"موت المدنيون".. حصاد 1000 يوم من حرب قوات التحالف على داعش

الخميس 04/مايو/2017 - 01:02 م
طباعة موت المدنيون.. حصاد
 
رصدت منظمة "هيومن رايتس وواتش" والمعنية بحقوق الإنسان، انتهاكات إنسانية في المدن السورية والعراقية التي تتعرض لحرب قوات التحالف ضد تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام – والمعروف إعلاميا بـ"تنظيم داعش"، حيث أصدرت المنظمة، أمس الأربعاء، تقريرا عن الوضع الإنساني في كل من العراق وسوريا، وذلك بعد مرور 1000 يوم من منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم .
ورصد التقرير خلال هذه الفترة، ارتكاب القوات العراقية والكردية وغيرها من القوات البرية التي يدعمها أعضاء التحالف انتهاكات جسيمة تشمل الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتشريد القسري واستخدام الأطفال كجنود، كما ارتكب تنظيم داعش الإرهابي جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب الممنهج لأسيرات المدن الواقعة تحت سيطرته، وفي الوقت ذاته، أثار تزايد الوفيات بين المدنيين واستهدافهم في الأشهر الأخيرة مخاوف بشأن الطريقة التي يدير بها التحالف المعركة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أجرت تغييرات إجرائية في ديسمبر من العام الماضي 2016،  حيث ألغت ما يسمى بـ"خلية التمركز" في بغداد، وهي نقطة تجمع رئيسية لمعلومات التحالف، وهي التي تعطي الإشارة على بعض الضربات في العراق. وهذا يعني أن الولايات المتحدة تقوم الآن ببعض الضربات دون الاستفادة من معلومات الخلية وتوصيات الاستهداف.
من المقرر اليوم أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس وزراء أستراليا، مالكولم تورنبول، والذي يجب على الأخير وغيره من قادة التحالف حث ترامب على التراجع عن هذا التغيير، وذلك في ظل ما يتعرض له المدنيون في العراق وسوريا، لا سيما في غرب الموصل المكتظ بالسكان، حيث يمكن لكل من ترامب و تورنبول أن يضمنا بشكل أفضل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر المدنية خلال الهجمات.

وطالب التقرير كل من الولايات المتحدة وأستراليا وأعضاء قوات التحالف الآخرين، باستخدام جميع الوسائل المتاحة للتحقق من وجود المقاتلين في موقعهم، وكذلك المدنيين في المنطقة المجاورة، وذلك للحد من وفاة المدنيين، وأنه ينبغي أن يتم وضع تقديرات الإصابات في الاعتبار، خاصة وأن العديد من المدنيين لا يزالون محاصرين في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، والتي غالبا ما يصعب ملاحظتها، كما انتهى التقرير بوجوب تكثيف المراقبة والاستطلاع لإجراء تحليلات نموذج "نمط الحياة"، لتحديد مكان وتعقب المدنيين الذين ينتقلون إلى المناطق المستهدفة المحتملة والمستقبلية قبل بدء العمليات للحد من مخاطر وقوع إصابات بين المدنيين.
وانتهى التقرير بأنه على قوات التحالف بإجراء تحقيق أولي حول الإصابات التي وقعت بين المدنيين، وأن يتم التحقيق في هذه الإصابات بشكل كامل في وفيات المدنيين التي تم الإبرغ عنها، وفي حالة ارتكاب مخالفات، يلتزم هؤلاء الأفراد بالمسؤولية، كما ينبغي أن يلتزم كل من ترامب وتورنبول بتقديم تعويضات عن وفيات وإصابات غير مشروعة في صفوف المدنيين على النحو الذي يقتضيه القانون الدولي، وتقديم تعويضات "تعزية" مناسبة لية أضرار مدنية أخرى.
جدير بالذكر أن قوات الدفاع الاسترالية، قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها ستقوم بنشر تقريران شهريا عن الضربات الاسترالية المشاركة في قوات التحالف، تلخص الأهداف والمواقع في العراق وسوريا التي ضربتها الطائرات الاسترالية.

شارك