قراءة في موقف "الجهاد" من تعديلات "حماس" على ميثاقها الداخلي

الأحد 07/مايو/2017 - 07:39 م
طباعة قراءة في موقف الجهاد
 
بعد ساعات من تنصيب القيادي الحمساوي إسماعيل هنية منصب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بدا أن ملفات شائكة في انتظار هنية للعمل على إنهائها وحسمها من قبل أعضاء الحركة ومجلس الشورى، وذلك بالتزامن مع التعديلات الجوهرية التي أدخلتها الحركة على ميثاقها الداخلي وتضمنت إعلان الإنفكاك عن جماعة الإخوان المسلمين، والقبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل.
وتدرك حماس أن قبولها بدولة فلسطينية على حدود 1967 سيُحدث حالة واسعة من الحراك الداخلي للحركة خاصة أنها ستكون ضد الثوابت التاريخية الراسخة للحركة، وعلى الرغم من أن تداعيات تعديل حماس لميثاقها الداخلي لم يطفوا على السطح بعد، توالت رود فعل أخيراً، حيث انتقدت "حركة الجهاد الإسلامي" الوثيقة السياسية لحركة "حماس"، مجددة رفضها "القبول بدولة فلسطينية في حدود 1967"، فيما توالت ردود فعل مرحبة بانتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي، حيث رحبت حركة "فتح" بانتخاب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة "حماس" ودعته إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.
ويجري هنية زيارة رسمية للقاهرة فور انتخابه رئيساً للمكتب السياسي، ما يعكس مدى الترتيبات الجديدة التي يتم الإعداد لها للقضية الفلسطينية بين حماس ومصر من ناحية، وفتح ومصر من ناحية آخرى، قالت مصادر موثوق بها لوكالات أنباء دولية إن هنية سيغادر القطاع قريباً للإقامة في قطر، كي يتمكن من التحرك وقيادة الحركة بحرية، بعيداً من احتمال أن تغتاله إسرائيل، وأن طاقماً كبيراً من المستشارين والمساعدين من أقرب مقربي هنية سيغادر معه.
كان مشعل قال في وقت سابق، إن مجلس الشورى العام الجديد للحركة انتخب هنية رئيساً للمكتب السياسي لحماس في انتخابات أجريت في أجواء ديموقراطية شورية وأخوية، وهي لوحة عظيمة تعكس وحدة الحركة، وأكد ثقته بقدرة القيادة الجديدة للحركة على تحمل مسؤولية تحرير الأسرى والقدس وكسر الحصار، مشدداً على أن كل أبناء الحركة يصطفون خلف هنية والقيادة الجديدة. واعتبر أن الحركة تقدم نموذجاً في التحول القيادي السلس، كاشفاً أنها عرضت عليه كثيراً من المواقع داخلها لكنه اعتذر عن عدم توليها.
قراءة في موقف الجهاد
ووفقاً للنظام الداخلي للحركة، لا يشغل رئيس المكتب السياسي أو رئيس مجلس الشورى منصبه سوى لدورتين انتخابيتين، مدة كل منهما أربع سنوات. وفي شكل استثنائي، شغل مشعل منصب رئيس المكتب السياسي منذ 1996، خلفاً لموسى أبو مرزوق بعد اعتقاله في الولايات المتحدة آنذاك. وفي وقت سابق انتخبت الحركة يحيى السنوار قائداً لها في قطاع غزة، وخليل الحية نائباً له، وهما فازا مع هنية وأربعة آخرين بعضوية المكتب السياسي العام.
ورحب عدد من الفصائل بانتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي لـ"حماس"، وبينها خصم الحركة اللدود حركة "فتح" التي دعته الى العمل من أجل إنهاء الانقسام، واعتقلت إسرائيل هنية، للمرة الأولى، عام 1987 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، مدة 18 يوماً، ثم عام 1988 مدة ستة أشهر، وعام 1989 بتهمة الانتماء إلى الحركة وأمضى ثلاث سنوات في السجن. أبعدته إسرائيل عام 1992 ضمن مجموعة من 425 قيادياً في الحركة إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، قبل أن تسمح لهم بالعودة إلى القطاع إثر توقيع اتفاق أوسلو.
حاولت إسرائيل اغتياله مرات، آخرها في 6 سبتمبر 2003.شكل هنية الحكومة الفلسطينية العاشرة التي نالت ثقة المجلس التشريعي في (مارس) 2006، وحل حكومته إثر توقيع "إعلان الشاطئ" في بيته في 23 أبريل 2014، وتفرغ للعمل في قيادة الحركة.
قراءة في موقف الجهاد
و انتقدت حركة الجهاد الإسلامي الوثيقة السياسية لحركة حماس لأنها جاءت في توقيت غير مناسب. وقال نائب الأمين العام لـحركة الجهاد زياد النخالة إن القبول بدولة في حدود 1967 غير مرحب به، وأن الجهاد ترفض هذا الحل، مشيراً الى عدم وجود توافق وطني فلسطيني حوله. 
ما يعني أن حركة الجهاد من الممكن أن يصل الأمر بهم إلى القطيعة وعدم التعاون، بعدما وصلت العلاقة بين الجهاد وحماس، درجة تنسيق عالية خلال الفترة الماضية، كما لعبت دور بارز في ترطيب العلاقات بين الإدارة المصرية وحماس، وهو الامر الذي نجحت في تحقيقه.
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركتي حماس والجهاد الإسلامي "ارهابيتين" وتستهدفهما بعقوبات، ويرى خبراء أنّ الهدف من موقف حماس الجديد هو الدخول في لعبة المفاوضات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
اللافت للنظر أن حركة حماس في داخلها تضم عناصر ترفض تماماً أي اتفاقات مهادنة على حساب القضية الفلسطينية وأن قطاعاً يرى أن حماس ذهبت إلى تلك التعديلات لمغاذلة الغرب ومحاولة جعلها مقبولة دولياً بالتزامن مع وجود إدارة جديدة للبيت الأبيض برائسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

شارك