حماس وفك الارتباط بالإخوان والاعتراف بدولة اسرائيل

الإثنين 01/مايو/2017 - 07:44 م
طباعة حماس وفك الارتباط
 
رئيس المكتب السياسي
رئيس المكتب السياسي خالد مشعل
كشفت وكالة رويترز فحوى ما أسمته وثيقة مسربة لـ"حماس" تنص على عدد من النقاط أبرزها نأي الحركة بنفسها عن جماعة "الإخوان المسلمين".
وتتضمن وثيقة حماس المسربة والتي تطلق عليها اسم "وثيقة المبادئ والسياسات العامة"، 3 محاور جوهرية وهي: قبول حركة "حماس" بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
والتأكيد على أن الصراع مع إسرائيل وليس مع اليهود أي أنه سياسي وليس دينيا كما اعتادت تسميته في خطابها سابقا. وتعرف نفسها في هذه الوثيقة على أنها حركة تحرر وطني فلسطينية مع تمسكها بالصبغة الإسلامية وأن أحد أهم أهدافها هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مع التأكيد على أن الحركة  ليست مرتبطة بامتدادات إقليمية ودولية في إشارة إلى تنظيم الإخوان المسلمين العالمي.
من جانبها نفت حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي، خالد مشعل، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام التي اعتبرت أن الوثيقة تعتبر بديلًا عن الميثاق التأسيسي لحركة حماس، مشددا على أن الوثيقة عبارة عن "رؤية الحركة السياسية وفكرها" على مدار تاريخها الذي يناهز الـ 30 عاما.
وأوضح مشعل عقب انتهاء اجتماع المكتب السياسي بمشاركة عدد من قيادات الحركة،  الذي التئم في العاصمة القطرية الدوحة "أن إعداد هذه الوثيقة استمر على مدار أكثر من عام، وهي تحمل فكر "حماس" وموروثها السياسي الذي تراكم خلال الـ 30 سنة الماضية.
ونوه مشعل إلى أن الحركة ستقدم هذه الوثيقة كتعبير عن الخبرة المتراكمة والمتطورة لتجربة حماس، ولن تكون بعيدة عن جذورها واستراتيجيتها، بل ستصب في ذات الهدف، وتسهم في إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني.
ويتقاطع الكثير من المحللين السياسيين بأن هذه الوثيقة تبدأ من حيث بدأت منظمة التحرير الفلسطينية قبل أكثر من 40 عاما عندما أقرت عام 1974 برنامجا أسمته حينها بـ "البرنامج المرحلي" بمبادرة من الجبهة الديمقراطية والذي ينص على قبول منظمة التحرير مبدأ إقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ومن جهة أخرى ستعمل هذه الوثيقة على تحسين علاقات الحركة مع بعض الدول العربية التي تتخذ موقفا عدائيا من تنظيم الإخوان المسلمين مثل مصر والإمارات العربية، كما ستجعل علاقاتها مع دول أخرى على الساحة الدولية أكثر مرونة من ذي قبل.
فيما زعمت إسرائيل أن حركة حماس تخادع العالم بإصدار وثيقة سياسية جديدة، تخفف فيها على ما يبدو سياسة الحركة الإسلامية تجاه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، دافيد كيزان: "حماس تحاول خداع العالم، لكنها لن تنجح. وأضاف: "حماس تبني الأنفاق، وتطلق آلاف الصواريخ على إسرائيل، هذه هي حماس التي تريد اصدار وثيقة سياسية"، على حد ادعائه.
وقبل يوم واحد من اعلان هذه الوثيقة حذر مسؤول في حركة حماس من انفجار الوضع في قطاع غزة ليطال كل المنطقة في حال استمرت الإجراءات "التضيقية" مرجحا تدخل المجتمع الدولي وإسرائيل لمنع تدهور الأمور خوفا على مصالح تل أبيب.
وقال القيادي في حماس أحمد يوسف "إن ما يتم اتخاذه من خطوات من قبل الرئيس والسلطة ليس بسبب تشكيل اللجنة الإدارية بل يعود لمخطط كبير يجري تنفيذه بعد القمة العربية وقدوم الرئيس الأمريكي ترامب يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح يوسف أن حركته تترقب ما قد يحدث في الفترة القادمة لاسيما أن القطاع الآن وصل إلى مرحلة قد تؤدي للانفجار في أي لحظة.
القيادي في حماس أحمد
القيادي في حماس أحمد يوسف
وقال إنه في ظل تقصير حكومة الحمد الله وغيابها عن قطاع غزة، "ارتأت حماس ضرورة توسيع اللجنة الإدارية، لتضم سبعة أشخاص مهمتهم التنسيق والإشراف على عمل الوزارات بغزة"، منوها بأنها ليست بديلا عن حكومة الحمد الله بل تعمل على التنسيق والتواصل في ظل تقصير حكومة الحمد الله.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد قد قال سابقا إن حركة حماس أمام خيارين فإما "أن تحل اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة قطاع غزة، أو تحمل المسؤولية، وتتحمل مصاريف الحكم كاملة"، لافتا إلى أن حركته قررت البدء بخطوات دحر الانقسام.
وحول تصريحات فتح بأن حماس لم ترد عليها بشأن مقترح المصالحة، قال يوسف، إن فتح أيضا لم ترد على استفسارات حماس والتي أهمها كيفية حل مشكلة نحو 40 ألف موظف في قطاع غزة ورواتبهم، وهل في حال استلمت السلطة الأمور في غزة ستتخلى عنهم؟".
لكنه أكد في الوقت نفسه جاهزية حماس للمصالحة بناء على ما تم الاتفاق عليه سابقا حول المبادرتين المصرية والقطرية.
وقال القيادي في حماس أحمد يوسف فيما يخص الانتخابات، إن "انتخابات حركة حماس على مستوى الأقطار بالضفة وغزة والسجون والخارج انتهت، وبقيت انتخابات رئيس المكتب السياسي التي ستجري في الأسبوع الأول من الشهر المقبل".
وتوقع يوسف أن يظهر رئيس المكتب السياسي خالد مشعل في خطاب وصفه بـ"الوداعي" وسيعلن خلاله عن البرنامج السياسي الجديد للحركة للمرحلة القادمة، يتضمن موقف حماس من المقاومة الشعبية والدولة الفلسطينية والأطراف الدولية والدول العربية والإسلامية، والتفريق ما بين اليهود كديانة وبين "الاحتلال والمشروع الصهيوني من ناحية أخرى".
وأوضح أن مشعل سيبقى في المكتب السياسي للحركة خلال الفترة المقبلة.
يأتي هذا في ظل حالة من الغليان الداخلي الذي يشهده قطاع غزة الفلسطيني بعدما أقدمت السلطة في الضفة الغربية على اتخاذ جملة من الإجراءات اعتبرها البعض محاولة لإرغام حركة "حماس" أحد أذرع جماعة الإخوان في المنطقة على إنهاء سيطرتهم على قطاع غزة، وهو ما ردت عليه "حماس" بأسلوبها المعتاد بتسيير العشرات من المساجد في مدينة غزة بعد صلاة المغرب اول أمس السبت، احتجاجاً على العقوبات والإجراءات التي ينوي الرئيس محمود عباس اتخاذها، وقد تجمع الآلاف من أنصار الحركة في ساحة المجلس التشريعي غرب المدينة، ورددوا هتافات ضد الرئيس الفلسطيني، ورفعوا لافتات ضد حكومة رام الله.
ورجّح مراقبون أن تدفع الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل عباس، حركة "حماس" إلى الانفتاح تجاه إسرائيل لكن الثوابت التي ألزمت بها نفسها حركة حماس ربما تكون عائقاً أمام ذلك الانفتاح، إلا إذا أرادت "حماس" التغلب على تلك الإجراءات تحت أي فاتورة، وهو الامر الأرجح أن تقوم به حماس لفك حصار الضفة عليها.
ويبدو أن الزيارة الأخيرة التي قام بها عباس إلى مصر واستغرقت ساعات قليلة شملت إطلاع عباس الرئيس السيسي على أخر التطورات في قطاع غزة، وآخر الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه حماس، كون القاهرة تتبنى مبادرة لمصالحة فلسطينية فلسطينية تكون سلمة أولى لإطلاق مباحثات سلام بين إسرائيل وفلسطين.

شارك