قراءة في ملفات النقاش بين السيسي وسلمان

الأحد 23/أبريل/2017 - 07:45 م
طباعة قراءة في ملفات النقاش
 
وسط استمرار تعقد المشهد العربي خاصة في الشام، واستمرار تفحل ظاهرة الإرهاب التي يقودها في الوقت الحالي تنظيم (الدولة) الإرهابي، في سورية والعراق فضلاص عن تواجده بقوة في ليبيا واليمن، عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر اليمامة في الرياض، اليوم الأحد 23 أبريل، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجرى خلال جلسة المباحثات، استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.
وتعتبر قمة السيسي وسلمان، خطوة أولى لعودة العلاقات الدافئة بين مصر والسعودية، بعد نحو عام من الخلاف في وجهات النظر بين البلدين، إزاء العديد من الملفات، على رأسها الملفان السوري واليمني، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، واعتبرت مصادر رفيعة اللقاء بمنزلة "قمة إذابة الجليد".
ووفق بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، فإن السيسي يعقد خلال قمته مع الملك سلمان سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وقال البيان، إن "الزيارة تأتي استجابة لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك بما يساهم في تعزيز العلاقات".
قراءة في ملفات النقاش
ووفق أكثر التحليلات فإن اللقاء سيُحدد آلية جديدة في التعامل إزاء القضايا المحورية في المنطقة، خصوصاً أن كل طرف متمسك بموقفه تجاه الأوضاع في سورية واليمن، إذ تتمسك مصر بالحل السياسي لتلك الأزمات، بينما لاتزال المملكة مستمرة في دعم جماعات مسلحة على الأرض في سورية، وتشن حرباً ضد جماعة الحوثي في اليمن.
والقمة الثنائية ستُركز على ضرورة الاتفاق على موقف عربي موحد إزاء الأزمة في سورية، خصوصاً مع وجود مقترحات عربية تتبناها السعودية، بإنشاء مجلس عسكري سوري لقيادة البلاد، ورحيل بشار الأسد، في حين تتحفظ مصر على المقترح وتتمسك بالحل السياسي للأزمة وترك مصير بشار الأسد ليُحدده الشعب السوري، على أن يتضمن الاتفاق السياسي بين الأطراف السورية إعادة تكوين وتأهيل الجيش السوري.
قراءة في ملفات النقاش
كما ستشهد القمة وضع خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية عبر المفاوضات السياسية، وبدء إعادة تأهيل البنية التحتية اليمنية، إلى جانب مناقشة القضية الفلسطينية وسبل إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وحضر جلسة المباحثات، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد الوزير المرافق، ووزير الخارجية عادل الجبير، وسفير خادم الحرمين لدى جمهورية مصر العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان.
قراءة في ملفات النقاش
كما حضرها من الجانب المصري، وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية اللواء أركان حرب مصطفى شريف، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، ووزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومستشار الرئيس للشؤون العسكرية الفريق عبدالمنعم التراس، وقائد قوات الحرس الجمهوري الفريق محمد أحمد زكي، ومدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل، وسفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة ناصر حمدي.
من جانبه، قال وزير الخارجية سامح شكرى إن زيارة الرئيس السيسي للرياض تأتي في إطار تفعيل آلية التشاور والتنسيق من أجل التعامل مع الأوضاع الإقليمية، وكذلك دعم العلاقات الثنائية وأبعادها المختلفة، موضحاً في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن زيارة السيسي للرياض، تأتي تأكيداً للاهتمام المتبادل بين الرياض و القاهرة لتتويج العلاقات إلى آفاق أفضل على كل المستويات.
وأشار وزير الخارجية إلى أن لقاء الرياض يعد فرصة لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن مؤخرا، ومناقشة سياسة الإدارة الأميركية الجديدة. كما تبحث القمة الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا ومواجهة الإرهاب، مضيفاً "كل هذا يؤكد أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة والسير قدما للعلاقات الثنائية لما تمثله من دعم متبادل".
قراءة في ملفات النقاش
الاجتماع يهدف كذلك إلى ترتيب أوضاع استثمارات القطاع الخاص السعودي في مصر، وإعادة فاعليتها والنظر في الاستثمارات الجديدة التي تتركز على مشاريع قناة السويس والزراعة والطاقة، ويتوقع أن يُفعل لقاء بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي رزمة اتفاقيات اقتصادية مشتركة، بقيمة 25 مليار دولار، كانت قد وقعت العام الماضي.
وقال نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، عبدالله بن محفوظ، إن اللقاء الهام بين القائدين سيفعل الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة.
كان الرئيس السيسي والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وقعا خلال مراسم التوقيع على اتفاقيات ثنائية في القصر الرئاسي في القاهرة يوم 8 أبريل 2016 التوقيع على 17 اتفاقية بين مصر والسعودية تشمل مختلف المجالات
قراءة في ملفات النقاش
وأضاف أن زيارة الرئيس المصري للسعودية بمثابة فرصة لتفعيل شركة "جسور المحبة"، التي أسسها رجل الأعمال (السعودي) الشيخ صالح كامل مع 32 من رجال الأعمال لتنمية مشاريع قناة السويس. وكذلك 8 مشروعات للتنمية العقارية في الساحل الشمالي وفي شرم الشيخ والغردقة، ومشاريع الطاقة.

شارك