"خلايا داعش النائمة".. "حائط الصد" أمام القوات العراقية

الأربعاء 17/مايو/2017 - 03:01 م
طباعة خلايا داعش النائمة..
 
مع تقدم القوات العراقية في معركتها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي استطاع التنيظم السيطرة عليها في يونيو 2014، بات التنظيم يتحدي القوات العراقية عن طريق "الخلايا النائمة" والتي تتصاعد وتيرة هجماتها على قوات الأمن والمدنيين.
خلايا داعش النائمة..
يأتي ذلك عقب مرور أكثر من عامين على إعلان اكتمال العمليات العسكرية في محافظة ديالى وعاصمتها مدينة بعقوبة شرقي العراق بطرد تنظيم "داعش"، حيث أن قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة بدأت  منذ أسبوع بشن عملية عسكرية كبيرة بدعم من طيران الجيش لإنهاء وجود الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في القرى الواقعة شرق محافظة ديالى العراقية.
وفي وقت سابق شّنت القوات المشتركة عملية عسكرية بدعم من الطيران الحربي بمناطق حوض الندا ووادي ثلاب وتلال قزلاق الواقعة شرق المحافظة لملاحقة عناصر داعش.
وكان قال الرائد في الشرطة العراقية مهند العنبكي إن قوات من الفرقة الخامسة من الجيش والشرطة المحلية شنت ظهر اليوم عملية عسكرية في القرى التابعة لناحية المقدادية شرق محافظة ديالى لإنهاء وجود الخلايا النائمة والمقرات التي يتم فيها إيواء مقاتلي التنظيم من الأجانب.
وأوضح العنبكي أن مروحيات الجيش العراقي شاركت في العملية وقصفت مقرات ومخازن للأسلحة تابعة للتنظيم ضمن مناطق وعرة لا يمكن للعربات العسكرية وصولها.
ومع أن ديالى تعتبر خالية تماما من داعش، إلا أن مسلحي التنظيم يتسللون أحيانا إليها خصوصا من هضاب حمرين شمال المحافظة.
وتعد هذه الخلايا عبارة عن منتمين للتنظيم بشكل سري، ويعملون على شن هجمات خاطفة، سواء عمليات اغتيال أو هجمات بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة ضد أهداف عسكرية وأخرى مدنية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، فإن هذة العملية تكشف عن أن الخلايا النائمة لداعش قادرة على توجيه ضربات إلى القوات العراقية والمدنيين معا حيث أكدت مصادر أمنية من غرب الموصل، فى وقت سابق أن داعش قتل مدنيين، لأنهم لم يسمحوا للتنظيم بنشر قناصته فوق أسطح منازلهم، ووضع قاذفات صواريخ عليها كما عمد التنظيم إلى تصفية من اشتبه بأنهم سربوا معلومات أو حتى حاولوا الفرار من مناطق سيطرته.
وقالت المصادر من داخل الجزء الغربي للموصل إن تنظيم  داعش لم يتردد في قتل 15 مدنيا في أحياء الرفاعي والصحة في  الساحل الأيمن للموصل لرفضهم السماح بوضع قاذفات صواريخ على أسطح منازلهم".
خلايا داعش النائمة..
كان نقيب في الجيش العراقي شمال شرقي ديالى، قال إن مناطق شمال شرق بعقوبة واسعة، وتضم عشرات القرى ومساحات زراعية شاسعة، ولا يمكن لقوات الجيش والشرطة السيطرة المطلقة على تحركات الخلايا النائمة فيها، موضحًا أن تنظيم داعش الإرهابي خسر معركته المباشرة ضد الجيش في المحافظة، واعتمد سريعا على إستراتيجية التخفي والعمل سرا لإرباك الوضع الأمني، وهذا ما حصل في بعض المناطق، حيث هاجم عناصر التنظيم مواقع للحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة)، وأخرى للحشد العشائري قوات سنية موالية للحكومة)، والقوات الأمنية.
وتحاول قوات الجيش والشرطة في ديالى منع تسلل عناصر "داعش" من المناطق المتاخمة لمحافظتي صلاح الدين وكركوك، خصوصا المنطقة الممتدة بموازاة سلسلة جبال حمرين وناحية العظيم.
ووفق وكالة رويترز فقد قال حبيب الشمري، وهو ضابط برتبة نقيب في الشرطة، إن "تصاعد وتيرة هجمات عناصر داعش خلال الأيام القليلة الماضية دفع القيادة العسكرية إلى تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مناطق شمال شرقي ديالي، للقضاء على خلايا داعش والمساندين لهم، لكن هناك مشكلة تواجه القوات الأمنية تتعلق بقلة تعاون المدنيين في الإبلاغ عن هذه العناصر، مضيفًا أن نقص عدد القوات، لاسيما قوات الجيش التي أرسل قسم منها خارج المحافظة للمشاركة في العمليات العسكرية سواء في (مدينة) الموصل (شمال) أو صلاح الدين، مكّن الخلايا النائمة لداعش من التحرك بحرية أكبر وتنفيذ هجمات تستهدف القوات الأمنية دون التعرف على هوياتهم.
وأوضح الضابط العراقي أن بعض هجمات الخلايا النائمة تستهدف تعطيل المشاريع المهمة في المحافظة، ومنها أبراج نقل الطاقة الكهربائية الواصلة من إيران، بغرض إرباك الوضع وإثبات أن داعش لا يزال موجودا في المحافظة"، الواقعة على الحدود مع إيران، ويقطنها خليط من العرب السنة والشيعة والكرد.
وفي يونيو 2014، سيطر داعش على مناطق واسعة في ديالى، ونفذت قوات من الجيش العراقي، مدعومة بالتحالف الدولي، عمليات عسكرية تمكنت خلالها من تحرير جميع المناطق، قبل نهاية 2015.
وتقول الحكومة العراقية إنها ستتجه إلى تحرير قضاء الحويجة ومناطق أخرى في البلاد، بعد اكتمال عملية تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى، التي استعادت القوات العراقية معظمها، ضمن حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي.
وكانت تمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية، بدأت في  أكتوبر2016، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت  فى معارك الجانب الغربي كما نجحت في استعادة أكثر من نصف مساحة الجانب الغربي لمدينة  الموصل ، وسط تراجع لقدرات تنظيم داعش القتالية بسبب محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرته من جميع الجهات واستهداف ضربات الطيران العراقي و  التحالف الدولي لمقراته وتجمعاته .
 ويبدو أن القوات العراقية ستدخل تحد كبير في ظل استهداف الخلايا النائمة للمناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش.

شارك