البطريرك 66.. خريسوذولس بين مطامع الولاة والرهبان

الخميس 04/مايو/2017 - 12:59 م
طباعة  البطريرك 66.. خريسوذولس
 

ترهب منذ حداثته بدير البراموس بوادي النطرون  وانتقل منها ليتوحد في صومعة تطل على البحر في نتراوه (بحيرة البرلس حاليًا).رسم بطريركًا في 15 كيهك سنة 763 ش. ثم سار حسب العادة إلى دير أبو مقار بوادي النطرون.
وقد نالت هذا الأب متاعب كثيرة من الخليفة الفاطمي المستنصر ومن بعض الرهبان الطامعين في رتبة الأسقفية دون وجه حق.
من الأمور الحسنة التي تذكر لهذا البطريرك اهتمامه بالنواحي الطقسية في الكنيسة والعبادة.
كانت بطريركيته أيام الخليفة المستنصر، وهو من بلدة بورة بالغرب من دمياط، وترهب في دير البراموس، وانتقل إلى صومعة ليتوحد على شاطئ البحر، وكانت معه في الصومعة عظام القديسة تكلا تلميذة القديس بولس الرسول.
 كان اختياره على غير رغبته، إذ كان يزهد في المناصب، فقد توجه إليه في قلايته وفد من كنيسة الإسكندرية، وأمسكوه ورسموه في 11 ديسمبر 1046، ثم سار إلى دير أبو مقار حسب العادة.
 بعد رسامته كرَّس ستة كنائس بالإسكندرية.
 بعد أن سارت مدته في أولها هادئة في سلام، بدأ الوزير البازوري، والذي أشرنا إليه سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، بدأ بِحَبْك له الحبائك حيث كان شديد الكره للمسيحيين، فقد قبضت قبيلة اللواته في الوجه البحري على البطريرك، ولم يطلقوا سراحه إلا بعد دفع 3000 دينار!
 تعرض كذلك لمتاعب من الأساقفة أنفسهم، فقد وَفَدَ على القاهرة جماعة من الأساقفة الموتورين واتفقوا على خلع البابا بدعوى أن رسامته كانت ناقصة، حيث لم تُتل بعض الصلوات، وكان هذا هو السبب الظاهري، أما الحقيقة فكانت توجد خصومة بين الأنبا يوحنا أسقف سخا وبين البطريرك، حيث كان الأنبا خرستوزولوس حازمًا في التعامل معه، ولكنه استطاع بحنكته وتدخل أحد الأراخنة (الشيخ أبو زكري يحيى) صاحب ديوان الملكة أن يزيل ما في نفسيهما وصليا قداسا معًا.
 أراد راهب يدعى فلوطس أن يُسام أسقفًا لشهوته في المنصب فأبى البطريرك، فدس له عند الخليفة، الذي أمر بالقبض عليه ومصادرة ما لديه من أموال، وفعلا أخذها منه بعد إهانات كثيرة.
 وطمع أحد الرهبان (القس أبو يعقوب) في البطريركية في وجوده، مستعينا في ذلك برشوة أولي الأمر، إلا أنه بصلوات الأب البطريرك مات ولم يكمل خطأه.
 ادعى ضده أحد المسيحيين عند أحد الجيوش (بدر الجمالي) أنه على صلة ببلاد النوبة، وأنه أمر بهدم مسجد هناك عن طريق المطران بقطر، وأنه يحول مسلمي الحبشة إلى مسيحيين، فلما أرسل الجمالي ليتحرى الحقيقة وجد أن كل هذا كذبا، وكان قد ألقى القبض على البطريرك، وهكذا أعاده إلى كرسيه مكرمًا وألقى القبض على المدعي.
 في عهده احتفظ الأقباط برأس القديس مرقس الرسول بعد محاولة سرقتها بمعرفة الروم مقابل عشرة آلاف دينار.

أهم أعماله 
 تشييد عدة كنائس في الإسكندرية والأقاليم ورسامته الكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة، وأعلن أن لا حق لهؤلاء في أموال الكنيسة إلا في حدود المسموح به.
 حارب السيمونية التي كانت قد انتشرت بشكل ملفت للنظر منذ عهد سابقه.
 قام برحلات رعوية تَفَقَّد فيها تطبيق الإكليروس لقوانين الكنيسة وقوانين المجامع المقدسة، وعاقب الخارجين على النظم.
 في أول زيارة له إلى القاهرة رأى اتخاذها مقر للرياسة بدلًا من الإسكندرية، لأن وجود الحكام المدنيين فيها، واضطراره للتشاور معهم في شتى المناسبات بوصفه المسئول الأول عن الأقباط جعل وجوده في الإسكندرية أمرا صعبا، ورأى أن يجعل من كنيسة المعلقة مقره المختار.
 وضع قوانين طقسية بدأ بإصدارها في أول أغسطس 1048 بعد أقل من سنتين من رسامته، أولها خاص بطقس المعمودية، وأخرى خاصة بالعبادة وخشوع المؤمنين في دخول الكنيسة، وطاعة الزوجات لأزواجهم، والصوم الأربعين وأسبوع الآلام وطقس الخماسين وصوم الرسل وصوم يومي الأربعاء والجمعة وصوم الميلاد وعيد الغطاس.
 منع إضافة أي شيء إلى القربان لأن كان قد تسرب من الأرض وضع ملح في القربان المقدس.
 أبطل عادة الاحتفاظ بقربان أحد الشعانين إلى قداس خميس العهد.
 سعى إلى زيادة العلاقة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة إنطاكية وافق على أن يذكر كل بطريرك الآخر في قداسه.
توفي البابا القديس خرستوذولس بعد أن أكمل جهاده الحسن وكان ذلك في 14 كيهك سنة 794 ش. بعد أن جلس على الكرسي المرقسي 31 عامًا.

شارك