موسكو تقود تذويب الخلافات الأمريكية الايرانية فى سوريا..وتصريحات دى ميستورا تثير الجدل

الخميس 11/مايو/2017 - 08:25 م
طباعة موسكو تقود تذويب
 
محاولات روسية لتذويب
محاولات روسية لتذويب الخلافات الأمريكية الايرانية فى سوريا
زاد الجدل مؤخرا بشأن الرؤية الأمريكية للأزمة السورية والدور الروسي لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران للتسوية السياسية السورية، وما حملته تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا بشأن إمكانية إقامة مناطق أخري أمنة غير ما تم الاتفاق عليه فى اجتماع أستانا الأخير، وهو ما اعتبره البعض بداية لتقسيم سوريا.
من جانبه قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه ستتم مناقشة إقامة مناطق أخرى غير مناطق التهدئة التي نصت عليها مفاوضات أستانا بشأن الأزمة السورية، وأن الدول الضامنة لاتفاق أستانا هي من تستطيع فرض تطبيق التهدئة.
حذر دي ميستورا من أن التقسيم هو خطر يهدد مستقبل سوريا، كما أعلن دي ميستورا أن جولة جديدة من مفاوضات جنيف بخصوص الأزمة السورية ستتم قبل حلول شهر رمضان المبارك أواخر الشهر الحالي، موضحا أنه من الممكن البناء على نتائج اتفاقات أستانا في الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقبلة.
بينما انتقد زعيم حزب "الإرادة الشعبية للتغيير"السوري رئيس منصة موسكو قدري جميل التصريح الأخير للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
أكد أ، "ما قاله دي ميستورا اليوم حول مناطق تهدئة جديدة درءا للتقسيم يحمل خطر التقسيم فعليا اذا تم خارج أستانا و من دون الضامنين الثلاثة".
دي ميستورا
دي ميستورا
أضاف السياسي السوري: "مهمة جنيف اليوم بحث السلال الأربع بالتوازي الحكم، الدستور، الانتخابات، الإرهاب ما يطرحه دي ميستورا الآن خروج عن المقرر الذي لم يبحث فعليا".
فى حين قال مسؤول إغاثة في الأمم المتحدة يان إيجلاند أن المنظمة لديها "مليون سؤال" بشأن الاتفاق الذي أبرمته روسيا وتركيا وإيران، الأسبوع الماضي، بخصوص سوريا ومناطق  وقف التصعيد، منوها إلى ورود تقارير عن تراجع القتال لكن قوافل المساعدات لا تزال معطلة بالكامل تقريبا.
قال إيجلاند "الآن روسيا وتركيا وإيران أبلغتنا اليوم وأمس، أنها ستعمل بشكل منفتح ونشط للغاية مع الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين لتطبيق هذا الاتفاق".
ودخل اتفاق مناطق "وقف التصعيد" في سوريا حيز التنفيذ مطلع الأسبوع الحالي، عقب المحادثات التي جرت في أستانا يومي الأربعاء والخميس الماضيين بحضور ممثلي الدول الضامنة: روسيا وإيران وتركيا، فضلا عن ممثلين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والحكومة السورية والمعارضة، ووقع على إثرها المفاوضون الخميس مذكرة تشمل أربع مناطق في سوريا يشملها خفض التصعيد.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت خرائط لمناطق وقف التصعيد الأربع في سوريا، وأن أكبر منطقة تم إنشاؤها في شمال سوريا، وتشمل ريف إدلب والمناطق المحاذية  - مناطق شمال شرقي ريف اللاذقية، وغربي ريف حلب وشمال ريف حماة، وتمتد المنطقة الثانية شمال ريف حمص، وهي تشمل مدينتي الرستن وتلبيسة والمناطق المحاذية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، وتشمل المنطقة الثالثة الغوطة الشرقية، باستثناء منطقة القابون التي يسيطر عليها بالكامل تنظيم "جبهة النصرة".، أما المنطقة الرابعة فتقع جنوب سوريا في المناطق المحاذية للحدود الأردنية في ريفي درعا والقنيطرة. وتخضع أغلبية الأراضي في هذه المنطقة لما يسمى "الجبهة الجنوبية".، فى الوقت الذي يبلغ فيه عدد مسلحي المعارضة في المناطق الأربع نحو 42 ألف عنصر.
بوجدانوف
بوجدانوف
يأتى ذلك فى ظل محاولات تجريها موسكو للتوسط بين طهران وواشنطن وكذلك الرياض حول الأزمة السورية، بالرغم من تناقض مواقف هذه الأطراف، وهو ما يظهر فى تصريحات ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ، والذى أكد على إنه من السابق لأوانه حاليا الحديث عن نشر قوات أمريكية في أي من مناطق وقف التصعيد في سوريا، مؤكدا أن ذلك يتطلب في أي حال "تنسيقا مع الجهات السورية، لأن سوريا دولة ذات سيادة ولديها قيادة، لذلك يجب بالطبع إجراء مشاورات معها من أجل الحصول على موافقتها".
شدد على أنه يمكن إنشاء مجالس محلية في سوريا تسيطر على مختلف المناطق بعد تحريرها من الإرهابيين، بشرط ألا تستبدل هذه المجالس سلطة الحكومة الشرعية في دمشق.
أضاف بقوله "هناك سؤال يطرح نفسه، كما يبدو لي، من يسيطر على تلك المناطق بعد القضاء على الجماعات الإرهابية الموجودة فيها. ويدور الحديث عن إنشاء مجالس محلية معينة، إلا أنها يجب ألا تستبدل السلطات الشرعية والحكومة في دمشق. ويجب ألا يتطور الوضع في الواقع باتجاه انهيار الدولة".، مضيفا  "ذلك يتطلب بالطبع تنسيق كافة الخطوات بين المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري النظامي. وذلك يتطلب إيجاد حلول سياسية وليس فقط عسكرية".
قال بوجدانوف إن ترسيم حدود مناطق وقف التصعيد سيتم نتيجة المفاوضات في إطار فريق عمل خاص على مستوى الخبراء والعسكريين في أستانا، مؤكدا ضرورة مشاركة الولايات المتحدة والأردن في هذا العمل، مشيرا إلى أن مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الأزمة السورية "ليست ايديولوجية"، قائلا إن الرئيس دونالد ترامب والمقربين منه "أشخاص من قطاع الأعمال وعليهم أن يفكروا بشكل عملي، ونأمل في أن الحياة ستسمح بترتيب كافة الأمور في نهاية المطاف".
أوضح بوجدانوف إلى أن تقريب مواقف إيران والولايات المتحدة بشأن سوريا أمر صعب، موضحا أن واشنطن رحبت بعملية أستانا عموما، لكنها ترى أن "إيران تلعب دورا غير بناء" في المنطقة،"بطبيعة الحال يوجد هنا تناقض ومشكلة، وذلك يتطلب بذل مزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية، ونحن سنواصل العمل".
مناطق امنة فى سوريا
مناطق امنة فى سوريا مطلب متزايد
وعلى صعيد أخر كثف الطيران الحربي الأمريكي والبريطاني عملياته الاستطلاعية قرب حدود روسيا الشمالية الغربية وأماكن مرابطة القوات الروسية في سوريا.
كشفت بيانات مواقع الكترونية معنية برصد تحركات الطيران الحربي، أن طائرات استطلاع تابعة لسلاح الجو والبحرية في الجيش الأمريكي وسلاح الجو البريطاني قامت بتحليقات عدة قرب حدود مقاطعتي مورمانسك وكالينينغراد الروسيتين وقرب مركز الإمداد المادي التقني الروسي في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في سوريا، حيث ترابط مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية.
وتشير البيانات إلى أن طائرة " P-8A Poseidon " تابعة لسلاح البحرية الأمريكي رقمها 168852 أقلعت من قاعدة  سيغونيلا في صقلية، وقامت بالتحليق بمحاذاة السواحل السورية، واقتربت من خط الساحل على بعد 40-50 كلم في مناطق التواجد العسكري الروسي في طرطوس وحميميم.

شارك