دراسة تراجع الآلة الإعلامية لداعش في 2017 بنسبة 36%

الأربعاء 03/مايو/2017 - 01:50 م
طباعة دراسة تراجع الآلة
 
نشر موقع معهد الدولي لدراسات الأصولية والعنف السياسي "ICSR"، التابع لجامعة لندن، دراسة عن "تراجع إعلام داعش"، والتي أعدها الباحث تشارلي وينتر الباحث بالمركز، رصدت الدراسة تراجع الآلة الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير منذ منتصف عام 2015، حيث اهتمت الدراسة برصد المواد الدعائية لتنظيم الخلافة، وتحليلها كميا ونوعيا إلى جانب تحليل فحوى هذه الرسائل.

دراسة تراجع الآلة


ومن خلال تقييم كمية ونوعية وموضوعية المخرجات الإعلامية الرسمية للتنظيم، استطاع الباحث من تحديد أولويات التنظيم الأكثر إلحاحا، وأيضا استطاع تحديد الكيفية التي تريد أن يفهم بها مؤيدوها وخصومها على السواء. حيث قام الباحث بتجميع وتحليل عينة شاملة من جميع وسائل الإعلام الرسمية للدولة الإسلامية التي تم إنتاجها خلال شهر جمادى الأول للعام الهجري 1438 - أي من 30 يناير 2017 إلى 28 فبراير 2017.
أصدر تنظيم الدولة خلال الفترة الزمنية المذكورة، 570 منتجا إعلاميا فرديا، أي بمعدل 19 منتجا يوميا، وتم استثناء وإقصاء عدد مطالبات التشغيل أوتغريدات الرسمية.
مثلت الفيديوهات المرئية نسبة 61%  ظهرت بشكل تقارير مصورة، و 21% مقاطع فيديو غير محررة، و11% مواد مكتوبة من نشرات ومجلات وصحف)، و5% بيانات صوتية، و2٪ فقط من مواد دعاية التنظيم كان في شكل مقاطع فيديو ذات إنتاج احترافي عالي الجودة.
وبالنظر إلى المواد الإعلامية التي بثها تنظيم الدولة الإسلامية في صيف 2015، سنرى أن المواد الإعلامية التي بثها التنظيم في 2017 انخفضت بنسبة 36% مقارنة بعام 2015، حيث نشر التنظيم 892 مادة إعلامية، وهي ذروة ما نشره التنظيم منذ قيام دولته.
دراسة تراجع الآلة
وتظهر البيانات تراجع ما يعرف بـ"الخلافة العالمية" بالنسبة لتنظيم داعش، في الوقت الراهن، أكثر مما كانت عليه منذ سنوات. وباستثناء المواد الإعلامية الصادرة بعض الموالين للتنظيم في نيجيريا ومصر والصومال واليمن وأفغانستان، فإن أغلب المواد الإعلامية التي صدرت مع يناير 2017، دائما ما تصدر في محيط سوريا والعراق، كما يشير الشكل البياني الثاني، إنه ما لا يقل عن 93٪ من الدعاية التي نشرت في ذلك الشهر ركزت على الخلافة في سوريا والعراق.
عند تقسيم هذه البيانات على أساس جغرافي، سيتم ملاحظة أن البيانات تشير إلى أن اهتمام أغلب مسؤولوا انتاج المواد الإعلامية كان مكرسا ومنصب لتصوير جهود تنظيم داعش للدفاع عن نفسه مدينة الموصل العراقية، وبلدة باب السورية، وهذا أمر يعكس اهتمام التنظيم إلا يبدو بمظهر المنهزم في أي من معاركه، خاصة وأن كلا من الموقعين يشكل تهديدا خطيرا على التنظيم بسبب المتمردين.
في الوقت الذي التزمت فيه التنظيمات الليبية التابعة للتنظيم، الصمت تماما في جمادى الأول، وهذا أمر مثير للقلق نظرا إلى أن ليبيا كانت لفترة طويلة من المتوقع بشكل كبير أن تكون "خطة دعم لتنظيم دولة الخلافة".
دراسة تراجع الآلة
علاوة على ذلك، يشير التحليل الضمني للمحتوى اإعلامي للمواد الإعلامية إلى أن الدولة الإسلامية شاركت في سرد كامل خلال الأشهر الـ19الماضية هي فترة جمع البيانات، التي قام فيها التنظيم بتصوير حياة "المدينة الفاضلة"، حتى تطغى على مشهد الحرب.
أما في الشكل الثالث فيوضح تمركز دعاية التنظيم في صيف 2015، على موضوع اليوتوبيا، والتي كانت تشكل أكبر نسبة من إجمالي إنتاج المواد الإعلامية للتنظيم بنسبة 53%، مع الدعاية تحت عنوان الحرب التي تشكل 39 في المئة. ومع ذلك، وكما يبين الشكل الرابع، بحلول أوائل عام 2017، عكس هذا الاتجاه. و 14٪ فقط من الدعاية التي نشرت في جمعة الأول كانت موضوع يوتوبيا، في حين تركز 80٪ منها على المجهود الحربي لتنظيم الدولة الإسلامية؛ بينما أنتج التنظيم في مطلع عام 2017، مواد إعلاميا عن موضوع "المدينة الفاضلة" بنسبة أقل 74%، بينما احتلت المواد ذات الطابع الحربي أو العسكري نسبة 100% من دعاية التنظيم، أكثر مما كانت عليه في صيف عام 2015.
وعلى الرغم من ذلك مازالت فيديوهات المرئية لتصوير "المدينة الفاضلة" تحتل مركز الصدارة في الفيديوهات الدعائية ذات التأثير الأعلى حتى مع بداية الرصد لهذه الدراسة، وما زالت الفكرة تجذب الكثير المجاهدين بسببل جاذبية الخطاب الأيديولوجي للتنظيم، وذه نقطة بيع فريدة من نوعها يستغلها التنظيم بشكل قوي.

وباختصار، فإن بيانات التحليل الكمي للمواد التي تم رصدها في الجمادى الأول / يناير 2017 تمثل دليلا قاطعا على أن الدولة الإسلامية تعاني رغم سمعتها الإرهابية في الخارج، استنفاد نفوذها الإقليمي وقيادتها وقوتها العاملة خلال عام 2016 وأوائل عام 2017، حيث اضطر التنظيم إلى إعادة المعايير الاستراتيجية لخطابها الإعلامي، وبذلك، عادت إلى النمط السلفي الجهادي، وأصبحت تعتمد أكثر من أي وقت مضى على وسائل الإعلام العسكرية في الدعاية لنفسها.
على أية حال، من المهم أن نفهم أن ما تبثه وسائل الإعلام  لدى داعش ما هي إلا أسلحة سواء كانت أشرطة فيديو دموية أو بيانات غامضة صدرت في أعقاب هجمات إرهابية، سواء كانت داخل أراضيه أو في الخارج، فإنها تمكنه من تخويف الخصوم، ورفع الروح المعنوية لأنصاره.

شارك