عودة الحديث عن الاقاليم في اليمن.. وحكومة هادي والحوثيين يستعدان لمعارك فاصلة

الإثنين 24/أبريل/2017 - 07:30 م
طباعة عودة الحديث عن الاقاليم
 
تواصل الأعمال العسكرية في عدة جبهات باليمن، وسط دعم عسكري من التحالف العربي لقوات الجيش اليمني، فيما تعيد السعودية ترتيب اورقها العسكرية في اليمن، فيما أثارت نتائج مؤتمر حضرموت كهنات بشأن طبيعة التحولات التي أفرزتها الحرب والصراعات السياسية المتصاعدة في المشهد اليمني.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكنت قوات الجيش الوطني ، خلال الساعات الماضية، من تطهير قرية الثوباني، من آخر جيوب الانقلابيين فيها.
وقالت المصادر، إن الجيش اقتحم القرية من جميع النواحي، وسط فرار جماعي لعناصر المليشيات.
وأوضحت أنه تم رفع العلم الوطني فوق جبل الثوباني، في حين بدأت قوات الشرعية، بتمشيط القرية وحفظ الأمن فيها، في الوقت الذي تواصل تقدمها في مديرية موزع غربي تعز.
فيما استشهد نجل قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء أمين الوائلي، متأثرا بجروحه، التي أصيب بها يوم أمس، نتيجة استهداف مقر قائد المنطقة بصاروخ باليستي.
وقالت مصادر عسكرية إن إبراهيم نجل اللواء الوائلي استشهد، جراء إصابته بجروح بصاروخ باليستي حوثي.
وكان الحوثيون استهدفوا يوم أمس بصاروخ باليستي أطلق على مقر قيادة المنطقة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 جنود، في حادثة الاستهداف.

التخطيط للمعارك:

التخطيط للمعارك:
وعلي صعيد اخر، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي محافظي ست محافظات بشمال البلاد إلى الالتحام بالمقاومة الشعبية وتوحيد الإمكانات والجهود لاستكمال تحرير المحافظات اليمنية كافة من براثن القوى الانقلابية الغاشمة التابعة للحوثي وصالح والمدعومة من إيران.
وطالب هادي خلال اجتماع له اليوم الأحد، بمدينة الرياض مع محافظي مأرب وصعدة وحجة وريمة وإب وذمار بمضاعفة الجهود للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تتربص بالشعب اليمني لتحقيق تطلعاته في إطار يمن اتحادي عادل ومستقر.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الرئيس اليمني استعرض خلال الاجتماع التطورات الميدانية المختلفة، التي تشهدها جبهات القتال في مختلف المحافظات بالبلاد والنجاحات التي تحرزها قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بدعم وإسناد من دول التحالف العربي.
ومن جهتهم جدد المحافظون وقوفهم الدائم خلف القيادة الشرعية والحكومة، وصولاً إلى تحقيق تطلعات الشعب في السلام والأمن والاستقرار المرتكز على المرجعيات الثلاث.
وقال مصدر رئاسي إن رئيس االيمني، عبد ربه منصور هادي، بحث مع محافظي مأرب وذمار وريمة وصعدة وحجة وإب، خطة لتحرير المحافظات الست من المليشيات الانقلابية.
وقال المصدر لصحيفة "عكاظ"، إن هذا اللقاء في إطار التشاور والتحضيرات لعمليات عسكرية كبيرة للقضاء على التمرد في عدد من المحافظات.
وأفاد المصدر أن الرئيس حث المحافظين على بذل قصارى الجهود والالتحام بالمقاومة وتوحيد الإمكانات ووضع الخطط والاستعدادات الأمنية والإغاثية لما بعد التحرير.
فيما دعا زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبدالملك الحوثي، إلى مزيد مما وصفها بتضحيات القتلى والجرحى، “لأنه الأقل كلفة والمجدي لتعزيز الصمود”، حسب تعبيره.
وأشار في كلمة متلفزة بثتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، بمناسبة ذكرى مقتل الزعيم السابق للجماعة حسين بدر الدين الحوثي،مساء الاحد، إلى أن الحوثيين “معنيون بحكم المسؤولية أمام الله وأنفسنا وأجيالنا اللاحقة وأمام الشعب في اللحظة الراهنة بالتصدي للعدوان الذي تشرف عليه أمريكا، والتحرك بكل جد في مواجهته” بحسب وصفه.
وقال الحوثي: “إن الموقف المجدي هو التصدي للخطر الإسرائيلي والأمريكي في اليمن، والوقوف ضد هذا الاستهداف، مهما كان مستوى الضجيج والحملة التشويهية من الأعداء” على حد تعبيره.
كما دعا الحوثي إلى مساندة “المجلس السياسي الأعلى، والحكومة، التي شكلها تحالف جماعته مع الرئيس السابق علي صالح، والعناية القصوى بتحصيل الإيرادات، مشدداً على أهمية أن يكون هناك قانون للزكاة وتحديد مصارفها”.
وجرمّ عبدالملك الحوثي، كل من يتحرك عكس مسؤولية الحوثيين وحزب المؤتمر الموالي لصالح، كما شدد على أهمية دعم جبهة الساحل العربي، وكذا جبهة نهم، وأن تعطى كل جبهة حقها من الدعم والمساندة، حسب تعبيره.

اليمن والخليج:

اليمن والخليج:
كما التقى رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر اليوم في مقر إقامته بمدينة جنيف السويسرية، سفراء بعثة دول مجموعة مجلس التعاون الخليج العربي، قبل اجتماع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن الذي من المقرر ان ينطلق يوم غد في مقر الأمم المتحدة برعاية سويسرية و سويدية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتييرز. 
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" فقد اطلع بن دغر السفراء على الأوضاع في اليمن وما آلت الية جراء الانقلاب وأهم ما حققته الحكومة في تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتخفيف معاناة المواطنين".
واشاد بالدور الكبير لدول مجلس التعاون الخليجي على وقوفها ومساندتها للسلطة الشرعية في اليمن والمواطن. كما أشاد بجهود سفراء مجلس التعاون بجنيف على الجهود الذي يبذلونها في دعم الملف الإغاثي والاقتصادي والحقوقي وإنجاح الدعوة الاستجابة لإغاثة اليمن.
و قال رئيس الوزراء " نحن و دول مجلس التعاون شركاء في مرحلة حساسة من تاريخنا المعاصر، و هذه المرحلة تتطلب منا مزيدًا من التعاون المشتركة لحماية شعوبنا وعمقنا الجغرافي من أي اعتداء خارجي، و ما حصل في اليمن هو حالة من حالات التدخل المطلق في شؤوننا الداخلية عبر انقلاب ممنهج على الشرعية الدستورية من إيران و اذرعتها في اليمن (مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية)، و على إثر ذلك كانت عاصفة الحزم و إعادة الأمل التي جائت بطلب من الحكومة الشرعية لصد أطماع إيران و مشروعها الطائفي في المنطقة.
وعرج رئيس الوزراء، على اهتمام دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية في تبنيها الكامل للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي من شأنه ان يحقق سلام دائم وعادل وشامل لانهاء المعاناة التي يعيشها اليمنيون جراء الانقلاب الفاشي. 
واضاف" لقد حققت الشرعية و التحالف العربي انتصار في محاربة الإرهاب، و تخلصت من أفكارهم الظلامية بدعم من السعودية و مساندة دولة الإمارات العربية المتحدة، وباقي دول التحالف العربي ".
وقال رئيس الوزراء لقد مثل التحالف العربي روح الجسد الواحد، فبرزت كل دولة بمشروعها التنموي و الإغاثي والصحي والإنساني، فلعبت السعودية والإمارات قطر و الكويت و البحرين وباقي دول الخليج دور مثمر في تقديم المساعدات للمواطنين في معظم أنحاء اليمن.
واضاف " لقد كانت معظم المساعدات الإنسانية التي تصل اليمن مصدرها الأشقاء و في مقدمتهم السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي والكويتي والقطري والبحريني وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي". 
من جهته شكر الرئيس الدوري لبعثة دول الخليج، سفير البحرين في سويسرا، يوسف بوخيري، رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، على اتاحة الفرصة للقاء بسفراء بعثة التعاون الخليجي. 
و نوه سفراء مجلس التعاون على استعداد دول المجلس خدمة الملف اليمني في هذه الأزمة الصعبة التي فرضتها مليشيات الانقلاب.. وقال " ان دول المجلس هي الصدى و الصوت الصادح إلى جانب الشرعية و بناء اليمن و تقديم المساعدات الفنية و بناء القدرات بما يحقق خروج اليمن من أزمتها الراهنة ".
وأكدوا وقوف قادة ودوّل مجلس التعاون مع اليمن ودعمه اقتصادياً وتنموياً واغاثياً وسياسياً حتى يخرج من الظروف التي يعيشها جراء الحرب الانقلابية ومساندة السلطة الشرعية ممثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وتأكيدها على السلام بموجب المرجعيات الاساسية للحل في اليمن والمتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

اقاليم اليمن:

اقاليم اليمن:
على صعيد آخر، نفى مصدر مطلع في السلطة المحلية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ما تداولته وسائل إعلام محلية، اليوم الاثنين، بشأن توجهات حكومية للإعلان عن إقليم عدن خلال الأسابيع المقبلة.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ “إرم نيوز” إن “مسألة إعلان إقليم عدن في ظل الأوضاع الراهنة وما تعانيه البلاد من انفلات وفوضى وحرب، يكاد يكون ضرباً من ضروب المستحيل”.
ولفت المصدر إلى أن “مدينة عدن تفتقر إلى معظم الخدمات الضرورية والأساسية؛ ما سيصعب من إعلان الإقليم حاليا، إضافة إلى أنه سيتسبب بحالة من الغليان الشعبي”.
وكانت صحف محلية نقلت عن مصدر مطلع وجود توجهات حكومية تتمثل بإعلان إقليم عدن خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدة أن الحكومة تجري اتصالات مع محافظي محافظات إقليم عدن لإقناعهم بإعلان الإقليم.
وأكد الناطق الرسمي باسم السلطة المحلية في عدن نزار هيثم، أنه ” لا يوجد أي مصدر رسمي للمزاعم التي تشير إلى توجهات حكومية بشأن إعلان الإقليم؛ ما يجعلها تفتقر للمصداقية”.
وقال هيثم لـ “إرم نيوز” إن “موقف السلطة المحلية في عدن من مشروع الأقاليم، يأتي بناءً على موقف الشعب والإرادة الشعبية”، لافتاً إلى أن “السلطة المحلية في عدن تصب كل تركيزها في الوقت الراهن، على كل ما يخدم المواطن وتوفير أبسط الخدمات له”.
على صعيد متصل، من المقرر أن يعقد الحراك الجنوبي الاثنين، مؤتمراً صحفياً في عدن للحديث حول مؤتمر حضرموت الجامع، في ظل الرفض الشعبي له، كونه لا يلبي تطلعات الجنوبيين المطالبين باستقلال الجنوب.
ورأى القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور حسين العاقل في حديث لـ “إرم نيوز أن “الجنوب لكي ينسلخ من جسد اليمن لا بد من الانفصال باسم الأقاليم”، مضيفاً أن “هناك قوى إصلاحية وتجارية في حضرموت تسعى لما يرضي حكومة علي عبد الله صالح، ولذلك علينا التحرك”.
وقد أثارت نتائج مؤتمر حضرموت الجامع التي صدرت السبت تكهنات بشأن طبيعة التحولات التي أفرزتها الحرب والصراعات السياسية المتصاعدة في المشهد اليمني.
وأشار مراقبون سياسيون، بحسب صحيفة العرب اللندنية، إلى أن "الحضارم" وجهوا العديد من الرسائل إلى القادة السياسيين وبالأخص في الحكومة الشرعية والحراك الجنوبي مفادها أنهم في مواجهة الحقيقة وأمام الفرصة الأخيرة لبقاء حضرموت تحت سماء اليمن الاتحادي من خلال "الفيدرالية" وبصلاحيات لا محدودة، وأن استمرار التجاذبات حول الوحدة والانفصال بات أمراً من الماضي في قاموسهم السياسي.
ووفقاً لمراقبين تبرز العديد من التحديات أمام الطموح الذي عبر عنه المؤتمر الحضرمي، وعلى رأسها الرفض الذي تبديه محافظتا المهرة وأرخبيل سقطرى للانضواء تحت أي كيان يهيمن عليه القرار الحضرمي وهو ما دفع في العام 2013 إلى استبدال تسمية "إقليم حضرموت" بالإقليم الشرقي، إضافة إلى الحسابات الخاصة في محافظة شبوة التي لا تشهد حالة انسجام شبيهة بالحالة الحضرمية في ما بين مكوناتها السياسية والقبلية.
وقالت الصحيفة، إن التوصيات تركت الباب موارباً أمام حق حضرموت في الخروج من الدولة الاتحادية، إضافة إلى حقها في تأسيس كليات عسكرية خاصة، كانت تعتبر من الأمور السيادية المركزية مثل كلية الشرطة والكلية الحربية والاحتفاظ بمسمى "النخبة الحضرمية" لقوات الإقليم، إلى جانب "إدارة المنافذ والمطارات والموانئ والمياه الإقليمية داخل الإقليم".

المشهد اليمني:

مع فشل مسعي المبعوث الأممي في التوصل الي جولة جدية لمفاوضات في اليمن، وتأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، علي مخرجات الحوار الوطني  والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 2216، كمرجعية للحل في اليمن، تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن في العام الثالث لبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن.. ليثبت مرة أخري أن السلاح أقوي علي الأرض من حمائم السلام.

شارك