الصراع (التركى – الكردى) يتصاعد فى الشمال السورى وواشنطن على خط المواجهة

الثلاثاء 25/أبريل/2017 - 01:53 م
طباعة الصراع (التركى –
 
 يبدو ان  الصراع التركى – الكردى سيتصاعد  على خط المواجهة بينهما فى الشمال السورى فى الوقت الذى تقف الولايات المتحدة الامريكية على خط المواجهة  بدون رد فعلى حقيقى .
الصراع (التركى –
 ففى الوقت الذى نفذ الجيش التركي صباح يوم الثلاثاء 25-4-2017م ضربات جوية عدة على مواقع لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" وأذرعه السورية (PYD و YPG) في كل من سوريا والعراق ذكر الجيش التركي في بيان له أنه نفذ ضربات جوية على أهداف عسكرية كردية قرب جبال سنجار في العراق وفي شمال شرق سوريا،  وأن القصف شمل مواقع لـ وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لـ الحزب الديمقراطي الكردي السوري الموالي لـ حزب العمال الكردستاني في سنجار غرب الموصل وأن القصف يهدف لمنع إرسال أسلحة ومتفجرات لشن هجمات داخل تركيا،  وأن "العمال الكردستاني" استخدم المنطقتين مرارا لنقل المسلحين والأسلحة والقنابل لتنفيذ عمليات داخل البلاد" فيما  نقلت مصادر كردية لموقع الجزيرة أن خمسة عناصر من قوات الشمركة قتلوا وأصيب عدد آخر في تلك الغارات في العراق، ولم تعر ف خسائر وحدات الحماية YPG بعد
 تركيا  التى تعتبر حزب العمال الكردستاني وتفرعاته السورية والعراقية منظمة إرهابية، في الوقت الذي لا تعتبر الولايات المتحدة  الامريكية ذلك،  تقدم دعمها لهذه الفصائل تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش تعد الان وبعد هذة الضربة فى مواجهة تركيا  على حسب سونر چاغاپتاي  زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن  الذى اكد ان دعم  «وحدات حماية الشعب» - الجناح العسكري لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري - بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك قاذفات صواريخ مضادة للدبابات ومضادة للطائرات وعلى الرغم من أن الأسلحة الثقيلة قد تُمكّن «وحدات حماية الشعب» من الاستيلاء على مزيد من الأراضي الواقعة تحت سلطة تنظيم «داعش»، إلا أن مثل هذا التطور قد ينقلب بسرعة، لأن مساعدة «الوحدات» على تصعيد الحرب في الشمال قد تحفز رد فعل قومي عربي عنيف ضد التقدم الإقليمي الكردي، مما قد يزيد من دعم تنظيم «داعش». وإذا انتهى المطاف بالأسلحة الأمريكية في أيدي «حزب العمال الكردستاني» - المنظمة الأم لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» في تركيا - فإن ذلك قد يؤتّر فعلاً على العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا ويضع ضغطاً هائلاً عليها  لكن في الوقت نفسه، إن التخلي عن «حزب الاتحاد الديمقراطي» يمكن أن يدفع بالأكراد السوريين نحو روسيا، وهو ما يعارض مصالح واشنطن وأنقرة ووفقاً لذلك، فبينما يجب على واشنطن أن تفكر في عدم توفير الأسلحة الثقيلة إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي»، تحتاج تركيا إلى بناء علاقات جيدة مع الجماعة والمصالحة مع «حزب العمال الكردستاني».
الصراع (التركى –
 وتابع لا تزال الحرب السورية صراعاً غير محدد الطرفين، فهي عبارة عن حرب بين أطراف متنازعة وسط شبكة من الفوضى [بين عواصف] التحالفات المتغيرة، كما رأينا في النقص النسبي في المواجهة العسكرية بين تنظيم « داعش  » ونظام الأسد. وبشكل مماثل تَجنَب كل من «حزب الاتحاد الديمقراطي» والنظام الانخراط في اشتباكات كبيرة، واختارا بدلاً من ذلك إبرام معاهدة غير رسمية بعدم الاعتداء. ففي يوليو 2012، انسحب النظام من معظم المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، بينما تولت «وحدات حماية الشعب» المشكّلة حديثاً - والمؤلفة من تحالف «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«المجلس الوطني الكردستاني» - السيطرة على هذه المناطق وإنشاء ثلاثة كانتونات تم الإعلان عنها ذاتياً في روج آفا أو "كردستان الغربية". وتشمل هذه الكانتونات عفرين في شمال غرب البلاد، وهي منفصلة عن الكانتونات الملتصقة في كوباني وجزيرة في الشمال والشمال الشرقي، على طول الحدود التركية.
منذ ذلك الحين لم يقم «حزب الاتحاد الديمقراطي» بأي عمليات [عسكرية] ضد الأسد. وفي الواقع، تسامح مع وحدات كبيرة من قوات النظام في المناطق الكردية قرب القامشلي والحسكة، حيث يسيطر الجيش على المطار، وعلى نقطة عبور حدودية، وعلى العديد من المباني الحكومية. إن الهدف الإسمي لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو تحقيق الاستقلال الذاتي الإقليمي والدفاع عن المناطق الكردية في سوريا ضد تنظيم «داعش». لكن لدى «الحزب» جدول أعمال أكثر طموحاً: فبعد أن صدت قواته هجوماً قام به تنظيم «داعش » مع مساعدة من الولايات المتحدة ومن قوات التحالف في وقت سابق من هذا العام، شن «حزب الاتحاد الديمقراطي» هجوماً لتوحيد الكانتونات الحدودية الكردية تحت هدف قطع طرق التهريب التي يستعملها تنظيم «داعش» إلى تركيا. وخلال الحملة الأولى التي أطلقت في  يونيو، استولت الجماعة على تل أبيض - المنطقة الكردية التركمانية العربية المختلطة. وكنذير ممكن على التطهير العرقي في المستقبل، اتهم تقرير لـ "منظمة العفو الدولية" مؤخراً قوات «وحدات حماية الشعب» بالمشاركة في عملية طرد العرب والتركمان من منازلهم وتدمير ممتلكاتهم. هذا ويحاول «حزب الاتحاد الديمقراطي» الآن إقناع واشنطن بالسماح له بالتحرك غرباً عبر نهر الفرات والاستيلاء على منطقة مختلطة من التركمان والعرب والأكراد، وذلك بهدف توحيد كوباني وجزيرة مع كانتون عفرين. ومن شأن ذلك أن يشكل حزاماً كردياً متجاوراً على طول الحدود - وهو خط أحمر واضح لأنقرة.
الصراع (التركى –
 واختتم حديثه بقوله إن دعم «حزب الاتحاد الديمقراطي» كحل لمشكلة تنظيم «داعش  » يطرح نوعين من القيود: (1) القدرة المحدودة لـ «وحدات حماية الشعب» على الصعيدين السياسي والعسكري خارج المراكز السكانية الكردية، و(2) تصور أنقرة بأن «حزب الاتحاد الديمقراطي» هو واجهة لـ «حزب العمال الكردستاني»، الجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها تنظيم إرهابي والتي شنت حرباً على الحكومة التركية منذ عقود  ومع أخذ هذه القيود بعين الاعتبار، أعلنت واشنطن مؤخراً أنها ستقوم بتسليح ودعم منظمة مظلة جديدة تُدعى «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم «وحدات حماية الشعب» و«التحالف العربي السوري» - الذي يتألف من عدة فصائل من الثوار بما فيها «جيش الثوار» و «جيش الصناديد»، إلى جانب المسيحيين الآشوريين وإن الدعم الأمريكي لهذا الإئتلاف الناشئ الذي يضم حوالي 5000 مقاتل يهدف إلى الضغط على معقل تنظيم «داعش» في مخيم الشدادي جنوب الحسكة، وبالتالي قطع الروابط بين ما يسمى "عاصمة" « الخلافة  » في الرقة والمعقل العراقي في الموصل. هذا وتعتزم واشنطن دعم هذا الجهد عبر الضربات الجوية وإمدادات الأسلحة التي تسقطها الطائرات ووفقاً لذلك، يتعيّن على تركيا أن تسحب البساط من تحت أقدام موسكو من خلال توطيد العلاقات مع «حزب الاتحاد الديمقراطي». ويعني ذلك على المدى القصير، مساعدة «قوات سوريا الديمقراطية» بأسلحة خفيفة تدعمها القوة الجوية الأمريكية. إلا أن أفضل طريقة لتقويض [تأثير] روسيا ستتجلى في السلام التركي الكردي داخل تركيا. يجب على واشنطن أن تشجع أنقرة على إيجاد سبل دائمة لإنهاء القتال مع «حزب العمال الكردستاني» من خلال حل سياسي، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على إبقاء الأكراد في كل من تركيا وسوريا في صفوف أنقرة وواشنطن.
الصراع (التركى –
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان  الصراع التركى – الكردى سيتصاعد  على خط المواجهة بينهما فى الشمال السورى  وان الولايات المتحدة الامريكية  ستقف على  خط المواجهة  بدون رد فعلى حقيقى وان حدث فسيكون وفق مصالحها .

شارك