واشنطن تصعد ضد دمشق...وجدل حول تدخل عسكري وشيك فى سوريا

الإثنين 24/أبريل/2017 - 07:34 م
طباعة واشنطن تصعد ضد دمشق...وجدل
 
لافروف
لافروف
تستمر الانتقادات الأمريكية والغربية للنظام السوري واتهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بينما تدافع موسكو عن مواقفها، مطالبة بتحقيق دولى محايد فى هذا الأمر، فى الوقت الذى تتضارب فيه المعلومات بشأن تدخل عسكري وشيك فى سوريا تشارك فيه قوات أردنية وبريطانية وأمريكية.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامبإن مجلس الأمن الدولي فشل في التحرك ردا على هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا، ووصف ترامب الفشل بـ"خيبة أمل كبرى".، فى الوقت الذى عبر فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن دهشته من قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعدم تشكيل بعثة للتحقيق في أحداث خان شيخون حيث وقع الهجوم الكيميائي المزعوم.
أضاف "إنه أمر مثير للدهشة لأن مسودة القرار لم تتضمن شيئا باستثناء ضرورة إجراء تحقيق مستقل وغير منحاز وشفاف وإرسال خبراء إلى مكان الحادث".، موضحا بقوله "نأمل في أن ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نهاية المطاف خبراء إلى خان شيخون وإلى مطار الشعيرات، وذلك بمراعاة صارمة لتفويضها الذي يتطلب ضمان تمثيل جغرافي واسع للخبراء الذين سينضمون للبعثة".
أعاد لافروف إلى الأذهان أن الجانب الأمريكي طلب من موسكو مباشرة بعد وقوع أحداث خان شيخون، في 4 أبريل الجاري، المساعدة في إرسال خبراء إلى قاعدة الشعيرات الجوية للتحقق من الشبهات بوجود قنابل تحتوي على مواد كيميائية في تلك القاعدة، لكن، عندما طرحت موسكو في لاهاي حيث مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مبادرتها حول إرسال خبراء إلى سوريا، لم توافق أمانة المنظمة والدول الغربية على فكرة تفتيش القاعدة الجوية.
وأوضح بقوله"قيل لنا إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تفتش فقط الأماكن حيث تم استخدام المواد السامة فعلا". وتابع أنه لفت انتباه نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى هذه الازدواجية، وطلب تزويد روسيا بمعلومات ما حول التحقيق من أجل ضمان الشفافية. وتابع: "قيل أنه تم أخذ عينات وبدأت دراستها. أين أُخذت تلك العينات؟ من أخذها؟ وفي أي مختبر يجري تحليلها؟ هل تم ضمان عدم التلاعب بتلك العينات خلال نقلها من المكان الذي أُخذت منها إلى المختبر؟".
موجريني
موجريني
أكد أن موسكو مازالت تأمل في أن تعود واشنطن إلى فكرتها الأولية حول ضرورة تفتيش القاعدة الجوية السورية، معربا عن دهشته من مثل هذه السرعة التي أبدتها آلية التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدى التحقيق في أحداث خان شيخون. وأعاد إلى الأذهان أن هذه الآلية تتكون من فريقين يتزعم كل منهما مواطن بريطاني، إذ يتولى الفريق الأول التحقيق في الشكاوى المقدمة من قبل الحكومة السورية والثاني الشكاوى المقدمة من قبل المعارضة.
أعاد الوزير إلى الأذهان أن روسيا والحكومة السورية أرسلتا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ 4 أشهر عينات أُخذت بعد تحرير أحياء حلب الشرقية، يعتقد أنها تثبت استخدام المعارضة السورية لغاز السارين أثناء الأعمال القتالية. لكن حتى الآن التحقيقات لم تسفر عن أي نتائج، وترد المنظمة على كافة الطلبات بالتأكيد أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت.
بينما قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن الأحداث في خان شيخون في حال إثبات أنها ناجمة عن استخدام الكيميائي سترتقي لمستوى جريمة حرب، موضحة بقولها "عندما يدور الحديث عن استخدام سلاح كيميائي أو مواد كيميائية يتحول الحادث إلى جريمة حرب، في حال تم إثبات ذلك. لذلك يكمن موقف الاتحاد الأوروبي في ضرورة إجراء  تحقيق شفاف ومفتوح تماما من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
وفى سياق متصل نفى سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تكون روسيا قد دعت لإلغاء آلية التحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا، موضحا أن الحديث يدور فقط عن ضرورة تصحيح طريقة العمل.
قال ريابكوف: "يحاول خصومنا اتهامنا بزعزعة الثقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. لكننا لا نريد إلغاء شيء، ولا نقترح شيئا جديدا كبديل للآلية الموجودة".
أوضح أن موسكو تريد من آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أن تعمل بشكل صحيح، وأن يتوجه فريق خبراء معنيين إلى سوريا في أقرب وقت، وأن يتولى هؤلاء الخبراء مهمة التحقيق في الهجوم الكيميائي بخان شيخون. وشدد على أن فريق الخبراء هذا يجب أن يضم أشخاصا موثوقين، وليس أشخاصا تثير أنشطتهم السابقة شكوكا حول موضوعيتهم.
ترامب
ترامب
أضاف أن قضية التحقيق في الهجوم الكيميائي في خان شيخون في الرابع من أبريل الجاري وضرورة إرسال الخبراء إلى هذه المنطقة وإلى قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص تلقي بظلالها على كافة أوجه الحوار الروسي الأمريكي. واعتبر أن هناك عددا من الخلافات الكبيرة بين موسكو وواشنطن ما زالت قائمة فيما يخص العملية السياسية في سوريا وتنفيذ القرار الدولي رقم 2254 بكامل بنوده.
يذكر أن دمشق تنفي، بصورة قطعية، أي صلة لها بالأحداث في بلدة خان شيخون بريف إدلب، فيما تصر المعارضة السورية على كون مأساة خان شيخون ناجمة عن قصف كيميائي نفذته طائرة حربية سورية أقلعت من قاعدة الشعيرات في ريف حمص.
من ناحية أخري، وبعيدا عن الجدل الدولى بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، كشفت تقارير اعلامية أن عمليات أردنية أمريكية بريطانية مشتركة على وشك الانطلاق للقضاء على "تنظيمات إرهابية" تتحرك على الحدود الشمالية للمملكة، وأن هناك مشاورات دبلوماسية غربية عن إجراءات عسكرية وأمنية غير مسبوقة على طول الحدود السورية مع الأردن وإسرائيل تجري حاليا، وأن "قوات عمليات خاصة" بمهمات قتالية تتواجد بقوة في المنطقة وتحديدا على طول جبهة جنوب سوريا وبالقرب من هضبة الجولان.‏
وكشفت التقارير إلى توفر خطة باقتحام قوات مشتركة جنوب سوريا بدعم أمريكي وبريطانيا، وأن الأردن يعد العدة لادخال قوات أردنية إلى جنوب سوريا في إطار تلك الخطة.‏ 

شارك