ليس الأزهر فقط.. علماء شيعة يرفضون تكفير "داعش"

الأحد 23/أبريل/2017 - 12:39 م
طباعة ليس الأزهر فقط..
 
رفض مرجع شيعي عراقي تكفير تنظيم"داعش" الارهابي، علي نهج موقف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف من التنظيم والذي رفض فيه تكفير التنظيم، وهو ما يضع اشكالية حول عملية التكفير ومواجة التظين، فقد رفضالازهر الشريف تكفير "داعش" كما رفض بعض المراجع الشيعية تكفير التظيم الارهابي، الا انهما اكدا علي قتاله حتي يعود الي الطريق القويم.

اليعقوبي يرفض تكفير "داعش"

اليعقوبي يرفض تكفير
فقد رفض المرجع الشيعي العراقي الشيخ محمد اليعقوبي، في فتوي له، تكفير تنظيم "داعش" باعتبارهم من الخوارج، لكن مؤكدا علي وجوب قتالهم.
وفي سؤال لمرجع الشيعي حول تكفير "داعش" وقتاله وحكم الشرع من دفتن موتاهم، حيث طالب أحد السائلين فتوي المرجع الديني في حكم قتال ودفن "داعش" باعتباهم خوارج قائلا:" الجميع يتحدث عن الدواعش باعتبارهم خوارج، ولو طبقنا قواعد التعامل مع الخوارج من عدم الإجهاز على جريحهم أو اتباع الفار منهم لافسدوا بلادنا وانتهكوا حرماتنا. ولو قتلناهم تتبعا واجهازًا ومنعهم من الطعام والشراب وحصارهم فلا أدري ما حكم الشارع الشريف من ذلك وهم يصدحون بلا إله إلا الله محمد رسول الله. وبما أن قتلاهم ليس من باب قتال الخوارج فكيف نتصرف في الجثامين، هل يدفنون دفنًا شرعيًا أو يدفنوا دون دفن شرعي؟ وما هو حكم إرثهم وعدة زوجاتهم وأسئلة في هذا المبحث لم نجد لها نظير في الفقه.. ونحن نتقد بتلك الأسئلة إلى سماحتكم راجين التفضل بالجواب وتعبيد طريق الناس والمجاهدين وفتح ما أغلق على الناس في الحكم الشرعي في التعامل مع تلك الجماعة المجرمة".
ورد المرجع الشيعي اليعقوبي، قائلا : هم من البغاة الذين أمرت الآية الشريفة بقتالهم حتى يفيئوا إلى الله تعالى ويعودوا إلى رشدهم ويتخلوا عن بغيهم وعتوهم وفسادهم".
وساق المرجع اليعقوبي دليلا من مواقف الإمام علي بن طالب خلال قتاله الخوارج وجيوش الدولة الأموية، قائلا: وقد تصرف أمير المؤمنين علي بن ابي طالب مع البغاة على نحوين: عدم الاجهاز على جريحهم ولا توزيع أموالهم غنيمة وتخليه سبيل اسراهم بعد انتهاء المعركة كالذي فعله مع أصحاب الجمل"
والأمر الأخر " الاجهاز على جريحهم إذا كانت المعركة قائمة وأخذ أموالهم وأسلحتهم وما احتوى عليه عسكرهم وهو فعله عليه السلام مع أصحاب معوية".
وتابع المرجع الشيعي العراقي :وقد سئل الأمام علي عن الفرق فأجاب بان الصنف الأول ليس لهم فئة وقيادة ويرجعون اليها تمويلهم وتسلحهم وتنظيمهم وتعيدهم إلى القتال من جديد لذلك لما خسروا المعركة تفرقوا ولم يعد لهم كيان، اما الصنف الثاني فلهم فئة وقيادة تقوم بذلك وهو معاوية، وداعش اليوم من الصنف الثاني".
كما اعتبر رجل الدين الشيعي اللبناني السيد جعفر فضل الله، ان "كل من تخلى عن الشهادتين وعن أركان الاسلام يصبح تلقائياً خارج الدين الحنيف".
ويسترسل متسائلاً "اما اذا كان الشخص خارج الاسلام فهل يجوز القصاص منه بالقتل"، ليجيب: "لا يجوز الأمر الا اذا قتل أحداً عمداً، علماً انه يجوز لأهل الضحية العفو عنه. وفي الحالة الثانية يجوزُ الاقتصاصُ منه اذا كانَ من المفسدين في الأرض وفي هذه الحالة على القضاء ان يحكم، والحالة الثالثة تتمثلُ في حالة الحروب والقتال في سبيل الله، وأخيراً هناك نقاش فقهي حول جواز قتل المرتد من عدمه".
وفي رأي فضل الله، لصحيفة النهار اللبنانية، ان "التكفير شيء نسبي وداعش يقول انه يؤمن بالنبي محمد وبالله، ويكفّر الآخرين، وهو يعتمد قراءة مشوّهة للاسلام وقد حوّلها الى ممارسة سلوكية اجرامية".
ويتابع فضل الله ان "الشهادتين في الاسلام هما بمثابة الجنسية فهل اذا مارس مواطن فرنسي فعل القتل تُسقط عنه الجنسية؟"، خالصاً الى وجوب "الاتكاء على مصطلح الفساد في الأرض كتوصيف للسلوك الداعشي، وبالتالي ما يترتب على هذا السلوك الاجرامي في الاسلام من عقاب أكثر أهمية من الاستغراق بالتكفير، لأننا في هذا السياق نكون قد أغرقنا أنفسنا في جدالات فقهية وعمل مراكز دراسات، ونكون قد ابتعدنا عن الاقرار بحقيقة ان الحلول في المنطقة سياسية بامتياز، والاقرار بأن تكفير داعش من عدمه ليس لبّ المسألة ولن يغيّر شيئاً بل ان الأهمية تعود الى تجفيف منابعه الثقافية وتفكيك منظومته الفكرية والمالية والتوظيفية".

الأزهر يرفض تكفير "داعش"

الأزهر يرفض تكفير
وفي وقت سابق، رفض الأزهر عبر ثلاث مواقف  تكفير تنظيم "داعش" وأكد أنه لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه.
الاولي عبر بيان رسمي من مشيخة الأزهر حول  مسألة تكفير "داعش"، فقد أصدر "الأزهر الشريف" في ديسمبر عام 2014، نفى خلاله تهمة تكفير "داعش" عن الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، مفتى نيجيريا، الذي ألقى كلمة بمؤتمر الأزهر الشريف لمواجهة العنف والتطرف، وأنه لم يكفر "داعش" أو غيرهم بل وصف أفعالهم بأنها أفعال لا تتناسب مع أهل الإسلام، وأنه لم ينعتهم بغير "المبتدعة الجدد"، قبل أن يصرح الأزهر ذاته برأيه قائلا: "لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه".
كما  رفض الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تكفير تنظيم "داعش" مجدداً. وقال خلال لقائه بطلاب جامعة القاهرة ، مساء الثلاثاء 1ديسمبر 2015، إنه "لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به".
وقال شيخ الأزهر تكفير تنظيم "داعش" إنه "لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به".
وتساءل "ما حكم شخص يؤمن بتلك الأمور ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافرا؟" وهناك مذاهب أخرى، تقول إن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاص، فلو أنه مات وهو مصرٌّ على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنه من أهل النار، فأمره مفوض لربه.
وأضاف شيخ الأزهر قائلاً: "أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب، وعن داعش وأخواتها وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة، والظروف التي ولدت فيها، وكيف أنها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر، وكيف أنها صُنعت صنعاً لحاجة في نفس يعقوب، ومعنى في بطن الشاعر، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس مستخفياً وأصبحت هذه التنظيمات ألعوبة في يد من يحركها ويصنعها وتقوم بتجنيد الشباب مستغلة عدم معرفته بأمور دينه الصحيح".
واستشهد شيخ الأزهر بالآية الكريمة: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"، مضيفاً أن الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكب كل الفظائع.
وأضاف: "داعش لا أستطيع أن أكفرها، ولكن أحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون دمه حلالاً، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن.
وفي 21 سبتمبر رفض  الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بشأن عدم إصدار الأزهر الشريف حكما بتكفير تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قائلا إنه "لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه".

ما بين التكفير والحرب:

ما بين التكفير والحرب:
يتبيّن من مواقف علماء السنة والشيعة ان مسألة تكفير "داعش" لا تحظى بأولوية على الصعيد الفقهي الاسلامي وثمة تقليل من شأن الخطوة وأثرها على التنظيم رغم أهميتها المعنوية على الصعيد الاعلامي والخطابي العالمي بالقول ان هؤلاء الذين يذبحون باسم الاسلام ليسوا مسلمين، ولكت شدد علماء الشيعة والسنة علي عملية مواجدهة "داعش" فكريا وايضا عسكريا، فاذا لم يكفروا "داعش" فقد اكد علي وجوب قتاله تي يرجع الي أمر الله.. 
ويبقي تكفير داعش من عدمه ليس لبّ المسألة ولن يغيّر شيئاً بل ان الأهمية تعود الى تجفيف منابعه الثقافية وتفكيك منظومته الفكرية والمالية والتوظيفية.. فهل ستجح الأمة في مواجهة خطر"داعش" علي البنية التنظيمة والفكرية لابناء الأمة ام سيضع "داعش" لبنة لاستمرار الصراعات بين ابناء الأمة الواحدة؟.

شارك