محاولات لاستئناف اجتماعات أستانا... ومخاوف من تأثير اندماج القاعدة وداعش

الخميس 27/أبريل/2017 - 08:17 م
طباعة محاولات لاستئناف
 
جانب من لقاءات أستانا
جانب من لقاءات أستانا الشهر الماضي
تواصل الأمم المتحدة مجهوداتها لاستئناف جهود عملية السلام السورية، بالرغم من المحاولات التى تجريها فصائل المعارضة والجماعات المتطرفة لتعظيم الانتقادات الغربية لنظام بشار الأسد على حساب الحلول السياسية للأزمة، بينما تواصل موسكو دعمها للحلول السياسية ومحاولة تذويب الخلافات الغربية ومنع اللجوء إلى اى حلول عسكرية لتسوية الأزمة.
من جانبها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن مفاوضات أستانا التي ستجري في كازاخستان الأسبوع المقبل ستسمح بمنع تدهور الوضع السياسي العسكري في سوريا وتحقيق نتائج إيجابية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه يجب دعم الأطراف السورية في التوصل إلى حلول وسط تضع حدا للمواجهة المستمرة في سوريا ولن تسمح للإرهابيين بفرض سيطرتهم على البلاد ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أعربت زاخاروفا عن قلق موسكو العميق بشأن قصف تركيا لمواقع القوات الكردية في شمال شرق سوريا وشمال العراق مؤخرا، مشيرة إلى أن القوات الكردية هي الفصائل الأكثر قدرة على الحرب ضد إرهابيي "داعش".، وقالت الدبلوماسية الروسية إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات التي وجهت انتهاكا للقانون الدولي قد دفعت أنقرة لتوجيه ضرباتها إلى مواقع الأكراد، ودعت زاخاروفا جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى احترام سيادة واستقلال سوريا والعراق وغيرهما من الدول.
كما أدانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية قصف إسرائيل مواقع قرب مطار دمشق، مؤكدة أن ذلك أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي، وأعلنت الدبلوماسية الروسية أن منظمة "الخوذ البيضاء" في سوريا هي في الحقيقة متعاطفة مع إرهابيي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وتقدم لهم معلومات ومساعدات مادية.
وقالت زاخاروفا إن هناك أدلة تشير إلى مشاركة "الخوذ البيضاء" في بعض عمليات "جبهة النصرة" وإزالة آثار إعدام مدنيين، مضيفة أن منظمة "أطباء سويديون من أجل حقوق الإنسان" قامت بدراسة مقطعي الفيديو للخوذ البيضاء وترى أن عملية الإنقاذ في الحقيقة تمثل تلاعبا خطرا باستخدام أطفال مخدرين، مؤكدة أن الإعلام الغربي المنحاز يتجاهل أدلة تثبت تورط "الخوذ البيضاء" في تزوير المعلومات حول سقوط ضحايا في سوريا وفبركة تقارير حول أعمال العنف واستخدام أنواع خطرة من الأسلحة.
قالت زاخاروفا إن موسكو تسعى إلى أن تفعل كل ما بوسعها من أجل تخفيف معاناة السوريين دون أي تفرقة بينهم وتحسين الوضع الإنساني في البلاد، مشيرة إلى أن القوات الجوية السورية تشارك في إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة دير الزور المحاصرة في سوريا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أبلغ فيه مندوب كازاخستان الدائم لدى الأمم المتحدة خيرت عمروف، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجهود بلاده لاستئناف عملية أستانا لتسوية الأزمة السورية.
جهود لانعاش الحلو
جهود لانعاش الحلو ل السياسية للأزمة السورية
وأكدت البعثة الكازاخستانية  لدى الأمم المتحدة، أن الاجتماع مع ترامب الذي شارك فيه الدبلوماسي الكازاخستاني، عقد الثلاثاء الماضي في واشنطن، حيث وصل مندوبو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لإجراء مشاورات مع الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونجرس وممثلي النخبة السياسية الأمريكية، كما شدد عمروف خلال الحديث مع ترامب على أهمية استمرار عملية أستانا وبذل الجهود الجماعية لإشراك كافة الأطراف السورية في مفاوضات السلام.
كذلك أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن الدول الضامنة للهدنة في سوريا "روسيا وإيران وتركيا" أكدت مشاركتها في الجولة القادمة من مفاوضات أستانا يومي 3 و4 مايو المقبل.
وقال مختار تليوبيردي، نائب وزير الخارجية الكازاخستاني، أن لقاء على مستوى الخبراء سيعقد في أستانا قبل الجولة الرابعة من المفاوضات . وأضاف أنه لا توجد حتى الآن قائمة نهائية للمشاركين في المفاوضات والمراقبين الدوليين خلال الجولة القادمة.
تجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية المسلحة رفضت حضور الجولة السابقة من مفاوضات أستانا التي عقدت يومي 14 و15 مارس الماضي، وتهدف المفاوضات بالدرجة الأولى إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار في سوريا وتطوير آلية الرقابة على الهدنة.
وفى سياق متصل أعلن القائم بأعمال أمين عام منظمة معاهدة الأمن الجماعي، فاليري سيميوريكوف، أن تنظيمي "داعش" و "القاعدة"، بدءا مؤخرا بالتفاوض لتشكيل تحالف بينهما.
قال سيميوريكوف "حسب المعلومات المتوفرة، تشهد الفترة الأخيرة محاولات لتجاوز الخلافات عبر المفاوضات بين "داعش" و"القاعدة" وضم هذين التنظيمين الإرهابيين في تحالف". وأضاف: "في حال تنفيذ هذه المبادرة، سينمو التهديد الإرهابي في العالم بأضعاف مضاعفة".، كما أشار سيميوريكوف إلى أن "أفغانستان اليوم أصبحت مكانا يتدفق إليه سيل من مسلحي داعش الفارين من الضربات في سوريا والعراق، ومن المحتمل أن يحولوا هذا البلد إلى موطئ قدم لهم للتوسع إلى أراضي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
بينما قال مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، إن تنظيم داعش يجري محادثات مع تنظيمات إرهابية أخرى بهدف الاتحاد معهم، وأكد بورتنيكوف، في كلمة خلال أعمال المؤتمر الدولي السادس للأمن "MCIS-2017" المنعقد في موسكو بمشاركة ممثلين عن 85 دولة، أن المعلومات التي تم الحصول عليها تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية تسعى لخلق شبكات جديدة في أفغانستان واليمن وأفريقيا.
أضاف مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية أن "قيادات أكبر التنظيمات الإرهابية في العالم، مثل داعش وجبهة النصرة، وكذلك من تبقوا من التنظيمات التي وجدت من قبل، مثل القاعدة، بدأوا يغيرون تكتيكاتهم، بعد أن أدركوا أنهم مهددون بالتدمير الكامل في أماكن سيطرتهم السابقة".
دي ميستورا
دي ميستورا
أوضح بورتنيكوف أن هذه التنظيمات كثفت من نشاطها، من خلال توزيع المقاتلين، في أفغانستان، واليمن، وفي عمق القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات بدأت تقيم هناك معاقل لها، ودعا المسؤول الروسي إلى ضرورة توحيد الجهود، وإنشاء مركز موحد للمعلومات، حول التنظيمات والمتعاملين معهم، للقضاء على التنظيمات.
فى حين أكدت لجنة "الدوما" لشؤون الدفاع أن سحب نصف المجموعة الجوية الروسية من سوريا لن يؤدي إلى انبعاث النشاط الإرهابي هناك نظرا لوجود ما يكفي من القوة الروسية في سوريا، وقال يوري شفيتكين نائب رئيس لجنة "الدوما" لشؤون الدفاع: "تتوفر لدى الجانب الروسي في سوريا كافة القوى والوسائل اللازمة لصد أي عدوان إن كان إرهابيا أو غيره".
أضاف: "ترابط في سوريا تشكيلات عسكرية روسية مختلفة بما فيها قوات الأسطول القادرة على صد أي عدوان مهما كان مصدره"، مشيرا إلى أن سحب المجموعة الجوية لم يأت إلا بعد تطهير مساحات شاسعة في سوريا من الإرهاب، وأن القوة الجوية المتبقية هناك كفيلة بتغطية المساحات المتبقية.
وسبق لرئيس إدارة العمليات لدى هيئة الأركان الروسية سيرجي رودسكوي، وأعلن يوم أمس عن الانتهاء من سحب نصف المجموعة الجوية الروسية من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن الطائرات الروسية قد نفذت منذ نشرها في حميميم أكثر من 23 ألف طلعة جوية في إطار عملية مكافحة الإرهاب في سوريا.
وسحب المجموعة الجوية المشار إليها، يأتي تنفيذا لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2016 الذي اقتضى سحب معظم القوة الجوية الروسية من سوريا بعد أن تميزت في تنفيذ المهام الموكلة إليها وأنجزتها قبل موعدها.

على الجانب الأخر أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن المشكلة ليست معقدة وأن أغلبية السوريين تعبوا من الحرب ويرغبون في عودة الأمن والاستقرار، مشددا على مفردات الحوار السوري السوري كسبيل للخروج من الأزمة
وقال الأسد في مقابلة مع قناة "تيليسور" الفنزويلية في دمشق، "المشكلة الآن أن العصابات الإرهابية كلما تقدمنا خطوة باتجاه الحل وإعادة الاستقرار أتاها المزيد من الأموال والأسلحة من أجل تخريب الوضع، لذلك أستطيع القول، إن الحل يجب أن يكون بإيقاف دعم الإرهابيين من الخارج، وهذا يأتي بالمقام الأول".
أشار الرئيس السوري إلى أن بلاده "ستكون أقوى بكثير من ما كانت عليه قبل الحرب"، مؤكدا أن المصالحة بين كل السوريين والعفو عما مضى في السابق خلال هذه الحرب هو الطريق لإعادة الأمان إلى سوريا.

شارك