تزايد النفوذ الإيرانى "يؤسس" لمواجهة "وشيكة" مع واشنطن بالشمال السوري

الخميس 18/مايو/2017 - 04:14 م
طباعة تزايد النفوذ الإيرانى
 
يبدو أن تزايد النفوذ الإيرانى على النظام السورى سوف "يؤسس " لمواجهة " وشيكة " مع الولايات المتحدة الامريكية فى بالشمال السورى حيث تخطط  إيران لإنشاء ممر جديد يحقق طموحها بالوصول المباشر إلى مياه البحر الأبيض المتوسط ليحل مكان المخطط القديم.
تزايد النفوذ الإيرانى
ولكن يبدو ان نشر  الولايات المتحدة لأعداد، ولو محدودة، من الجنود في الشمال السوري إلى جانب وحدات كردية، طهران على تعديل المسار القديم وتم نقل الخط البري الإيراني المفترض، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، 220 كلم جنوباً، حيث تخطط طهران للسيطرة على بلدة الميادين في  دير الزور بعد السيطرة الكاملة على بلدة البْعاج العراقية، وذلك بأوامر من قائد فيلق القدس، الجنرال  قاسم سليماني، وأمين عام منظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي، هادي العامري كما نقلت الغارديان عن مسؤولين عراقيين أن المسار الجديد سيمر من دير الزور إلى منطقة السخنة المجاورة، ومنها إلى  تدمر، ومن ثم إلى دمشق، ومن هذه النقطة، يفتتح الطريق إلى اللاذقية والبحر الأبيض المتوسط، وهو أمر يضمن لإيران طريق إمداد بديلا لمياه الخليج التي تخضع للرقابة المشددة.
 وكانت مدينتا الموصل وحلب الطريق لتحقيق حلم إيران القديم، بإنشاء ممر إلى البحر المتوسط. اليوم غيَّرت طهران مسار أحد ممراتها الأرضية التي تسعى لإقامته، خوفاً من التواجد العسكري الأمريكي المتنامي في المناطق الكوردية بسوريا إلا أن الحرب في سوريا، رسمت أبعاداً جديدة وغير متوقَّعة، ما جعل من "حلم إيران بالممر" مهمةً صعبةً والممر الجديد لإيران انتقل 140 ميلاً (225.31 كم) جنوباً، لتجنُّب تجمُّعٍ للقوات الأمريكية حُشِدَ لمحاربة تنظيم الدولة. وستستخدم طهران الآن مدينة الميادين التي يحتلها داعش كمركزٍ لها في شرقي سوريا، مُتجنِّبةً بذلك منطقة الشمال الشرقي التي يتواجد بها الكورد، وهي المنطقة التي بحث القادة الإيرانيون في السابق جعلها طريقاً مهماً لهم.
واقتربت قوات الحشد الشعبي من بلدة البعاج العراقية، التي تُمثِّل رابطاً رئيسياً في ممر إيران الجديد، كما أنَّها المنطقة المعروفة بأنَّ أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، كان متمركزاً فيها معظم السنوات الثلاث الماضية وأضافت المصادر العراقية للغادريان: "إنَّهم يبذلون كل ما في وسعهم لإقامة هذا الممر بأسرع ما يمكنهم. وهذا يعني الانتهاء من البعاج بأسرع ما يمكنهم، ومن ثَمَّ طرد داعش من الميادين ودير الزور. إنَّهم يريدون القيام بذلك قبل وصول الأمريكيين إلى هناك".
وقال المراقبون: "إنَّ داعش يقاتل بضراوة للدفاع عن البلدة، التي ظلَّت بؤرة للمقاتلين السلفيين الجهاديين منذ الغزو الأمريكي للعراق قبل 14 عاماً " ويعتقد مسؤولو الاستخبارات في المنطقة، أنَّ البغدادي كان في المنطقة معظم شهر مارس 2017م  ، فيما ذكرت تقارير أنَّه كان هناك أيضاً في فبراير ، وكذلك خلال معظم معركة استعادة الموصل وفي حال سقوط البعاج، فسيكون ذلك مدمِّراً لتواجد داعش الآخذ في التقلُّص بالعراق، ما يعني أن أجزاء من محافظة الأنبار ستكون هي آخر معقلٍ للتنظيم في المنطقة ومع فقدان داعش السريع للأرض في العراق، يتحوَّل التركيز إلى المرحلة التالية، وربما الأخيرة من الحرب، والمتمثلة في معركة السيطرة على آخر معاقله في سوريا، التي تشمل الرقة ودير الزور ولم تنته بعد عملية تشكيل القوة التي ستُرسل لاستعادة السيطرة على كلتا المدينتين  فيما أعلن مسؤول أميركي  أن الرئيس دونالد ترمب وافق على تسليح وحدات حماية الشعب الذين يواجهون تنظيم داعش في سوريا، وذلك رغم معارضة الحليف التركي الذي ينتقد بشدة الدعم الأمريكي المقدم لوحدات حماية الشعب باعتبارها موالية لحزب العمال الكوردستاني.
هذا التدافع السياسي جعل ساحة المعركة في سوريا أكثر تعقيداً، حتى أجبر إيران على تغيير مسار أحد أهم أهدافها طويلة الأمد، في الوقت الذي كان يبدو إحرازها للتقدُّم فيه أمراً أكيداً وكان ممرها القديم في سوريا يتميز بعبوره من الحدود الإيرانية إلى مدينة جلولاء العراقية في محافظة ديالى، ثُمَّ عبر جنوبي الموصل إلى الشرقاط، وبعد ذلك شمالاً إلى تلعفر أما الآن، فقد أدخل الاتجاه غرباً مروراً بسنجار، القوات المدعومة إيرانياً في مواجهةٍ مباشرة مع داعش، الأمر الذي يخدم هدفاً مزدوجاً يتمثَّل في القيام بدورٍ أكبر في الحرب ووضع حجر أساسٍ على طول المسار الجديد.

تزايد النفوذ الإيرانى
ويقول المسؤولون العراقيون إنَّ الطريق الذي اختير حديثاً يعبر من دير الزور إلى السخنة وحتى تدمر، ثُمَّ دمشق، باتجاه الحدود اللبنانية، حيث يمكن تحقيق الهدف الرئيسي لدعم حزب الله عن طريق المقايضات الديمغرافية ومن هناك، يوجد تصوُّر لممرٍّ يصل إلى اللاذقية والبحر المتوسط، الأمر الذي يمنح إيران خطَّ إمدادٍ يتجنَّب مياه الخليج العربي، التي تعجُّ بدوريات المراقبة.
 الولايات المتحدة  وفى محاولة منها لتدراك الامر  اكدت فى  تهديد غير مباشر  على لجم النفوذ الإيراني في   سوريا،  حيث قالت نيكي هالي، سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة فى وقت سابق  إن بلادها تدعم محادثات السلام السورية التي تقودها المنظمة الدولية، قائلة إن سوريا يمكن ألا تظل "ملاذا آمنا للإرهابيين" وإن من المهم "إخراج  إيران ووكلائها وقالت  للصحفيين  بعد أن أطلع وسيط الأمم المتحدة لدى سوريا ستافان دي ميستورا مجلس الأمن في جلسة مغلقة، على المحادثات التي جرت على مدى عشرة أيام في جنيف بين الأطراف المتحاربة في سوريا وانتهت الأسبوع الماضي "  تعتقد أن من الضروري تنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران إلا أنها أكدت أن "الولايات المتحدة تدعم تماما ستافان دي ميستورا والعمل الذي يقوم به، ونحن ندعم عملية الأمم المتحدة وندعم المحادثات في جنيف ونرغب في استمرارها."
وأضافت "الأمر يتعلق كثيرا بحل سياسي الآن... وهذا يعني في الأساس أن سوريا يمكن ألا تظل ملاذا آمنا للإرهابيين .. علينا أن نعمل على إخراج إيران ووكلائها، وعلينا أن نتأكد أننا كلما أحرزنا تقدما فإننا نؤمن الحدود لحلفائنا أيضا"  كما سبق واكدت على أنها ترى أن تغيير  النظام في  سوريا إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد  ترمب وقالت هيلي، في مقابلة مع برنامج "ستيت أوف ذا يونيون"  الذى يبث   على شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية  إن أولويات  واشنطن هي هزيمة تنظيم  داعش والتخلص من  النفوذ الإيراني في سوريا وإزاحة  الأسد.
وما اكد على حديثها التصعيد الميداني، فقد شهدت الأيام الماضية تدخلاً أميركيا "أفعل" في المشهد السوري، من خلال دعم مجموعة "  قوات سوريا الديمقراطية" ، كما نشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سوريا، دعماً للهجوم على معقل  داعش الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي الذى أضاف  أن جنودا من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت بطارية "هاوتزرز" من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سوريا وأن مشاة البحرية "مستعدة للقيام بمهمتها" في دعم هجوم  الرقة.
 مما سبق نستطيع  التأكيد على انه يبدو ان تزايد النفوذ الإيرانى على  النظام السورى  سوف "يؤسس " لمواجهة " وشيكة "  مع الولايات المتحدة الامريكية خاصة فى الشمال  السورى الذى  تخطط  إيران لإنشاء ممر جديد يحقق طموحها بالوصول المباشر إلى مياه  البحر الأبيض المتوسط.


شارك