مع إقتراب "نهاية" داعش بالموصل .. تجدد الجدل حول قيام التنظيم بإستخدام السلاح الكيماوي

الإثنين 22/مايو/2017 - 03:56 م
طباعة مع إقتراب نهاية داعش
 
يبدو أن الجدل حول إمتلاك تنظيم داعش الدموي  للسلاح الكيماوي  لم ينتهي فمع إقتراب "نهاية"  التنظيم بمدينة الموصل  العراقية تجدد الجدل حول قيامه بإستخدامه  فقد تم الكشف  مؤخرا عن وثائق تؤكد قيام تنظيم  داعش بانتهاكات وجرائم ضد الإنسانية، فقد ذكر تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، أن المتطرفين كانوا يجرون تجارب على الأسرى والمساجين بطرق لا تختلف عن تلك التي اتبعها النازيون في ألمانيا.

مع إقتراب نهاية داعش
وأفاد التقرير أن التنظيم كان يصنع  الأسلحة الكيمياوية مستغلاً المختبرات المتطورة في جامعة  الموصل. ولم يجد الإرهابيون طريقة لتجربة هذه الأسلحة إلا على المعتقلين لديه من جهتها، عثرت  القوات العراقية على وثائق تشير إلى قيام "داعش" بتعريض المعتقلين لمركبات كيمياوية مكونة من مبيدات الآفات والنيكوتين وغيرها من المواد الضارة، والمتوفرة بكثرة في الأسواق وتعتبر هذه المواد بمثابة السم المثالي لصعوبة كشف آثارها كما هي لا تسبب الوفاة بشكل مباشر بل تأخذ أياماً حتى تودي بحياة الشخص ولم يبلغ خطر الأسلحة الكيمياوية التي يمتلكها التنظيم ذورته بعد، حيث حذرت الصحافية من أن "داعش" يمتلك المزيد من المواد السامة التي قد يخطط لاستهداف دول غربية بها.
 يذكر أن استخدام داعش للسلاح الكيماوي ليس بجديد فقد كشف سابقاً من قبل وزارة شئون البيشمرجة في كردستان العراق، أن عناصر تنظيم "داعش" أطلقوا قذائف مورتر تحتوي على غاز الخردل على مقاتلي البيشمركة الكردية خلال اشتباكات شمال العراق في أغسطس 2015م ، وأن فحوصاً أجريت على عينات دم أخذت من حوالي 35 مقاتلاً كردياً تعرضوا للهجوم جنوب غربي أربيل عاصمة الإقليم، إلى جانب فحوص أجريت لجروح المصابين أظهرت "أعراض الإصابة بغاز الخردل"، وأن العينات أرسلت إلى مختبر خارج العراق لتحليلها بمساعدة أعضاء التحالف الدولي ضد "داعش"؛ ولكنها لم تفصح عما إذا كان أحد من مقاتلي البيشمركة قد توفي نتيجة الهجوم، أو مدى خطورة إصاباتهم "

مع إقتراب نهاية داعش
وهو ما أكده هاميش دي بريتون، الخبير البريطاني في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية، بقوله أن داعش ربما استخدم غاز الخردل الأكثر فتكًا بـ3000 مرة من غار الكلور ضد قوات البيشمركة العراقية في هجوم أخير، مرجحًا حصول داعش على كمية من الغاز السام بعد استيلائه العام الماضي على مخزن المثنى الذي يبعد 72 كلم غرب العاصمة العراقية بغداد، الذي كان تحت حراسة مشددة من قبل الجيش العراقي باعتباره يضم مخلفات من سلاح كيماوي، يعتقد أنه كان بحوزة نظام صدام حسين.
"ديلي تلجراف" البريطانية، كشفت ايضا عن أن قوات ألمانية دربت مقاتلين أكراد في العراق أكدت أن داعش استخدم أسلحة كيماوية ضد ميليشيات كردية في هجوم سابق وقالت فى رسالة عاجلة إلى وزارة الدفاع في برلين " أنه بعد جمع شهادات من جنود في البيشمركة العراقية، أكدوا تعرضهم لحروق في مناطق مختلفة من أجسامهم، فضلا عن شعورهم بصعوبة في التنفس جراء هجوم داعش، وأن خبراء من أمريكا وفرنسا قدموا، إلى كردستان العراق للتحقق من الأمر، وأخذ عينات من المواد الكيماوية المستخدمة" .
وكشفت نفس الصحفية فى 14 مايو 2015م على لسان روجر نوبل القائد العسكري في قوات التحالف بالعراق، أن تنظيم "داعش" قد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيمياوية في الموصل ومناطق أخرى بالعراق و إن لجوء داعش" للكيمياوي قد يكون على وجه الخصوص في مدينة الموصل، فيما حاولت القوات العراقية مهاجمة الموصل واستعادتها من التنظيم الذي يسيطر عليها منذ عامين تقريباً، وأن التنظيم قد يلجأ إلى الهجمات الكيمياوية كما فعل مع القوات الكردية وهو ما اكده إعلان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان عن وجود "دلائل" تؤكد استخدام تنظيم داعش أسلحة كيميائية في العراق عندما قال مخاطبا العسكريين الفرنسيين الذين يدربون قوات البشمركة في إربيل (شمال العراق) إن "داعش يستخدم جميع الوسائل ولدينا هنا دليل على استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين والقوات المحلية".

مع إقتراب نهاية داعش
كما كشف الجيش الأمريكي في 30 يناير 2015م أن قتل "أبو مالك" في قصف جوي لقوات التحالف بالعراق، تم لأسباب متعلقة بخبرته فى مجال الأسلحة الكيميائية في حقبة نظام الرئيس صدام حسين، خاصة بعد استيلاء التنظيم على شحنات كيميائية كان يمتلكها الجيش السوري ومصانع تابعة للجيش العراقي؛ شمال غرب بغداد وقالت جنيفر بساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "بلغنا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام احتلت مجمع المثنى شمال غرب بغداد"، وأنها لا تعتقد أن بوسع هؤلاء المقاتلين إنتاج أسلحة كيميائية يمكن استخدامها؛ بسبب تقادم المواد التي قد تكون لا تزال موجودة في المصنع، وأن الولايات المتحدة تبقى قلقة حيال سيطرة تنظيم "داعش" على أي موقع عسكري"
في سبتمبر 2014م، شهدت ناحية الضلوعية شمالي بغداد التابعة لمحافظة صلاح الدين اعتداءً من تنظيم داعش بغاز الكلور؛ تسبب باختناق نحو 15 شخصاً نقلوا على إثره إلى مستشفى البلدهة وفي مارس 2015م، قصف تنظيم داعش قضاء الدور في محافظة صلاح الدين شمال بغداد بقذائف محشوة بغاز الكلور .

مع إقتراب نهاية داعش
التنظيم نفسه أعلن عن أنه يبذل ما في وسعه لامتلاك أسلحة كيماوية استعدادًا لخوضه حربًا برية مرتقبة، ضد قوات التحالف الدولي التي تقودها أمريكا ضد التنظيم، في سوريا والعراق على أبو محمد الأنصاري، أحد أفراده الذى قال على الموقع الرسمي للتنظيم، " أن التنظيم يسعى جاهدًا لتطعيم أسلحته بالسلاح الكيماوي في الفترة الحالية" وأعلن في مقالة نشرت في مجلة دابق أن بمقدوره شراء سلاح نووي من باكستان في غضون عام، وأنه بصدد تنفيذ عملية كبرى تتضاءل أمامها أي عمليات سابقة.
هذا وقد أكدت العديد من التقارير الموثقة حصول التنظيم على السلاح الكيماوي من مصدرين هما:
الأول: مخازن النظام السوري الذي اعترفت حكومته في عام 2013 بامتلاك كميات كبيرة من المركبات الكيميائية عندما وافقت على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيميائية.
الثاني: السلاح الكيماوي الذي كان يتواجد في مستودعات للأسلحة الكيماوية من عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ولم تتمكن القوات الأمريكية من العثور عليه وقام الضباط العراقيين المنخرطين حالياً في صفوف "داعش" بالكشف عن هذه المواقع والمستودعات واستخرجوا منها كميات تستخدمها داعش في نشاطها العسكري حاليًا.

مع إقتراب نهاية داعش
وهو الامر الذى يعد دليلاً على أن متطرفي داعش أصبحوا يملكون مخزوناً من الأسلحة الكيماوية في العراق وسوريا ، تؤكد عليه العديد من الشواهد والتى على رأسها :
1- أن تنظيم داعش يعتبر السلاح الكيماوي " آلة للترويع" ستخدم وجوده فى أى معركة موجهة ضده ولاسيما معركة الموصل
2-  حرص التنظيم على مدار عامين على جلب العدد من الخبراء في الكيماء إلى معقليه الأساسيين الرقة السورية والموصل العراقية وهو ما يحمل دلالة غير محمودة العواقب .
3-  تم العثور في عام 2014م على ملفات في الكمبيوتر الخاص بأحد عناصر التنظيم، بأحد مقرات داعش في إدلب شمال سوريا، تتضمن شرحًا مستفيضًا لكيفية صناعة سلاح بيولوجي وكيماوي فتاك.
4-  تم رصد استخدام داعش لقنابل الكلور السام بشكل متكرر ضد عناصر الجيش العراقي بعد زرعها في الطرق، قيل إنها احتوت على مادة الكلور السائل الذي يتحول إلى غاز فور انفجاره.
5- وجود عشرات المستودعات التي تحتوي على كميات من مواد تستخدم في تصنيع الأسلحة الكيمائية، إضافة إلى آلاف الصواريخ المعدة للاستخدام الكيمائي التى استولت عليها داعش في العراق وسوريا مما قد يكون قد أتاح له فرصة إنتاج سلاح كيماوي .
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه بشكل عام إستخدام داعش للاسلحة الكيمياوية ربما تحوله معركة الموصل من مجرد شبح يخشاه العالم الى حقيقة واقعية .

شارك