هل ستقوم قبائل سيناء بدور المؤسسة الأمنية؟

الأربعاء 03/مايو/2017 - 01:19 م
طباعة هل ستقوم قبائل سيناء
 
مع تزايد الهجمات الإرهابية في سيناء وفي الداخل المصري، وبعيدا عن مناقشة الدور الأمني في القضاء على الارهاب، هناك مبادرة قامت بها قبيلة الترابين لمواجهة الإرهاب، وقد نجحت في القاء القبض على احد اهم قيادات تنظيم ولاية سيناء حيث أعلنت قبيلة الترابين، القبض على "أسعد العمارين"، أخطر قيادات تنظيم "ولاية سيناء"  التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي في شمال سيناء، و9 من أتباعه.
هل ستقوم قبائل سيناء
وأصدرت القبيلة، بيانا، اليوم الأربعاء، كشفت فيه عن تفاصيل عملية نوعية، نفذتها مجموعة من شباب القبيلة، استمرت منذ ليل أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم، في عقر التنظيم الإرهابي بمنطقة المهدية ونجع شبانة جنوب رفح، أسفرت عن القبض على "أسعد العمارين" 37 عاما، و9 من أتباعه، "دون نقطة دم واحدة".
وأوضح البيان أن "العامرين"، كان مسؤولًا عن جانب الإمداد والتمويل في "ولاية سيناء"، وتجنيد الكثيرين منهم، ويحظى بمكانة كبيرة داخل التنظيم، إضافة لكونه صهر القيادي الإرهابي شادي المنيعي، ومستمر معهم منذ أكثر من 4 سنوات، ويتمتع في تحركاته بحراسات مشددة  من قبل الإرهابين.
جاء هذا بعد أن دخلت العمليات في سيناء منعطفا جديدا، ترسمه قبيلة الترابين، التي دعت القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، بعد اشتباكات ومواجهات نشبت الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري بين أفراد من القبيلة وعناصر تكفيرية في منطقة البرث جنوبي مركز رفح وسقط ضحيتها قتلى ومصابين.
وأكدت القبيلة، في بيان لها السبت الماضي، أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات، وأن علاقة القبائل البدوية في محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أي جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الإسرائيلى، واختتمت برسالة لأبناء القبائل الأخرى، قائلة “ابتداء من تاريخ صدور البيان، على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية في محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلي فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور وفي الحال وصف الجهود لرأب أي صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا”.

هل ستقوم قبائل سيناء


البيان الذي أصدرته “الترابين”، إحدى أكبر القبائل، يدعو لتأمل المشهد السيناوي، خصوصاً أنها دعت بشكل صريح للم شمل باقي قبائل سيناء لمعاونة الجيش في حربه ضد ولاية سيناء، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في ظل وجود تحليلات تؤكد وجود مساندة ودعم قبلي من حيث جمع المعلومات وتقصي أثر الإرهابيين.
العمليات الإرهابية في سيناء انخفضت خلال الفترة الأخيرة؛ فقبل أربعة أعوام؛ أي منذ 2013 حتى بداية 2015، وقع ما يقرب من 40 عملية إرهابية، أسفرت عن استشهاد 176 ضابطا وجنديا، فضلا عن إصابة حوالي 252، نفذها تنظيم أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء حاليا) قبل أن يُبايع تنظيم داعش.
انحصار الإرهاب مؤخرا، يرجع لقدرة القوات المسلحة على شل حركة “ولاية سيناء” ومهاجمته في بؤر عديدة أدت إلى إضعافه تنظيماً، بالتعاون مع عدد من أفراد القبائل في سيناء، الذين كانوا يساعدون الجيش كـ ”قصاصي أثر”، لعناصر التنظيم الإرهابي.
في منتصف عام 2015، ظهرت مجموعة من أفراد القبائل السيناوية، أطلقوا على أنفسهم “فرقة الموت” في شوارع مدينة الشيخ زويد ومنطقة الكوثر وحي الزهور وموقف مواصلات المدينة وسط الركاب والأهالي، كان واضح للجميع أنهم يساعدون الجيش في حربه ضد “ولاية سيناء”، وتطور الأمر إلى حمل هؤلاء الأفراد لسلاح الجيش وانتشارهم في شوارع المدينة علنا.
تعاون أفراد القبائل مع الجيش كـ ”مقاومة شعبية” في حربه، أربك حسابات تنظيم ولاية سيناء، خصوصاً أنه استمر في حربه النفسية وروج شائعات الأسبوع الماضي، مفادها أنه قتل 40 شخصا من قبيلة الترابين، محذر باقي قبائل سيناء من الانخراط مع الجيش أو مساعدته.
ولم تمر ساعات على بيان “داعش”، حتى نشرت قبيلة الترابين بيانا مضادا يُكذب ادعاءات التنظيم، معلناً الحرب عليه بشكل ضمني، حيث دعت جميع القبائل في سيناء للتوحد: «حان الوقت للوقوف صفا واحدا أمام هذا التنظيم الفاشي الذي لم يرحم شيخا ولا شابا وعاثوا في الأرض فسادا وتدميرا وترويعا للآمنين، وهذا لا يتناسب مع منهج الدعوة الإسلامية وهو الرفق واللين والرقة والرحمة ولا يقوم على العنف والشدة والغلظة والنقمة».

هل ستقوم قبائل سيناء


وأكدت القبيلة أن حربها مع الدواعش ستكون مثل “الريح الشمالي، فرجال الترابين ما يهابوا الميادين مثل الصقور بعاليات الجبالي، وسيوفنا على رؤوسكم صليلها عالي، ناحرة لرقابكم يا عايشين بالضلالي، وقلوبكم سوادة لرصاصنا، ودمكم مهدور بالعالي، ومرسالنا لكل من يساعد داعش بالقول أو بالفعل أو بالرصد فعليه تسليم نفسه فورا، فانتم معروفون لدينا، وأنتم يا من تلوثت أيديكم بدماء أبنائنا فنقول لكم لقد فات الأوان، والله غالب على أمره”.
قبيلة الترابين، والترابين قبيلة عربية بدوية، تنتمي إلى قبيلة البقوم من الأزد، وينتشر أفرادها في صحراء النقب وشبه جزيرة سيناء وجنوب الأردن وجنوب الخليل والقاهرة والسويس والشرقية والجيزة والاسماعيلية داخل مصر، وتتألف إدارياً من عشرين عشيرة رئيسية يصل تعداد القبيلة لـ 500 ألف نسمة.
تقع منازلهم في صحراء النقب غربي قضاء بئر السبع، وداخل سيناء، شمال مصر، وجنوب الأردن، وجنوب الخليل, تنسب الترابين الى قبيلة البقوم الازدية وسموا بالترابين نسية لوادي تربة، وذهب الباحث أحمد أبو بكرة الترباني في رسالته (الإلمام) على أن الترابين موطنهم الأصلي وادي تربة ـ ونسبهم إلى عطيّة بن نجم البقمي من البقوم ونقل أقوال أهل التاريخ على ذلك.
تعتبر الترابين أكبر قبيلة في شبه جزيرة سيناء وصحراء النقب بالنظر إلي عدد أبنائها وحجم انتشارها، وهم أكبر قبيلة بدوية في مصر ويبلغ تعداد البدو في مصر 2.6 مليون نسمة وينتشر أبناء القبيلة في كافة أنحاء سيناء وهم الأغلبية هناك وينتشرون في شمال مصر في محافظات الشرقية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والقاهرة والجيزة. ويتعدى عدد قبيلة الترابين في مدينة العريش 70 ألف نسمة. وتزيد عشائر الترابين عن 120 عشيرة وينتشر الترابين في الأردن في كل من العاصمة عمان ومدينة العقبة ومدينة الزرقا وجَرَش شمال المملكة الأردنية. وفي قطاع غزه.
تبدأ حدود الترابين من مدينة رفح شمالاً وتتجه جنوباً إلى الجورة ثم منطقة الجميعة ثم إلى منطقة القريعة ثم غرباً إلى لحفن ثم جنوباً عند رجم الحمضة والرأس الأحمر في جبال ريسان عنيزة ثم من الرأس الأحمر غرباً حتى منطقة الريشة في شمال المغارة ثم كثيب زيقيدان مروراً بشمال الجفجافة ثم عين قديرة ثم منطقة أم سكران ويحدهم غرباً قبيلة العيايدة وتتجه الحدود باتجاه الجنوب الغربي حتى رأس صدر.
وتقع أراضي الترابين في الشمال وتحدها أراضي قبيلة الطورة في الجنوب وتبدأ أراضي الترابين بالجنوب من خليج السويس إلى شريفة ثال ثم رأس الحمر ثم مقريح الرملة ثم خشم الفردة ثم تلال إعجار التيهيات بوادي السيق ثم درب المزيلقة خشم الغربة ثم النهيدين شمال وادى الأخضر ثم رتمة عزيز ثم خشم القُنة ثم محجر رحى الراهب ويمتد الحد على الرويس الأخيضر حتى درب العريقبات ثم نقب وادى مريحلة حتى مشارف وادى رأس غزالة حتى وادى الصعدة البيضاء وصولاً إلى خليج العقبة (البحر الأحمر).

شارك