قال: "هذا ليس بجديد على السلفية؛ لما لهم من أصول تهدم بنايات الخرافة الصوفية والخبَل العقلي للمدارس الكلامية والتشتت المعرفي لدى مروِّجي المدرسة الغربية بأطيافهم." وهنا لا يملك القيادي السلفي مواجهة الأخر المختلف معه الا باتهامه بالخرافة الصوفي والخبل العقلي للمدارس الكلامية التي اسست للفكر الفلسفي في الحضارة العربية الإسلامية وكأنه يعلن الحرب على هذين المدرستين الصوفية والكلامية، والأشد خطرا هو ما وصفه بالتشتت المعرفي لمروجي المدرسة الغربية، هذا الخطاب المعادي للعلم والمعرفة والذي يتحذ إقصاء الأخر منهجا تمهيديا لتكفيره هو ذاته الخطاب المنغلق على نفسه ويدعي امتلاكه للحقيقة والحديث باسم الله، وان من يخالفه هو خارج الملة وجب قتاله. 
وعن رده حول تجديد الخطاب الديني قال: "تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى تحرير معنى التجديد أولًا؛ لأن المصطلح للأسف تناوله من لا يحسن أن يتوضأ بابتذال واختزال وتهكّم يخلّ بجوهره ومعناه، لذلك نرى أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى علماء يناط بهم هذا الأمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهم دينهم..) أو كما قال.. وذلك بالنظر في المناهج التعليمية وتصحيحها وتصفية التراث مما علَق به من خرافات وبدع وتنقية الحديث من الضعيف والموضوع وتنقية الفقه من الشاذ والضعيف وإنشاء المجامع الفقهية للخروج من عبث وفوضى الإفتاء بغير علم... إلخ مع التربية على كل ما سبق باختصار." وهنا يردد القيادي السلفي دعوة محمد بن عبد الوهاب في بداية دعوته في الدرعية وكان نتيجتها هدم القبور وقتل المخالف وسفك دماء من خالفه في دعوته، وتاريخ نجد به العديد من الممارسات الارهابية التي مارسها بن عبد الوهاب لنشر دعوته باسم التجديد والأمثلة كثيرة فأي تجديد ننتظره من هؤلاء السلفيين وهم في عداء مع الجميع طالما يخالف فهمه الخاص وتأويلهم الخاص للدين وعلى سبيل المثال الموقف من المرأة فيقول الحوينى في فتوى له تم نشرها على الموقع الرسمي له على "فيس بوك": "لا بد من وجود الأم في بيتها لتربى أولادها تربية صالحة وتساهم في إعداد جيل التمكين، والوالد يجب عليه أن يقدم عذره لله عز وجل، إذا كان قد فرط هو بسبب تفريط أبيه -هذه فرضية- فلا يفرط في ولده، فيجب على الأب تربية أولاده".
وأضاف الحوينى: "إن محن الأبناء ما بين الأب والأم تتلخص في سفر الوالد، أو كثرة عمله وانشغاله عن ولده، وفى أن عمل المرأة وتركها لمنزلها، ونحن نقول: أدخلوا النساء البيوت مرة أخرى وأعطوهن الراتب وهن في البيوت، أو أعطوهن نصف الراتب، وخذوا النصف الآخر وأعطوه للشباب ليقوموا مقامهن".
وتابع: "إن الرجل هو المسئول عن الإنفاق على البيت، فكيف توفر الفرصة لامرأة وتأخذ وظيفة رجل، إذاً: الرجل يعمل ماذا؟ ويصرف من أين؟ هو الذى في يده القوامة، وشطر القوامة أن ينفق على المرأة، والمرأة ليس عليها ذلك، وإذا كان العمل موفراً للمرأة ويحرم منه الرجل، فما هي النتيجة؟ تجد الرجل يدور، يريد أن ينفق فيبدأ بالانحراف فينضم لأى عصابة من العصابات، فهذا كله فيه فساد في المجتمع". هذا هو التفكير الضحل الذي تتميز به الدعوة السلفية وتريد به تجديد الخطاب الديني.

شارك