تصاعد الصراع بين الحوثي وصالح.. وسط مخاوف من كارثة صحية في اليمن

الأربعاء 10/مايو/2017 - 06:25 م
طباعة تصاعد الصراع بين
 
تصاعدت حدة المعارك بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية والمقاومة من جهة أخرى، فيما يسعي المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد لعودة مفاوضات السلام في اليمن، وسط  مغزلة من صالح للسعودية للتفاوض، فيما وقت تتصاعد فيه مرضى الكوليرا ونحذيرات من كارثة صحية باليمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكن الجيش الوطني اليمني بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن من استعادة تبة الخزان، إثر مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية قتل على إثرها 5 من الميليشيا بينهم القائد الميداني سليم الفيشي، وجرح عشرات آخرين.
وأكد مصدر عسكري بمحور محافظة تعز أن الجيش الوطني نفذ هجوماً معاكساً، استهدف مواقع الميليشيا بعد تصدي الجيش لهجوم عنيف، فيما تمكن اللواء 35 واللواء 17، من تكبيد الميليشيا خسائر فادحة، وتطهير العديد من الأماكن وفي مقدمتها تبة الخزان في منطقة الجنان المطلة على منطقة الكدحة والرحبة غربي تعز، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأضاف أن قيادة المحور عززت برتل من الآليات العسكرية إلى جبهة الكدحة في إطار عملية عسكرية لتطهير الكدحة والمناطق المحيطة، وصولاً إلى قطع الخط الرئيسي الذي يربط تعز بالمخاء والحديدة.
وفي ذات السياق، قصفت بوارج التحالف العربي تجمعات للميليشيا الانقلابية في جبهة الهاملي موزع بين مواطير الكهرباء ومحطة ثابت افندي بجسر رسيان، وكبدتهم خسائر في الأرواح والمعدات.
فيما قتل قيادي “حوثي” واثنان من مرافقيه، اليوم الأربعاء، في معارك مع المقاومة الشعبية بمحافظة شبوة (جنوب شرق)، وقالت مصادر محلية لـ" المشهد اليمني " أن المعارك بين الطرفين في مديرية بيحان أدت لمقتل القيادي الحوثي شرف بن علي جاهم “ المكنى ابو ”جهاد“ واثنين من مرافقية.
وبحسب المصادر فأن الحوثي " أبو جهاد" يعد من القادة الميدانين للمليشيات في مديرية بيحان غرب المحافظة.
فيما قالت قيادة المنطقة العسكرية الثانية اليمنية، إنها أحبطت هجوما صاروخيا لتنظيم القاعدة على قوات النخبة في مديرية دوعن، بمحافظة حضرموت.

وأوضحت في بيان لها، أن تم استهداف قوات النخبة في إحدى مناطق دوعن، بصاروخ كاتيوشا أطلقته القاعدة من مسافات بعيدة.
وقال البيان، إن الدفاعات الأرضية التابعة لقوات النخبة، نجحت في إحباط الهجوم وتدمير الصاروخ، دون أن يكون هناك أي إصابات.

ممارسات الحوثيين:

ممارسات الحوثيين:
علي صعيد الاعتقالات والتعذيب داخل السجون، وثَّقت منظمتان حقوقيتان تعرض 36 مدنياً يمنياً للتعذيب على يد ميليشيات الحوثي بعد أن تم إخفاؤهم بشكل قسري لمدة تقارب العامين.
وأفاد بيان مشترك للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة سام للحقوق والحريات اليمنية، أن المدنيين الستة والثلاثين تعرضوا للمعاملة اللاإنسانية، خلال مدة إخفائهم القسري، فيما تجري حاليًا مقاضاتهم أمام محكمة تفتقر للأسس القانونية، وتنتهك الحد الأدنى من مقومات التقاضي العادلة.
وأضافت المنظمتان أن آثار التعذيب بدت واضحة على أجساد المحتجزين في أول جلسة لمحاكمتهم في صنعاء، كما ذكر بعض المختطفين أن الاعترافات انتزعت منهم بالقوة، حيث جرى إجبارهم على الإدلاء بأقوال مخالفة للحقيقة، ما يشكل انتهاكاً لاتفاقية مناهضة التعذيب.
وقدمت وزيرة في حكومة الانقلابيين الحوثيين بصنعاء استقالتها من منصبها بعد تعرضها للضرب من قبل مسلحين تابعين لميليشيات الحوثي.
وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة وموثوقة، فإن وزيرة حقوق الانسان في الحكومة غير المعترف بها، علياء الشعبي، تعرضت هي وابنها للضرب على يد عناصر من ميليشيات الحوثي وذلك خلال مراجعتها إدارة البحث الجنائي في  صنعاء للاطلاع على أوضاع المعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية.
وكان مسلحون تابعون لما يعرف باللجان الثورية الحوثية قاموا قبل أسبوع بالاعتداء على هشام شرف الوزير الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح والذي يشغل حقيبة وزارة الخارجية في حكومة الانقلابيين. وجاءت حادثة الاعتداء لمنعه من دخول وزارة التخطيط والتعاون الدولي في أعقاب صدور قرار من رئيس حكومة الانقلابيين بتكليفه بالقيام بمهام وزير التخطيط.

صراع الحوثي- صالح:

صراع الحوثي- صالح:
وعلي صعيد الصراع المكتوم بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ففي تطور دراماتيكي في سير احداث الصراع بين جماعة التمرد الحوثية وصالح وجهت القناة التابعة للمليشيا "المسيرة" تهمة صريحة لأربعة من أبرز قيادات حزبه بالإنخراط ضمن ما يعرف بـالعمالة والإنخراط ضمن ما يسمى بـ "الطابور الخامس".
جاء ذلك ضمن تقرير عرضته القناة على شاشتها، وأعيد نشره على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي.
وتضمن التقرير أربعة من القيادات المؤتمرية المقربة من صالح وهي محاميه الخاص محمد مهدي المسوري والكاتب عادل الشجاع والإعلاميين في قناة اليمن اليوم نبيل الصوفي وعبدالولي المذابي.
فيما أعطى الرئيس اليمني السباق علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام باليمن، الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لتعرية زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي وفضحها أمام المواطن اليمني.
جاء هذا التحرك من قبل صالح عقب التقارير التي تحدثت عن نية عبدالملك الحوثي الانقضاض عليه وقتله، وإيعازه لوسائل الإعلام الحوثية التابعة له تجهيز وإعداد التقارير الخاصة بإبعاد التهمة عن الميليشيات في المصير الذي ينتظر صالح.
وذكرت المصادر المطلعة في صنعاء أن صالح وخلال لقاء جمعه مؤخراً بعدد من أعضاء المؤتمر الشعبي العام، هدد ببيع الحوثي للتحالف إذا لم يتم الرضوخ لمطالبه، واصفاً الحوثيين بالمتطرفين.
وأعطى صالح الضوء الأخضر لقناة "اليمن اليوم" التلفزيونية التابعة له لمهاجمة جماعة الحوثي واستضافة المناوئين لميليشيات الحوثي والمتضررين منها وفضحها أمام المواطن اليمني، وبيان علاقتها بإيران، وأنها باعت اليمن إلى طهران بثمن بخس، وتأكيد أن ميليشيات الحوثي مجرد جماعة لصوص تسعى إلى المغانم والوزارات والأموال، وهي إشارة واضحة إلى أنه مستعد لقتالها إذا تم عقد صفقة معه لوقف الحرب.
وفي رده على الإهانات التي يوجهها الحوثي وميليشياته لأتباع المؤتمر الشعبي العام قال صالح "لا أحد يلوي ذراع الآخر، لي الأذرعة مرفوض، عواقبه غير سليمة"، وهو تهديد واضح لجماعة الحوثي، وطالب بضرورة التواصل مع قواعد وقيادات المؤتمر الشعبي العام بهدف توحيد الصف، وهو ما يدلل على أن المؤتمر مقدم على خطوات تصعيدية خلال الفترة القادمة، ومنها سحب الثقة عن الحوثي والإمساك بزمام السلطة في أي وقت يريد، حسب ما قاله المراقبون للشأن اليمني.
ودعا صالح إلى الاستعداد لما هو قادم قائلاً "إنهم صبروا من 62 إلى 70 "، في إشارة إلى مواجهة الإمامين عقب ثورة 26 سبتمبر، وأنه مستعد لمواجهتهم.
ويعد هذا التحرك الأول الذي يقوم به صالح ضد ميليشيات الانقلاب بعد تصعيد جماعة الحوثي ضده وأتباع المؤتمر، وهو ما يؤكد أن رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح يعكف حالياً على دراسة خطة من شأنها استعادة سيطرته على صنعاء من قبضة جماعة الحوثي.
وذكرت المصادر أن نواباً من حزب المؤتمر الشعبي طالبوا صالح بمراجعة الاتفاقيات كافة غير المعلنة مع جماعة الحوثي تمهيداً لفك الارتباط.
ولفتت المصادر إلى أن  علي عبدالله صالح كرر طلبه لجماعة الحوثي حل ما تسمى اللجنة الثورية العليا، والتي رفضت سحب مشرفيها في المؤسسات الحكومية، وتأكيده أن الحزب سيتخذ قرارات حاسمة في حال رفضت قيادة الحوثيين إلغاء ما يسمى اللجنة الثورية.
من جهة أخرى، كشف صحافي مقرب من صالح أن ميليشيات الحوثي أعدت كشوفات بأسماء ضباط وأفراد وقيادات تابعة للحرس الجمهوري لإرسالهم قسراً إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين، لتلقي دورات ثقافية تتوافق وتوجهات الجماعة.
وبين القيادي المؤتمري أنه تم إجبار الجنود والضباط على أخذ تلك الدورات "غصبا عنهم، بحسب ما تم إبلاغهم من قبل قيادات الألوية والوحدات التابعين لها".
ووصف هذه الخطوة بالمهزلة، موضحاً أن كل الدروات التي يعقدونها هدفها إلقاء محاضرات تعبوية عن خطر الشعب اليمني، وتحريض ضد اليمنيين قائلا "لا عدو لكم في عقيدتكم إلا اليمنيين ولا خطر بالنسبة لكم إلا من اليمنيين".
كما كشف الصحافي المقرب من صالح أن ميليشيات الحوثي وفي إطار نهجها لسرقة كل ما يقع تحت أيديها، نهبت 7 آلاف سيارة، ونقلت ملكيتها للجان الشعبية.
وأشار إلى أن السيارات تم نهبها من المؤسسات والوزارات والهيئات والسفارات والمكاتب الدبلوماسية التابعة لتلك السفارات والمعسكرات وكل مؤسسات الدولة، وجه زعيم التمرد عبدالملك الحوثي بصرفها للجان الشعبية وقيادته الحوثية المنتمية لأسرته.
وكان ياسر العواضي القيادي في حزب صالح قد تقدم في وقت سابق باستقالته من تلك الحكومة غير الشرعية، بعد أن كان يشغل فيها منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي.
وبرر العواضي استقالته حينها باستمرار تدخل ممثلي الحوثيين في صلاحياته، وقال إنه يفضل البقاء في منزله على أن يكون واجهة لأعمال كارثية يقوم بها الحوثيون باسمه.
وأواخر فبراير الماضي قام مسلحون تابعون لميليشيات الحوثي باقتحام مبنى وزارة التعليم العالي والاعتداء على وزيرها حسين حازب "القيادي في حزب المؤتمر الشعبي" ومن ثم طرده من الوزارة بطريقة مهينة.
وعلي صعيد اخر دعا وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الى تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية والتي لا تقل خطرا عن تنظيمي القاعدة وداعش ،وكذا إدانة التدخل الإيراني الصارخ لدعمها للارهاب والجماعات الإرهابية في اليمن وبقية الدول العربية.
واستعرض فضائل في كلمته التي القاها في الدورة الحادية عشر للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الانسان لمنظمة التعاون الاسلامي التي عقدت في مدينة جدة السعودية ،ماقامت به مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في 17 يناير 2015م من اختطاف مدير مكتب رئاسة الجمهورية و امين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور احمد عوض بن مبارك، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته وعدد من الوزراء،وقصف القصر الرئاسي في المعاشيق بعدن ،وإعلان زعيم المليشيا الحوثية الإرهابية قرار التعبئة العامة لاجتياح المحافظات الجنوبية والشرقية.

صالح يغازل السعودية:

صالح يغازل السعودية:
وعلي صعيد اخر، ألقى الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، كلمة في الاجتماع التنظيمى النسوي لحزب المؤتمر الشعبى العام، حملت بنودا لحل الأزمة على شكل رسائل وجهها للمملكة العربية السعودية، وأوضح موقفه من التحالف مع إيران، ولم يفوت الفرصة لمهاجمة المتمسحين بالتيار الناصري.
وحسب "المؤتمر نت"، أكد "صالح"، أن القرار بيد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي عهده وليس بيد هادي قائلا: "معروف المخطط هو مخطط انفصال ما بيمشيش القرار مش بأيديكم، لا أنت يا هادي، ولا غير هادي، القرار بيد الملك سلمان بن عبد العزيز، القرار بيده وولي عهده وولي ولي العهد، القرار بأيديهم مش بيدك أنت".
وأضاف "صالح" في الاجتماع التنظيمي للقطاع النسوي بالمؤتمر الشعبي العام: "دُعينا أكثر من مرة إلى الحوار، الحوار المباشر ما حد بيذلنا ولا حد يركنكم أنه يقدر يعمل شيء، وأنه يقدر يلوي ذراع الآخرين وتتعاملوا معه، ما حد يقدر، لن تتعاملوا إلا مع الشعب اليمني وممثليه الشرعيين الذين يقدمون قوافل من الشهداء والدماء، وتهدمت مساكنهم ومصانعهم ودمرت مزارعهم، ستتحاورون معهم، تعالوا إلى الحوار المباشر ولنتفق على ما يجب أن نتفق عليه مثلما اتفقنا معكم في عام 1970م، بعد حرب دامت سبع سنوات".
وأضاف الرئيس اليمنى الأسبق موجها خطابه للسعودية: "الآن لنا السنة الثالثة في الحرب تعالوا نتحاور في إطار لا ضرر ولا ضرار، هادي غير مقبول واحد حكومته غير مقبولة اثنين هؤلاء هم شماعة وتدمروا شعبنا اليمني تعالوا نتحاور هؤلاء غير مقبولين لا تخسروا فلوسكم معاهم ولا هينفعوكم لا في المخا ولا في معسكر خالد ولا في ميدي ولا في حرض ولا في البقع ولا في علبين ولا في رازح ولا في منبه لن ينفعوكم هؤلاء عبارة عن مرتزقة".
وأشار "صالح" إلى استعداده للحوار في أي مكان مع السعودية حتى في أراضيها، بعد رفع الحصار عن اليمن، ووقف الطلعات الجوية وإدخال المساعدات".
ولوح بإمكانية التحالف مع إيران، باعتبارها دولة إسلامية، قوية فيما يتحالف خصومه مع إسرائيل لتدمير الشعب اليمني، قائلا:" شكرًا لإيران أنها تتعاطف أنا كنت أتمنى وأنا الآن رئيس حزب معارض أتمنى أن إيران تمد يدها للتحالف معها سأتحالف معها من أجل بلدي مثلما تحالفتم مع إسرائيل وأمريكا ضدنا، ليش حرام أن تكون لليمن علاقات مع إيران".
وأكد "صالح"، في وقت نفسه أنه لا توجد أي علاقات مع إيران سواء اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، لافتا إلى أن سلاح القوات اليمنية هي أسلحة يمنية من مصانع عسكرية يمنية.
واتهم "صالح" المتمسحين بالناصرية وجمال عبد الناصر بأنهم يقبضون المال الحرام من دول الخليج، كما سعوا للحصول على المال الحرام من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قائلا: "تحية لك يا عبد الناصر في قبرك، أتساءل وأسأل نفسي أين أولئك الذين كانوا يتشدقون بالناصرية؟ الآن في أحضان الرجعية أصحاب البطون المنفوخة والبدلات الذي كانوا يتسولون من صنعاء إلى عند معمر القذافي، لأن معمر القذافي قال هو الوريث الشرعي لعبد الناصر فكانوا يتسولون على أبواب معمر القذافي لجلب المال الحرام، والآن يتسولون في دول الخليج من أجل كسب المال الحرام".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفوضي، يصل المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الأربعاء إلى العاصمة السعودية الرياض لاستئناف مساعي الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن، وسط حالة من التشاؤم تسيطر على الوضع في ظل تعنت الانقلابيين والتصعيد العسكري على الأرض.
ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية و التحالف العربي لبحث وقف إطلاق النار واستئناف المشاورات بين أطراف النزاع.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة أن جولة ولد الشيخ أحمد ستستكمل لاحقاً بلقاء ممثلين عن طرفي الانقلاب في مسقط . وقد تتضمن مبادرة المبعوث الأممي عدة محاور أساسية منها: السعي لإقناع التحالف والحكومة الشرعية بالتراجع عن القيام بعملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الحديدة، بحث إمكانية الاتفاق على هدنة جديدة قبيل شهر رمضان، عقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف النزاع.
وأيا كانت المقترحات التي سيطرحها المبعوث الأممي على الأطراف المعنية إلا أن مراقبين يرون أنه لا يحمل حلاً سحرياً خاصة في ظل تعقيدات الأزمة التي يستند حلها بحسب ولد الشيخ أحمد على تقديم الأطراف لتنازلات سياسية وعسكرية .
وتبقى الآمال بنجاح تلك المساعي متدنية، ولعل هذا الواقع التشاؤمي هو ما دفع بوزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إلى استباق جولة المبعوث الأممي بتصريحات اعتبر فيها أنها لن تحقق أهدافها في إحلال السلام، في ظل رفض الميليشيات الانقلابية كل الجهود الدولية. وجدد المخلافي الاثنين التأكيد على أن أي مشاورات لابد أن تتم وفق المرجعيات الأساسية.

الوضع الاقتصادي:

الوضع الاقتصادي:
وعلي صعيد الوضع الاقتصادي، انطلق اليوم الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض اجتماع "التعافي وإعادة الإعمار في اليمن" برئاسة المملكة ومشاركة البنك الدولي و50 دولة ومنظمة وصناديق مالية، إضافة إلى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في كلمة له، إن "الاجتماع الذي يشارك فيه 50 دولة ومنظمة وصناديق مالية سيناقش ثلاثة ملفات رئيسية هي الأزمة الغذائية والأمن الغذائي، وكيفية توفير وسائل داعمة للاستيراد أي الاحتياجات العاجلة لدعم الميزانية اليمنية، وثالثاً إطار عمل التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار".
ويعاني البنك المركزي اليمني الذي نقل أعماله من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، والبنوك العاملة، من شح السيولة المالية نتيجة تأثر الميزان التجاري وتراجع حاد في اقتصاد البلاد منذ الحرب.
كما اجتمع رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، امس الثلاثاء، بالمدير القُطري للبنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي، أسعد عالم.
وخلال اللقاء، ناقش بن دغر توجهات إطار التعاون بين اليمن والبنك الدولي للفترة الراهنة والقادمة، وذلك باتجاه دعم الحكومة الشرعية لتحقيق التعافي الاقتصادي، وإسناد الجهود الرامية لتفعيل وظائف البنك المركزي اليمني للقيام بدوره في تحقيق الاستقرار النقدي وكبح معدلات التضخم.
فيما أعلن رئيس المحكمة العليا في اليمن، القاضي حمود الهتار، اليوم الثلاثاء، تدشين صرف رواتب القضاة في المدن التي يحتلها الحوثيون والمخلوع صالح.
وقال القاضي الهتار في تصريحات صحافية، إنه "تم صرف مرتبات قضاة وموظفي المحكمة العليا بصنعاء (دفعة أولى) لشهري يناير وفبراير وسيتم صرف (الدفعة الثانية) مرتبات مارس وأبريل 2017 وستصرف مرتبات كافة منتسبي السلطة للأشهر الأربعة المذكورة للمناطق التي لم تصرف لها خلال الفترة الماضية قبل حلول شهر رمضان".
ويأتي التوجه الحكومي بصرف رواتب القضاة في المدن المحتلة في الوقت الذي يسيطر الانقلابيون على القضاء، واستغلوه في معاقبة المعارضين للانقلاب.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، مساء امس الثلاثاء، إن المصابين بمرض الكوليرا ازدادت أعدادهم بصورة كبيرة في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين لتصل إلى أكثر من 780 حالة منذ نهاية مارس الماضي.
وأضافت المنظمة في بيان: "تستقبل فرق أطباء بلا حدود وتعالج في اليمن أعداداً متزايدة من مرضى الكوليرا والإسهال المائي الحاد في محافظات عمران وحجة والضالع وتعز وإب".
وأشارت المنظمة إلى أنها وبعد هذا التفشي الجديد للمرض قامت بإنشاء مراكز لعلاج الكوليرا ضمن خمسة مستشفيات لعزل ومعالجة المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض، كما تدعم مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة العامة والسُكان اليمنية.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن شينجيرو موراتا: "هناك مرضى يأتون من مناطق عديدة تبعد عشرات الكيلومترات عن هنا. ونحن قلقون للغاية أن انتشار المرض سيستمر ويخرج عن السيطرة. هناك حاجة لتعاون مرن بين المنظمات الصحية وبين السلطات المعنية لتقديم الدعم الفوري للمرافق الصحية والمجتمعات المحلية في المناطق المتضررة. ويجب أيضاً زيادة المساعدات الإنسانية للحد من انتشار الوباء وتحسباً لوقوع تفشيات أخرى".

من جانبها كانت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية قد أوردت ظهور نحو 310 حالة في صنعاء.
وبينت المنظمة، أنه ومنذ بداية الحرب الراهنة في مارس 2015 توقفت الكثير من المستشفيات عن العمل بسبب النزاع الدائر. كما أصبح الحصول على الرعاية الصحية صعباً للغاية على ملايين اليمنيين.

المشهد اليمني:

اتجاه التحالف العربي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية الي الحل العسكري في الحديدة، يشير الي فشل المساعي الأممية للحل السياسي، وبقاء الأوضاع في اليمن محل الحل العسكري.
الأوضاع في اليمن تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن في العام الثالث لبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن.. ليثبت مرة أخري أن السلاح أقوي علي الأرض من حمائم السلام

شارك