أبو الفتوح وزيارة لندن.. هل يكون حلا لأزمة الإخوان التنظيمية والجماهيرية؟

السبت 22/أبريل/2017 - 08:14 م
طباعة أبو الفتوح وزيارة
 
اثارت الزيارة الأخيرة لعبد المنعم أبو الفتوح لبريطانيا العديد من التساؤلات والتكهنات سواء على مستوى جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي، بانشقاقاتهما وصراعات قيادتهما، وعلى مستوى خبراء في مجال الاسلام السياسي وخبراء الامن، فهناك العديد من التساؤلات والتكهنات التي تحيط بهذه الزيارة وهذا التوقيت خصوصا في ظل وجود صراع داخل الجماعة على مستوى الداخل في مصر بين قيادات شابة مدعومة من قطر وتركيا وقيادات تاريخية للتنظيم الدولي مدعومة من بعض صناع القرار في أوروبا وأمريكا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الجدل الدائر حول المصالحة مع النظام المصري، وكذلك اشكالية التنظيم الدولي للجماعة ومحاولة نزع قيادته من الجانب المصري في الجماعة.
وقد تقدم الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة عليا طوارئ ضد عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، حيث طالب بإدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول والقبض عليه فور عودته.

أبو الفتوح وزيارة
وقال صبري، إن مصادر أكدت له أن عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، التقى مؤخرًا بإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في لندن.
وأضاف، أن عبد المنعم أبو الفتوح سافر من مصر إلى جنوب أفريقيا، وأقام في جوهانسبرج 5 أيام، ثم اتجه لمدينة ستراتفورد شرق لندن بدعوة من مكتب التنظيم الدولي في لندن، بدعوة من إبراهيم منير، وأن راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة - إخوان تونس- قد تلقى نفس الدعوة من منير، وتقول المصادر أن أبو الفتوح سوف يعرض على إبراهيم منير ملفًا كاملًا للخروج من الأزمة بالنسبة لجماعة الإخوان مع الدولة المصرية والشعب المصري، وأن إبراهيم منير قد يرفض شكليًا ما يمكن تسميته بالمصالحة مع الدولة المصرية بحجة أن الجماعة متمسكة بعودة الشرعية.
فيا أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن علاقه عبد المنعم أبو الفتوح مع الإخوان لم تنقطع أبدًا وأكد أن زياره أبو الفتوح إلى لندن ولقائه بكل من راشد الغنوشي وإبراهيم منير تهدف إلي الترتيب لدعم أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضح" الشهابي" أن أبو الفتوح سيكون هو مرشح التيار الإسلامي في مصر. وأضاف أن جماعة الإخوان تقوم بمجموعة من التحركات لإعادة ترتيب وتجميع قواها للعودة من جديد للعمل السياسي.
وأشار "الشهابي "إلى أن جماعة الإخوان ليست محدودة العدد وإنها كانت متغلغة في كل طبقات الشعب المصري، كما إنها تملك تمويلاً كبيرًا يعادل ميزانية دول، وإنه من الطبيعي أن تحاول العودة من جديد للمشهد السياسي.
ولفت إلي أن هناك متغير كبير جدًا وهو وجود حاجز نفسي كبير جدًا بين الجماعة والشعب المصري وأن نزول الجماعة بمرشح في الانتخابات الرئاسية سيجعل المصريون يلتفون حول مرشحين آخرين بصرف النظر عن فشل أو نجاح الحكومة في حل مشاكل الشعب.
أبو الفتوح وزيارة
وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الاسلامية: إن سفر "أبو الفتوح" إلى لندن، والتي تعتبر معقل التنظيم الدولي للجماعة، يدل على انفتاح العلاقات الدولية لهذا الرجُل، وبالتالي سيكون هناك نتائج جيدة تأتي لصالح الإخوان في الوقت الحالي.
وأضاف عيد أن اختيار توقيت الزيارة له دلالة تشير إلى أن هناك دعوات ودعم إقليمي بشكل أو بآخر حتى على المستوى المعنوي لترشح "أبو الفتوح" في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكد أن الجماعة سواء على مستوى التنظيم الدولي أو العربي، تبحث عن وجه يكون لسان حالها، حتى وإن كان هناك غضب من شخص عبد المنعم أبو الفتوح من قبل الإخوان بعد انشقاقه، إلا أن الجماعة تتحالف مع الشيطان في مقابل اتمام مصالحها السياسية على الأراضي المصرية تحديدًا.
فيما أكد قيادي آخر منشق عن الإخوان، هو طارق أبو السعد، أن الزيارة محاولة من جانب الجماعة للعودة الي الحياة السياسية في مصر، عن طريق الاتفاق لترشيحه في الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد الرفض العالمي للتنظيم واتهامه بالتطرف والإرهاب.
وأضاف أن الإخوان هم من يحتاجون إلى "أبو الفتوح" وليس العكس، خاصة أن الرجل بلغ 69 عاما، ما جعله يبتعد عن السياسة.
ورجح "أبو السعد" قبول أبو الفتوح عرض الإخوان في حالة واحدة فقط، هي أخذ الضمانات اللازمة من الجماعة وبعض الدول الأوربية التي تدعم التنظيم.
وقال طارق البشبيشي، المنشق عن الإخوان: إن عبدالمنعم أبو الفتوح يمثل رأس حربة التنظيم الدولي للجماعة في مصر.
وتابع: كان ترشيح أبو الفتوح للرئاسة بعد 25 يناير 2011، بتكليف من التنظيم الدولي، لكن الاخوان في مصر رفضوا ذلك، ورشحوا شخص آخر، ومن هنا جاء الخلاف الذي جعله يترك الجماعة بشكل كامل.
وأضاف "البشبيشي" أن عبد المنعم أبو الفتوح يعمل علي اقناع الاخوان في لندن بأن يكون المرشح القادم لهم في انتخابات الرئاسة، حتي يأخذ دعم الجماعة في مصر وبعض الدول الاوروبية، خاصة أنه ضعيف ولا يستطع الفوز دون الحصول على دعم كبير.
وأكد أن الاتفاق سيفشل، نظرًا لعدم وجود شعبيه لـ"ابو الفتوح" والاخوان في مصر، مهاجما رئيس حزب مصر القوية، ومعتبرا إياه رجل الإخوان الأول بعد ثورة 30 يونيو 2013.
أبو الفتوح وزيارة
ما الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، العضو السابق بالتنظيم الدولي للإخوان، كان له رأي مختلف، حيث نفى ما تردد بشأن اجتماع عبدالمنعم أبو الفتوح بقيادات من التنظيم الدولي.
وأوضح أن علاقة أبو الفتوح بالإخوان انتهت تماما، وقيادات التنظيم الدولي يكرهونه بشدة أكثر من كرههم لألد أعدائهم، لذلك من المستحيل أن يكون هناك أي تنسيق أو تعاون بين الطرفين.
وأكد الهلباوي أن السبب الرئيسي وراء سفر أبو الفتوح هو رغبته في تلقي العلاج، بسبب بعض الأمراض التي يعاني منها الآن، مشددا على أن رئيس حزب مصر القوية بنفسه هو من أخبره بهذا الأمر.
فهل سيكون ابو الفتوح هو الحل الأمثل لخروج الجماعة من أزمتها التنظيمية والجماهيرية؟ أم سيغتنم ابوالفتوح الفرصة لتقديم نفسه كبديل "معتدل" للجماعة كما يروج البعض له؟ 
للمزيد عن حزب مصر القوية اضغط هنا
للمزيد عن شخصية ابو الفتوح اضغط هنا

شارك