رُغم اتفاقهما على محاربة الإرهاب.. قراءة في عودة التلاسن بين أميركا وروسيا

السبت 29/أبريل/2017 - 10:02 م
طباعة رُغم اتفاقهما على
 
يبدو أن التوقعات التي بناها مراقبون من الجانب الاميركي والروسي، أن الرئيس دونالد ترامب ربما يساعد على تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين موسكو وواشنطن، خاصة فيما له صلة بالأزمة الأهم الدائرة في الساحة العربية منذ نحو 5 سنوات دون مؤشرات على وجود حلول تلوح في الأفق، حيث استمر التلاسن بين الجانبين كل حين وآخر، لتبقى الخلافات التاريخية بين أميركا وروسيا هي المتحكمة بقشكل أساسي في العلاقات بين البلدين.
كالات أنباء روسية نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، اليوم السبت، إن موسكو مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة بشأن حل الأزمة السورية، في حين وصفت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق اليوم السبت 29 أبريل، تصريح البيت الأبيض بشأن "عزل روسيا في الأمم المتحدة" بالغريب، مؤكدة أن موسكو تسعى للتعاون في إطار المنظمة مع جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة، وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي: "تصريح غريب.. نحن على العكس نسعى في إطار الأمم المتحدة، إلى التعاون مع جميع الدول بما فيها وقبل كل شيء الولايات المتحدة".

رُغم اتفاقهما على
مراقبون اعتبروا تصريح لافروف جزء من السياسات الروسية التي تدعو كل حين وآخر، استعدادها استئناف التعاون مع واشنطن بشأن سوريا وقضايا دولية أخرى في سبيل مكافحة الإرهاب، لكن العلاقات بين البلدين شهدت تراجعاً جديداً بعدما أطلقت الولايات المتحدة صواريخ على سوريا لمعاقبة حليفة موسكو على استخدامها المشتبه به لغاز السيسرين السام في أبريل الجاري. وأدانت روسيا التحرك الأميركي.
وأضاف غاتيلوف: "أرى أن الحديث يجب أن يكون ليس عن وضع أحدهم في عزلة، بل بالبحث عن النقاط المشتركة للوصول إلى الحلول المقبولة للجميع للمشاكل القائمة"... "هذا ما يجب أن يكون عليه عمل الأمم المتحدة وليس العمل على وضع أحدهم في العزلة.
يشار إلى أن البيت الأبيض كان قد صرح في وقت سابق أن من أوائل نجاحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب خلال الأيام الـ100 الأولى من حكمه كان "إقناع الصين بعزل روسيا"، وعقب ذلك التصريح، أكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن "ما يصرح به البيت الأبيض يعبر عن موقف الجانب الأمريكي، وأن علاقة الصين بروسيا جيدة جداً.

رُغم اتفاقهما على
في السياق، اعتبرت موسكو أن نشر واشنطن درعها الصاروخية قد يشجع الرؤوس الأمريكية الحمئة على خطوات هجومية بالإلتفاف على مجلس الأمن، من قبيل ضربة مطار الشعيرات السوري، وفي تعليق على تقرير لواشنطن حول تقيد الدول باتفاقات الرقابة على التسلح، كتبت الخارجية الروسية: "امتلاك واشنطن مظلة الدفاع المضاد للأهداف الجوية قد يوهم الرؤوس الأمريكية الحمئة بحتمية إفلاتها من العقاب ويثير لديها شهوة القيام بخطوات خطرة إضافية لتسوية القضايا الدولية والإقليمية، والإقدام على توجيه الضربات من قبيل تلك التي استهدفت الشعيرات".
واعتبرت الخارجية الروسية في هذه المناسبة، أن نشر واشنطن عناصر درعها الصاروخية ومنظومات "توماهوك" في بولندا، يعد انتهاكا فظا لمعاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا التي أبرمتها مع موسكو، وأضافت: "ما انفكت واشنطن في غضون سنوات تتجاهل المخاوف الروسية الجدية تجاه مدى تنفيذ الجانب الأمريكي بنود معاهدة الحد من الصواريخ المذكورة في أوروبا، فيما تستمر هي في كيل الاتهامات الواهية لموسكو بخرقها المعاهدة".

رُغم اتفاقهما على
وتابعت: "لقد أطلقت الولايات المتحدة حملة دعائية واسعة النطاق تروج من خلالها لمزاعم فحواها أن روسيا تعكف على إنتاج واختبار الصواريخ المجنحة المنشورة على اليابسة، دون أن تبرز ولو دليلا واحدا يعزز ادعاءاتها".
وأعربت الخارجية الروسية في ختام بيانها عن قلق موسكو حيال محاولات المسؤولين الأمريكيين توظيف ادعاءات بلادهم هذه في تسويغ تبني جملة جديدة من العقوبات الغربية ضد روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن معاهدة حظر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، قد أبرمت بين موسكو وواشنطن سنة 1987 إبان حقبة "دفء" العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، فيما تحظر المعاهدة المذكورة على الطرفين نشر الصواريخ البالستية والمجنحة على اليابسة  التي يتراوح مداها بين  كم 500 و5,5 ألف كم.

شارك