بابا الفاتيكان يوجهه رسالة حب للمصريين ... وقلوب الملايين تنتظره بشوق

الثلاثاء 25/أبريل/2017 - 03:14 م
طباعة بابا الفاتيكان يوجهه
 
يقوم قداسة البابا فرنسيس بزيارة رسولية إلى مصر في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من آبريل الجاري. وقد صدر البرنامج المفصّل لهذه الزيارة البابوية إذ من المرتقب أن يغادر قداسة البابا مطار فيومتشينو الدولي بروما في تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الجمعة الثامن والعشرين من آبريل الجاري متوجها إلى مطار القاهرة الدولي الذي سيصله البابا عند الساعة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، لتجري مراسم الاستقبال الرسمي على أرض المطار. بعدها يقوم البابا فرنسيس بزيارة مجاملة إلى رئيس جمهورية مصر العربيّة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي وبزيارة مجاملة إلى شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيّب على أن يتوجّه البابا بعدها إلى المؤتمر العالمي للسلام لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب، هذا وسيلتقي الأب الأقدس بعدها ممثلين عن السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي ويقوم بزيارة مجاملة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسيلقي كل منهما كلمة عقب اللقاء المشترك.
أما يوم السبت الموافق التاسع والعشرين من آبريل الجاري يبدأ البابا يومه بالاحتفال بالقداس الإلهي عند الساعة العاشرة صباحًا، وبعد تناول الغداء مع الأساقفة يتوجّه الأب الأقدس عند الساعة الثالثة عصراً ليلتقي بالكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين، هذا وتلي اللقاء مراسم الوداع الرسميّة على أن يتوجّه بعدها الأب الأقدس إلي مطار القاهرة الدولي ليستقلّ الطائرة عند الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلّي عائدا إلى روما حيث من المرتقب أن تحط الطائرة البابوية على أرض مطار تشامبينو عند الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت إيطاليا.

في رسالة لشعب مصر

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو لمناسبة زيارته الرسولية إلى مصر يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أبريل عام 2017. وهذا نصها 
" يا شعب مصر الحبيب! السلام عليكم!‏
بقلب فرح وشاكر، سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز: مهد الحضارة، وهبة النيل، وأرض الشمس ‏والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء، وحيث الله، الرؤوف والرحيم، القدير والواحد، أسمع ‏صوته.‏
إني لسعيد حقا أن آتي كصديق، وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت، منذ أكثر من ‏ألفي عام، ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة، عند هربها من تهديدات الملك هيرودس (را. متى 2، 1 - ‏‏16). يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة!‏
أحييكم بمودة وأشكركم على دعوتكم لي لزيارة مصر، والتي تسمونها "أم الدنيا"!‏
أشكر جزيل الشكر فخامة رئيس الجمهورية، وقداسة البابا البطريرك تواضروس الثاني، والإمام الأكبر للأزهر، ‏وبطريرك الأقباط الكاثوليك، شكرا جزيلا لكل واحد منكم على دعوتكم لي؛ كما أشكر كل واحد منكم، أنتم الذين ‏ستفتحون قلوبكم لاستقبالي. أشكر كذلك جميع الأشخاص الذين عملوا، ويعملون، من أجل تحقيق هذه ‏الزيارة.‏
وأتمنى أن تكون هذه الزيارة بمثابة عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط؛ ورسالة ‏صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة؛ ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، ‏وبصفة خاصة، مع العالم الإسلامي الذي تحتل مصر فيه مكانة رفيعة.‏
أتمنى أن تشكل الزيارة هذه أيضا إسهاما مفيدا في حوار الأديان مع العالم الإسلامي، وفي الحوار ‏المسكوني مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة والحبيبة.‏
إن عالمنا، الممزق من العنف الأعمى – الذي ضرب أيضا قلب وطنكم العزيز – يحتاج للسلام، ‏وللمحبة، وللرحمة؛ إنه يحتاج لصانعي السلام، لأشخاص أحرار ومحررين، لأشخاص شجعان ‏يعرفون كيف يتعلموا من الماضي ليبنوا المستقبل، دون أن ينغلقوا في الأحكام المسبقة؛ إنه يحتاج ‏إلى بناة جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية.‏
أيها المصريون الأعزاء، شباب وشيوخ، نساء ورجال، مسلمون ومسيحيون، أغنياء وفقراء ... ‏أعانقكم جميعا بمودة، وأطلب من الله العلي القدير أن يبارككم ويصون بلدكم من أي شر.‏
من فضلكم صلوا لأجلي!‏
شكرا وتحيا مصر!‏" 

سفير الفاتيكان

فيما يتزايد الانتظار في القاهرة لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر من الثامن والعشرين وحتى التاسع والعشرين من نيسان آبريل الجاري، والتي ستتخلّلها لقاءات مسكونيّة وما بين الأديان وأخرى ذات طابع راعوي، كما سيشارك الأب الأقدس خلال زيارته في المؤتمر العالمي للسلام الذي تنظّمه جامعة الأزهر في القاهرة؛ أجرت إذاعة مقابلة مع السفير البابوي في مصر المونسينيور برونو موسارو الذي حدّثنا عن الحماس الذي تستعد من خلاله مصر لاستقبال الأب الأقدس.
قال السفير البابوي في مصر هناك حقًّا جوٌّ من الانتظار الحار لزيارة الأب الأقدس وليس فقط من قبل الجماعة الكاثوليكيّة بل من قبل المصريين جميعًا، ومن الجميل رؤية هذا الحماس الذي تنقله لنا أيضًا اللجنة المحليّة التي تُعنى بتحضير هذه الزيارة الرسوليّة. تابع المونسينيور برونو موسارو مُشيرًا إلى أنَّ ما ساهم في هذا الحماس الذي يغمر البلاد بمناسبة هذه الزيارة هو شخصيّة البابا فرنسيس وأسلوبه في الاقتراب من الناس ولاسيما الفقراء والمعوزين وخصوصًا تصرفاته تجاه الذين يهمّشهم المجتمع، وهذه تصرفات تصل إلى قلوب جميع الأشخاص بعيدًا عن انتماءاتهم الدينيّة.
أضاف السفير البابوي في القاهرة مؤكِّدًا أن قرار الأب الأقدس في تأكيد زيارته إلى مصر لاسيما بعد الاعتداءات التي حصلت يوم أحد الشعانين قد فرّح الشعب المصري والحكومة أيضًا التي أظهرت امتنانًا للأب الأقدس على قراره هذا. وختم المونسينيور برونو موسارو السفير البابوي في القاهرة حديثه لإذاعتنا متوقّفًا عند المؤتمر العالمي للسلام مشيرًا إلى أنّه سيشكل مناسبة لانطلاقة جديدة لمصر وعلامة رجاء.

بطريرك الاقباط الكاثوليك

قال رأس الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر البطريرك ابراهيم إسحق سيدراك، إن "زيارة البابا فرنسيس لمصر تأتي لقول إن العالم يريد السلام والاستقرار".
وفي حديثه عن الزيارة البابوية المرتقبة، أضاف البطريرك اسحق في مقابلة مع خدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، "إن البابا صديق، ويمكن رؤية الصديق الحقيقي في أوقات الحاجة"، وأن زيارة البابا تأتي "لتقول للعالم إن بلادنا لا تزال تواجه وقتًا عصيبًا، وهي تريد السلام والاستقرار، ولهذا فهي تستحق الدعم".
وأردف بطريرك الأقباط الكاثوليك أن "البابا سيؤكد للجماعة الكاثوليكية المحلية أننا جزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية في العالم، ولسنا قطيعًا صغيرًا، وقد حان الوقت للحديث عن أكثر من حضور أو أقلية"، في البلاد.
أما عن الحوار مع الإسلام، فقد البطريرك اسحق "ليس لدينا خيار آخر كمسيحيين، فقد يحدث في الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات ومناسبات البحث والحوار، ألا نقول كل ما يخطر ببالنا ونحرص على جرح مُحاورنا بالتركيز على تباين الآراء والمواقف"، لكن "المهم هو المشاركة والحوار".
وتابع "من هنا تأتي الحاجة للصلاة، لأن هناك مجتمع يحتاج للنمو والتقدم في الحوار"، مبينًا أن من الصعب انتظار أن تُحدث زيارة البابا معجزة أو تتسبب بتغيير فوري"، بينما "آمل بدلاً من ذلك أن يكون حضور البابا نقطة محتملة للتغيّر وإعادة البدء من جديد".
وأشار رأس الكنيسة القبطية الكاثوليكية إلى أنه "لا تكفي اللقاءات الممتازة والخطب، فالواقع يتطلب منا شجاعة وعناية فائقة. إنها هي ذاتها التي نحتاجها لمواجهة نوع آخر من الهجمات، الى جانب تلك الإرهابية لتنظيم (داعش)، والتي تأتي من الخطب والتعاليم لرجال دين وغيرهم".
وخلص البطريرك اسحق إلى القول إن "في العديد من المدارس هناك أناس درسوا سنوات لوحدهم دون حوار مع أي شخص"، والذين "تُعدُّ مواجهة مواقف أخرى بمثابة صدمة بالنسبة لهم". يُذكر أن الأقباط الكاثوليك في مصر يشكلون حوالي 300 ألف شخص، من بين 12 مليون مسيحي أرثوذكسي في البلاد.

شارك