معركة الطبقة .. "الصراع" الذى لاينتهي حول مدينة الثورة السورية

الإثنين 24/أبريل/2017 - 01:07 م
طباعة معركة  الطبقة ..
 
تشكل معركة  الطبقة  جزء من " الصراع " الذى لاينتهي  بين الجيش السورى وداعش وقوات سوريا الديمقراطية حول مدينة الثورة السورية  تنظيم داعش    شنّ هجوماً على المواقع التي سيطرت عليها ميليشيات "قسد" في مدينة الطبقة ومحيطها في محاولة منه لفك الحصار المفروض على المدينة منذ أسابيع، في حين واصلت طائرات التحالف الدولي استهداف الأحياء السكنية.
معركة  الطبقة ..
وقال موقع "الرقة بوست" إن التنظيم هاجم مواقع ميليشيات "قسد" مساء الأحد  23-4-2017م من الجهة الجنوبية للمدينة من محاور (قرية عايد الكبير، قرية العجيل، دوار العلم وقرية صالح الخشب)، وقتل خلال المعارك العديد من عناصر الوحدات الكردية بينما تحاصر ميليشيات "قسد" مدينة الطبقة منذ أسابيع، وسط ظروف صعبة يعيشها الأهالي داخل المدينة، بالتزامن مع شن طائرات التحالف الدولي غارات جديدة على الأحياء السكنية تحت ستار محاربة تنظيم الدولة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات التحالف استهدفت أمس ساحة دوار العلم في مدينة الطبقة ما أوقع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال ونزحت خلال الأيام الماضية عشرات العائلات من المدينة باتجاه مناطق ميليشيات "قسد" والتي اشترطت على النازحين وجود كفيل للسماح لهم بالدخول للمناطق التي تسيطر عليها، حيث تفترش الكثير من العائلات الأراضي في ظل ظروف إنسانية صعبة كما يعاني الأهالي من ظروف إنسانية صعبة في ظل غياب الخدمات الأساسية ونقص بالمواد الغذائية والمحروقات والمعدات الطبية.
 وفى محاولة لبسط نفوذها على المدينة أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية عمودها الفقري، رسميا عن تأسيس "مجلس مدينة الرقة المدني"، وذلك بالتزامن مع سيطرتها على حي في مدينة الطبقة شمال غرب المحافظة وقال الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية العميد طلال سلو  فى وقت سابق ، "نحن على ثقة تامة بقدرة المجلس على تحمل مهامه وواجباته لخدمة أهلنا في الرقة، ولا سيما بعد الجهود الجبارة، التي بذلت إلى الآن من قبل لجان هذا المجلس وأن لجنة تحضيرية عقدت "لقاءات مع أهالي ووجهاء عشائر مدينة الرقة لمعرفة آرائهم حول كيفية إدارة مدينة الرقة".
معركة  الطبقة ..
ياتى ذلك بعد أن دخلت الحملة للسيطرة على مدينة الطبقة الواقعة غرب مدينة الرقة بنحو 50 كيلومتراً ، يومها الـ21 ، في ظلّ تقدم بطيء لقوات سورية الديمقراطية ، التي تخوض معارك منذ أشهر عدة في إطار عملية “غضب الفرات” ، المدعومة من أميركا بذريعة طرد داعش من معاقله في شرق سورية   بينما الأنباء الواردة من مدينة الطبقة وريفها متضاربة بشكل ملفت ، في ظل انقطاع للاتصالات بشكل شبه كامل ، وبسبب عدم وجود ناشطين حياديين يمكن الاعتماد على معلوماتهم . لكن من المؤكد أن ” قوات سورية الديمقراطية ” أحكمت الطوق حول مدينة الطبقة من كل الاتجاهات لعزلها ، ولم يعد لعناصر داعش الذين ما زالوا داخل المدينة وسدّها ممر آمن للانسحاب  ما أكد فرضيات اندلاع معارك عنيفة ، شبيهة بمعارك خاضها مقاتلو التنظيم في مدينتي الباب ومنبج ، في ريف حلب الشمالي الشرقي 
  كما سيطرت قوات سورية الديمقراطية على منطقة الكرين في غربي الطبقة ، وعلى المطار العسكري في جنوبها الشرقي ، وعلى قرية الصفصافة في شرقها ، كما تمركزت على مدخل سد الفرات الشمالي ، بعد سيطرتها على قرية السويدية ، شمال شرقي مدينة الطبقة ، الشهر الماضي إثر معارك كبيرة مع داعش  وقال مصادر في قوات سورية الديمقراطية  أنها تتقدم باتجاه مدينة الطبقة من الجهة الشرقية ، مع استمرار الاشتباكات على الطريق الدولي من جهة مدينة الرقة ، والمؤدي إلى الطبقة من الجهة الجنوبية  وهو ما ادى الى مقتل عدد من مقاتلي التنظيم .
وتأتي أهمية مدينة الطبقة، الواقعة شرقي العاصمة دمشق بنحو 500 كيلومتر ، من كونها تحتضن سد الفرات الذي يعد أكبر السدود السورية ، ويحتجز خلفه بحيرة كبرى يصل طولها إلى نحو 80 كيلومتراً ، وعرضها في بعض الأماكن إلى 5 كيلومترات ، كما تعد خط الدفاع الأخير الحقيقي والفعال عن مدينة الرقة ، لذا من المرجح أن يحاول داعش التمسك بها حتى آخر لحظة ، خصوصاً أن خطوط الانسحاب لما تبقّى من مقاتليه داخلها باتت مقطوعة  كما للطبقة  أهمية استثنائية كونها نقطة وصل بين محافظات سورية عدة ، ويمرّ إلى الجنوب منها طريق دولي يربط حلب بالرقة ودير الزور ، ويتفرّع منه طريق لا يقل أهمية يربط الرقة بحماة ، وحمص ، ومن ثم دمشق العاصمة . ويقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الطبقة مطار عسكري سيطرت عليه ” قوات سورية الديمقراطية ” أواخر الشهر الماضي ، في ظل مؤشرات على نيّة الولايات المتحدة تأهيله ليصبح قاعدة جوية لها في شرق سورية ، ربما لمنافسة قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا في حال قررت واشنطن الاستغناء عن الأخيرة .
معركة  الطبقة ..
ورفض قياديون في قوات سورية الديمقراطية الخوض في تفاصيل الخطة العسكرية التي تتبعها هذه القوات في التعاطي مع معضلة سد الفرات ، الذي يعد من أهم قواعد داعش في الطبقة ، إلا أن مصادر مطلعة مقرّبة من قوات سورية الديمقراطية أكدت أنه سيجري تحييد السد في الوقت الراهن . وأشارت المصادر إلى أن الأولوية الآن فرض السيطرة على الجزء الجنوبي من مدينة الطبقة ، وهو ما يُعرف بالقرية القديمة ، ومن ثم الانقضاض على الجزء الشمالي من المدينة الذي يقع قربه السد .
ورأى مراقبون أن تكرار سيناريو مدينتي الباب ومنبج ، قائم في حال قرر داعش الدفاع عن مواقعه في الطبقة ، في ظل ورود أنباء غير مؤكدة عن قيامه بحفر أنفاق دفاعية في المدينة ، وقرب سد الفرات . وكانت منبج أسيرة معارك دامت شهرين ، قبل سيطرة قوات سورية الديمقراطية عليها بعد إطاحة داعش ومقتل عدد كبير من المدنيين نتيجة المعارك ، والقصف الجوي والمدفعي . كما تمكنت فصائل مغارضة مسلحة سورية مدعومة من تركيا فيما يسمى عملية ” درع الفرات ” ، من طرد مقاتلي داعش من مدينة الباب والسيطرة عليها ، بعد أشهر من المعارك التي قُتل فيها العشرات من المدنيين .
معركة  الطبقة ..
وذكرت مصادر محلية أنه ” لا يزال الآلاف في مدينة الطبقة ممّن لم يتمكنوا من الخروج منها ، أسوة بآلاف غيرهم . ولفتت مصادر محلية إلى أنه ” بقي في مدينة الطبقة نحو ثلاثين ألف مدني يعيشون في ظروف بالغة السوء “، مشيرة إلى أن ” الوضع الطبي في المدينة متدهور “، مطالبة بـ” توفير ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة التي وجدت نفسها ضحية صراعٍ دامٍ ، من الممكن أن يؤدي إلى تدمير جزء كبير منها " كما نقلت “قوات سورية الديمقراطية” مخيماً أقامه أهالي قرى الصفصافة ، وبرية الصفصافة ، ومزرعة الصفصافة ، إلى سرير نهر الفرات ، شمال هذه القرى ، بذريعة إبعادهم عن ساحة المعركة . حيث تقع القرى الثلاث في مرمى قذائف القوات المتحاربة في مدينة الطبقة .
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه ستشكل معركة  الطبقة  جزء من " الصراع " الذى لاينتهي  بين الجيش السورى وداعش وقوات سوريا الديمقراطية حول مدينة الثورة السورية   وسوف تنتج الإيام والشهور القادمة المزيد من المفأجات حول مدين الثورة السورية .

شارك