استقالة بطريرك الروم الكاثوليك.. أزمة كنيسة أم أزمة هوية.. القصة كاملة

الأربعاء 10/مايو/2017 - 04:35 م
طباعة  استقالة بطريرك الروم
 
قبل البابا فرنسيس استقالة بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وستُسند مهام إدارة شؤون هذه الكنيسة إلى المطران جان كليمان جانبارت رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك، لكونه الأسقف الأكبر سنا، لغاية انتخاب بطريرك جديد يحل محل لحام.
وللمناسبة بعث البابا فرنسيس برسالة إلى البطريرك المستقيل أشاد فيها بالخدمة التي قدمها لحام لأنباء كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك مثنيا على المسؤوليات التي تحملها تجاه رعاة هذه الكنيسة. ذكّر البابا بأن البطريرك لحّام طلب منه خلال اجتماع سينودس الأساقفة في شهر شباط فبراير الماضي أن يقبل استقالته، مؤكدا أنه بعد الصلاة والتفكير المطوّل قرر أن يقبل هذه الاستقالة بشكل يعود بالفائدة على كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك. وعبّر فرنسيس عن امتنانه الكبير للخدمة التي قدمها البطريرك لحام خلال السنوات السبع عشرة الماضية مشيرا إلى أنه خدم شعب الله بتفان وإخلاص هذا فضلا عن تمكّنه من لفت انتباه الجماعة الدولية إلى المأساة التي تعاني منها سورية.
البطريرك لحام من مواليد داريا بالقرب من دمشق في الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر من العام 1932. انضم إلى رهبنة المخلص للروم الملكيين الكاثوليك وأبرز نذوره المؤبدة في العشرين من كانون الثاني يناير 1952. تابع دروسه في المعهد الحبري الشرقي بروما وسيم كاهنا في الخامس عشر من كانون الثاني يناير من العام 1959. عُين رئيسا للمعهد الإكليريكي التابع لرهبنة المخلص وانتخب أسقفا على أبرشية طرسوس للروم الكاثوليك في التاسع من أيلول سبتمبر 1981، ونال السيامة الأسقفية في السابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه. انتخبه سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بطريركا في التاسع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام 2000 على أثر استقالة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم. وقد اعلن البطريرك غريغوريوس عن ملابسات الاستقالة واسبابها في بيان بعنوان 
"التخلّي عن خدمتي البطريركية "جاء فيه إن التخلّي عن خدمتي البطريركية هو ختام مسيرة إنسانية مسيحية كاثوليكية رهبانية مقدّسة. أفاض فيها المخلّص الإلهي غزير بركاته عليَّ.
في 29 تشرين الثاني 2000 انتخبتُ بطريركًا وأنا الآن في العام السابع عشر من خدمتي البطريركية. وحقّقت مشاريع كثيرة بنعمة المخلّص وكرم ومحبّة الأصدقاء ولا سيّما الألمان.
في شهر كانون الثاني من عام 2011، أثناء قيامي برياضة روحية خاصّة في القاهرة، سجَّلتُ ابتهالاً روحيًا وفي ختامه كتبتُ هذه العبارة: "آمل أن أستقيل من خدمتي البطريركية في الوقت المناسب بعد 7 إلى 10 سنوات! الربُّ راعيَّ لا شيء يعوزني". وفي رياضة كهنة دمشق في صيدنايا في حزيران 2011 كتبتُ تأمّلاً روحيًا وذكرت فيه ما يلي: "آمل أن أتخلّى عن خدمتي البطريركية بين عامي 2014 و2015 حيث أبلغ سن 83 أو 84 أو على الأكثر 85." والله وراء القصد. 
وتوالت السنون وبسبب الإخفاق في عقد سينودس حزيران 2016 للأسباب المعروفة، قررتُ أن أتخلى عن خدمتي البطريركية لخير الكنيسة. وكتبتُ رسالة بهذا المعنى إلى المجمع للكنائس الشرقية بتاريخ 20 حزيران 2016. وتمكّنا لاحقًا من عقد سينودس بين 21 و23 شباط 2017. وتوصّلنا إلى اتفاق كنسي جميل. 
وعلى الإثر ولأجل خير الكنيسة التي أحببتها حبًّا شديدًا، وضعتُ استقالتي بتصرّف قداسة البابا.
وراجعت على الإثر يومياتي كما ذكرتُ أعلاه في هذا البيان، فوجدتُ أن الروح هو الذي يهديني في طريقٍ مستقيمة. ورأيت أن ما كتبته عام 2011 قد آن الأوان في تنفيذه. وأنا مستعدٌ لأتخلّى عن خدمتي البطريركية في تمام 85 من عمري أي بتاريخ 15 كانون الأول 2017.
هذا هو قراري أمام المخلّص وأمام ضميري الرهباني والكهنوتي والأسقفي والبطريركي.
لقد كتبتُ 4 رسائل إلى قداسة البابا لأشرح أسباب موقفي، لا سيّما ضرورة أن نعيش كما ورد في البيان السينودسي التوافقي (23 فبراير  2017) أن نعيش جوًّا من الألفة والمحبّة في سينودس يونيو  2017. وشرحتُ في هذه الرسائل الطريقة التي أقترح أن يصير التخلّي على أساسها. وطلبت من قداسته أن يصير التخلّي بطريقة تحفظ كرامة البطريرك وتخفظ كرامة الكنائس الشرقية وتحترم التقاليد الشرقية، وأيضًا باقي البطاركة الشرقيين الكاثوليك واحترام البطاركة الشرقيين الأرثوذكس من كل الكنائس والحوار المسكوني.
الانتقال من عهد إلى عهد أمرٌ متفقٌ عليه. وتقرّر في سينودس فبراير  2017. ولكنّ التنسيق حول تفاصيل طريقة وآلية الانتقال لم يتم كما يجب. سأتابع التواصل مع قداسة البابا ومع المجمع للكنائس الشرقية، لإيجاد المخرج المناسب لهذا الانتقال. وسنبقى على تواصل بهذا الشأن في جوٍّ من المحبَّة والتفاهم، لأجل خير كنيستنا ووحدتها ومستقبلها، لأجل مجد الله وخير النفوس.
وأختم شاكرًا المخلّص الذي غمرني من علياء سمائه بكلّ بركة روحية في المسيح (أفسس 1، 3). وأختم أيضًا في تأمّلي حول الاستقالة عام 2011: "المحبّة لا تسقط أبدًا! وشكرًا يسوع! شكرًا مريم! ولنودع المسيح إلهنا ذواتنا وبعضنا بعضًا وحياتنا كلّها".
الازمة ليست كنسية 
وكتب الباحث جورج عبيد يحلل اثر الاستقال فقال  ,يخطئ من يظنّ بأنّ الأزمة التي تمرّ بها كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وكانت استقالة البطريرك غريغوريوس لحام وقبولها المستعجِل ذروتها، لا تخصّ باقي الكنائس المسيحيّة، أو لا تخصّ الجماعة المسيحيّة "بكنائسياتها" الراسخة في هذا المشرق العربيّ، في جزء من كلّ وجزء يطال الكلّ بجوهره.ليست الأزمة شخصيّة كملاحظة أولى، بل هي أزمة هويّة لكنيسة دأبت على تبيانها وجهًا من وجوه انبلاجها في قضايا المشرق العربيّ، من فلسطين إلى لبنان وسوريا، وهي الكنيسة الوحيدة إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكية منذ المثلّث الرحمات البطريرك الياس الرابع إلى البطريرك يوحنا العاشر تعيش هذا القلق، وسال فيه حبر مدرار وعزير.
غريغوريوس لحام حمل في قلبه وعقله هذا الهمّ المدوّي بصوته والدامي بجراحه، حمله في التجليات المسكونيّة وفي توقه لانبلاج فجر وحدة أنطاكية جامعة بين الكنائس المسيحيّة كلّها، وحمله في إلى المسلمين كشركاء أساسيين في هذا العالم الذي نعيش حروبه وتجاربه المؤلمة. ليس لكاتب هذه السطور أن يغوص في الصراع الناشئ داخل كنيسة قال بطريركها المستقيل بأنّها شريكة لروما. فالشراكة لا تعني أن يتمّ تقديم الاستقالة إلى روما، بل يتم تقديم الاستقالة إلى سينودوس الكنيسة، ولهذا السينودوس أن يناقشها ويقرر قبولها أو رفضها، لقد تمّ تقديم الاستقالة إلى حاضرة الفاتيكان ليتبيّن فيما بعد بأنّ كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك خاضعة للفاتيكان وليست شريكة، وقد تأسست هذه الكنيسة بفعل الانقسام الموجع الذي حصل سنة 1724 داخل الكنيسة الأرثوذكسيّة آنذاك بسعي من الرهبان اليسوعيين المبشرين، فاستلبوا قومًا وجعلوهم طائفة تابعة لكنيسة روما وخاضعة لها بكلّ ما تمليه كلمة خضوع من معنى.
 
أمام هذا المشهد دفع البطريرك لحام ثمنًا باهظًا نتيجة لهذا التكوين العلائقيّ المتلاشي بين كنيسته وكنيسة روما. وهو العالم بأنّ سعي معارضيه توّج مع الكاردينال ساندري، الذي عمل جاهدًا وبكل قواه لاستقالة البطريرك لحام خلال شباط الماضي ليقوم لحّام بالاستجابة راجيًا من الفاتيكان أن يتمّ قبولها في تشرين الثاني القادم، القضيّة أنّ الفاتيكان لم يستجب للبطريرك بل استعجل الخطى بان قبل استقالته يوم السبت الفائت الواقع فيه 06-05-2017 فأحدثت الاستقالة صخبًا وضجيجًا، وكأن كلّ شيء مبرم لا نقاش فيه، وليس فيه أي تقدير لموقع البطريرك وشخصه.
المسألة بهذا المعنى لا ترتبط ولا تتعلّق بشخص البطريرك لحام، بل بكنيسة أحيت أمورًا هامّة كان للبطريرك المستقيل الدور الأساسيّ في سطوعها وابنلاجها منها المركز البطريركيّ لحوار الحضارات والأديان، جسّد البطريرك رؤية أسس لها المغفور له فؤاد الترك، وقد اهتم في مرحلة التأسيس ليكون لبنان الوعاء الحاوي فيكون مركزًا دوليًّا لحوار الحضارات والأديان، اقتبس البطريرك الرؤية وجسّدها في كنيسته وطوّرها. لقد سعى لحّام إبن داريّا قرب دمشق وقد كان مطرانًا للقدس قبل ان يصير بطريركًا، بأن يظهر كنيسته كنيسة فكر ولاهوت ورؤى وليست طائفة تتلاقى فيها عناصر السلطة والمال فتتجانس وتفعل فعلها، وقد فعلت فعلها، لقد حاول أن يقول بأنّ كنيسته كنيسة المشرق، وكنيسة العرب كما كتب الأب الراحل جان كوربون، إنها كنيسة ممدودة من فلسطين القلب إلى سوريا ومصر والأردن والعراق ولبنان.
إن التعجيل بقبول استقالته، يضرب مفهوم الإدارة الذاتيّة Autonomy في هذه الكنيسة ولو أنّها كنيسة تابعة بالمفهوم الكنسيّ لروما، يضرب مفهوم الاقتراع المجمعي داخل سينودوس هذه الكنيسة بنتاائجه وقراراته من ضمن مألفة الإدارة الذاتيّة، وهي قرارات قانونيّة وشرعيّة. ولكنّه قادر أن يذهب بعيدًا، وهو أقصاء رؤية تعاملت مع الواقع بواقعيّة وحرص وبخاصّة مع الأحداث الدائرة في سوريا. ستتجه كنيسة الملكيين الكاثوليك إلى استكمال عناصر الانقسام في المرحلة الفاصلة عن انتخاب بطريرك جديد، وسيتمحور الانقسام بخلافات حول هويته ومواقفه السياسية، وارتباط الانتخابات داخل الكنيسة بالسياق السياسيّ المحيط بالمنطقة كلّها بل التي تتأسّس وتتكوّن به المنطقة كلّها. ليس من نأي بين الكنيسة والسياسة، بين المحتوى هنا والسياق هناك، فالرؤية المسيحيّة ببعدها المشرقيّ هي المستهدفة لدى معظم الكنائس، و"الليتنة" تقود نحو عمليّة الإفراغ والسلب في ظلّ استفحال الصراع بدائرته الواسعة بين الغرب وزعيمته الولايات الأميركيّة المتحدة والشرق وزعيمته حاليًا روسيا.
المسألة بآفاقها المنظورة وغير المنظورة باتت مسيحيّة، فكلّ الكنائس مأزومة بالعمق البنيويّ، ودرجة المأزومية تقود نحو الخطر الوجودي ليس على الكنائس بل على الواقع المسيحيّ بصورة عامّة حيث تحتشد في جوفه عوامل الإقصاء السياسيّ والاجتماعيّ يضاف إليه الكنائسيّ. فمنذ أن استقال البابا بيندكتوس العاشر المتشدّد جدًّا حول مسألة الحضور المسيحيّ المشرقيّ، لحظ المراقبون انطلاقة مختلفة، لا يعني هذا أن البابا الحليّ غير متحسّس لهذه المسألة، لكنّ البابا طالع من الرهبنة اليسوعيّة، اي هو يسوعيّ بطبعه ورؤيته وتلك صفتان متوازيتان مع الإصلاح البنيويّ والروحيّ الذي يشاءه لكنيسته وفي علاقة الأساقفة مع أبرشياتهم، وتلك الرهبنة بعد انهيار الاتحاد السوفياتيّ اقتحمت روسيا ومارست الاقتناص Proselytism وقد كانت الممارسة سببًا من أسباب الخلاف القوي الذي حل بين كنيستي روما وموسكو. وخلال الأحداث الحالية في سوريا، ساء البطريرك لحام أن تظهر تلك الممارسات من إرساليات بدات تفد إلى ريف حمص وحماه ووادي النصارى مع إرساليّات إنجيليّة، تمارس بدورها اقتناصًا رهيبًا، فالأرثوذكس مع الروم الكاثوليك يعيشون معًا ولا حاجة لهؤلاء طالما الجذور مسيحيّة. البطريرك غريغوريوس لحام في كنيسته يعيش صراعًا واضحًا مع ليتنة تقتحم داره ودياره، وتبسط ذاتها في كنيسة مشرقية الجذور عربية الهوى.
المسيحية كلها تعيش أزمة حقيقيّة الكنائس في بنيويتها تعيش بدورها أزمة تتكامل احيانًا فيما بينها وكأنها تجيء من وجه واحد. ففي الكنيسة الأرثوذكسيّة أزمة أبرشيّات تتعاظم شيئًا فشيئًا مع تقدّم مطارنتها بالسنّ، وفي الكنيسة المارونيّة أزمة علاقة تتجلّى في علاقة البطريرك مع مطارنة الكنيسة كانت قضيّة المطران الياس نصّار إحدى علاماتها الواضحة، فضلاً عن السياسة المقتحمة لها بصورة يوميّة، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك تعيش انقسامًا أدّى إلى ضغط فاتيكانيّ على بطريركها لتقديم استقالته، فقدمها وقبلت، وقد بدأت تساؤلات تطرح حول ما إذا كان البطريرك المقبل سيكمل الرؤية المشرقيّة أو سيصطفّ في مألفة الليتنة التي من شأنها أن تفقد كنيسة الروم الكاثوليك هويتها الناسوتيّة والتاريخيّة.
وفي الختام هذه المسألة غير محصورة بالاستقالة وقبولها، بل بكنيسة يفترض بأبنائها أن يقفوا شهودًا للقائم من بين الأموات في داخلها خلوًّا من ترف واسترخاء، ليعيدوا إليها بهاءها. ما هو البهاء؟ المسيح هو البهاء، هو القيامة والحياة.
أما البطريرك غريغوريوس لحام فهو مرتاح الضمير لما أنجز، والرجاء أن لا تذهب كنيسته إلى التغرّب عن ذاتها وجوهرها، بل ان تأتي منهما، في منطقة لا تزال تحت هيمنة الحرب، وتطلّ بهما نحو تكوين جديد يحضّر للمنطقة بأسرها. المسالة هي هنا، كنيسة الروم الكاثوليك إمّا تكون كنيسة مشرقية أو أنها لن تكون، والمسيح عندها وعند الأرثوذكس يبقى مشرق المشارق، وهو القادر أن يشفي جراحها ويضمدها بنور قيامته الحيّة والمحيية في آن.
البطريرك المنتظر 
وبحثت جريدة النهار اللبنانية  عن البطريرك المنتظرفكتبت تقرير مهما جاء فيه  سيكون البطريرك الـ173، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم الجديد للروم الملكيين الكاثوليك. من اللحظة الاولى التي قبل فيها البابا فرنسيس استقالة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام السبت 6 ايار 2017، دخلت #الكنيسة_البطريركية_الروم_الملكية_الكاثوليك مرحلة استعدادات جدية لانتخاب بطريرك جديد لها، في وقت بدأت "جوجلة"، بعيدا من الاضواء، لاسماء مطارنة مرشحين للكرسي البطريركي، "تتوفر لديهم مواصفات خاصة"، بما يحصر عددهم في "ثلاثة او اربعة" فقط. وفي المعلومات ايضا، انتخاب البطريرك الجديد مرجح "في حزيران المقبل".
ماذا بعد استقالة_لحام؟ في التدابير الكنسية، "يتولى الاسقف الاقدم في الرسامة الاسقفية بين اساقفة الدائرة البطريركية، وهو حاليا المطران جان كليمان جنبرت، متروبوليت حلب وسلوقية وقورش وتوابعها، ادارة الكنيسة، مع مهمة واضحة: التحضير لانتخاب خلف للبطريرك لحام خلال شهرين"، يقول مصدر مطلع لـ"النهار".
من الخطوات القانونية المرتقبة لـ"مدبر" الكنيسة البطريركية، "دعوة الاساقفة الى سينودس اساقفة الكنيسة لانتخاب بطريرك جديد"، وفقا للمصدر، وايضا "تهيئة سائر الامور الضرورية لذلك السينودس"، وفقا للبند 3 من القانون 128 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية.  
وفقا لما تنص عليه ايضا، "يجب ان يُعقد سينودس الاساقفة خلال شهر من شغور الكرسي البطريركي، مع الحفاظ على الشرع الخاص الذي يحدد وقتا اطول على الا يتجاوز الشهرين" (ب2- ق65). اما في التوقعات، "فالمرجح ان يتم انتخاب البطريرك الجديد خلال يونيو "، يفيد المصدر.  

انتخاب البطريرك 
في تفاصيل انتخاب_البطريرك، "يتمتع بصوت فاعل جميع اعضاء السينودس وهم وحدهم" (ب1- ق66). في الارقام، نحو 33 مطرانا من اعضاء السينودس ينتخبون البطريرك الجديد. "وجميع الاساقفة المدعوين شرعا ملزمون بالزام خطير حضور الانتخابات" (ب1-ق68). واذا رأى احدهم ان "هناك مانعا صوابيا لحضوره، فليبد بالكتابة اسبابه للسينودس..."(ب2-ق68).
ومتى دُعي السينودس "شرعيا"، "اذا حضر الى المكان المعين ثلثا الاساقفة الملزمين حضور السينودس، بعد حذف اؤلئك الذين منعهم مانع شرعي، تُعلن قانونية المجمع، ويمكن الشروع في الانتخاب" (ق69). ويكون منتخبا من "احرز ثلثي الاصوات، ما لم يقرر الشرع الخاص، بعد اجراء عدد ملائم من الاقتراعات، وعلى الاقل ثلاثة، الاكتفاء باكثرية الاصوات المطلقة، ويكمل الانتخاب على قاعدة القانون 183، البندين 3 و4" (ق72).   
ما ينص عليه القانون المذكور وبنداه، "يقتضي الانتخاب الاكثرية المطلقة من اصوات الحاضرين، وبعد ثلاثة اقتراعات من دون نتيجة، يجرى اقتراع رابع محصور فقط في المرشحَين اللذين حصلا على اكبر عدد من الاصوات في الاقتراع الثالث(ب3). واذا لم يتبين في الاقتراع الثالث او الرابع، بسبب تساوي الاصوات، من سيكون المرشح للاقتراع الجديد او من انتُخب، فلتفصل المساواة لمصلحة من هو الاقدم بالرسامة الكنوتية. واذا لم يكن احد اقدم من الآخرين بالرسامة الكهنوتية، فلمصلحة الاقدم بالسن (ب4)". وفي الاحتمال الاصعب، "اذا لم يتم الانتخاب خلال 15 يوما من افتتاح السينودس، يحال الامر على الحبر الروماني" (ب2-ق72).     

مواصفات  
لا نصاً قانونيا يحدد مواصفات البطريرك المنتخب، او يلزم المطارنة شيئا محددا في عملية الاختيار. بند صغير يرد في القوانين: "لينتخب الاساقفة بحرية من يرونه، امام الله، اكثر جدارة واهلية من الآخرين" (ب2-ق183). ومع ان هذا الامر يعني ان "كل المطارنة مرشحون لملء الكرسي البطريركي"، وفقا للمصدر، غير ان ذلك لا ينفي وجود مواصفات ترفع حظوظ مطارنة عن غيرهم من الاتراب. في الكلام الواقعي، "الحظوظ تميل اكثر الى مطارنة تتوفر لديهم مواصفات معينة، منها العمر، والجنسية، والخبرة والكفاءة"، يقول المصدر.
ملامح اولية للبطريرك الجديد. "يجب الاخذ في الاعتبار ان مقر الكرسي البطريركي في دمشق-سوريا، بما يلزمه البقاء هناك وقتا كثيرا، وذلك يرجح كفة مطارنة سوريين على لبنانيين. نقطة اخرى. رغم ان "ثمة مطارنة بارعون واكفاء"، "فان قاعدة التدرج هي التي تُعتمد. وبالتالي للمطارنة الاكبر سنا حظوظ اكبر". وبحكم كل هذه المواصفات مجتمعة، اذا اعتُمدت ولم تحصل مفاجآت، يتبين ان "عدد المرشحين الجديين للكرسي البطريركي نحو ثلاثة او اربعة فقط".   

شارك