مجلس العموم البريطاني وتجميل صورة الإخوان

الأربعاء 26/أبريل/2017 - 03:12 م
طباعة مجلس العموم البريطاني
 
في سبتمبر 2015، وبعبارات واضحة أدانت الحكومة البريطانية في تقرير رسمي لها، جماعة الإخوان، مؤكدة أنها مارست ولا تزال نشاطاً مشبوهاً في العديد من دول العالم، ولها اتصالات مع جماعات إرهابية تمارس العنف، الأمر الذى ستتبعه إجراءات عقابية من بينها تجميد ومصادرة الأموال والممتلكات الخاصة بالتنظيم الدولي، فضلاً عن منع التأشيرات لرموز وأعضاء الجماعة الإرهابية.

مجلس العموم البريطاني
وقد أثار التقرير الذى أعلنته بريطانيا حينها جدلا واسعا، وعلق عليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بتأكيده رفض إصدار تأشيرات زيارة لأعضاء الإخوان، والمرتبطين بها، حالة من الصدمة داخل صفوف جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، الذى أكد اعتزامه مقاضاة الحكومة البريطانية، رداً على هذا التقرير.
وقال السير جون جينكينز، رئيس لجنة التحقيق الخاصة بأنشطة جماعة الإخوان، في تقريره إنه درس أعمال وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين، وأجرى تقييماً لوجهات نظر الإخوان بشأن العنف والإرهاب، ولجوء الإخوان المسلمين في مصر وفروع أخرى تابعة لهم إلى أعمال العنف، مؤكداً خلال تقريره أن حسن البنا قبل باستغلال العنف لأغراض سياسية، ونفذت الجماعة خلال حياته اعتداءات، بما فيها اغتيالات سياسية ومحاولات اغتيال ضد أهداف من رموز الدولة المصرية وضد مصالح بريطانية ويهودية.
وأضاف في تقريره أن أبرز منظري الإخوان سيد قطب تبنى أفكار المنظر الهندوباكستانى أبو الأعلى المودودي، مؤسس الحزب الإسلامي "الجماعة الإسلامية" لترويج عقيدة التكفير القائم على وصم مسلمين آخرين بالكفر أو الارتداد، ووصم دول حالية بأنها غير إسلامية واللجوء للتطرف العنيف سعيا لتأسيس مجتمع إسلامي ودولة إسلامية، وأن الجهاد ليس فقط روحيا أو دفاعا عن النفس.
وتعقيباً على ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن التحقيقات التي تجريها بلاده حول التطرف أظهرت علاقات غامضة للإخوان مع جماعات العنف والإرهاب.
مجلس العموم البريطاني
وأكد رئيس الوزراء البريطاني حينها، أن التحقيق أظهر أن أي علاقة مع الإخوان أو التأثر بهم تعد مؤشرا على التطرف، كاشفا عن أنه سيتم تكثيف المراقبة على أنشطة وآراء جماعة الإخوان وأنصارها في الخارج.
ومنذ هذا الوقت تعمل جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي مستندة الى علاقاتها برجال اعمال ودوائر صنع القرار في بريطانيا الى تغيير هذا التقرير ومحاولات تجميله بالتعاون مع أعضاء في مجلس العموم البريطاني، حيث أقدمت لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني على استضافة عدد من فروع الجماعة في الدول العربية وبعض قيادات مكتب التنظيم بلندن، في الوقت الذى تواجه فيه الجماعة انتقادات واسعة بعد العمليات الإرهابية التي طالبت بريطانيا خلال الفترة الماضية كان على رأسها حادث محيط مجلس العموم البريطاني.
وفقا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن جلسة الاستماع هدفها إعداد لجنة العلاقات الخارجية بالعموم البريطاني تقرير اخر حول التحقيقات التي أجرتها الحكومة البريطانية في عهد ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، حول نشاط الإخوان في لندن، خلال نشاط الإخوان، حيث طلب إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للجماعة، من أعضاء لجنة الشئون الخارجية بالعموم البريطاني، الاستماع لفروع أخرى للتنظيم، للتعرف على نشاطه من بينها إخوان الإمارات وكذلك الأردن، المقيمين في بريطانيا.
المصادر أكدت، أن الإخوان تجهز تقرير جديد، أعده مكتب الجماعة في لندن، حول تاريخ علاقة التنظيم بحكومات بريطانيا المتعاقبة، وبعض أنشطة التنظيم في دول أوروبا، وبعض التقارير الصحفية التي نشرتها صحف أجنبية عن الإخوان، لضمان تجميل الإخوان في التقرير الثاني الذى ستعده لجنة العلاقات الخارجية حول نشاط الإخوان.
وفى هذا السياق أيضا قال أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن مكتب كريكلوود بلندن أعد ملف كامل للعرض على مجلس العموم البريطاني، حيث تضمن هذا الملف أربعة محاور رئيسية متعلقة تاريخ التنظيم الدولي وعلاقته بالحكومات المتعاقبة منذ تأسيس مكتب كريكلوود عام ١٩٦٤، والخدمات التي قدمها مكتب كريكلوود للحكومات البريطانية خلال هذه السنوات حتى الآن، وقد جاء أبرزها في هذا المحور الدور الخفي الذى لعبه إخوان العراق بالتنسيق مع ابراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي في أوروبا في نقل معلومات عن صدام حسين للمخابرات البريطانية أثناء حكومة تونى بلير وهى أعلى فترات التعاون بين الحكومات البريطانية ومكتب كريكلوود.

مجلس العموم البريطاني
وأضاف أن المحور الثاني يتعلق بفترة المعزول محمد مرسى وتزيف الحقائق بأنهم أشاروا بأنهم أكثر الفترات التي دافعت عن الأقليات في تاريخ مصر، بل إنهم أشاروا بأنهم أعدوا مشروع لاسترداد ممتلكات اليهود في مصر، المحور الثالث، ما حدث في ميداني رابعة والنهضة، المحور الرابع ما بعد ثورة ٦/٣٠ للتيار الإسلامي في مصر وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع: أشرف على هذا الملف القيادي عزام سلطان التميمي وهو احد قيادات التنظيم الدولي ويتولى ملف الاتحاد الأوروبي، بالتنسيق مع أمين عام التنظيم الدولي إبراهيم منبر، في نفس السياق يحاول التنظيم الدولي نفى التهم المختلفة التي لحقت بالتنظيم وأهمها دعم مكتب كريكلوود لعناصر تكفيرية مسلحة في أوروبا.
فيما أدان عبد الرحيم على عضو مجلس النواب، تدخل مجلس العموم البريطاني في شئون دول المنطقة عبر دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، على خلفية جلسة استماع المجلس مع عدد من كوادر الجماعة في الإمارات والخليج، معتبراً ذلك بالفرصة لقلب الحقائق ونشر الأكاذيب.
وتساءل: لماذا لا يستدعى أعضاء مجلس العموم البريطاني بدلا من إخوان مصر والإمارات مجموعات من شعب ليبيا وسوريا والعراق لسؤاله حول الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها الحكومة البريطانية ضد تلك الشعوب وهى جرائم ترقى لجرائم الإبادة البشرية؟". واتهم عضو مجلس النواب جهات بعينها وأشخاصا بالتعامل مع الإخوان والجماعات الإرهابية لتمرير مشروعاتها في المنطقة العربية وكذا أوروبا.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادي السابق بالإخوان، إن بريطانيا لن تسمح بسقوط الإخوان نهائيا، فمازال لهم دور في المنطقة ترغب بريطانيا أن يلعبوه، واستقدام القادة الإخوان الخليجيين لترسيم شكل الدور الذى ستلعبه الجماعة في المرحلة القادمة وطرق الدعم التي يجب أن يحصلوا عليها.
وأضاف أن ملامح هذا الدور هو انحسار الاسم نوعا ما، وإيجاد شكل إخواني جديد بعيدا عن الصورة التقليدية النمطية للرجل السلفي الإخوانى، فالإخوان من حيث الشكل والتكوين كما أسسهم حسن البنا لديهم سبعة مسارات فهم سياسيون وسلفيون وصوفيون وتنويريون وثوريون ومثقفون ورجال الاعمال اصحاب عمل خير، وكل هذه المسارات يمكن أن تظهر وتختفى حسب الدور المطلوب للإخوان أن يقوموا به.

شارك