الانشقاقات تضرب المعارضة السورية..وجدل حول دور الناتو فى سوريا

الأحد 21/مايو/2017 - 08:35 م
طباعة الانشقاقات تضرب المعارضة
 
فى الوقت الذى تتواصل فيه محاولات التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية عبر تفاهمات أممية مع فصائل المعارضة والحكومة السورية، ضربت الانشقاقات فصائل المعارضة، وخاصة الهيئة العليا للمفاوضات التى باتت تقف أمام مفترق خطير بعد الخلافات التي ظهرت للعلن في اليومين الأخيرين من جولة المحادثات السادسة في جنيف، ويبرز الخطر الرئيسي يكمن أساسا في تعليق ثمانية فصائل من الجيش الحر مشاركتهم في اجتماعات وفد الهيئة العليا
أعلن نواب سوريون أن دمشق مستعدة، من أجل الحفاظ على وحدة البلاد، للاتفاق مع التشكيلات الكردية، التي تهاجم مدينة الرقة، على إعادتها إلى السلطات السورية بعد تحريرها من "داعش".

الانشقاقات تضرب المعارضة
وقال النائب ساجي طعمة إن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل الكرد عمودها الفقري، سبق أن حررت مناطق عديدة ثم سلمتها إلى السلطات السورية، التي تعول الآن على أن تعيد "قسد" الرقة بعد تحريرها إلى سيطرة دمشق". وأشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" بنظر السلطات السورية، هي قوة معارضة بناءة، غير أن مصير الرقة يبقى معلقا بعد تحريرها. فقد أعلن الكرد منذ بداية عملية تحريرها عن احتمال ضمها إلى منطقة الحكم الذاتي، التي شكلت عام 2016 في شمال سوريا. ثم أعلنوا أن مصير المدينة يقرره سكانها. وبحسب آخر المعلومات، تنوي "قوات سوريا الديمقراطية" تسليم إدارة المدينة بعد تحريرها إلى مجلس المدينة، الذي سيعلن لاحقا ولاءه لدمشق.
ويري محللون أن موقف دمشق تغير في الفترة الأخيرة من الكرد، فبعد أن كانت تتهمهم بتقويض وحدة البلاد، أصبحت تتحدث عنهم بلهجة مغايرة، ورحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بموقف الكرد والعمليات التي يقومون بها في الرقة؛ مشيرا إلى أنها تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد. وقال خبير رابطة المحللين السياسيين العسكريين أوليج جلازونوف إن الولايات المتحدة تحول الكرد تدريجيا إلى قوة يجب على دول المنطقة بما فيها سوريا أخذها بالاعتبار؛ لأنها "بالنسبة إلى واشنطن ستكون أداة لتنفيذ سياستها في الشرق الأوسط. وعمليا سوف يسيطر الأمريكيون على جزء من الأراضي السورية. وإن دمشق تسعى بتغيير لهجتها مع الكرد، للتحاور معهم والتشاور بشأن مستقبل سوريا".
من ناحية أخري كشفت تقارير اعلامية أن الهيئة العليا للمفاوضات تقف أمام مفترق خطير بعد الخلافات التي ظهرت للعلن في اليومين الأخيرين من جولة المحادثات السادسة في جنيف، وأن الخطر الرئيسي يكمن أساسا في تعليق ثمانية فصائل من الجيش الحر مشاركتهم في اجتماعات وفد الهيئة العليا مع المبعوث الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، والعودة عن هذا القرار بعد ضغوط دولية ومن داخل الوفد للقبول بتمرير اليوم الأخير المتبقي من المحادثات والتفرغ لحل المشاكل بعد نهاية الجولة.
ويري محللون أن الهيئة أمام انفجار داخلي ولعدة أسباب، أهمها عدم قبول "الداخل الثوري" للمعارضة بآلية عمل الهيئة وخاصة لاتخاذها قرارات فردية من دون الرجوع إلى مكونات الثورة أو التشاور معها، خاصة وأن هناك أصواتا داخل الهيئة طالبت بتغيير بعض الشخصيات والفصائل غير الفاعلة والتي لم يعد وجود لها على الأرض، وزيادة حصة "الجبهة الجنوبية" من التمثيل، بالإضافة إلى ملئ مقاعد من قاطعوا اجتماعات الهيئة، مثل أحمد الجربا ومعاذ الخطيب ولؤي حسين بشخصيات أخرى أكثر حضورا وفعالية، كما أن التحدي الأكبر أمام الهيئة في المرحلة الحالية هو وضع آلية تناوبية لرئاسة الهيئة.

الانشقاقات تضرب المعارضة
وقبيل ختام جولة المحادثات السادسة في 19 مايو الجاري، كشفت تقارير أن الاجتماع الأخير للهيئة العليا مع سفراء مجموعة من الدول الداعمة لسوريا كان قاسيا جدا، المصدر المعارض أكد أن السفيرين البريطاني والفرنسي اللذين حضرا الإجتماع كانا الأكثر قسوة على أعضاء الهيئة، وحذروها من عواقب تصرفاتها تجاه مسار محادثات جنيف وكذلك تجاه الوفد التفاوضي.
يذكر أن الهيئة العليا للمفاوضات طلبت عقد اجتماع موسع وعاجل في 29 مايو الجاري، حيث أكد المصدر المعارض أن طرح إعادة عقد مؤتمر عام وإجراء انتخابات جديدة من بين الأعضاء الذين لا يتبعون لمحاصصة أو لولاءات معينة مسألة واردة أيضا، وتتواصل التحضيرات لعقد اجتماع للأعضاء المستقلين في الهيئة العليا للمفاوضات، وهم مجموعة من 52 عضوا شكلت نصف تعداد من حضروا مؤتمر الرياض.
ومن المقرر عقد هذا الاجتماع قبل نهاية مايو الجاري، والهدف منه تحديد موقفهم من الهئية العليا والائتلاف السوري المعارض، خصوصا أن الإئتلاف غير راض عن تصرفات الهيئة العليا وينتظر عقد اجتماعات داخلية للائتلاف لتحديد موقفه منها.

الانشقاقات تضرب المعارضة
تجدر الإشارة إلى أن تغيير قيادة الائتلاف واستلام المعارض رياض سيف منصب الرئاسة من شأنه أن يتوجه نحو استبدال أعضائه في الهيئة العليا بأعضاء جدد تتناسب سياستهم مع القيادة الجديدة، وتبدو الهيئة العليا أنها في ورطة حقيقية ويأمل من هذا التحرك الحالي أن يصحح المسار العام للمعارضة.
على صعيد أخر تدعم القيادة العسكرية للناتو فكرة انضمام الحلف إلى التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق، وصرح بذلك رئيس اللجنة العسكرية للحلف بيتر بافل عقب انتهاء اجتماع اللجنة على مستوى رؤساء هيئات الأركان في بروكسل. 
ويري متابعون أن هذا تصريح خطير، لأن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج سبق له أن أعلن عن معارضة غالبية الدول الأعضاء إشراك الحلف في التحالف.
أضاف أن "الإرهاب - ليس "داعش" فقط. إنه أوسع بكثير، لذلك فإن الصراع مع الإرهاب لا يعني دحر "داعش" جسديا فحسب، بل ويجب دحر أفكاره، وأن "تحرير الموصل أو الرقة لن يضع نهاية له؛ لأن هناك عناصر دينية واقتصادية واجتماعية يجب أخذها بالاعتبار"، ولكنه لم يوضح كيف سيساهم الناتو في هذا الأمر.
سبق وأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائها الرئيس بوتين يوم 2 مايو الجاري، عن أهمية "الاستراتيجية المزدوجة للحلف تجاه روسيا". فمن جانب، يجب وفق رأيها الحوار مع موسكو. ومن جانب آخر، "استعراض استعداده للدفاع عن جميع أراضيه".
ير أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أشارت مرة أخرى إلى أن "الحلف لا يقوم بمهمته في حفظ الأمن الأورو-أطلسي، كما أعلن سابقا". وهو "يتحدث عن مخاطر وهمية افتراضية؛ ما يحول أنظار المجتمع الدولي عن المخاطر الحقيقية. وبدلا من توحيد الجهود لمحاربة "داعش" والإرهاب الدولي، يحاول تفرقتنا باختلاق أساطير وهمية عن الروس".

شارك