تسليح أمريكا للأكراد.. خسائر تركيا وايران

الأربعاء 10/مايو/2017 - 03:17 م
طباعة تسليح أمريكا للأكراد..
 
قرار ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتزويد المليشيات الكردية بالسلاح، يعتبر ضربة الي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ويربك الحسابات التركية في موادهة اكراد سوريا والعراق، ويهدد مصالحها في الشرق الاوسط.

قرار أمريكي:

قرار أمريكي:
وقد أعلن مسؤول أميركي الثلاثاء 9 مايو 2017 أن الرئيس دونالد ترامب وافق على تسليح المقاتلين الأكراد الذين يواجهون تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا وذلك رغم معارضة الحليف التركي الذي ينتقد بشدة الدعم الأميركي المقدم للأكراد.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن تمويل "توفير الدعم لوحدات حماية الشعب (الكردية) تم إقراره"، مضيفاً أن هذه الموافقة "سارية فوراً، لكن تحديد جدول زمني لتسليم الأسلحة ما زال يتطلب وضع اللمسات الأخيرة.
وتسليح الأكراد مسألة مثيرة للجدل بشكل كبير بالنسبة لإدارة ترامب، حيث من المؤكد أن هذه الخطوة تثير غضب تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب إرهابية
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون دانا وايت، التي تزور ليتوانيا مع وزير الدفاع جيم ماتيس، في بيان "ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف.. نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي."
ولم يفصح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، عن جدول زمني لبدء تسليم السلاح للمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتداداً لجماعة حزب العمال الكردستاني التي تخوض تمرداً في تركيا.
وفي 19 ابريل 2017 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنها أقرت تزويد قوات البيشمركة في إقليم شمال العراق بمعدات عسكرية تتجاوز قيمتها 295 مليون دولار.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن الحكومة العراقية المركزية في بغداد طلبت تجهيزات بـ295 مليون و600 الف دولار لتجهيز لواءين من مشاة البيشمركة وكتيبتين للمدفعية الداعمة، وجميعها تعمل في نطاق حكومة إقليم شمال العراق.
وأوضحت أن العتاد والمعدات المطلوبة تشمل 4400 بندقية من طراز "إم 16 اي 4"، و46 رشاشا ثقيلا "ام2" عيار 50، و186 رشاشا ثقيلا طراز "ام 240 بي"، و36 عربة همفي، و77 عربة مصفحة، و12 مولدا كهربائيا صامتا بسعة 3 كيلو وات.
كما يشمل العتاد دروعا واقية مضادة للرصاص وخوذا ومعدات كشف وحماية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعات والمتفجرات
وتعارض أنقرة بشدة تزويد العناصر الكردية في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بالسلاح، إذ تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً في جنوب شرق تركيا منذ 1984.

رفض تركي:

رفض تركي:
وقد انتقدت تركيا، اليوم  الأربعاء 10 مايو 2017،  إعلان الولايات المتحدة نيتها تزويد الأكراد الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بالسلاح والمعدات العسكرية، معتبرة انه "غير مقبول".قال نور الدين جانيكلي نائب رئيس الوزراء التركي الأربعاء إن بلاده تأمل في أن تنهي الولايات المتحدة سياستها لدعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا مضيفا أن أنقرة لا يمكن أن تقبل بالدعم الأمريكي لهذا الفصيل.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة وأوروبا منظمة إرهابية. وأقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمداد وحدات حماية الشعب بالأسلحة لمساندتها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقال جانيكلي في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية التركية "لا يمكننا قبول وجود منظمات إرهابية بإمكانها تهديد مستقبل الدولة التركية... نأمل أن تتوقف الإدارة الأمريكية عن هذا الخطأ وتعود عنه. مثل هذه السياسة لن تكون مفيدة. لا يمكن أن نكون في نفس السلة مع المنظمات الإرهابية"

ترحيب كردي:

ترحيب كردي:
ومن جانبها أكدت قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف الفصائل الكردية العربية المدعوم من واشنطن، الاربعاء ان القرار الاميركي بتسليح المقاتلين الاكراد، سيؤدي الى "تسريع عجلة القضاء" على الجهاديين في سوريا، موضحة ان الاسلحة ستصل تباعاً.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو إن "القرار الاميركي الاخير بتسليح الوحدات الكردية كمكون رئيسي في قوات سوريا الديموقراطية هو قرار مهم وياتي في إطار تسريع عجلة القضاء على الإرهاب".
وأثبتت قوات سوريا الديموقراطية وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية فعالية كبرى في قتال الجهاديين في شمال وشمال شرق سوريا. وهي تحظى بدعم عسكري مباشر من التحالف الدولي بقيادة اميركية من خلال الغطاء الجوي لعملياتها ضد الجهاديين ونشر مستشارين على الارض.
واعتبر سلو أن اعلان واشنطن "رسمياً عن هذا الدعم هو نتيجة الفعالية الكبيرة التي تبديها الوحدات الكردية وكافة قوات سوريا الديموقراطية في المعارك ضد الإرهاب".
وأوضح ان "إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومنذ بداية تسلمها الحكم، رفعت من مستوى دعمها لقواتنا".
ولم تحدد واشنطن نوع الأسلحة التي سيتم توفيرها للاكراد، لكن سلو قال انهم "قدموا في وقت سابق قائمة الى الادارة الاميركية تتضمن صواريخ مضادة للدروع ودبابات ومدرعات"، مضيفا "حين وصول الاسلحة، سنرى ان كانت تمت تلبية كل طلباتنا أم جزء منها".
ومن المقرر، وفق سلو ان تصل الاسلحة "بشكل متتابع، وسيستفاد منها لاستكمال التحضيرات لمعركة الرقة التي سيعلن عنها في الوقت المناسب".
ومنذ بدء العملية، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من إحراز تقدم نحو الرقة وقطعت طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وتعد الرقة معقل تنظيم "داعش" في سوريا، وهي تشكل هدفاً لعملية "غضب الفرات" التي بدأتها قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف الدولي في نوفمبر
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي منظمة "ارهابية" وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.

ما بعد التسليح:

ما بعد التسليح:
مناقشات عديدة ومباحثات متشعبة دارت خلال الأسابيع الماضية بين  ادراة الرئيس الأمريكي دوناالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب اردغان، لم يعلن عنها ولكن يبقي اعلان البيت الابيض تسليح الاكراد ضربة قوية لسياسية أردوغان وظهوره بمظهر الرافض والمتحدي لسياسية الولايات المتحدة واللعب علي وتر التحالف الروسي ومحاربة الارهاب، ليكون  قرار التسليح طريق اخر لواشنطن في التعامل مع سياسية المتحول اردغان.
يري مراقبون أن قرار ترامب بتسليح الأكراد جاء ردا علي الإعلان الثلاثي "روسيا – إيران – تركيا" بتشكل مناطق الأمنة الاربعة في سوريا، دون دور امريكي واضح في الاتفاق، لذلك كان قرار تسليح الأكراد.
والأمر الأخر ان قرار تسليح الأكراد ياتي بعد طرح اعلان حكومة كردستان العراق عن وجود مشروع من وزارات الدفاع الأمريكية والبريطانية والألمانية، لبناء مشروع لاعادة تنظيم قوات البيشمركة واجراء اصلاحات في وزراة دفاع اقليم كردستان" البيشمركة" وهو ما يشكل مساعي غربية لتقوية القوات الكردية في سوريا والعراق للاعتماد عليها في مواجهة النفوذ الايراني والغدر التركي.
القرار يشكل إهانة وضربة " قرصة ودن"  للرئيس التركي رجب طيب اردغانن والذي خرج أكثر من مرة مهددا واشنطن اذا تم  تسليح الاكراد، لترد واشنطن بقوة مصالحنا فوق كل شئ، وهو ما بعدا واضحا من الرد التركي والذي جاء صوته خافتا بعد اعلان البيت الأبيض تسليح الأكراد.
كما يشكل القرار تهديدا قويا لمساعي ادروغان لبسط نفوذه في مناطق شرق سوريا وحتي الموصل في العراق، ويدفن احلام اردوغان في  التوسع والتمدد.
اما علي الجانب الإيراني يشكل القرار ضربا نفوذ ومساعي ايران في  استمرار الهلال الشيعي ويسقط مشروعها الإستراتيجي بتأمين ممر بري من  يخترق العراق في نقطة الحدود بين البلدين ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، ووجود قوي كردية بدعم امريكي في العراق وسوريا قد يهدد المشروع الايراني الكبير.
اخيرا يمثل تسليح الأكراد، العصي التي تضرب بها واشنطن اقوي دولتين يشكلان عاملان في عدم استقرار المنطقة وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية، ودعم الجماعات المسلحة، ويبقي علي حظوظ واشنطن في الاستمرار وحصد المكاسب في منطقة الشرق الاوسط، دوناي تعارض مع روسيا والتي حصلت علي مكاسبها في سوريا المفيدة.

شارك