هل يوجد تنظيمين لداعش في مصر أم واحد؟

السبت 06/مايو/2017 - 03:06 م
طباعة هل يوجد تنظيمين لداعش
 
نشرت مجلة النبأ، أحد إصدارات تنظيم دولة الخلافة الإسلامية – والمعروف إعلاميا بتنظيم "داعش" – الأصولي المتطرف، حوارا مع ما يسمى بـ"أمير جنود الخلافة في مصر"، الحوار الذي نشر في العدد 79 من المجلة، والذي صدر في أمس الأول الخميس 4 مايو 2017/ 8 شعبان 1438.
اللافت في حوار التنظيم الإرهابي هذه المرة أن التنظيم أشار في حواره إلى أن "دولة الخلافة"، يختلف عن ما هو معروف بتنظيم "ولاية سيناء"، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الفرق بين "دولة الخلافة" و"ولاية سيناء"، خاصة وأن هناك تساؤل حول علاقة تنظيم دولة الخلافة بالأخير ومدى التعاون بينهما!!
وبصرف النظر عن رسائل التهديد التي نشرها التنظيم الإرهابي، والرسائل التي بثها في حواره، إلا أنه يعكس وجود تنظيمين في مصر وكلاهما تابعين لتنظيم "داعش"، وهو الأمر الجديد نسبيا للبعض أن للتنظيم ذراعين في مصر.
الأمر الذي أكده الباحث منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن التنظيم لديه ذراعان في مصر الأول هو "ولاية سيناء" والثاني هو "جنود دولة الخلافة"، ويفرق أديب بين التنظيمين قائلا: "تنظيم ولاية سيناء – والمتمركز في مدن الشيخ زويد ورفح وجنوب العريش – يتبع التنظيم الموجود في سرت الليبية قبل سقوطها، لأنهم يرون أن التنظيم الموجود في ليبيا مسؤول عن شمال أفريقيا والتي تدخل مصر في نطاقه، أما تنظيم "جنود دولة الخلافة" في متواجد في بقية محافظات مصر عل اختلافها وأن هذا التنظيم يتبع رأسا التنظيم الموجود في الرقة.
ويرى أديب أن هدف ذراعا داعش في مصر هو إسقاط الدولة المصرية، ونشر الفوضى وإثارة الذعر والسيطرة، وإظهارالدولة بمظهر الضعيف غير القادر على حماية المواطنين، وذلك من خلال تنفيذ العمليات الخاطفة والسريعة، وتتوزع المهام بينهما ففي الوقت الذي يستهدف فيه "جنود الخلافة" ضباط الشرطة والجيش، فإن "ولاية سيناء" يستهدف الأقباط والكنائس بشكل رئيسي، وهو الأمر الذي أعلن عنه صراحة عندما أعدم 21 مسيحيا في ليبيا في 15 فبراير 2015، وبالتالي كانت أغلب الأهداف التي استهدفها كانت كنائس أو أقباط، أما جند الخلافة فهو يستهدف رجال الدولة من شرطة وجيش وقضاة، 
أما الهدف من الحوار واختياره لهذا التوقيت لنشر هذا الحوار فيقول أديب، أن التنظيم يعاني من الضعف نتيجة الضربات التي وجهتها له الدولة ونجاح أجهزة الأمن في تفكيك أغلب خلاياه، فحاول جبر هذا الضعف من خلال بياناتة الإعلامية وحوار أمير داعش الأخير الذي نشر بجريدة "النبأ" دليل على ذلك، وقال أنه الحوار هدفة نشر الفوضى والرعب.
وأكد أديب أنه من المتوقع أن تحدث عمليات ضد مسيحين وكنائس خلال الفترة القادمة، وهذا يأتي في إطار الحرب المفتوحة مع الإرهاب، مشيرا إلى أن هذه العمليات وإن نجحت ليست دليلا على ضعف الدولة، وإنما لشراسة الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.
واختتم أديب كلامه قائلا أن نشر حوار أمير "داعش مصر" من خلال جريدة النبأ الناطقة بإسم التنظيم وإدارتة المركزية في الرقة والموصل وليس من خلال حسابات تابعة للتنظيم في القاهرة دليل العلاقة العضوية أولًا ودليل أخر على أن فكرة الاستهداف لتجمعات المسيحين لها علاقة برغبة قيادة التنظيم في الخارج للتأثير على المعركة التي يخوضها التنظيم مع الدولة.

شارك