تصاعد القتال في اليمن.. وسط تعاون بين القاعدة والحوثيين

السبت 06/مايو/2017 - 07:06 م
طباعة تصاعد القتال في اليمن..
 
تصاعدت حدة المعارك بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية والمقاومة من جهة أخرى، في عدة جبهات باليمن، وسط كشف معلومات عن تعاون جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة الارهابي، في وقت يحتضر فيه وجود الإخوان في جنوب اليمن، وسط غموض عملية السلام في اليمن. 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قصفت بوارج التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مواقع وجيوب لمليشيا الحوثي وصالح داخل معسكر خالد الاستراتيجي، غربي تعز.
وقالت المصادر، إن بوارك التحالف قصفت بـ 12 صاروخاً على جيوب الميليشيات في معسكر خالد ومواقعهم شرقي المعسكر.
وبحسب المصادر، فقد سقط بسبب القصف 15 قتيلاً و 22 جريحاً، وتدمير ثلاث عربات أطقم ومنصة إطلاق صواريخ.
فيما أكدت قيادة محور تعز، سيطرة الجيش الوطني اليمني بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على معسكر العمري بالكامل في مديرية ذو باب غرب محافظة تعز بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح.
وذكرت قيادة المحور أن قوات الجيش الوطني أحكمت سيطرتها على الجبال الواقعة بين الوازعية وموزع غربي تعز، بعد معارك عنيفة خاضتها مع الميليشيات.
على صعيد متصل شددت قوات الشرعية خلال الساعات الماضية قصفها المدفعي والصاروخي على تجمعات الحوثيين شمال مديرية المخا على ساحل البحر الأحمر.
وكانت القوات اليمنية أعلنت في وقت سابق الخميس أنها استعادت السيطرة على منطقتين شمال مديرية المخا بمحافظة الحديدة (جنوب غرب)، فيما قُتل 10 من عناصر ميليشيات الحوثي، خلال اشتباكات بمحافظة صعدة (في الشمال)، حسب مصادر عسكرية.
وأفاد موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش، أن "مواجهات عنيفة اندلعت فجر الخميس، في منطقة حسي سالم، بعد ساعات من إحكامها السيطرة على منطقة الزهاري، آخر معاقل الحوثيين شمالي المخا".
كما شن طيران التحالف 11 غارة على مواقع الميليشيات في جبل ودار السلطان وخمس غارات على جبل الأوسط، وخمس غارات على جبل السنترال بمركز مديرية موزع، وأدت الغارات إلى سقوط 10 قتلى وإصابة 13 آخرين، وتدمير مدفعين وعربة عسكرية.
كما اندلعت معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمليشيات الانقلابية، في عدة جبهات بمحافظة الجوف، شمال شرق العاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر ميدانية، اندلاع اشتباكات عنيفة، بين رجال الجيش الوطني والمليشيات الانقلابية، في جبهة مزوية، شمال مديرية المتون، في حين كثفت مدفعية الجيش الوطني استهدافها لمواقع المليشيات في هذه الجبهة.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة، في موقع ضبع في جبهة صبرين، بمديرية خب والشعف، في حين قصفت مدفعية الجيش الوطني مواقع المليشيات في اللبة والغرفة والسداح، بمديرية المصلوب.
فيما تتواصل المعارك بين قوات الجيش وميليشيا الحوثي وصالح في مديرية ميدي شمال غربي حجة، وسط غارات مكثفة للتحالف العربي على مواقع المتمردين الحوثيين.
وشهدت الساعات الماضية معارك ضارية بالتوازي مع قصف مدفعي عنيف بين الطرفين،أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين فيما تم تدمير آليات عسكرية ومخزن أسلحة تابع للمليشيات جنوب شرقي ميدي.
وفي السياق، ذكرت مصادر ميدانية أن مقاتلات التحالف العربي شنت خمس غارات على مواقع مليشيات الحوثي وصالح في حرض وميدي الحدوديتان فيما شن غارة جوية على اللواء 25 ميكا بعبس جنوبي حرض.
 كما شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع المتمردين الحوثيين في منطقة بركان بمديرية رازح الحدودية بمحافظة صعدة شمال البلاد في حين شهدت المديريات الحدودية بصعده وحجة تحليقاً غير مسبوق خلال الساعات الماضية.
فيما أعلنت مؤسسة الأسرى التابعة لجماعة الحوثيين، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، عن تبادل 22 أسيراً مع القوات الحكومية والمقاومة في مواقع مختلفة من البلاد.
ونقل موقع «أنصار الله» الناطق باسم الجماعة، إن «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أجرت عبر وسطاء محليين عمليات تبادل لـ 22 أسيراً على عدة جبهات».
ولفت إلى أنه «تم بموجبها الإفراج عن 11 أسيراً من أسرى الجيش واللجان الشعبية، مقابل مسلحين من المجموعات المسلحة».
ونشر الموقع قائمة بأسماء مسلحي الجماعة المفرج عنهم، لكنه لم يشر إلى المواقع التي جرت فيها عمليات التبادل، ولم يذكر أي تفاصيل أخرى.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير خارجية اليمن عبدالملك المخلافي التزام حكومة بلاده بالتفاوض من أجل إحلال السلام في اليمن على وجه السرعة، منتقداً رفض "الانقلابيين" لكل جهود السلام الدولية.
وأضاف المخلافي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة الأنباء الكويتية الجمعة، على هامش زيارة رسمية لبروكسل أن "الموقف الإيجابي للحكومة لا يلقى أي رد فعل من الانقلابيين الذين لا يزالون يرفضون مطالبات السلام أو قبول جهود السلام الدولية".
ولفت إلى رفض "الانقلابيين" الأخذ بأي مقترح من المقترحات التي طرحها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، معرباً عن أسفه إزاء رغبتهم في الاستمرار في الحرب".
وأكد في الوقت نفسه استمرار الحكومة اليمنية في الدعوة إلى السلم. وقال "نأمل العودة مجدداً إلى دولة الكويت، ولقد رحب إخواننا الكويتيون بعودة وفدي الجانبين إلى الكويت بهدف التوصل إلى اتفاق سلام".
يذكر أن محادثات السلام اليمنية التي استضافتها دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة بدأت في 21 أبريل 2016 بهدف التوصل إلى حل للأزمة في اليمن واستمرت نحو 4 أشهر. وجمعت بممثلين عن ميليشيات الحوثيين من جانب وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من جانب آخر.
وأجرى المخلافي مباحثات في بروكسل استمرت يومين لشرح الوضع في اليمن وطلب الدعم لمساعي الحكومة اليمنية نحو إحلال السلام مع وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرس وعدد من المسؤولين في المفوضية الأوروبية وأعضاء البرلمان الأوروبي. ودعا المخلافي الاتحاد الأوروبي إلى "إدانة التدخل الإيراني في اليمن بتسليح ميليشيات الحوثي".
وأعرب في الوقت ذاته عن الشكر للمساعدات الإنسانية التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى الشعب اليمني بقيمة 127 مليون دولار أميركي.
فيما أكد السفير اليمني لدى واشنطن، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، حرص الحكومة الشرعية في اليمن على السلام منذ اللحظة الأولى للانقلاب، وأن الحرب كانت لزاماً عليها ولم تكن خياراً.
وقال السفير في كلمته في ندوة بعنوان "وجهات نظر حول الأزمة اليمنية"، التي نظمها المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية ومركز الخليج للأبحاث: "إنه لم يتم إقصاء الحوثيين من المشاركة في الحوار الوطني الشامل، كما يتم الترويج له في بعض المنابر الإعلامية، وإنهم شاركوا وأقروا مخرجاته ولم يكن هناك أي مبرر أبداً للانقلاب على الشرعية، غير تنفيذ مخططاتهم ومشروعهم الانقلابي المبيت".
وكان 361 مدنياً بينهم نساء وأطفال أصيبوا خلال شهر أبريل الماضي في تعز، جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المحافظة. 
وأفصح تقرير أصدره أمس الجمعة، ائتلاف الإغاثة الإنسانية عن الأوضاع الإنسانية في تعز، عن مقتل 104 بينهم 5 أطفال و6 نساء، وجرح 257 آخرين بينهم 12 طفلا و5 نساء.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد اخر، اندلع حريق هائل بمقر حزب التجمع اليمني للإصلاح" الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن" ، بمدينة كريتر، في عدن، ، مخلفا أضرارا مادية كبيرة، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.
وتصاعدت ألسنة اللهب من المقر بشكل كثيف، إلاّ أن الحادث لم يخلّف إصابات بشرية، بسبب خلو المقر من أعضائه لحظة اندلاع الحريق، بحسب الشهود.
وتعد حادثة إحراق مقر حزب الإصلاح هي الثانية خلال أسبوع، بعد أن التهمت النيران السبت الماضي، مقر الحزب ذاته في عاصمة محافظة لحج "الحوطة" جنوبي اليمن، مخلفا أضرارا مادية كبيرة.
قالت الناشطة اليمنية  والمجحوسبة علي جماعة الإخوان توكل كرمان، ، اليوم السبت، إن "إحراق مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح، يهدف إلى إسكات الأصوات الحرة في البلاد".
ووصفت كرمان، اقتحام مقر الحزب وإحراقه بـ"العمل الإرهابي الهمجي المدان".
من جهته، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني، في تدوينة نشرها على حسابه بموقع "فيسبوك"، إن "إحراق مقر الحزب لم يكن مجرد إشعال نار في شقة بل هو إحراق للعمل السياسي والحالة الوطنية التي تغذي الحرية".
وأضاف أن "حرق المقر هو محاولة لصناعة واقع لا صوت فيه للأحزاب ولا مجال فيها للحرية ولا أمكنة للعمل السلمي؛ فيما العنف وأدواته والذين لا يؤمنون بالديمقراطية يجدون طريقهم إلى المواقع المتقدمة دون عناء".
واعتبر العديني، الحادث بأنه "اختبار للأحزاب والمؤمنين بالتعددية السياسية ومقياس على استمرار الوعي الوطني قبل أن يكون حادثا جنائيا".
فيما قال خبير وسياسي يمني إن "حسابات إخوان اليمن عرقلت معركة تحرير الحديدة، حيث كان التحالف العربي الذي تقوده الرياض يعتزم إطلاق عملية عسكرية لتحرير ميناء الحديدة وإنقاذ المدنيين في المدينة الساحلية، جراء المجاعة التي أودت بحياة المئات".
وأوضح الخبير اليمني القاضي أمين قنان لموقع"24 الاماراتي": "الحسابات السياسية والحزبية الضيقة لجماعة الإخوان أدت إلى إرجاء العمل على تحرير محافظة الحديدة، فبعد أن استطاعت دبلوماسية التحالف العربي أن تحاصر المبررات والمخاوف التي طرحتها بعض العواصم العربية بخصوص الآثار السلبية التي يمكن أن تسببها عملية التحرير على حركة السلع عبر ميناء الحديدة وما يمكن أن يتسبب به توقف نشاط الميناء من قطع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، عملت الحسابات الضيقة لحزب التجمع اليمني للإصلاح على افتعال الإشكالات في العاصمة المؤقتة عدن وخلط الأوراق والتتسبب في نزع حماس الجنوبيين للحرب في جبهات الساحل".

القاعدة والحوثيين:

القاعدة والحوثيين:
وعلي صعيد اخر كشف محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، عن وجود تعاون بين تنظيم القاعدة في اليمن و ميليشيات الحوثي المسلحة تبلور من خلال تبادل للأسرى بين الطرفين، وذلك عن طريق بعض القبائل الوسيطة في هذه العملية، مشيراً إلى أن هذه المعلومات "تؤكد أن جماعة الحوثي الانقلابية والسابق علي عبد الله صالح ليس بمستغرب عليهم القيام بأي شيء".
وأوضح آل جابر في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" أن بلاده تقف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن وجميع أبناء اليمن على مسافة واحدة، وتلتزم في ذلك بالمواثيق والمعاهدات الدولية، والروابط الأخوية العربية، وذلك في تصريحات أدلى بها على هامش ندوة وورشة عمل "السياسة السعودية في الأزمة اليمنية سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً"، التي عُقِدت بالعاصمة الأميركية، الخميس.
وفي رده على سؤال حول إمداد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب في اليمن بالسلاح من قبل الحوثيين أو الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال آل جابر: "لا توجد لديّ معلومات مؤكدة عن بيع السلاح بين الطرفين، ولكن لا أستبعد قيامهم بأي شيء من هذا القبيل، فهم لا يحترمون القوانين الدولية".

المشهد اليمني:

اتجاه التحالف العربي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية الي الحل العسكري في الحديدة، يشير الي فشل المساعي الأممية للحل السياسي، وبقاء الأوضاع في اليمن محل الحل العسكري.
الأوضاع في اليمن تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن في العام الثالث لبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن.. ليثبت مرة أخري أن السلاح أقوي علي الأرض من حمائم السلام

شارك